دراسة: غوغل "متواطئ" مع شركات النفط في نشر إعلانات مضللة
٦ نوفمبر ٢٠٢٢
ربح عملاق البحث غوغل (جوجل) ملايين الدولارات من شركات النفط مقابل وضع إعلاناتها على الصفحة الأولى، رغم تعارض محتواها مع الحقائق العلمية عن التغير المناخي.
إعلان
أنفقت كبريات شركات النفط 24 مليون دولار على إعلانات البحث على غوغل (جوجل)، على مدار سنتين، رغم تعهد شركة غوغل بالتوقف عن جني الأموال مقابل الإعلانات التي أجمع العلماء أنها تتعارض مع أهداف حماية المناخ ومن ذلك ارتباط هذه الإعلانات بظاهرة الاحتباس الحراري.
ونشر مركز مكافحة الكراهية الرقمية (CCDH) دراسة جديدة، فحصت أكثر من 32 ألف إعلان دفعته الشركات النفطية الكبرى، ونشر على غوغل، وكانت هذه الإعلانات موجهة تحديدا للمستخدمين الذين يبحثون في محرك البحث عن أمور تتعلق بالمناخ، إذ استهدفت هذه الإعلانات أكثر من 61 ألف استفسار للمستخدمين على مدار عامين، وفق ما نقلته وكالة رويترز عن المركز.
ومكن غوغل الشركات من أن تظهر إعلاناتها في الصفحة الأولى عند البحث عن مصطلحات كـ"net zero" والمواد صديقة البيئة، كما أتاح لها الفرصة لنشر إعلانات مضللة حول قضايا تغير المناخ.
وقال عمران أحمد، مؤسس المركز، إن غوغل أصبحت متواطئة في "صناعة إنكار قضايا المناخ"، مضيفا أنه إذا كان بإمكانك شراء الحق في أن تكون في أعلى نتائج البحث على منصة يستخدمها الملياريات للعثور على المعلومات، فإنه يمكنك تشويه الحقائق.
ردًا على ذلك، أشار المتحدث باسم Google ، مايكل أكيمان ، إلى موقف الشركة ضد التضليل المناخي. وقال في بيان وجهه لرويترز: "أطلقنا العام الماضي سياسة جديدة رائدة في الصناعة تحظر صراحة الإعلانات التي تروج لادعاءات كاذبة حول وجود وأسباب تغير المناخ".
وتابع:"عندما نعثر على محتوى إعلاني يتخطى الحدود حول النقاشات المتعلقة بسياسات المناخ، ومن ذلك المحتوى الذي يعزز إنكار التغير المناخي، نقوم بحذف الإعلانات فورا"، لكن دون أن تعطي الشركة أمثلة على الإعلانات المحذوفة.
وركزت الدراسة على عدد من شركات النفط والغاز التي حققت أرباحا ضخمة، مستفيدة من ارتفاع أسعار الوقود الأحفوري الذي عزز التضخم على مستوى العالم، وشوهدت إعلانات هذه الشركات أكثر من 58 مليون على غوغل، من طرف مستخدمين باحثين عن معلومات عن المناخ، ومن ذلك إظهار إعلان لعملية حرق الغاز الطبيعي غير المرغوب به، وهو سلوك يساهم في الاحتباس الحراري.
وتهمين غوغل على عمليات البحث على الإنترنت بأكثر من 80 بالمئة، وكشت دراسات سابقة أن الشباب على وجه الخصوص لا يفهمون أن ما يظهر أولا في محرك البحث هي إعلانات.
ع.ا/ أ.ح
نهر دجلة.. شريان العراق الحيوي ضحية للتغير المناخي وسدود تركيا
بعد أن كان ينساب لآلاف السنين مارا بجنة عدن وسومر وبابل، بات نهر دجلة عرضة للتغير المناخي والجفاف والنشاط البشري الجائر مهدداً وجود شريان الحياة هذا. وضاعف بناء السدود التركية عند منبع النهر من تراجع منسوب المياة.
صورة من: Ayman Henna/AFP
روى نهر جنة عدن وسومر وبابل عبر التاريخ، لكنه بات اليوم يصارع الموت. إذ يهدّد النشاط البشري الجائر والتغيّر المناخي بمحو شريان حياة عمره آلاف السنوات في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 42 مليونا، ويعتبر مصدرا للحضارة وللزراعة، الكوارث الطبيعية لا تعد ولا تحصى.
صورة من: Murtadha Ahmed
باتت ظاهرة التغير المناخي ماثلة للعيان فبدءا من نيسان/ أبريل، تتجاوز الحرارة 35 درجة مئوية وتتتالى العواصف الرملية مغطية البشر والحيوانات والآلات بغشاء برتقالي. ثم يحل فصل الصيف، موسم الجحيم بالنسبة إلى العراقيين، حين تصل الحرارة إلى 50 درجة مئوية وتنقطع الكهرباء بسبب زيادة الضغط على الشبكة.
صورة من: Mohammed Falah Ibrahim/AA/picture alliance
أصبح العراق اليوم واحدا من أكثر خمسة بلدان في العالم عرضة لعواقب تغيّر المناخ، بحسب الأمم المتحدة، مع الجفاف وانخفاض نسبة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة والتصحّر المتسارع. وتأثّر بذلك نهر دجلة مع تراجع الأمطار، وكذلك بسبب السدود المبنية في تركيا حيث ينبع النهر.
