دراسة: لا يوجد عامل وراثي بعينه مسؤول عن المثلية الجنسية
٣٠ أغسطس ٢٠١٩
لطالما كان الاعتقاد السائد أن العوامل الوراثية تلعب دوراً كبيراً في تحديد المثلية الجنسية. لكن دراسة أجريت على نحو نصف مليون شخص وحللت الحمض النووي لهم خلصت إلى أن الجينات لا تلعب ذلك الدور العام في تحديد السلوك الجنسي.
إعلان
أكدت دراسة علمية شاملة عن الأساس البيولوجي للسلوك الجنسي أنه لا يوجد "جين بعينه للمثلية الجنسية"، لكن مزيجاً معقداً من العوامل الوراثية والبيئية تؤثر على ميل شخص لشركاء من نفس الجنس.
وخلص البحث، الذي حلل بيانات للحمض النووي والممارسات الجنسية لنحو نصف مليون شخص، إلى أن هناك الآلاف من المتغيرات الجينية مرتبطة بسلوك المثلية أغلبها له تأثيرات محدودة للغاية. وقال الباحثون إن خمساً من العلامات الجينية مرتبطة "بشكل كبير" بسلوك المثلية، لكن يصعب الاستعانة بها في التنبؤ بالميول الجنسية.
وقال أندريا جانا، عالم الأحياء بمعهد الطب الجزيئي في فنلندا، الذي شارك في قيادة فريق الدراسة: "فحصنا الجينوم البشري بالكامل ووجدنا بضع نقاط، خمساً تحرياً للدقة، ترتبط بوضوح بما إن كان يمارس سلوكاً جنسياً مثلياً".
وأضاف جانا أن لهذه النقاط "تأثيراً ضئيلاً للغاية" وأنها تفسر مجتمعة "ما هو أقل بكثير من واحد في المائة في فروق سلوك المثلية الجنسية".
وأوضح الباحثون أن ذلك يعني أن العوامل غير الجينية، مثل الظروف المحيطة والتنشئة والشخصية والتربية، تلعب دوراً أهم بكثير في التأثير على السلوك الجنسي، كما هو الحال مع أغلب السمات البشرية الشخصية والسلوكية والجسدية الأخرى.
وحللت الدراسة، وهي الأكبر من نوعها، ردوداً على استطلاع آراء وأجرت تحليلاً يعرف باسم دراسات الارتباط على مستوى الجينوم لبيانات أكثر من 470 ألف شخص أعطوا عينات من الحمض النووي ومعلومات عن نمط الحياة للبنك الحيوي البريطاني وشركة (23 آند مي) الأمريكية للفحوص الوراثية.
وقال الباحثون إن النتائج التي نشرت أمس الخميس في دورية (ساينس) لم تجد أنماطاً واضحة بين العوامل الوراثية يمكن استخدامها بفاعلية للتنبؤ بالسلوك الجنسي لشخص ما.
وقال بنجامين نيل من معهد برود التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد، والذي عمل مع جانا: "أوضحنا أن هناك الكثير من العوامل... هذا ينقل فهمنا (للمثلية الجنسية) إلى منطقة أعمق وأدق".
ي.أ/ ع.خ (رويترز، د ب ا)
أمثلة على المثلية الجنسية في الطبيعة...
عملية الاقتران بالجنس نفسه ليست طبيعية فحسب في عالم الحيوان، بل هي عملية شائعة الحدوث أيضاً، إذ تشير الدراسات أن مايقارب الـ1500 نوع من الحيوانات تجامع شريكاً من نفس الجنس. في جولتنا هذه سنعرفكم على بعض منها.
صورة من: picture-alliance/Mary Evans Picture Library
يزداد النشاط الجنسي المثلي بين ذكور الزرافات مقارنة مع النشاط بين الإناث والذكور، إذ بيّنت الدراسات أن من خلال متابعة أكثر من 90 في المائة من السلوك الجنسي لدى الزرافات، أن لديها ميلاً إلى الجنس نفسه. وتعرف الذكور كيفية ملاطفة الطرف الآخر الذي يبدأ عادة بعناق الرقاب الذي يمكن أن يدوم لأكثر من ساعة.
