عدد المصابين بكورونا في ألمانيا قد يكون قرابة مليونين
٩ مايو ٢٠٢٠
تشير دراسة أجريت في بؤرة انطلاق فيروس كورونا في ألمانيا إلى عدد المصابين (حسابيا) قد يكون 1.8 مليون مصاب على مستوى ألمانيا ككل، فالكثيرين يحملون الفيروس بدون علم، لأن واحدا من خمسة لا تظهر عليه عوارض.
إعلان
بلدة غانغيلت في منطقة هاينسبيرغ في غرب المانيا تُعتبر مركز العدوى بكورونا في المانيا. ففي منتصف فبراير تعرض سكان للعدوى أثناء حفل كارنفال كبير وبسرعة انتشر الفيروس.
ومباشرة بعد معرفة حالة كورونا الأولى اتخذ المسؤولون إجراءات وقائية وتم إغلاق المدارس ومكث الناس في بيوتهم وشُلت الحياة العامة. وبالنسبة للجانب العلمي يكون هذا التفشي المحلي للفيروس ضربة حظ، لأنه يمكن تتبع كيف سارت بالتدقيق طرق العدوى، وما هي المجموعة البشرية التي أُصيبت في الغالب وما هي العوارض التي ظهرت بكثرة وما هو عدد السكان الذي توفي بسبب المرض.
ولذلك شرع باحثون من جامعة بون تحت قيادة البروفيسور هندريك شتريك في محاولة تجربة فريدة من نوعها في البلدة الصغيرة. والدراسة التي تحمل عنوان "بروتوكول هاينسبيرغ" كان من شأنها أن تقدم فقط نتائج علمية، ووجب أيضا حسب الإمكانية أن تكشف عن لإجراءات الوقاية الفعالة وتقديم استنتاجات تتجاوز بلدة غانغيلت.
وعندما عرض الباحثون من بون في الـ 9 من أبريل النتائج الأولية، تتابعت السياسة والمجتمع باستنتاج خلاصات لصالح المانيا ككل. والتخفيف من إجراءات الحجر الصحي المتشددة باتت ممكنة مجددا، إذ أن 15 في المائة من الألمان قد يتوفرون على المناعة. لكن هناك من شكك في هذه الدراسة الميدانية وانتقد أسلوب العمل المتبع فيها.
ما هي الاستنتاجات الجديدة من غانغيلت؟
أسبوعان بعد عرض النتائج المؤقتة قدم البروفيسور هندريك شتريك من جامعة بون والبروفيسور غونتر هارتمان، مدير معهد الكيمياء والصيدلة السريرية الصيغة الأولى لمخطوط علمي. يعني أن مجتمع الخبراء وجب عليه التحقق من هذا العمل أولا. وفي المجموع فحص الباحثون من بون 919 شخص من 404 بيت، لكن لم تُؤخذ عينات من الدم من الأطفال الذين كان عددهم قليلا في هذه المجموعة التجريبية والأشخاص الكبار الذين يتجاوز عمرهم 65 عاما كانوا ممثلين بشكل أكبر. "نسبة الإصابة لدى الأطفال والكبار والمسنين متشابهة جدا وليست رهينة بالسن"، كما قال البروفيسور شتريك. ولا توجد فوارق ملموسة بين الأجناس.
رقم خفي كبير مثير للذعر؟
ومن بين الذين حصلت لهم تجارب كان حوالي 15 في المائة مصابين. وإذا ما قارنا هذا العدد مع المصابين المعلن عنهم رسميا، فيتضح رقم خفي يفوق خمسة أضعاف ما هو مسجل في غانغيلت. وإذا ما طبقنا هذا النموذج الحسابي على كافة المانيا ـ الأمر الذي غير بعيد عن إثارة الجدل ـ يمكن أن يكون على المستوى الاتحادي قد أصيب 1.8 مليون شخص بفيروس كورونا. وستفوق هذه النسبة عشر مرات ما يعلن عنه معهد روبيرت كوخ عن الحالات المسجلة.