صورة من: Ayman Henna/AFP
تبدأ الرحلة العراقية لنهر دجلة في جبال كردستان العراق عند تقاطع العراق وسوريا وتركيا. هنا، يكسب السكان لقمة عيشهم من خلال زراعة البطاطا وتربية الأغنام.
صورة من: Ismael Adnan/AFP
تتهم السلطات العراقية والمزارعون الأكراد في العراق تركيا بقطع المياه عن طريق احتجازها في السدود التي أنشأتها على المجرى قبل وصوله الى العراق. وتؤكد الإحصاءات الرسمية ذلك: فمستوى نهر دجلة لدى وصوله من تركيا هذا العام لا يتجاوز 35 في المئة من متوسط الكمية التي تدفقت على العراق خلال المئة عام الماضية.
صورة من: Getty Images/B. Kara
كلما ازداد احتجاز المياه، قلّ تدفق النهر الذي يمتدّ على 1500 كيلومتر يجتازها نهر دجلة قبل أن يندمج مع توأمه نهر الفرات ويلتقيا في شط العرب الذي يصب في الخليج. ويشكّل هذا الملف مصدرا للتوتر الدائم في العلاقات بين تركيا والعراق.
صورة من: Ismael Adnan/AFP
تطلب بغداد بانتظام من أنقرة الإفراج عن كميات أكبر من المياه. وردا على ذلك، دعا السفير التركي لدى العراق علي رضا غوني في تموز/ يوليو الماضي العراقيين إلى "استخدام المياه المتاحة بفعالية أكبر". وأضاف في تغريدة "المياه مهدورة على نطاق واسع في العراق".
صورة من: Ayman Henna/AFP
الخبراء بدورهم يتحدّثون عن أساليب ريّ طائشة: كما في زمن السومريين، يستمر المزارعون العراقيون في إغراق حقولهم لريّها ما يؤدي إلى هدر هائل في المياه.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Khalil
في بعض الأماكن، يبدو النهر مثل برك ناتجة عن مياه الأمطار. فالتجمعات الصغيرة للمياه في مجرى نهر ديالى هي كل ما تبقى من رافد نهر دجلة في وسط العراق الذي بدونه، لا يمكن زراعة أي شيء في المحافظة. وبسبب الجفاف، خفضت السلطات هذا العام المساحات المزروعة في كل أنحاء البلاد إلى النصف. ونظرا إلى أن لا مياه كافية في ديالى، فلن يكون هناك حصاد.
صورة من: ddp images/AP Photo/Hadi Mizban
بحلول 2050، "سيؤدي ارتفاع الحرارة درجة مئوية واحدة وانخفاض المتساقطات بنسبة 10 بالمائة، إلى انخفاض بنسبة 20 بالمائة في المياه العذبة المتاحة" في العراق، وفق ما حذّر البنك الدولي نهاية عام 2021.
صورة من: Ahmad Al-Rubaye/AFP
بدورها حذّرت الأمم المتحدة والعديد من المنظمات غير الحكومية في حزيران/ يونيو الماضي من أن ندرة المياه والتحديات التي تواجه الزراعة المستدامة والأمن الغذائي، هي من "الدوافع الرئيسية للهجرة من الأرياف إلى المناطق الحضرية" في العراق. ووفقا لمنظمة الهجرة الدولية نزحت بحلول نهاية آذار/ مارس 2022 أكثر من 3300 أسرة بسبب "العوامل المناخية" في عشر مقاطعات من وسط البلاد وجنوبها.
صورة من: Ahmad Al-Rubaye/AFP
هذا الصيف، كان منسوب دجلة منخفضا في بغداد. وتقول وزارة الموارد المائية ذلك الى "الرواسب الرملية". ونظرا للرواسب لم تعد تنصرف باتجاه الجنوب بسبب نقص تدفّق المياه، تراكمت في قاع النهر واختلطت بالمياه المبتذلة، ما أدى إلى صعوبة تدفق مياه النهر.
صورة من: Hadi Mizban/AP Photo/picture alliance
حتى وقت قريب، كانت الحكومة ترسل آلات لشفط الرمال الراكدة في قاع النهر، لكن بسبب نقص الموارد، توقّفت غالبية المضخات عن العمل. ومع انخفاض منسوب المياه العذبة، بدأت مياه البحر تغزو شط العرب. وتشير الأمم المتحدة والمزارعون بأصابع الاتهام إلى أثر تملّح المياه على التربة وانعكاساته على الزراعة والمحاصيل.
صورة من: Andrew Parsons/EPA/dpaweb/picture-alliance
بلغ مستوى الملوحة في شط العرب في شمال البصرة 6800 جزء في المليون، وفق ما أفادت السلطات المحلية مطلع آب/ أغسطس 2022. من حيث المبدأ، لا تتجاوز نسبة الملوحة في المياه العذبة ألف جزء في المليون، وفقا لمعايير المعهد الأمريكي للجيوفيزياء الذي يحدّد مستوى المياه "المتوسطة الملوحة" بين ثلاثة و10 آلاف جزء في المليون.
صورة من: Nabil al-Jurani/AP Photo/picture alliance
وأدى ذلك إلى هجرة أنواع معينة من أسماك المياه العذبة التي تحظى بشعبية كبيرة لدى الصيادين من شط العرب، ما يتسبب في ظهور أنواع أخرى تعيش عادة في أعالي البحار.
صورة من: Ismael Adnan/ZUMAPRESS.com/picture alliance