دراسة على القرود قد تقود "لعلاج وظيفي" لفيروس "إتش.آي.في"
٢ ديسمبر ٢٠١٦
توصلت دراسة أمريكية إلى قدرة دواء يستخدم في علاج أمراض المعدة في كبح انتشار الفيروس المسبب لمرض الإيدز وتقليص وجوده إلى مستويات لا يمكن رصدها. التجارب التي أجريت على قرود تنعش الآمال فيما يسمى "العلاج الوظيفي".
إعلان
اليوم العالمي للسيدا: لقاح جديد ضد الفيروس؟
01:06
كانت الإصابة بفيروس (اتش.آي.في) ذات يوم تعني الموت المحقق. لكن بالنسبة لأكثر من نصف المصابين بالفيروس في العالم وعددهم 36.7 مليون حولت مضادات الفيروسات الرجعية المرض إلى مجرد داء مزمن. وتكبح هذه المضادات التي يتناولها المريض يوميا نشاط الفيروس. لكن الالتزام بتناول العقاقير يوميا مسألة صعبة والأدوية غالية الثمن وسامة فضلا عن أنها تسبب الغثيان والتعب ومشكلات في الأعصاب في الأجل القصير كما أنها تقاوم الأنسولين وتسبب مشكلات أخرى مع مرور الوقت. ويتناول ثلث المرضى الأمريكيين فقط مضادات الفيروسات الرجعية بانتظام بصورة تكفي لكبح الفيروس وتقليص وجوده إلى مستويات لا يمكن رصدها في أجسامهم.
وفي إطار الجهود الرامية لإيجاد علاج لهذا المرض الفتاك أو تلقيح يحمي من الإصابة به، توصلت دراسة أن دواء تناوله آلاف الأشخاص الذين يعانون من أمراض معوية قد ساهم في السيطرة على فيروس (اتش.آي.في) لدى القردة. وقد نجح الدواء الذي تنتجه شركة "تاكيدا" اليابانية بحسب ما أعلنه الدكتور أنتوني فاوتشي، مدير المعاهد الوطنية للحساسية والأمراض المعدية في بيثيسدا بولاية ماريلاند الأمريكية، نجح في كبح الفيروس وقلص وجوده إلى مستويات لا يمكن رصدها في ثمانية قرود لفترة بلغت عامين لدى بعضها. وتنعش النتائج الآمال فيما يسمى "العلاج الوظيفي" وهو علاج يجعل المرض في حالة سكون دائم.
من جهته قال مايكل شيتزلين الذي يرأس وحدة العلوم السريرية في تأكيدا في كمبردج إن هذه كانت أول زيارة يقوم بها فاوتشي لتاكيدا ليبلغهم بنتائج الدراسة، وهي شركة تركز على علاجات السرطان وأمراض الجهازين الهضمي والعصبي. وأضاف "الحماسة كانت واضحة.. كانت تبدو علية الدهشة." ولا تجري تاكيدا دراسات على فيروس (اتش.آي.في). لكن باحثيها أدركوا أن الأساس العلمي لعقار إنتيفيو الذي تنتجه الشركة هو جسم مضاد صمم لمهاجمة بروتين معين في الجسم. والعقار حاصل على الموافقة على استخدامه في أكثر من 50 دولة كعلاج لالتهابات القولون وداء كرون الذي يحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي الأمعاء.
وقال شيتزلين "إنتيفيو هو جزيء يؤثر على استجابة الجهاز المناعي... في هذه الحالة يكون الجهاز الهضمي هو الذي يؤوي خلايا فيروس اتش.آي.في التي ينبغي القضاء عليها.. على الأقل هذا ما توحي به دراسة القرود." وتقدم تاكيدا العقاقير وتدعم الدراسة لكن شيتزلين حذر من أنها لا تزال مجرد دراسة تجريبية. وقال "نود أن يستفيد المرضى من هذا."
و.ب/ ط.أ (رويترز)
منبع انطلاق وباء الإيدز.. قرية كاسينسيرو
في قرية الصيادين الصغيرة كاسينسيرو الواقعة في أوغندا اكتشفت سنة 1982 أولى حالات الإصابة بمرض الايدز. والآن وبعد 33 عاما من اكتشاف المرض في كاسينسيرو ما زال نحو 33 في المئة من سكان القرية مصابين بالإيدز.
صورة من: DW/S. Schlindwein
قرية الصيادين الصغيرة
في قرية الصيادين الصغيرة كاسينسيرو اكتشفت سنة 1982 أول حالات الإصابة بمرض نقص المناعة المكتسب والذي يختصر اسمه بالإيدز. كاسينسيرو هي قرية صغيرة وفقيرة تقع على ضفاف بحيرة فكتوريا في مقاطعة راكاي غرب أوغندا وبالقرب من المعبر الحدودي مع تنزانيا. في سنة 1982 أصبحت القرية مشهورة بعد موت المئات من سكانها خلال أيام قليلة.
