دراسة جديدة تقسم بين سبع مجموعات من أعراض كوفيد-19
٩ نوفمبر ٢٠٢٠
دراسة جديدة أعدت في جامعة النمسا نجحت في اكتشاف بصمة مناعية يتركها فيروس كورونا في جسم الإنسان. ومن شأن النتائج المحصل عليه المساعدة على تطوير لقاح فعال ضد المرض، بعض أن قسّمت الأعراض الطفيفة إلى سبع مجموعات.
إعلان
بات معلوما أن مرض كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا المستجد، يسبب أعراضا تختلف من شخص لآخر. وهذا التباين يتراوح، بين غياب تام لأي أعراض إلى مضاعفات خطيرة قد تتسبب في الوفاة. وقد لقي بالفعل ما يقرب عن مليون و257 ألف شخص مصرعهم بسبب هذا الوباء، وفق أرقام جامعة جون هوبكينز الأمريكية في صباح اليوم الاثنين (التاسع من نوفمبر/ تشرين الثاني).
منذ انتشار الوباء قبل عشرة أشهر والخبراء منهمكون لفك هذا اللغز المحيّر، لماذا يقضي الوباء على أشخاص ويقي آخرين من شره؟! إجابة وافية على هذا السؤال لم يقدمها خبراء الفيروسات بشكل وافي، وإن كانوا قد جمعوا في هذه المدة كميات بيانات لا بأس بها في هذا الاتجاه. دراسة جديدة بالمقابل تدعي أنها قطعت أشواطا في سبيل الحصول على الجواب المنتظر. دراسة أعدها خبراء من جامعة فيينا النمساوية، هدفها تقسيم الأعراض إلى مجموعات وفق خصائصها الجامِعة. وقد اقتصرت فقط على الحالات غير الخطيرة للمرض (أعراض خفيفة)، ونشرت نتائجها في المجلة العلمية الأوروبية "Journal of Allergy and Immunology".
الأنواع السبعة
خلصت هذه الدراسة إلى تقسيم الحالات غير الخطيرة إلى سبعة أنواع أو مجموعات.ويجب التنويه إلى أن هذه الدراسة شارك فيها 109 شخصا سبق لهم أن أصيبوا بفيروس كورونا وتعافوا منه. وجميعهم مرّوا من تطور هيّن لمرض كوفيد-19. إضافة إلى هؤلاء تمت الاستعانة أيضا بـ98 شخصا لم يصابوا أبدا بالفيروس، وهذه الشريحة استعان بها العلماء لمقارنة البيانات المحصلة عليها مع تلك المسجلة من أشخاص أصحاء لم يكن لهم يوما اتصال بالفيروس.
الخلاصة التي توصلت إليها الدراسة هي أن جميع الأعراض الخفيفة يمكن توزيعها أولا إلى نوعين: "نوع بنيوي وآخر عضوي للأعراض الأولية لمرض كوفيد-19" يقول فينفريد بيكل محرر نص الدراسة من جامعة فيينا. والمقصود هنا بالأعراض الأولية، هي الأعراض التي تظهر على المصاب بالفيروس عند بداية المرض وقبل أن يبلغ مراحلة خطرة. والشريحة التي أجريت عليها هذه الدراسة، وكما تمت الإشارة سابقا، هي التي لم يتطور المرض لديها إلى مستوى خطير.
تقنية التعرف على الوجه في مواجهة فيروس كورونا
01:14
أما الأنواع السبعة فهي: أولا أعراض كالحمى والتعب والكحة. ثانيا، أعراض مشابهة للرشح كالعطس والتهاب الأنف وجفاف الحنجرة وانسداد الأنف. ثالثا، آلام المفاصل والعضلات. رابعا، آلام في الجفن والغشاء المخاطي. خامسا تعقيدات في الجهاز التنفسي وصعوبة في التنفس. سادسا، مشاكل في الجهاز الهضمي مع إسهال أو غثيان أو آلام في الرأس أو كلّها مجتمعة. سابعا، فقدان حاسة الشم والذوق وغيرها. وعن المجموعة السابعة يقول معدو الدراسة إنه في هذه المجموعة اكتشفوا أن "فقدان حاسة الذوق والشم تصيب بشكل متزايد أشخاصا لهم "جهاز مناعة شاب" قياسا بعدد الخلايا اللمفاوية التي غادرت قبل فترة قصيرة الغدة الزعترية".
بصمة مناعية
هذه التقسيمات ليس أهم ما أتت به هذه الدراسة،وإنما اكتشافها لبصمةمناعيةيتركها فيروس "سارس-كوفيد-2" داخل الجهاز المناعي وفي دم الأشخاص المتعافين. وفيها أن عدد الكريات البيضاء التي تقاوم عادة الباكتيريا داخل الجسم هو ضئيل جدا لدى هؤلاء. في المقابل، بقيت الخلايا التائية CD8 + T، نشطة للغاية والتي من مهامها قتل الخلايا المصابة بالفيروس. ويرى الأطباء أن الدراسة الجديدة قدمت رؤية أكثر وضوحا عمّا يحصل في جسم الإنسان في الأيام الأولى بعد الإصابة بالفيروس، وكيف أن الجسم وبعد التعافي بمدة طويلة يواجه مضاعفات كالإجهاد والتعب.
