دراسة تنجح في التنبؤ بـ”تحولات كارثية" في الأنهار قبل وقوعها
٢٤ سبتمبر ٢٠٢٤
ما هي ظاهرة تحول مجرى النهر أو انقطاعه وما العوامل المؤدية لحدوثها؟ وكيف يمكن التنبؤ بموعد ومكان تغير منسوب الأنهار قبل وقوعه لإنقاذ حياة ملايين البشر حول العالم؟
إعلان
في دراسة رائدة لظاهرة طبيعية تعاملت معها البشرية لآلاف السنين ولاتزال تهدد حياة الملايين، تمكن باحثون بجامعة إنديانا بلومنجتون في الولايات المتحدة من الوصول لطريقة يمكن عبرها التنبؤ بشكل كبير بموعد ومكان تغيير الأنهار لمسارها.
ونجح فريق البحث لأول مرة في تحديد العوامل وراء ظاهرة تحول مجرى الأنهار أو انقطاع مياها عن المجرى، وفقًا لموقع ديلي ساينس، حيث وضع الفريق خريطة باستخدام تكنولوجيا الأقمار الصناعية توضح كيفية زيادة احتمالات حدوث انتكاسات بسبب العوامل الطبيعية.
وتحدث تحولات مجرى الأنهار عندما ترتفع مياه النهر فوق التضاريس الطبيعية المحيطة به، وغالبًا ما يكون ذلك بسبب تراكم الرواسب في قاع النهر، وفقًا لموقع جامعة إنديانا بلومنجتون. وعندما يحدث ذلك، قد يفيض النهر فوق ضفتيه ويحفر مسارًا جديدًا. وقد يؤدي هذا إلى فيضانات شديدة حيث يندفع النهر بأكمله عبر مناطق غير مصممة عادةً للتعامل مع مثل هذا الحجم من المياه.
وتقدم الدراسة، والمنشورة في موقع Nature العلمي، إطارًا للتنبؤ بموعد حدوث تلك التحولات أو الانقطاعات المائية. ويقول أستاذ العلوم الجيولوجية بجامعة إنديانا بلومنجتون والمشارك في الدراسة، دوجلاس إدموندز: ”إن التحولات المائية، التي ربما كانت مصدر إلهام لأساطير الفيضانات القديمة، خلقت أكبر فيضانات في تاريخ البشرية ولا تزال تهدد ملايين البشر اليوم. ومع تغير المناخ الذي يغير دورات المياه حول العالم وانتشار البشر في المناطق المعرضة للفيضانات، فإن فهم التحولات المائية والتنبؤ بها لم يكن أكثر أهمية من أي وقت مضى".
المستقبل الآن - مواجهة الأمطار الغزيرة والفيضانات وغيرها
26:06
ويوضح الباحث بقسم علوم الأرض والغلاف الجوي التابع لكلية الآداب والعلوم بجامعة إنديانا بلومنجتون، جيمس جيرون، أن قياس التضاريس حول النهر أمر صعب ويستغرق وقتًا طويلاً بسبب الغطاء النباتي الكثيف حولها. ويقول جيرون: ”لقد استفدنا من قمر صناعي جديد يستخدم الليزر لقياس تلك التضاريس. تخترق هذه التكنولوجيا، التي تسمى الليدار Lidar، الغطاء النباتي للعثور على المناطق المرتفعة العارية من الأرض بما يسمح بإجراء قياسات طبوغرافية دقيقة".
وقام الباحثون بتحليل البيانات من 174 تحولًا لمياه الأنهار حول العالم باستخدام صور الأقمار الصناعية لتتبع حركة الأنهار على مدى العقود العديدة الماضية. وطور الباحثون نموذجًا لوضع خريطة لما أطلقوا عليه ”ممرات التحولات المائية"، أي المسارات الجديدة التي قد تسلكها الأنهار إذا انحرفت عن مسارها الحالي.
فيضانات النمسا وبولندا ورومانيا وجمهورية التشيك في صور!
سدود تنفجر وكميات هائلة من المياه تغمر ضفاف الأنهار ومدنيون يضطرون لمغادرة منازلهم وسط دمار كارثي. تتواصل الفيضانات الشديدة في أجزاء من النمسا وبولندا وجمهورية التشيك ورومانيا وسط توقعات بهطول المزيد من الأمطار الغزيرة.