صورة من: DW/S. Schlindwein
أول ضحايا مرض الايدز
توماس ميغيرو كان أول ضحايا مرض الايدز في سنة 1982 في القرية. في البداية فقد ميغيرو شهية الطعام ومن ثم فقد بعد ذلك شعره. شقيقه آدي هو اليوم مدير شبكة المعلومات الخاصة بالتوعية ضد مرض الإيدز ووصف معاناة شقيقه بالكبيرة قبل الوفاة. والده رفض الحضور إلى مراسم الدفن واعتقدت العائلة أن المرض جاء بسبب الشعوذة والسحر.
صورة من: DW/S. Schlindwein
قرية مهجورة
بعد انتشار المرض في قرية كاسينسيرو ووفاة المئات بسببه غادر أغلب السكان القرية وانتقلوا للعيش في مناطق أخرى وتركوا ورائهم بيوتهم وحقولهم الزراعية ومواشيهم. لغاية اليوم تبدو كاسينسيرو كقرية مهجورة ولم يبقَ فيها إلا الفقراء.
صورة من: DW/S. Schlindwein
منطقة حدودية مع بائعات الهوى
يُعتَقد أن فيروس المرض جاء عبر الطريق السريع إلى كاسينسيرو، وذلك لأن سائقي الشاحنات يقضون في الغالب الليل في المنطقة الحدودية في كاسينسيرو مع بائعات الهوى، كالتي تظهر في الصورة والتي رفضت الإفصاح عن وجهها وعن اسمها، وأوضحت بأن سائقي الشاحنات يدفعون أربعة أضعاف السعر الاعتيادي لهن إذا قبلن أن يمارسن الحب معهم دون واقيات ذكرية. لا أحد يهتم بالمرض وبائعة الهوى هذه هي أيضا مصابة بالإيدز.
صورة من: DW/S. Schlindwein
مصاب بالإيدز
يوشوا كاتومبا هو أيضا مصاب بالإيدز. يوشوا ذو الثلاثة وعشرين عاما لا يستطيع القراءة والكتابة لأنه لم يزر أي مدرسة في حياته ويعمل صيادا للسمك في ظروف صعبة ولا يحصل على الكثير من المال من عمله، ينفق جزءا كبيرا منه في شرب الكحول. لا توجد ليوشوا أية رؤية لمستقبله، كما مع الكثير من سكان كاسينسيرو. ثلث سكان القرية مصابين بالايدز وهذه النسبة هي نسبة الإصابات الأكبر في العالم.
صورة من: DW/S. Schlindwein
مثال في مكافحة الايدز
أوغندا هي أول دولة إفريقية اعترفت بالايدز كمرض، وذلك في سنة 1986. ومن ذلك الحين أصبحت أوغندا مثالا يحتذى به في مكافحة مرض الايدز، ما سهل عمل العلماء والأطباء الذين قدموا إلى أوغندا لدراسة ومعالجة المرض، بالإضافة إلى أن العلاج أصبح يوزع مجانا على المصابين بالمرض.
صورة من: DW/S. Schlindwein
اغتصاب ثم إيدز
يوديث ناكاتو مصابة بالمرض منذ خمس سنوات، ويعتقد أن المرض انتقل إليها بعد تعرضها للاغتصاب. يوديث حملت بطفل وأثناء الفحوصات الطبية لها قبيل إجراء عملية الولادة اكتشف الأطباء أنها مصابة بالمرض ونجحوا بذلك في منع انتقال الإيدز إلى طفلها. يوديث تتناول الأدوية المضادة للإيدز منذ خمس سنوات وتمارس حياتها بصورة شبه طبيعية.
صورة من: DW/S. Schlindwein
حبوب مضادة لانتشار الإيدز
كانت يوديث في السابق ضعيفة جدا ولا تستطيع القيام بأي شي، ولكن وبعد أن بدأت بتناول الأدوية المضادة للإيدز استطاعت أن تعيش حياتها وأن تعمل من جديد. حبوب (أي أر في) المضادة للمرض تمنع انتشار الإيدز في الجسم وهي توزع بالمجان على المصابين ويقوم مشروع الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز بتمويلها. في سنة 2007 هزت فضيحة فساد كبيرة البلد قلت على إثرها المنح الدولية لمكافحة المرض.
صورة من: DW/S. Schlindwein
تراجع عدد المصابين بالإيدز
أعداد المصابين بمرض الإيدز في تراجع كبير وقلت بنسبة 70 في المئة عن أعداد المصابين في تسعينيات القرن الماضي. في مقاطعة راكاي الأوغندية كان 10 بالمئة من السكان في سنة 2004 مصابين بالمرض، وفي عموم البلد كانت نسبتهم 6.4 في المئة، ولكن في السنوات العشرة الأخيرة طرأت زيادة طفيفة على أعداد المصابين وبلغت نسبتهم في العام الماضي 7.3 في المئة من مجموع السكان.