يبدو أن الحب قد احتل مكانة كبيرة عند المصريين القدماء، الذين عرفوا قصائد الحب والغزل بالحبيب وعلموها لأبنائهم. فقد كشفت دراسة مصرية عن قصص الحب العظيمة مشيرة إلى العديد من رموز الحب آنذاك. فما هي أشهر هذه القصص ورموزها؟
إعلان
أفادت دراسة مصرية بأن قدماء المصريين عرفوا أشعار الحب وقصص العشاق وعلموها لأبنائهم في المدارس. وقالت دراسة للمؤرخ والباحث المصري فرنسيس أمين إن الحب احتل مكانة كبيرة في وجدان الفراعنة وكان جزءاً من ثقافتهم، فدرسوا قصائد المحبين مبكراً بالمدراس، وكانت الربة "حتحور" التي كُرٍسَ معبد "دندرة" لعبادتها هي ربة الحب وراعية المحبين، وهى سيدة الحب، والذهب والفيروز، وكان معبدها الذى بُني في عزلة لطيفة قرب الصحراء، على بُعٌدِ 60 كم شمال ، بمثابة رمز للحب والزواج.
وتشير الدراسة، التي صدرت اليوم الثلاثاء (12 شباط/فبراير) بمناسبة احتفالات العالم بعيد الحب، إلى ملحمة الحب العظيمة التي جمعت بين "ايزيس" و"أوزيريس"، وقصص الحب الملكية التي جمعت بين "نفرتاري"، والملك "رمسيس"، وبين " تي " والملك "امنحتب" الثالث، الذي أهدى لمحبوبته "تي" بحيرة كاملة، ومركباً مطلياً بالذهب، ودفن والديها "يويا وتويا" في مقابر الملوك في غرب الأقصر.
ولفتت الدارسة إلى أن أوراق البردي وقطع الأوستراكا، تسجل الكثير من قصص العشق وقصائد العشاق في مصر القديمة، وأن هناك بريدات مشهورة مثل بردية هاريس، التي عثر عليها في معبد "الرامسيوم" غبر مدينة الأقصر، وبردية "شيفتر بيتي"، وبرديات متحف تورينو في إيطاليا، تسجل الكثير من قصائد الحب، ونصوص العشق، والعشاق. وطبقاً للدراسة، هناك نصوص مشهورة من أغاني " العازف على الهارب "، وجميعها نصوص في الحب والعشق والهوى. ويروى فرنسيس أمين، في دراسته، كيف كانت الفتيات يتحدثن في قصائد ونصوص أدبية مدهشة عن الحبيب، وكيف يتحدث الفتيان عن المحبوبة فيما كتبوه من نصوص أدبية عاطفية.
وأشارت الدراسة إلى أن شجرة "الجميزة" كانت من رموز الحب في مصر القديمة، إذ كانت بظلالها الوارفة، وجذوعها الكبيرة والمتعددة والمجوفة، بمثابة ملاذ للعشاق يلتقون في ظلاله ووسط جذوعه وتجويفاته. وعاشت العديد من النصوص الأدبية التي تركها قدماء المصريين، منذ آلاف السنين وحتى اليوم، حيث كتبوا الحكايات، والتراتيل، والنصوص الأسطورية وقصص الرحلات والمغامرات، بجانب حكايات المحبين وأشعار العشق وحكايات خرافية فائقة الخيال.
ر.ض/هـ.د (د ب أ)
افتتاح مقبرة توت عنخ آمون في وادي الملوك
رقد الفرعون توت عنخ آمون حوالي 3 آلاف سنة في قبره، قبل أن يكتشف العالم البريطاني هوارد كارتر المقبرة في عام 1922، وكان لتوافد الزوار لرؤية القبر الأثري نتائج سلبية استدعت إغلاق المكان لإعادة ترميمه وحمايته.
صورة من: Getty Images/H. Magerstaedt
مغطى بأقمشة كتانية فقط، يرقد مومياء الملك الذهبي توت عنخ آمون هنا في غرفة تحت الأرض، مكيفة الهواء، لحماية المومياء من الرطوبة، والغبار الذي يحمله الزائرون.
صورة من: Reuters/M.A. El Ghany
في حين يعرض القناع الذهبي الحقيقي لتوت عنخ آمون في المتحف المصري بالقاهرة، أعيد مومياء الملك الشاب إلى مكانه القديم في منطقة وادي الملوك الأثرية، المكان الذي عاش فيه ملكاً لفترة من الزمن، وحيث اكتشفه كارتر.
صورة من: Reuters/M. Abd El Ghany
نظفت الجداريات والنقوش بدقة متناهية، وتبين أن البقع الداكنة الموجودة على اللوحات الجدارية ظهرت نتيجة ميكروبات قديمة غير ضارة في المكان. احتفظ بهذه الرسومات في قبر الملك الشاب لآلاف السنين.
صورة من: Reuters/M. Abd El Ghany
وبفضل وسائل الإضاءة الجديدة، يتألق هذا الرسم بعد الترميم. كان قرد البابون، حيواناً مقدساً في مصر القديمة. إذ كان يعتبر ذكياً جداً ويعد بمثابة قدوه للطلاب. فهل سيتابع الملك الشاب تعليمه أيضا بعد الموت؟
صورة من: Reuters/M. Abd El Ghany
دفن المصريون القدماء قبور الفراعنة تحت الأرض لحمايتهم من لصوص القبور. وقد نجا قبر توت عنخ آمون وكنوزه من عبث اللصوص لوقت طويل. إذ استراح بسلام لأكثر من 3 آلاف سنة.
صورة من: Getty Images/AFP/M. El-Sahed
كان عالم الآثار هوارد كارتر، الذي اكتشف مقبرة توت عنخ آمون في 4 تشرين الثاني / نوفمبر من عام 1922 في وادي الملوك. وقبل أن يفتح المقبرة، أرسل برقية إلى مموله اللورد كارنارفون : "لقد قمت أخيراً باكتشاف رائع في الوادي، قبر رائع، سأنتظر وصولك."
صورة من: Imago
على الرغم من أن توت عنخ آمون لم يكن فرعوناً عظيماً، إلا أنه يتمتع اليوم بشهرة عالمية. إذ وجد كارتر في حجرته حوالي 5 آلاف قطعة أثرية سليمة، كان يجب أن ترافق الملك الشاب في الحياة الآخرة. كما يتعرف العديد التلاميذ على قناعه الذهبي.
صورة من: Getty Images/H. Magerstaedt
كجزء من أعمال الترميم ، تم تركيب منصة جديدة في المقبرة، والتي تسمح للزوار برؤية ما بداخل المقبرة والتمتع برؤية الجداريات والنقوش. إذا بقيت الزيارات متاحة في المستقبل!
صورة من: Getty Images/AFP/M. El-Sahed
وقال زاهي حواس، الأمين العام السابق لإدارة الآثار المصرية ومبادرة أعمال الترميم، مدافعاً عن فكرة إغلاق القبر وتقديم نسخة مماثلة للزائرين عوضاً عن ذلك. "لأنه إذا سمحنا بالسياحة الجماعية هنا"، فهو على يقين أن: " القبر لن يبقى على قيد الحياة بعد 500 سنة أخرى ". سوزان كوردس / ريم ضوا