دراسة جينية تبرئ "المريض صفر" من نشر الإيدز في أمريكا
٢٧ أكتوبر ٢٠١٦
بخلاف الاعتقاد الذي كان سائدا من قبل والذي يعتبر مضيف الطيران الملقب بـ"المريض صفر" أول شخص أصيب بمرض الإيدز في نيويورك في الثمانينات، خلصت دراسة علمية جديدة إلى أن أول حالة للإصابة بهذا المرض تسبق ذلك بعشرة أعوام.
إعلان
كشفت دراسة جديدة اعتمدت على جينات من عينات دم محفوظة أن الإيدز بدأ في نيويورك في مطلع السبعينات وهو ما يتعارض مع اعتقاد سائد منذ فترة طويلة بأنه ظهر في مطلع الثمانينات عبر مضيف جوي اشتهر فيما بعد باسم "المريض صفر".
ويشتبه العلماء منذ فترة طويلة في أن فيروس (إتش.آي.في) المسبب للإيدز وصل إلى الولايات المتحدة قبل عشرة أعوام من اكتشاف أول حالات إصابة في لوس أنجليس عام 1981. وتقدم الدراسة الجديدة التي نشرت في دورية نيتشر (الطبيعة) أول دليل جيني. وقال مايكل وروبي خبير الأحياء في جامعة أريزونا الأمريكية الذي قاد فريق الدراسة "ما قمنا به هنا هو محاولة الوصول إلى أصول أول حالات إيدز."
وبتطبيق أسلوب أكثر دقة جمع وروبي وزملاؤه التسلسل الوراثي لفيروس (إتش.آي.في) من ثماني عينات دم مخزنة أخذت في عامي 1978 و1979 من رجال مثلي الجنس وثنائي الجنس كانوا قد شاركوا في دراسة عن فيروس الالتهاب الكبدي (بي).
وتتبع الفريق التغيرات الجينية في عينات الفيروس التي أخذت من مرضى ذكور في نيويورك وسان فرانسيسكو واكتشف أن فيروس إتش.آي.في قفز أول مرة من الكاريبي إلى نيويورك في عام 1970 تقريبا ليبدأ انتشار الوباء في أمريكا الشمالية.
واستخدم الفريق نفس النهج لاستخلاص الكود الجيني الكامل لفيروس إتش.آي.في من "المريض صفر" وهو المضيف الجوي الذي حمل اسم جايتان دوجاس في كتاب راندي شيلتز "أند ذا باند بليد أون" عام 1987.
وقال شيلتز الذي ألف الكتاب بعد وفاة دوجاس إن الرجل لعب دورا رئيسا في نشر الفيروس وصورته بعض التقارير الإخبارية بأنه وغد. لكن الدراسة الجديدة خلصت إلى عدم وجود أي دليل بيولوجي يثبت أن دوجاس كان السبب الرئيسي في وباء (إتش.آي.في) في أمريكا الشمالية.
وربط اسم دوجاس أول مرة بالوباء في دراسة للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أشارت إلى علاقة الإيدز بالانتقال الجنسي للمرض بين 40 رجلا مثلي الجنس.
وقال ريتشارد مكاي المشارك في تأليف الدراسة وأخصائي التاريخ الطبي في جامعة كمبردج للصحفيين عبر الهاتف "هذا الشخص هو ببساطة واحد من آلاف أصيبوا قبل تحديد إتش.آي.في."
هـ.د/ ع.ج.م (رويترز)
منبع انطلاق وباء الإيدز.. قرية كاسينسيرو
في قرية الصيادين الصغيرة كاسينسيرو الواقعة في أوغندا اكتشفت سنة 1982 أولى حالات الإصابة بمرض الايدز. والآن وبعد 33 عاما من اكتشاف المرض في كاسينسيرو ما زال نحو 33 في المئة من سكان القرية مصابين بالإيدز.
صورة من: DW/S. Schlindwein
قرية الصيادين الصغيرة
في قرية الصيادين الصغيرة كاسينسيرو اكتشفت سنة 1982 أول حالات الإصابة بمرض نقص المناعة المكتسب والذي يختصر اسمه بالإيدز. كاسينسيرو هي قرية صغيرة وفقيرة تقع على ضفاف بحيرة فكتوريا في مقاطعة راكاي غرب أوغندا وبالقرب من المعبر الحدودي مع تنزانيا. في سنة 1982 أصبحت القرية مشهورة بعد موت المئات من سكانها خلال أيام قليلة.
