تسيطر مخاوف الانتكاس على الناجيات من سرطان الثدي بسبب الخلايا النائمة التي قد تنشط في أي لحظة، ولكن دراسة أمريكية اكتشفت أن تناول أدوية موجودة أصلاً لعلاج أمراض أخرى يقضي على الخلايا النائمة.
اكتشف باحثون في جامعة بنسلفانيا الأمريكية عقارين لقتل الخلايا السرطانية النائمة، مع أنهما يستخدمان لعلاج أمراض أخرى.صورة من: Monique Wuestenhagen/Themendienst/dpa/picture alliance
إعلان
العلاج من سرطان الثدي لا يعني دوماً الشفاء التام، فما تزال إمكانية الانتكاس واردة، لكن الخبر الجيد هو أن علماء في كلية الطب بجامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية قد حققوا إنجازاً كبيراً في هذا المجال، وتمكنوا من اكتشاف خلايا السرطان الخفية والقضاء عليها لدى الناجيات باستخدام الأدوية المتاحة بحسب مجلة ساينس ديلي.
وبالفعل تعافى أكثر من 90 بالمئة من النساء والرجال الذين تلقوا العلاج من السرطان بعد ثلاث سنوات، مما يمنح المرضى أملاً جديداً، ويقلل من مخاوفهم من الانتكاس. عودة الخلايا السرطانية أمر وارد الحدوث، إذ تبقى خلايا سرطانية كامنة في الثدي يمكن أن تنشط في أي لحظة، وقد تنتشر في جميع أنحاء الجسم.
علاج الخلايا النائمة طفرة في الطب
يعدّ سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطانات شيوعاً، خاصة لدى النساء، وحتى بعد اكتمال العلاج ونجاحه، غالباً ما تكون هناك مخاوف من عودته مجدداً. وبالنسبة لـ 30 بالمئة من النساء والرجال الذين ينتكسون، فإن الخيار الوحيد هو العلاج المستمر وغير محدد المدة الذي لا يمكنه القضاء على السرطان تماماً.
ويعود السرطان إلى الظهور بسبب خلايا سرطانية صغيرة خاملة، تُعرف باسم "الخلايا النائمة"، يمكن أن تبقى في الجسم، لا يمكن رؤيتها أو اكتشافها أثناء الفحوصات الروتينية، ويمكن أن تنشط مرة أخرى بعد سنوات من العلاج.
سرطان الثدي والعلاجات الفردية المستهدفة
07:15
لم تكن توجد طريقة محددة لاكتشاف هذه الخلايا أو علاجها، إلى حين اكتشاف فريق بحثي من كلية الطب بجامعة بنسلفانيا الأمريكية خلايا سرطانية كامنة في نخاع عظام الناجيات من سرطان الثدي. واللافت في الأمر أن الباحثين استخدموا أدوية لقتل هذه الخلايا الكامنة تستخدم أصلاً لعلاج أمراض أخرى ليس لها علاقة بسرطان الثدي.
نُشرت الدراسة في مجلة "نيتشر ميديسن"، وشملت 51 امرأة ورجلًا اكتُشفت لديهم خلايا سرطانية خاملة في نخاع عظامهم، وأظهرت الدراسة أنه بعد فترة زمنية تتراوح بين 6 و12 شهراً لم يجد العلماء أي خلايا سرطانية نائمة لدى معظم المشاركين.
وتجاوز معدل البقاء على قيد الحياة لمدة ثلاث سنوات دون عودة المرض 90 بالمئة للمشاركين الذين تناولوا دواء واحداً، وبنسبة 100 بالمئة للذين تناولوا دوائين.
وكانت الأدوية المستخدمة في الدراسة هي هيدروكسي كلوروكين، وهو عقار مضاد للملاريا يُستخدم لعلاج أمراض المناعة الذاتية، وعقار إيفيروليموس الذي يُستخدم لمنع رفض الجسم للعضو الجديد بعد زراعته.
وقالت الباحثة الرئيسية أنغيلا دي ميشيل، الحاصلة على دكتوراه في الطب، وماجستير في الهندسة الكيميائية، وزمالة الكلية الأمريكية لجراحي الأورام: "تُظهر دراستنا أن منع تكرار المرض من خلال مراقبة واستهداف خلايا الورم الخاملة استراتيجية واعدة للغاية، وآمل أن تُحفّز المزيد من الأبحاث في هذا المجال".
هكذا تحمي نفسك من خطر الإصابة بمرض السرطان
بالرغم من انتشاره الكبير بين الناس إلا أن الإصابة به ليست حتمية، في يومه العالمي الذي يصادف 4 فبراير، رضد علماء الأسباب المؤدية للإصابة بالمرض الخبيث وطرق تجنبها. عادات حياتية بسيطة قد تكون وسيلة حمايتنا من السرطان.
صورة من: Getty Images
مصيرك بين يديك!
التدخين وحده من أهم مسببات السرطان، فدخان السجائر لا يسبب سرطان الرئة فحسب، بل يؤدي إلى الإصابة بالعديد من أنواع الأورام الأخرى. ويبقى التدخين هو السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بالسرطان.
صورة من: picture-alliance/dpa
السمنة ترفع احتمالات الإصابة بالسرطان
تأتي السمنة في المرتبة الثانية من العوامل المسببة للسرطان إذ تزيد مستويات الأنسولين المعززة من خطر الإصابة بجميع أنواع السرطان تقريبًا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالكُلى والمرارة وسرطان المريء. وتنتج النساء البدينات كميات متزايدة من الهورمونات الأنثوية في الأنسجة الدهنية، وبالتالي ترتفع لديهن معدلات خطر الإصابة بسرطان الرحم أو سرطان الثدي.
