دراسة: علاقات الطفولة تشكل طريقة تعلقنا بالآخرين بعد البلوغ
٧ نوفمبر ٢٠٢٥
كشفت دراسة جديدة واسعة النطاق كيف تؤثر العلاقات المبكرة مع الوالدين والأصدقاء على كيفية ارتباطنا بأقرب الأشخاص إلينا في مرحلة البلوغ.
لصداقات الأولى في المدرسة فرصة لتعلم قواعد الأخذ والعطاءوفقا للدراسةصورة من: Rich Pope/Orlando Sentinel/Newscom/picture alliance
إعلان
وفقًا لنتائج دراسة كبيرة استمرت لعدة عقود بحثت في كيفية تأثير مستوي تفاعلات الأطفال مع آبائهم وأصدقائهم المقربين على علاقاتهم عندما يصبحون بالغين. وجدت الدراسة أن تفاعل الأطفال مع والديهم وأصدقائهم المقربين تحدد إلى حد كبير علاقاتهم في مرحلة الرشد.
أظهرت الدراسة أن التفاعلات المبكرة مع الأمهات تتنبأ بكيفية ارتباط الأشخاص بالآخرين لاحقًا، سواء مع والديهم أو أصدقائهم المقربين أو شركائهم العاطفيين.
تأثير الشخص الأول في حياة الطفل؟
تقول كيلي دوغان، أستاذة علم نفس الشخصية الاجتماعية في جامعة ميسوري والمؤلفة الرئيسية للدراسة المنشورة في تشرين الثاني/أكتوبر في مجلة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي: "الأشخاص الذين شعروا بالقرب من أمهاتهم وكانت خلافاتهم قليلة في الطفولة يميلون إلى الشعور بالأمان أكثر في كل علاقاتهم عندما يكبرون". وتضيف: "هذه نتيجة مذهلة لأنها تُظهر تأثير الشخص الأول الذي يُفترض أن يكون موجودًا من أجلك طوال حياتك ".
كما كان لأصدقائهم منذ البداية بشكل كبير في التنبؤ بكيفية إدارة المشاركين لعلاقاتهم في المستقبل، سواء صداقاتهم. وتقول كيلي دوغان: "الصداقات الأولى في المدرسة فرصة لتعلم قواعد الأخذ والعطاء"، حسب موقع Scientific American.
الأشخاص الذين لديهم مستوى عالٍ من التجنب غالبًا ما يعتقدون أنه لا يمكن الاعتماد على الآخرين أو الوثوق بهم، لذلك يتجنبون طلب المساعدة أو الدعم العاطفي حتى عند الحاجة. وتُعتبر العلاقات التي يرافقها قلق التعلق أو التجنب العالي أقل أمانًا، بينما تكون العلاقة آمنة عندما يكون مستوى القلق والتجنب منخفضًا، حيث يشعر الشخص بالراحة والقرب من الآخر، ويثق بأنه سيكون موجودًا لدعمه، كما تقول كيلي دوغان.
أوضح آر. كريس فرالي، الباحث المشارك في الدراسة الجديدة، وأستاذ علم النفس بجامعة إلينوي في أوربانا-شامين: "يشعر بعض الناس براحة تامة في الاعتماد على الآخرين، والانفتاح عليهم، واستخدامهم كقاعدة آمنة، بينما يفتقر آخرون إلى هذه الثقة".
كما ساعدت جودة الصداقات المبكرة ونموها في الطفولة على التنبؤ بأسلوب التعلق لدى البالغين ، حيث كانت مرتبطة بدرجة القلق والتجنب في العلاقات. ولعبت هذه الصداقات دورًا مهمًا في تحديد الطريقة التي يفكر بها البالغون ويشعرون ويتصرفون في صداقاتهم وعلاقاتهم العاطفية، وفقً الدراسة المنشورة في مجلة Journal of Personality and Social Psychology.
هكذا تصبح ذكياً عاطفياً ..
عندما يتعلق الأمر بالذكاء العاطفي، لا يوجد تعريف محدد يناسب الجميع، وهو ما قد يجعل من الصعب معرفة مستوى الذكاء العاطفي عند البعض. خبراء يشيرون إلى علامات تدل على الذكاء العاطفي، وكيفية تطويره للتمتع بحياة هادئة وممتعة.
صورة من: picture-alliance/blickwinkel/fotototo
مؤشرات الذكاء العاطفي
القدرة على قراءة وتنظيم المشاعر والعمل مع الآخرين، والتعاطف معهم في المواقف الصعبة، كلها مؤشرات على وجود الذكاء العاطفي، بحسب رأي الخبراء بموقع" ذي انسايدر" الأمريكي. يقول الدكتور كاري نوتسون مدير معهد كونتسون للاستشارات النفسية بأمريكا، إن الذكاء العاطفي بشكل عام يرتبط بالقدرة على معرفة مشاعرك ومشاعر الآخرين وإدارتها. ويضيف: "الجميع يولد بمستوى منه، لكن عليه تطويره واستخدامه في الحياة اليومية."