والمثير للانتباه هو أن 22.2 في المائة من مجموع الأشخاص المصابين عايشوا تطورا بدون عوارض للمرض. وهذا يتشابه مع نتائج بحوث أخرى في الصين وكوريا الجنوبية تؤكد أن نحو خُمُس المصابين لم يشعروا بالمرض ونقلوا العدوى بدون شعور لآخرين.
الكارنفال مقلاع الفيروسات
والواضح أن حفل كارنفال في غانغيلت هو الذي كان المسبب الفعلي لانتشار الفيروس: فلدى المشاركين في الحفل كانت نسبة الإصابة مرتفعة بشكل ملحوظ وكذلك العوارض. "ولمعرفة هل القرب الجسدي بين الناس ساهم في تطور أقوى للمرض، نخطط لبحوث إضافية في تعاون مع خبراء النظافة"، كما قال البروفيسور هارتمان. والمثير للدهشة هو أن خطر الإصابة للأشخاص في البيت الواحد لم يرتفع بسرعة حسب التوقعات.
وبعد الانتقاد الشديد عقب عرض النتائج الأولية تفادى الباحثون في بون إعطاء أي نصائح أو استنتاجات لصالح كافة المانيا. لكن الدراسة الميدانية في غانغيلت قدمت بيانات واستنتاجات قيمة. وهذه النتائج يمكن توظيفها لتحسين نماذج حسابية لكيفية انتشار الفيروس.
ألكسندر فرويند/ م.أ.م
في صور: كورونا تجعل من الكمامة مصدراً للإبداع
أصبح ارتداء الكمامات أمرا طبيعيا نشهده يومياً في دول كثيرة وخاصة في أوروبا، وبدأ التنافس على اابتكار أشكال جديدة وملفتة للنظر منها. في هذه الجولة المصورة أفكار مبدعة لبعض الفنانين الذين جعلوا من الكمامة أعمالا فنية.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/H. Yan
كمامات "غرافيتي"
أصبحت الكمامات الطبية مصدر إلهام جديد لفناني الغرافيتي (الرسم على الجدران) حول العالم. نرى في الصورة شابا في السادسة عشرة من عمره يطلق على نفسه إسم S.F وهو يرسم وجها يرتدي كمامة على جدار فوق سطح بناية بمدينة أثينا اليونانية. انتشرت مثل هذه الرسمات في مدن أوروبية عديدة في الفترة الأخيرة، ومن المؤكد أن الفنان "بانكسي" سيقوم هو الآخر برسم الكمامة في عمل فني جديد.
صورة من: picture-alliance/ANE
على أحدث صيحات الموضة
دخلت الكمامة أيضاً عالم الموضة بقوة حيث عكف مصممو الأزياء على ابتكار أشكال جذابة ومتنوعة لها. لكن ليست جميع تصاميمهم ترتقي لمعايير منظمة الصحة العالمية. نرى في الصورة عارضة أزياء بأسبوع نيويورك للموضة في فبراير/شباط، أي قبل انتشار وباء كورونا بشكله الحالي في الولايات المتحدة. وبالرغم من أن الكمامة المصنوعة من قماش الأورغانزا الرقيق التي ترتديها العارضة تبدو جذابة، إلا أنها غير فعالة ضد أي عدوى.
صورة من: Getty Images/NYFW - The Shows
أشكال جديدة للكمامة
ينطبق الأمر أيضاً على هذه الكمامة التي ترتديها عارضة أزياء أخرى بأسبوع الموضة في نيويورك. فالكمامة تبدو هنا كقطعة من "الأكسسوارات" وليست ككمامة طبية. إلا أن ارتداء أي كمامة حتى وإن كانت من القماش أفضل من عدم ارتداء كمامة على الإطلاق، وقد تشجع هذه الأشكال المبتكرة البعض ممن يملون من شكل الكمامة التقليدي الممل.
