أعوام طويلة مرت ومازال شبح مرض نقص المناعة المكتسبة الإيدز يفتك بالمصابين. نتائج دراسة حديثة أشارت إلى أن الحقن لعلاج الإصابة بفيروس الإيدز يضاهي تناول الأقراص، نتائج من شأنها أن تعطي أملا للمصابين بهذا المرض الفتاك.
إعلان
أوضحت نتائج تجربة اكلينيكية دعمتها شركتا جونسون آند جونسون وغلاكسو سميثكلاين للمستحضرات الدوائية أن تعاطي دواء جديد ضد الإيدز عن طريق الحقن من النوع الممتد المفعول مرة كل ثمانية أسابيع يضاهي تناول ثلاثة أقراص من نفس الدواء يوميا للقضاء على الفيروس المسبب للمرض الفتاك الإيدز.
وقال بول ستوفيلز مدير الشؤون الصيدلية بشركة جونسون آند جونسون أنه أسلوب علاجي مستحدث لمكافحة الإيدز مشيرا إلى أنه في حالة تأكيد نجاح تجارب المرحلة النهائية فإنه يرى أن بالإمكان طرح التركيبة الجديدة في الأسواق مع حلول عام 2020. وثبت بالتجربة أن دمج عقار ريلبيفيرين الذي تنتجه شركة جونسون آند جونسون وكوبوتيجرافير من إنتاج جلاكسو سميثكلاين يضاهي تناول ثلاثة أقراص يوميا للحد من انتشار الفيروس لدى مرضى الإيدز عند إعطاء المزيج إما شهريا وإما كل شهرين.
الطب المتجدد: عندما يعالج الجسم أمراضه ذاتياً
يتكون الجسم من أكثر من مائتي نوع من الخلاياـ تكون في البداية متشابهة وتعرف بالخلايا الجذعية. لكن سرعان ما تصبح لها وظائف محددة، تتحول بعدها إلى مصدر للخلايا الجذعية المهمة في الطب المتجدد، إذ تمنح الأمل لكثير من المرضى.
صورة من: picture-alliance/dpa
الخلايا الجذعية أصل الطب المتجدد
للخلايا الجذعية دور مهم في تطوير الطب المتجدد، فهي أصل جميع خلايا في الجسم، وبانقسامها تنشأ من الخلايا الجذعية خلايا فرعية لها وظائف محددة، لتتحول ثانية إلى خلايا جذعية. والمميز هو أن هذه العملية تستمر طيلة حياة الإنسان، وبذلك تتجدد أعضاء الجسم.
صورة من: picture-alliance/dpa
انتقادات حادة
في عام 1998 نجح باحثون أمريكيون في الحصول على خلايا جذعية جنينية بشرية عبر قتل الأجنة، الأمر الذي لاقى انتقادات واسعة. فتوقيت بدء حياة الجنين الذي يتشكل بعد اتحاد البويضة بالنطفة لا يمكن تحديده، وفي عام 1991 تمّ تطبيق قانون حماية الأجنة في ألمانيا، الذي يمنع الحصول على خلايا جذعية من الأجنة، فضلاً عن أن استيراد هذه الخلايا الجنينية إلى ألمانيا لا يمكن أن يتم إلا وفق شروط صارمة.
صورة من: picture-alliance/dpa
خلايا جذعية مقبولة أخلاقياً
على عكس الخلايا المشتقة من الأجنة، فإن الحصول على ما يعرف بالخلايا الجذعية المستحثة أمر مقبول من الناحية الأخلاقية. فهي خلايا يتم الحصول عليها من خلايا جسدية بالغة، ويمكن تحويلها إلى خلايا جذعية بواسطة أربع خلايا يتم زرعها في المختبر. وتستخدم لعلاج الخلايا أو كأساس لاختبار الأدوية. وكثيراً ما تستخدم في بحوث خاصة بتطور مرض الشلل الرعاش مثلاً.
صورة من: AFP/Getty Images
تجديد أعضاء الجسم
لا يمكن لجميع أعضاء الجسم أن تتجدد، كالعيون والدماغ والقلب. ومع التقدم في العمر، تصبح قدرة الأعضاء على التجدد محدودة، إذ تموت الخلايا وتنخفض قدرة الأعضاء على القيام بوظائفها. أحد أهداف الطب المتجدد هو إعادة تفعيل قوى الشفاء الذاتي للجسم ثانية.
صورة من: Adimas/Fotolia.com
أنسجة بديلة
عبر هندسة الأنسجة يمكن تطوير أنسجة تشبه الأصلية. ويمكن استخدام هذه الأنسجة في علاج الحروق وفي إنتاج الأوردة الدموية والأعضاء. هذه الطريقة تعزز عملية الشفاء الذاتي وهي بمثابة تقدم مهم في عالم الطب يفتح الباب أمام إمكانيات عديدة. وعبر هندسة الأنسجة يسعى الباحثون لاستبدال أعضاء كاملة مثل الكبد أوالكلى.
صورة من: Colourbox
العلاج بالخلايا
الهدف من العلاج بالخلايا هو تحفيز عمليات التجديد، فضلاً عن استبدال الخلايا المشوهة أو المصابة. ويستخدم العلاج الخلوي كثيراً في حالات زراعة الخلايا الجذعية في الدم، وذلك عن طريق استبدال نخاع العظام المريض بخلايا سليمة، مثل علاج الحالات المتقدمة من سرطان الدم. فالعلاج الكيميائي والإشعاعي يؤثر سلباً على عملية إنتاج خلايا الدم والجهاز المناعي للمريض.
صورة من: C. Lee-Thedieck/KIT
العلاج بالجينات
ما يزال العلاج الجيني موضع جدل كبير في عالم الأبحاث. وفيه يتم حقن مادة وراثية جديدة في الخلايا الجذعية، وبهذا يتم استبدال المورثة الجينية المصابة بمورثات سليمة. وتستخدم هذه الطريقة لعلاج الأمراض الوراثية بشكل أساسي وبعض أمراض السرطان. أما مشكلة هذا العلاج فهو استخدام بعض الفيروسات المعدلة وراثياً لنقل هذه المورثات، وهنا من الممكن للفيروسات أن تستعيد نشاطها وبالتالي إصابة المرضى بأمراض أخرى.
صورة من: picture-alliance/dpa
7 صورة1 | 7
وأظهرت هذه الدراسة الطبية أنه عند إعطاء الحقن للمرضى كل شهر تراجعت لديهم الفيروسات بنسبة 94 في المائة بعد 32 أسبوعا، في حين بلغت هذه النسبة 95 في المائة عند إعطاء العلاج بالحقن كل ثمانية أسابيع. وبالمقارنة فإن المرضى الذين تناولوا الأقراص تراجع الفيروس لديهم بنسبة 91 في المائة. في الوقت نفسه بدأت دراسة للمرحلة قبل النهائية لتركيبة أخرى تضم عقار ريلبيفيرين الذي تنتجه شركة جونسون آند جونسون ودولوتيجرافير من إنتاج إحدى وحدات شركة جلاكسو سميثكلاين فيما تعتزم الشركتان ابتكار تركيبات أخرى.