صورة من: Fotolia/Dmitry Sunagatov
مبدع في حل المشاكل
عادة ما يكون لدى الأشخاص الأذكياء عاطفياً القدرة على حل المشاكل بطرق مبتكرة. وبحسب الموقع المهتم بالأخبار المتنوعة، يتفنن هذا النوع من الأشخاص في استخدام مهارات فنية مبدعة للوصول لسبل جديدة لحل مشكلاته اليومية أو حتى مساعدة الآخرين في حل مشاكلهم.
صورة من: Colourbox
كُن متعاطفاً مع الآخرين
مجرد جلوسك مع شخص ما أو صديق يعاني من مشكلة أو يشعر بالغضب أو الحزن، لتحاول التخفيف عنه وتهدئته، فهذا يعني أنك تتمتع بقدر كبير من الذكاء العاطفي. تقول جينيفر وينجير الأخصائية النفسية لموقع ذي انسايدر:" أعتقد أن أكبر شيء نتطلع إليه هو التعاطف، فهو من أهم مميزات الذكاء العاطفي، إذ يمكن من خلاله تكوين روابط عميقة وذات مغزى مع الآخرين."
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Klose
تخطي الصعاب وتحدي المشاكل
إذا كنت تستطيع إدراك المشاعر السلبية لديك وترى الصعاب كتحدي - مع التركيز على الإيجابيات والمثابرة - فهذا يعني أنك تتمتع بنسبة كبيرة من الذكاء العاطفي. تخيل للحظة أنك فقدت وظيفتك. ينظر الذكي عاطفياً إلى عواطفه كإشارات لاتخاذ إجراءات، للتعامل مع التحديات والتحكم في أفكاره. ولكن من لديه مهارات عاطفية ضعيفة، قد ينظر للمشكلة بسلبية ويفكر في أنه عاطل، ويتأثر نفسياً ما يعيقه عن التقدم والبحث عن الأفضل.
صورة من: imago/D. Delimont
ضع نفسك مكان الآخرين
إذا كنت قادراً على توسيع نطاق هذه المهارات لتتعدى وظيفتك الشخصية، فهذه علامة على أن لديك مستويات عالية من الذكاء العاطفي. وبحسب موقع conversation البريطاني، فهذا النوع من الذكاء له أهمية خاصة في أماكن العمل التي تتطلب "عملاً عاطفيًا" ثقيلًا - حيث يجب على الموظف إدارة عواطفه وفقاً للقواعد التنظيمية. على سبيل المثال، العاملون بخدمة العملاء، والتي يحتاج فيها الموظف للتعامل مع العملاء بشكل محترف.
صورة من: Fotolia/Edyta Pawlowska
مهارات اجتماعية جيدة
يشير الخبراء بالموقع المهتم بأخبار الصحة النفسية والمنوعات، إلى أن امتلاك مهارات اجتماعية جيدة يمكن أن يكون علامة على الذكاء العاطفي، وإذا لم يكن لديك هذه المهارات، فقد تلاحظ أنك تعزل نفسك. فالذكاء العاطفي والمهارات الاجتماعية يرتبطان سوياً، فهما بالأساس يعتمدان على مهارة الاتصال بالآخرين وقراءة مشاعرهم وإدراكها.
صورة من: picture-alliance/PhotoAlto/S. Olsson
لا تدع مشكلة تفسد يومك
كثيراً ما نتعرض لمواقف صعبة أو نتلقى أخباراً سيئة قد تؤثر على يومنا بأكمله. لكن خبراء الصحة النفسية أكدوا أن الذكي عاطفياً هو الذي يتغلب على تلك المشاكل مهما كانت، ولا يدعها تفسد باقي يومه. وبالطبع سيكون الأمر صعباً على البعض خاصة في المشكلات الخطيرة، لكن بحسب الخبراء، فأنت من يجب عليك التحكم في الموقف وليس العكس وبالتدريب سيكون الأمر سهلاً.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Klose
لا تبالغ في رد فعلك
أن نكون صادقين بشأن ما نشعر به بالفعل، هو قمة الذكاء العاطفي. فمطابقة السلوكيات والتحكم في المشاعر له أثر كبير على النفس والآخرين أيضاً. فهناك بعض الأشخاص يبالغون برد فعلهم على بعض المواقف. وينصح الخبراء بالتعامل بقدر أهمية الموقف، فلا تضحك بشدة على شي لا يستحق أو تغضب بجنون على أمر تافهه، أو حتى تبكى بكاء حاراً لمجرد أن شخصاً لا تعرفه قد توفي على سبيل المثال.