صورة من: DW/S. Schlindwein
أول ضحايا مرض الايدز
توماس ميغيرو كان أول ضحايا مرض الايدز في سنة 1982 في القرية. في البداية فقد ميغيرو شهية الطعام ومن ثم فقد بعد ذلك شعره. شقيقه آدي هو اليوم مدير شبكة المعلومات الخاصة بالتوعية ضد مرض الإيدز ووصف معاناة شقيقه بالكبيرة قبل الوفاة. والده رفض الحضور إلى مراسم الدفن واعتقدت العائلة أن المرض جاء بسبب الشعوذة والسحر.
صورة من: DW/S. Schlindwein
قرية مهجورة
بعد انتشار المرض في قرية كاسينسيرو ووفاة المئات بسببه غادر أغلب السكان القرية وانتقلوا للعيش في مناطق أخرى وتركوا ورائهم بيوتهم وحقولهم الزراعية ومواشيهم. لغاية اليوم تبدو كاسينسيرو كقرية مهجورة ولم يبقَ فيها إلا الفقراء.
صورة من: DW/S. Schlindwein
منطقة حدودية مع بائعات الهوى
يُعتَقد أن فيروس المرض جاء عبر الطريق السريع إلى كاسينسيرو، وذلك لأن سائقي الشاحنات يقضون في الغالب الليل في المنطقة الحدودية في كاسينسيرو مع بائعات الهوى، كالتي تظهر في الصورة والتي رفضت الإفصاح عن وجهها وعن اسمها، وأوضحت بأن سائقي الشاحنات يدفعون أربعة أضعاف السعر الاعتيادي لهن إذا قبلن أن يمارسن الحب معهم دون واقيات ذكرية. لا أحد يهتم بالمرض وبائعة الهوى هذه هي أيضا مصابة بالإيدز.
صورة من: DW/S. Schlindwein
مصاب بالإيدز
يوشوا كاتومبا هو أيضا مصاب بالإيدز. يوشوا ذو الثلاثة وعشرين عاما لا يستطيع القراءة والكتابة لأنه لم يزر أي مدرسة في حياته ويعمل صيادا للسمك في ظروف صعبة ولا يحصل على الكثير من المال من عمله، ينفق جزءا كبيرا منه في شرب الكحول. لا توجد ليوشوا أية رؤية لمستقبله، كما مع الكثير من سكان كاسينسيرو. ثلث سكان القرية مصابين بالايدز وهذه النسبة هي نسبة الإصابات الأكبر في العالم.
صورة من: DW/S. Schlindwein
مثال في مكافحة الايدز
أوغندا هي أول دولة إفريقية اعترفت بالايدز كمرض، وذلك في سنة 1986. ومن ذلك الحين أصبحت أوغندا مثالا يحتذى به في مكافحة مرض الايدز، ما سهل عمل العلماء والأطباء الذين قدموا إلى أوغندا لدراسة ومعالجة المرض، بالإضافة إلى أن العلاج أصبح يوزع مجانا على المصابين بالمرض.
صورة من: DW/S. Schlindwein
اغتصاب ثم إيدز
يوديث ناكاتو مصابة بالمرض منذ خمس سنوات، ويعتقد أن المرض انتقل إليها بعد تعرضها للاغتصاب. يوديث حملت بطفل وأثناء الفحوصات الطبية لها قبيل إجراء عملية الولادة اكتشف الأطباء أنها مصابة بالمرض ونجحوا بذلك في منع انتقال الإيدز إلى طفلها. يوديث تتناول الأدوية المضادة للإيدز منذ خمس سنوات وتمارس حياتها بصورة شبه طبيعية.
صورة من: DW/S. Schlindwein
حبوب مضادة لانتشار الإيدز
كانت يوديث في السابق ضعيفة جدا ولا تستطيع القيام بأي شي، ولكن وبعد أن بدأت بتناول الأدوية المضادة للإيدز استطاعت أن تعيش حياتها وأن تعمل من جديد. حبوب (أي أر في) المضادة للمرض تمنع انتشار الإيدز في الجسم وهي توزع بالمجان على المصابين ويقوم مشروع الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز بتمويلها. في سنة 2007 هزت فضيحة فساد كبيرة البلد قلت على إثرها المنح الدولية لمكافحة المرض.
صورة من: DW/S. Schlindwein
تراجع عدد المصابين بالإيدز
أعداد المصابين بمرض الإيدز في تراجع كبير وقلت بنسبة 70 في المئة عن أعداد المصابين في تسعينيات القرن الماضي. في مقاطعة راكاي الأوغندية كان 10 بالمئة من السكان في سنة 2004 مصابين بالمرض، وفي عموم البلد كانت نسبتهم 6.4 في المئة، ولكن في السنوات العشرة الأخيرة طرأت زيادة طفيفة على أعداد المصابين وبلغت نسبتهم في العام الماضي 7.3 في المئة من مجموع السكان.