يمكن للتعرض لدرجات الحرارة المرتفعة أن يتسبب في بعض الأضرار الصحية. ولكن ربما لم يتخيل البعض أن الأمر قد يؤدي كذلك إلى تسريع عملية التقدم في العمر، بما يتضمنه هذا من مشاكل صحية. وفق دراسة جديدة. فما القصة؟
تأثير درجات الحرارة المرتفعة على الجسم "يشبه تأثير التدخين وشرب الخمر" صورة من: Andy Wong/AP Photo/picture alliance
إلا أن دراسة حديثة وجدت أن حجم الضرر الذي يمكن أن يتسبب فيه التعرض لدرجات حرارة مرتفعة يمكن أن يحدث أيضًا على المدي الطويل بدون إدراكنا له.
وتوصل علماء في الولايات المتحدة مؤخرًا إلى أن التعرض لفترات طويلة للحرارة الشديدة يمكن أن يغير من سلوك الجينات بشكل يؤدي لإسراع شيخوخة الجسم والتقدم في العمر، وفقًا لموقع راديو NPR الأمريكي.
وحاول الباحثون تحديد تأثير درجات الحرارة على أكثر من 3600 شخص من كبار السن في جميع أنحاء الولايات المتحدة، بداية من أكثر المناطق سخونة حيث ترتفع درجات الحرارة لأكثر من نصف العام ووصولًا إلى أكثر المناطق بردوة حيث ترتفع الحرارة لعدة أيام فقط خلال العام الواحد.
وتتبعت الدراسة، المنشورة في مجلة ساينس Science العلمية، العمر البيولوجي للمشاركين في الدراسة من خلال البحث عن تغييرات دقيقة في الحمض النووي الخاص بهم بعد فترات مختلفة من التعرض للحرارة، من بضعة أيام إلى عدة سنوات.
ويشرح عالم الشيخوخة بجامعة جنوب كاليفورنيا والباحث الرئيسي في الدراسة، إيونيونج تشوي: "بعض الأشخاص يبدو أنهم يتقدمون في العمر بشكل أسرع من غيرهم، وذلك لأن الشيخوخة البيولوجية لا تتطابق دائمًا مع الشيخوخة الزمنية. غالبًا ما يرتبط العمر البيولوجي بآثار كيميائية تتراكم على الحمض النووي للأشخاص بمرور الوقت".
ووجدت الدراسة أن سكان المناطق شديدة الحرارة في الولايات المتحدة "يكبرون بيولوجيًا بنحو 14 شهرًا" عن سكان المناطق شديدة البرودة. فالأشخاص الذين تعرضوا لمزيد من الحرارة على المدى الطويل يتقدمون في السن بشكل أسرع بيولوجيًا من أولئك الذين يعيشون في أماكن أكثر برودة.
ويعني هذا أن تأثير درجات الحرارة المرتفعة على الجسم "يشبه تأثير التدخين وشرب الخمر"، على حد قول تشوي، بما يؤكد على تزايد المخاطر مع تسارع وتيرة تغير المناخ وارتفاع درجات حرارة الأرض.
ويؤكد الباحثون على ضرورة إجراء المزيد من البحث ليس فقط لفهم الظاهرة بشكل أدق، وإنما أملًا في التوصل إلى كيفية منع الضرر أو عكسه.
هكذا تتحدى الشيخوخة
العمر ليس مجرد رقم مكتوب في شهادة ميلادك.. عمرك الحقيقي هو التمتع بالصحة والشعور الداخلي بصغر السن مهما تقدمت السنوات بك.. كيف يمكن أن تحارب الشيخوخة وآثار التقدم في السن؟ نصائح يقدمها الخبراء لشيخوخة سعيدة!
صورة من: Colourbox
الحلوى مضرة للبشرة!
التركيز على الخيارات الصحية كأسلوب حياة من شأنه تعزيز الصحة البدنية والعقلية بل وطول العمر. ينصح الخبراء في موقع aurorahealth، باتباع عدة خطوات بسيطة لتفادى أمراض الشيخوخة والتمتع بصحة جيدة. إذ أنهم يحذرون من الإكثار من تناول الحلوى، مشيرين إلى أن السكر يزيد أيضا من عمر البشرة ويؤدي لفقدان مرونتها وحيويتها، بحسب الموقع الأمريكي المهتم بالأخبار الطبية.
صورة من: picture-alliance/Photononstop/B. Bacou
الذكريات الجميلة والنجاح
أكد البروفيسور كلاوس روترمند، في حواره مع Dw، أن المرء في سن الشيخوخة يحتاج إلى قدر كبير من الثقة بالنفس. وينصح البروفيسور بالتركيز دائما على الأمور الإيجابية، أما السلبية فيجب أن يتعلم الشخص كيفية تقبلها. ويضيف أن الذكريات الجميلة والنجاح الذي يحققه المرء في شبابه، كلها أشياء تجعل من مرحلة الشيخوخة فترة ممتعة.
صورة من: picture-alliance/dpa/J.M. Guyon
الرياضة تحارب الشيخوخة
"الاستمتاع بالحياة مهم للتقدم بالعمر، ولا يتعارض مع تناول الأطعمة المحببة وممارسة الرياضة"، هذا ما أكده البروفيسور برند كلاينه غونك. وأوضح رئيس الجمعية الألمانية لطب الشيخوخة، لـ Dw، أن الرياضة تٌبطئ التقدم بالعمر. وفسر ذلك بأن "الرياضة في الأساس تُجهد الجسم وتُتلف بعض ألياف العضلات ما يسبب الألم.. وهنا يقوم الجسم بترميم تلك الألياف التالفة لنحصل على كتلة عضلية جديدة أكبر من السابقة."
صورة من: picture alliance/PAP
مضادات الأكسدة
مع مرور الزمن يفقد الجسم قدرته على محاربة آثار الجذور الحرة التي تتكون نتيجة التعرض للمواد الكيماوية والملوثات، مما يؤدي للشيخوخة المبكرة. وينصح خبراء الصحة بتناول مضادات الأكسدة مثل الفيتامينات A و C و E وبيتا كاروتين الموجودة في الخضروات الطازجة والفاكهة. والتي تحارب الحرة وتصلح الخلايا وتوقف من تأثيرها عليها والحد من أضرارها.
صورة من: picture-alliance/Photononstop
التأمل ضد الشيخوخة
أكدت سارة لازار، عالمة الأعصاب بجامعة هارفارد، أن التأمل يلعب دورا كبيرا في تأخير الشيخوخة. وأظهرت دراستها في 2005 أن التأمل بانتظام قد يبطئ ضمور الدماغ الطبيعي المرتبط بالتقدم في السن. فالتأمل يحافظ على المادة الرمادية في الدماغ، وهى الأنسجة التي تحتوي على الخلايا العصبية المسؤولة عن معالجة المعلومات، وتتآكل تلك المادة مع التقدم في العمر، حسب المختصين بالأعصاب.
صورة من: Colourbox
علاقات جيدة لعمر أطول
تابعت دراسة هارفارد لتنمية البالغين أكثر من 700 رجل منذ عام 1938. أظهرت النتائج أن العلاقات الاجتماعية الجيدة تعزز الصحة البدنية والعقلية وتقي من الشعور بالوحدة وتطيل العمر وتمنح الشعور بالسعادة. وفسر الخبراء ذلك بأن العلاقات الاجتماعية الآمنة تساعد على تقليل هرمونات الإجهاد مثل الكورتيزول، ما يعنى تأخير شيخوخة الدماغ والجسم. إعداد: سارة إبراهيم