يبدو أن عجلة الاكتشافات العلمية، خصوصا في المجال الطبي، ماضية بقوة في فهم الجسم البشري، وإيجاد بعض الطرق الفعالة للتغلب على الأمراض، التي تصيبه. فقد ربطت دراسة حديثة بين علاج الأرق والتخفيف من الاكتئاب. فكيف ذلك؟
إعلان
خلصت دراسة بريطانية حديثة إلى أن علاج الشباب، الذين يعانون من الأرق باستعمال العلاج المعرفي السلوكي من خلال الانترنت، يمكن أن يخفف من حدة مشاكل نفسية، على غرار القلق والاكتئاب وفق ما أشارت إليه دورية الطب النفسي "لانسيت" أمس الأربعاء ( 6 سبتمر/أيلول).
وأوضح فريق من الباحثين بمعهد أبحاث النوم بجامعة أوكسفورد، أن النجاح في علاج اضطرابات النوم خفف من حدة أعراض الذهان، مثل الهلوسة وجنون الاضطهاد.
وقال المشرف على الدراسة، وأستاذ علم النفس الإكلينيكي، دانييل فريمان، إن "مشاكل النوم شائعة جدا بين من يعانون من اضطرابات ذهنية لمن كانت هناك استهانة بالأرق، لفترة طويلة باعتباره عرضا وليس سببا". وأضاف: "هذه الدراسة تقلب تلك الفكرة القديمة رأسا على عقب، وتظهر أن الأرق قد يكون سببا يسهم في حدوث مشاكل تتعلق بالصحة النفسية".
وسائل مكافحة الأرق
03:18
واستندت النتائج على دراسة أجريت على 3755 طالبا جامعيا من مختلف أنحاء بريطانيا، حيث تم تقسيمهم عشوائيا إلى مجموعتين. وخضعت إحدى المجموعتين لست جلسات من العلاج المعرفي السلوكي على الانترنيت، استغرقت كل منها 20 دقيقة عن طريق برنامج يحمل اسم (سليبيو). فيما تلقت المجموعة الثانية علاجات تقليدية ولم تخضع للعلاج المعرفي السلوكي.
وفي نفس السياق، سجل الباحثون تراجعا كبيرا للأرق بين من خضعوا للعلاج المعرفي السلوكي، بالإضافة إلى انخفاض محدود لكنه ثابت في أعراض جنون الاضطهاد والهلوسة. وأدى العلاج المعرفي السلوكي أيضا إلى تحسن الاكتئاب، والقلق والكوابيس، والصحة النفسية، والأداء في العمل والمنزل في فترة النهار.
وأفاد، أندرو ويلشمان، مدير قسم علوم الأعصاب والصحة النفسية بمؤسسة (ويلكم تراست) الخيرية، التي ساعدت في تمويل البحث أن النتائج تشير إلى أن تحسن جودة النوم، قد يفتح طريقا واعدا للعلاج المبكر لتحسين الصحة العقلية. وأضاف : " الحصول على نوم جيد يمكن أن يحدث فرقا في الصحة النفسية. فمساعدة الناس على الحصول على نوم أفضل خطوة أولى مهمة للتعامل مع الكثير من المشاكل النفسية والعاطفية".
ر.م/ط.أ ( رويترز)
حقائق عن قدرة الجسم الخارقة على العلاج الذاتي
في بعض الحالات لا بد من الأدوية والعقاقير الطبية للشفاء من الأمراض. ولكن في أحيان كثيرة يمكن للجسم أن ينجح في شفاء نفسه دون مساعدة. فكيف تتم عملية العلاج الذاتي؟
صورة من: colourbox
الجروح هي من بين الإصابات التي يستطيع الجسم علاجها ذاتيا، وذلك من خلال خلايا أنسجة خاصة تقوم بتثبيت الجرح. إذ تقوم هذه الأنسجة بضم الجرح وتشكيل أنسجة الندبة ويحتاج الجرح لمدة أسبوع كامل لكي يشفى. وعموما تتجدد كامل خلايا الجسم باستمرار، وتتشكل مليارات الخلايا الجلدية بشكل يومي لتستبدل الخلايا القديمة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Karl-Josef Hildenbrand
حتى الهيكل العظمي يجدد نفسه تماماً. ويستغرق هيكلنا العظمي لكي يتجدد كليا حوالي عشر سنوات. وخلال عملية التجديد يقوم بإصلاح الكثير من الأضرار التي تعرض لها بسبب تعرض أحد عظامه لكسر أو تهشم.
صورة من: picture-alliance/dpa
أما العضلات وأعضاء الجسم الأخرى مثل الكبد والمعدة والأمعاء وغيرها، فتحتاج حوالي ثلاث إلى أربع سنوات لتتجدد، أي استبدال خلاياها القديمة بخلايا جديدة. علما أن عملية التجديد تحميها من الاهتراء ومن التلف.
صورة من: Fotolia/ag visuell
ولا يكتفي الجسم بتجديد نفسه لحمايته من التلف، ولكنه أيضا مسلح جيداً ضد الأمراض المعدية التي تسببها الفيروسات والبكتيريا. وذلك من خلال جهاز المناعة الذي يمتلك أعدادا هائلة من الخلايا المتخصصة لمكافحة الجراثيم المعدية.
للخلايا المناعية في الجسم أنواع مختلفة، ولكل نوع وظيفة محددة. فهناك خلايا مناعية تعرف بالخلايا الملتهمة وهي مخصصة للمهام الكبيرة، فهي تتعرف على الأجسام الدخيلة وتتخلص من خلايا الجسم المريضة. وهناك خلايا مناعية تائية تتخصص بنوع معين من الأجسام الدخيلة. وسميت بالتائية لأنها تنضج في الغدة الزعترية التي يبدأ اسمها باللغة الإنكليزية بحرف "ت" (Thymus).
صورة من: Fotolia
التوتر هو أكبر عدو لقوى الشفاء الذاتي. والتوتر يجعل الكلية الجانبية تفرز الكورتيزول الذي يعمل على إضعاف جهاز المناعة ويسهل الطريق أمام الجراثيم المعدية.
صورة من: Colourbox
لدى الاسترخاء تقوم النواقل المفرزة من الدماغ بتحفيز جهاز المناعة وتقويته. على الرغم من أن الأبحاث في هذا الحقيقة لازالت قيد الدراسة، لكن الكثير من الدراسات أكدت أن الدماغ يؤثر عبر الأعصاب والنواقل العصبية على الكثير من آليات الشفاء الذاتي. خصوصاً حين يشعر بالمرء بالراحة.