صورة من: Gabriel Kuchta//Getty Images
فيضانات في أجزاء واسعة في أوروبا
نجم عن هطول الأمطار الغزيرة فيضانات كارثية في أجزاء كبيرة من أوروبا. ففي بولندا وجمهورية التشيك والنمسا، غمرت المياه مناطق بأكملها. وسجلت ست وفيات في رومانيا. وفي النمسا تم إعلان ولاية النمسا السفلى بأكملها منطقة منكوبة، ومن المتوقع هطول المزيد من الأمطار. وفي شرق ألمانيا، يستمر منسوب الأنهار في الارتفاع.
صورة من: David W Cerny/REUTERS
تحطم سد في بولندا
دمار كبير سببته كميات المياه الهائلة في جنوب غرب بولندا. نتيجة لهطول الأمطار الغزيرة، انفجر سد في جبال غلاتزر على الحدود مع جمهورية التشيك. وغمرت المياه بيشكوفيتسه، بينما في كلودزكو المجاورة وصل منسوب المياه إلى 6.84 متراً، أي أكثر من 5 أمتار فوق المستوى المعتاد. ولقي رجل مصرعه في كلودزكو.
صورة من: Mariusz Kula/REUTERS
مساعدات طارئة في جمهورية التشيك
كما غمرت كميات المياه مناطق بأكملها في جمهورية التشيك. تضررت يسينيك وكرنوف على الحدود مع بولندا. وتم إجلاء عشرات الآلاف من الأشخاص، بعضهم بطائرات الهليكوبتر. وفي بعض الأماكن، أصبح الوضع أسوأ مما كان عليه بعد ”فيضان القرن“ في عام 1997. وتناقش الحكومة التشيكية تقديم مساعدات طارئة للمتضررين ودعا الرئيس بيتر بافل إلى إغاثة المتضررين.
صورة من: Gabriel Kuchta/Getty Images
الدلاء لمواجهة مياه الفيضانات
يتكاتف سكان كوزا فودا في رومانيا في مواجهة الفيضانات العارمة. متسلحين بالدلاء والأحذية المطاطية يقومون بإزالة المياه الموحلة من المنازل المتضررة. وأدى المنخفض الجوي القادم من شمال إيطاليا إلى هطول أمطار قياسية، وتوفي ستة أشخاص في رومانيا نتيجة الفيضانات.
صورة من: Andreea Campeanu/REUTERS
"القادم أسوأ"؟
رجل في يسينيك التشيكية يغادر المنطقة التي غمرتها الفيضانات حاملاً كلبه بين ذراعيه. فُقد أربعة أشخاص في جمهورية التشيك، واضطر عشرات الآلاف من المتضررين إلى مغادرة منازلهم، كما أن أكثر من 260 ألف أسرة أصبحت بلا كهرباء. وحذّر رئيس الوزراء بيتر فيالا من أن "الأسوأ لم يتم تجاوزه بعد".
صورة من: David W Cerny/REUTERS
النمسا السفلى منطقة كوارث
في العاصمة النمساوية تراقب الشرطة وفرق الإطفاء نهر فيينا، الذي تغمره المياه الموحلة والتيارات الجارفة، وتتمركز على ضفافه. أُعلنت ولاية النمسا السفلى منطقة كوارث. وأوضح متحدث باسم فرقة الإطفاء النمساوية أن الوضع حتى الآن متوتر ولكنه هادئ، ومع ذلك من المتوقع هطول المزيد من الأمطار مع وجود كميات مائية تصل إلى 60 لتراً لكل متر مربع.
صورة من: Christian Bruna/Getty Images
نهر فيستولا يفيض عن آخره
فاض نهر فيستولا ووصلت المياه الكورنيش حيث انتهز سكان الفرصة لممارسة رياضة المشي هناك. وفي وارسو دعا رئيس الوزراء دونالد توسك مجلس الوزراء إلى اجتماع أزمة لمناقشة مرسوم إعلان حالة الكارثة في جنوب غرب بولندا المتضرر بشكل كبير.
صورة من: Beata Zawrzel/NurPhoto/IMAGO
ارتفاع منسوب المياه في شرق ألمانيا
في شرق ألمانيا يسود القلق مع ارتفاع منسوب المياه. ويستمر منسوب نهر الإلبه في ولاية سكسونيا في الارتفاع، ما يؤدي إلى حدوث فيضانات في الشوارع المحيطة، كما هو واضح في الصورة. وأبلغ مركز الفيضانات في الولاية عن ارتفاع منسوب المياه إلى أكثر من 5.50 متر في دريسدن. إذا ارتفع منسوب المياه فوق ستة أمتار، يتم الإعلان عن ثاني أعلى مستوى إنذار ويصبح من الممكن حدوث فيضانات في المناطق المأهولة بالسكان.