صورة من: Getty Images/NYFW - The Shows
ماركات عالمية
تتنافس الماركات العالمية على تصميم الكمامات المبتكرة كطريقة لإنقاذ مبيعاتها التي تراجعت بسبب أزمة كورونا. ولا يقتصر الأمر على الماركات الشهيرة فحسب، بل يحاول المصممون الشباب غير المعروفين وأصحاب الشركات الناشئة دخول المنافسة أيضاً لتحقيق الشهرة، وهو الأمر الذي يحدث حالياً في مدن ألمانية مثل برلين وكولونيا وميونيخ. بالتأكيد سنرى هذه الكمامات بالمتاحف في المستقبل كرمز على "زمن كورونا في 2020".
صورة من: Getty Images/S. Gallup
للرجال فقط
الرجال أيضاً يحبون التأنق من وقت لآخر، ويمكنهم ذلك حتى في زمن كورونا. فقد قام مصنع لإنتاج ربطات العنق في برلين بعرض مجموعة حصرية من الكمامات الحريرية التي تتسق ألوانها مع ربطة عنق الرجل العصري مثلما تظهر في الصورة.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Koall
كمامات بنكهة تقليدية
قامت كل ولاية ألمانية بتطبيق قواعد ارتداء الكمامة بشكل مختلف في البداية، ومنذ 27 أبريل/نيسان تم توحيد هذه القواعد في كل الولايات. استغلت بعض اتحادات الأزياء التقليدية في الولايات الفرصة لصنع كمامات تحمل شعارها أو تستوحي ألوانها. في بافاريا تتميز الكمامة باللونين الأبيض والأزرق، وهما لونا علم الولاية اللذان يرمزان لعائلة "فيتلزباخ" التي ينحدر منها الملك "لودفيغ" والإمبراطورة "إليزابيث".
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Hörhager
تصاميم متنوعة
لا توجد حدود للإبداع فيما يتعلق بتصاميم الكمامات، ما يهم في الأمر هو قابلية الأقمشة المستخدمة للغسل. بالنسبة للتصاميم التي قد لا تكون مناسبة للغسل المستمر، من الممكن سكب الماء المغلي عليها وتركها لتبرد ثم لفها في منشفة وتصفيتها من الماء.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Kneffel
كمامة لكل مناسبة
يستطيع من يحبون التغيير ارتداء كمامة لكل مناسبة وترتيبها في جدول لأيام الأسبوع كما هو مبين في الصورة. فأيام السبت قد تكون أيام ممارسة رياضة كرة القدم للبعض، وهنا من الممكن ارتداء كمامة مزينة بأشكال كرات أو بألوان نادي الكرة المفضل.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Kästle
كمامات صديقة للبيئة
من يرى أن هذه التصاميم تشجع على ثقافة الاستهلاك المضرة للبيئة، يستطيع البحث عن كمامات طبيعية. فقط يجب مراعاة أن تغطي الكمامة الأنف والفم: فمن الممكن استخدام خيط أو شريط مطاطي خفيف لربط ورقة نبات حول الوجه مثلما فعلت هذه الطفلة الفلسطينية في قطاع غزة.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Abed
الكمامة للجميع
في جميع المدن الأوروبية تظهر أعمال فنية أو إشارات ضد كورونا، مثل الدعوة للالتزام بالمنزل وتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي. ولا يختلف الأمر في مدينة بريمن بألمانيا، حيث نرى في الصورة كمامة على التمثال الأشهر بالمدينة والمسمى بـ"موسيقيو بريمن"، وهم كلب وديك وقط وحمار من أحد قصص الأخوين غريم الشهيرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Schuldt
الفن في زمن الكورونا
حتى في مجال الفنون أصبحت الكمامة تظهر بشكل كبير. فنجدها على لوحات فنية وملصقات إعلانية، كما تظهر على وجوه شهيرة مثل وجه الموناليزا في رسوم كاريكاتير ساخرة. ونرى في الصورة تمثالا بمدينة كراكاو في بولندا للنحات إيغور ميتوراج، الذي قرر أن يحمي تمثاله من خطر فيروس كورونا بهذه الكمامة العملاقة.