صورة من: imago/Nature Picture Library
تظهر إناث وذكور الدلافين ميولاً مثلية إلى الجنس نفسه، ويترافق ذلك مع استخدام خطومها القارورية الشكل. وعادة ما تكون الميول الجنسية لدى ذكور الدلافين موجهة إلى الجنسين، غير أنها تمر بفترات تصبح فيها حصرية للجنس ذاته.
صورة من: picture-alliance/Mary Evans Picture Library
الميول المثلية شائعة بين الأسود أيضاً، إذ يقوم ذكران أو أربعة ذكور بتشكيل تحالف يجمع بينهم، ويتم تعزيز هذا التحالف بإقامة علاقات مثلية فيما بينهم. لكن العديد من الباحثين يشيرون إلى أن طبيعة هذه العلاقة أقرب ما تكون إلى العلاقة القوية بين ذكرين بعيداً عن المثلية.
صورة من: ARTIS/R. van Weeren
النشاط الجنسي المثلي بين ذكور ثيران البيسون هو أكثر شيوعاً من العلاقة بين ذكور وإناث ثيران البيسون، لأن إناث البيسون تتزاوج مرة واحدة في السنة، وإذا لم تُشْبِع ذكور البيسون رغبتها خلال موسم التزاوج، فإنها تلجأ إلى إقامة علاقة مثلية مع ذكور آخرين.
صورة من: imago/Nature Picture Library
تنخرط ذكور وإناث قرود المكاك في علاقات مثلية مع بعضها البعض، ولكن بينما تستمرالعلاقة المثلية بين القرود يوماً واحداً فقط، نلاحظ أن العلاقة المثلية بين إناث قرود المكاك تشكل رابطاً قوياً يجمع الإناث ويساعدها على البقاء معاً والدفاع عن بعضها البعض ضد الأعداء.
صورة من: picture alliance/robertharding
تُعرف أعشاش طيور القطرس في جزيرة هاواي بأنها تضم تجمعاً كبيراً من الطيور مثلية الجنس، إذ ما يقارب 30 في المائة من كل الأعشاش في جزيرة هاواي تشغلة أنثيان من طائر القطرس تبقيان معاً طوال حياتهما، وتتحملان معاً عبء رعاية الفراخ التي نتجت من علاقة بطيورٍ ذكور هي بالأصل على علاقات بإناث طيور أخرى.
صورة من: imago/Mint Images
تعتبر حياة قرود البابون الأشبه بحياة الإنسان، ويُعرف عن هذه القرود سعيها للمتعة الجنسية، إذ تقيم ذكور وإناث قرود البابون علاقة مثلية مع نفس الجنس، وأكثر من ثلثي العلاقات المثلية تمارسها إناث قرود البابون، كما تنشط العلاقة المثلية بين هذين الذكرين من قرود البابون.
صورة من: picture-alliance/F. Lanting
مثل العديد من الطيور، يكتفي طائر البجع بزوجة واحدة ويظل الزوجان معاً طوال حياتهما، غير أن ذكرالبجع يقوم باختيار شريك من نفس جنسه، ويعتبر نحو 20 في المائة من أزواج طيور البجع من المثليين جنسياً، وهم ينشئون عائلات مع بعضهم البعض، وأحياناً تقوم الأنثى بإقامة علاقة مع أنثى أخرى وتنتهي العلاقة بوضع تلك الأنثى الأخرى لبيضها فتطردها من العش وتحتض بيضها في عملية تُعرف بتبني البيض.
صورة من: picture-alliance/blickwinkel/P. Frischknecht
يصل ذكر حيوان الفظ المائي إلى سن البلوغ في الرابعة من عمره، ولحين وصوله إلى سن البلوغ يعيش حصراً حياة المثليين، غير أنه فور وصول معظم الذكور إلى سن البلوغ يبدأ بإقامة علاقة مع الإناث خلال موسم التكاثر، بينما يتابع الذكور إقامة علاقة مثلية مع بقية الذكور طوال بقية العام.
صورة من: imago/Nature in Stock
.تشير الدراسات إلى أن ما يُقارب 8 في المائة من ذكور الأغنام تفضل إقامة علاقة مثلية مع ذكورأغنام أخرى حتى ولو كانت إناث الأغنام في فترة الخصوبة. وبينت الدراسة أن بُنية الأدمغة لدى الأغنام المثلية الجنس تختلف عن بُنية أدمغة نظرائها التي تفضل الجنس الآخر. كما أن تفرز كميات أقل من الهرمونات الجنسية.
غ.د/ ي.أ