ويستخلص معدو الدراسة أن التغيرات المناعية والبصمة المناعية توثق سبب الأعراض طويلة المدى لدى المتعافين، كالإصابة بمرض السكري من الفئة الأولى أو مرض البركينسون كما أثبتت دراسات سابقة ربطت بين المرضين وبين فيروس كورونا.
و.ب
هكذا قد تغير جائحة كورونا أساليب الزراعة وعادات الغذاء
أصاب الإغلاق الذي فرضته جائحة كورونا كثيراً من القطاعات الحيوية بالضرر، وقطاع الزراعة ليس استثناء هنا، فقد أصاب الضرر قطاع الزراعة الصناعية بالخصوص، ولكن الفيروس شجع الفلاحة المنزلية، ربما ستغير الجائحة ما نزرع وما نأكل.
صورة من: picture-alliance/imageBROKER
إعادة النظر في مزارع الدواجن والخنازير
ما برح العلماء يجهلون كيف نما فيروس كورونا، لكنّ تهديداته الوبائية التي أسفرت عن إنفلونزا الخنازير وإنفلونزا الطيور قد أثرت بشكل واضح على مزارع الخنازير والدجاج. وفي ظل التأكد من وجود ارتباط بين الزراعة الصناعية الحيوانية المركزة وبين تنامي مخاطر الجائحة، يبدو أنه قد آن الأوان لإعادة النظر في هذا القطاع بشكله الراهن.
صورة من: picture alliance/Augenklick/Kunz
صناعات اللحوم على شفير الخطر
سلطت الجائحة الضوء على الحالة المزرية التي تسود قطاع صناعات اللحوم، وشهدت ألمانيا بؤراً لكورونا في أوساط العاملين في صناعات اللحوم، بل أنها وضعت منطقتين بغرب المانيا في الحجر الصحي بعد إصابة 1550 عاملاً في مسلخ تونيس بالفيروس، ما جعل الأصوات تتعالى مطالبة بشروط عمل أفضل في قطاع انتاج اللحوم.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Thissen
التخلي عن تربية الحيوانات البرية
يرجّح الخبراء أن فيروس كورونا قد انتقل من منتجات برية بيعت في سوق ووهان بالصين. ومع تفشي الجائحة شددت الصين إجراءاتها بحق المنتجات البرية، ما أدى إلى أغلاق 20 ألف مزرعة منتجات برية. بعض الأقاليم الصينية تعرض الآن دعماً حكومياً لتساعد مزارعي المنتجات البرية في الانتقال إلى نمط حياتي آخر، بزراعة منتجات المحاصيل وتربية الخنازير او الدجاج.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Bernetti
قطاعات أكثر مرونة
أثرت الجائحة على حلقات الإنتاج التي تمدنا بالغذاء، وهي صناعة تمد العالم في عصر العولمة بالغذاء بما يزيد غالباً عن مستويات الإنتاج المحلي في كثير من البلدان. المزارعون يواجهون اليوم تحديات تناقص أعلاف الحيوانات الصناعية، وتقلص اليد العاملة ما يجبرهم على التكيف مع مستقبل جديد أقل أمناً.
صورة من: picture-alliance/dpa
تنامي الزراعة الحضرية
مع اضطرارهم إلى المكوث في البيت، تتزايد اعداد الناس الذين يتوجهون إلى انتاج بعض من اطعمتهم في حدائق بيوتهم. قد يكون هذا تطوراً إيجابياً على المدى البعيد لاسيما أن من المتوقع أن يسكن ثلثا سكان العالم في المدن بحلول عام 2050. وهكذا قد تصبح الزراعة الحضرية أكثر حيوية، وسوف تستهلك قدراً أقل من الوقود الأحفوري لأغراض النقل، ومساحات أصغر من الأرض مقارنة بالزراعة التقليدية.
صورة من: Imago/UIG
انتاج ذاتي للغذاء
في ظل توقعات ببلوغ عدد سكان الأرض 10 مليارات نسمة بحلول عام 2050، لا مفر من مواجهة حقيقة ضرورة زيادة الغذاء على مستوى الكوكب. وكان تمهيد وتنظيف مزيد من الأراضي من الأشجار والأعشاب لغرض زراعتها يعد حلاً لهذه المشكلة، أما الآن، فتتجه الأنظار إلى زراعة المراكز الحضرية، ويتعزز هذا التوجه في ضوء المخاطر التي فرضها فيروس كورونا.
صورة من: Kate Evans / Center for International Forestry Research (CIFOR)
التحول إلى المنتجات النباتية
في ضوء المخاوف من تعرض قطاع انتاج اللحوم إلى تحديدات تفرضها جائحة كورونا، تشهد الصين توجهاً ملفتاً للنظر إلى المنتجات النباتية. وكان الغرب سباقاَ بهذا الاتجاه خلال السنوات القليلة المنصرمة، ويتوقع أن يستمر ذلك ويتصاعد بتزايد مخاوف المستهلكين من مصادر انتاج اللحوم.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/C. Neibergall
تشديد معايير الأمن الغذائي في البلدان النامية
يُتوقع أن تؤثر جائحة كورونا بشدة على البلدان النامية، وتحديداً في مجال الأمن الغذائي. الأمم المتحدة حذرت من مجاعة "بمعايير ملحمية". إلى جانب ذلك، فأنّ التعاون الدولي للتخفيف من مجاعة متوقعة سيفرض حماية أفضل للأرض، وأنواعاً أفضل من المحاصيل، ومزيداً من الدعم لصغار المزارعين. انيكا مولس / م. م