صورة من: picture-alliance/dpa
لا تصبح أسير "الكنبة"
قلة الحركة والمشي يرفعان من احتمالات الإصابة بالسرطان أيضا. وتشير الدراسات طويلة المدى إلى أن ممارسة الرياضة والتمارين يمكنها أن تمنع الإصابة بالمرض الخبيث. الرياضة بشكل عام تعمل على خفض معدلات الأنسولين في الجسم ما يمنع اكتساب المزيد من الوزن. لا تكن أسير الأريكة طوال الوقت، ومارس الرياضة والحركة.
صورة من: Fotolia/runzelkorn
المشروبات الكحولية
الكحوليات عموما تحفز الإصابة بسرطان الفم والحلق والمريء. وإذا تم تناولها بكثرة مع التدخين، فالخطر هنا يرتفع لمعدلات أكبر تصل إلى مائة ضعف! ربما يكون تناول كأس واحد من النبيذ في اليوم فقط أقل ضررا على الجسم، إذ يدعم نظام القلب والأوعية الدموية.
صورة من: picture-alliance/dpa
الإسراف في تناول اللحوم الحمراء!
اللحوم الحمراء يمكن أن تتسبب بسرطان الأمعاء. بالرغم من عدم تحديد السبب الفعلي لذلك، إلا أن الدراسات تظهر وجود علاقة ملحوظة بين استهلاك اللحوم الحمراء وسرطان الأمعاء. وتمثل لحوم الأبقار خطورة بشكل خاص، ولكن حتى لحم الخنزير يمكن أن يسبب السرطان. ويزيد استهلاك اللحوم من خطر الإصابة بالسرطان مرة ونصف. أما تناول الأسماك، فيمنع الإصابة بالسرطان.
صورة من: Fotolia
لا مزيد من المشويات؟
تنبعث بعض المواد المسببة للسرطان عند شى اللحوم، مثل الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات. وقد ثبت في تجارب على الحيوانات أن هذه المركبات الكيميائية يمكن أن تسبب الأورام. ومع ذلك، فإن الدراسات طويلة الأمد على البشر، لم تثبت ذلك بشكل قاطع بعد. ربما تكون كميات استهلاك اللحم هي ما يسبب السرطان، وليس طريقة طهيه.
صورة من: picture alliance/ZB
تجنب الوجبات السريعة
يمكن لنظام غذائي جيد يتكون من الخضروات والفواكه والألياف الغذائية أن يكون سببا لتجنب الإصابة بالسرطان. ومع ذلك، فقد وجد الباحثون في دراسات أجريت على مدى سنوات، أن اتباع نظام غذائي صحي له تأثير أقل على الوقاية من السرطان، مما كان مفترضا في السابق. فهو يقلل فقط من خطر الاصابة بالسرطان بنسبة لا تتجاوز 10 في المئة.
صورة من: picture-alliance/dpa
التعرض للشمس بكثرة
يمكن لأشعة الشمس فوق البنفسجية اختراق الجينوم البشري وتغييره. فبينما تحمي كريمات الوقاية من الشمس البشرة، يمتص الجلد الكثير من تلك الأشعة.
صورة من: dapd
الطب الحديث قد يسبب السرطان!
تضر الأشعة السينية "X" بالجينوم أيضاً. إذا اقتصر الأمر على صورة إشعاعية عادية، فيكون التعرض لها قليلاً ، لكن الوضع يختلف عند التعرض للأشعة المقطعية. وهذا النوع من الأشعة يجب الخضوع لها عند الضرورة فقط، أما بالنسبة لأشعة الرنين المغناطيسي فهي غير ضارة.
صورة من: picture alliance/Klaus Rose
العدوى البكتيرية تحفز السرطان
يمكن أن تسبب فيروسات الورم الحليمي البشري سرطان عنق الرحم لدى السيدات. كما يمكن أن تتسبب الإصابة بالتهاب الكبد B و C إلى تدهور خلايا الكبد ومن ثم الإصابة بالسرطان. لكن هناك العديد من اللقاحات التي يمكن الحصول عليها لتفادي تلك العوامل المسببة للسرطان، بالإضافة إلى المضادات الحيوية التي تكافح تلك البكتيريا.
صورة من: picture-alliance/dpa
حبوب منع الحمل
ربما تكون حبوب الحمل من العوامل المحيرة عندما يتعلق الأمر بخطورتها، فعلى الرغم من أنها ترفع من احتمال الإصابة بسرطان الثدي، إلا أنها في الوقت ذاته، تقلل من خطر الإصابة بسرطان المبيض. لكن في نهاية الأمر فحبوب منع الحمل فائدتها أكثر من ضررها على الأقل فيما يتعلق بخطورة الإصابة السرطان.
صورة من: Fotolia/Kristina Rütten
ضربة قدر!
بالرغم من أخذ جميع الاحتياطات لتجنب الإصابة بالسرطان، إلا أن الإنسان ليس بمنأى عنه. فنصف حالات الإصابة بالسرطان، سببها جينات خاطئة أو ببساطة التقدم في العمر. أما سرطان الدماغ فمن المحتمل أن تأتي الإصابة به بشكل وراثي . ففي النهاية الأمر تصبح الإصابة مثل ضربة القدر! بريغيت أوستراث/ س.إ