دراسة: في الدم أجسام مضادة تقي من تصلب الأوعية الدموية
١٧ مارس ٢٠١٦
توصل باحثون من النمسا وألمانيا وهولندا إلى اكتشاف مضادات طبيعية تتكون عبر خلايا المناعة يمكنها وقف عمل الكولسترول السيئ والوقاية من أمراض تصلب الشرايين.
إعلان
يشير العلماء إلى أن ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم سيئ للصحة، خصوصا ارتفاع نسبة الكولسترول السيئ (البروتين الدهني منخفض الكثافة أو LDL) في الدم. وذكرت الكلية الطبية في فيينا أن الكولسترول السيئ خطر جدا. ويسبب التهابات مزمنة في الأوعية الدموية وقد يقود إلى الإصابة بمرض التصلب الشرياني".
لكن هناك مجموعة من الأجسام المضادة في الدم تعمل على مقاومة الالتهابات في الأوعية الدموية ومقاومة الأمراض الناتجة عنها. وقام البروفيسور كريستوفر بندر رئيس فريق عمل في مركز "سي إي أم أم" البحثي للطب الجزيئي التابع للأكاديمية النمساوية للعلوم بإجراء دراسة خاصة لمعرفة خواص وفوائد الأجسام المضادة. ونشرت نتائج الدراسة في الدورية العلمية "سيل"، كما ذكر موقع "هايل براكيس" الألماني المختص في تقديم النصائح الطبية.
القلب - الجهاز النابض العجيب
القلب هو العضو الرئيسي المحرك للدم في الجسم. كيف يعمل هذا العضو الفعال الذي لا يتجاوز حجمه حجم قبضة اليد؟ وماذا يحدث حين يتعذر على القلب لأي سبب من الأسباب العمل بصورة طبيعية؟ الصور والرسوم التوضيحية التالية تبين ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa
القلب – المضخة العجيبة
القلب هو عضو عضلي مجوف تتقلص عضلاته ما يقارب سبعين مرة في الدقيقة ويضخ بهذه النبضات نحو عشرة آلاف لتر من الدم في اليوم الواحد إلى جميع إنحاء الجسم. ويقوم القلب بعملية ضخ هذه الكميات الكبيرة على مدى الحياة. وفي بعض الأحيان، كما عند إجراء التمارين الرياضية، يزيد القلب كمية ضخه للدم إلى خمس مرات عن المعتاد.
صورة من: Zoonar/picture alliance
عمل مزدوج للقلب
يتكون القلب من قسمين وكل قسم من القلب يحتوي على أذين وبطين. وجسم الإنسان يتكون من جهازين لدوران الدم وليس من جهاز واحد. لأن القسم الأيمن من القلب يضخ الدم إلى الرئتين لتزويد الدم بالأوكسجين، وفي الوقت نفسه يضخ القسم الأيسر من القلب الكمية نفسها من الدم إلى أنحاء الجسم. وترتبط أجزاء القلب مع بعضها بصمامات تسمح بمرور الدم باتجاه واحد وتمنع رجوعه في الاتجاه المعاكس.
جهد عضلي مضن
القلب هو عبارة عن عضلات من نوع خاص تشبه العضلات الموجودة في اليدين أو الساقين من حيث سرعة وقوة تقلصها. ولكن الذي يميز عضلات القلب عن غيرها هو قابليتها للعمل لفترة طويلة بدون تعب أو كلل. بالإضافة إلى ذلك فان خلايا نسيج عضلة القلب ترتبط مع بعضها البعض مشكلة شبكة كبيرة، كما يظهر في الصورة، والتي تساعد القلب على العمل كعضلة واحدة أثناء النبض.
صورة من: picture-alliance/dpa
الخلايا المحفزة لنبض القلب
هل حاولت يوما أن ترغم قلبك على إيقاف نبضه؟ حتى وان حاولت فانك لن تستطيع، لأن القلب لا يمكن السيطرة على عمله عن طريق الخلايا العصبية وإنما عن طريق الخلايا المولدة للنظم الجيبية الأذينية. وهي خلايا تقع في جدار الأذين الأيمن وتقوم بتنظيم عمل القلب عن طريق توليد الإشارة المحفزة له بشكل دوري. وفي حال تعذرها عن ذلك تقوم بدلا عنها العقدة الأذينية البطينية بتوليد الإشارة.
صورة من: picture-alliance/dpa
جهاز مزيل الرجفان
في حالة تعذر القلب عن العمل بصورة طبيعية، كما في حالة الرجفان البطيني، أي توقف القلب عن العمل بسبب خلل في منظومة القلب تؤدي إلى ارتجاف البطينين بدل انقباضهما، يستخدم جهاز مزيل الرجفان الذي يقوم بإعطاء صدمة كهربائية تنهي الاضطراب في نقل الإشارة الكهربائية في القلب وتعيده للعمل بصورة طبيعية. هذا الجهاز متوفر حاليا في معظم الأماكن وسهل الاستعمال.
صورة من: picture-alliance/dpa
جهاز مولد نبضات القلب
وإذا كان نبض القلب بطيئا جدا، يستعان عند هذه الحالة المرضية بجهاز طبي يزرع في جسم الإنسان يقوم بتوليد نبضات الكترونية ترسل إلى عضلة القلب. هذا الجهاز الطبي تم استعماله لأول مرة في عام 1958 والنوعيات الحديثة منه تستطيع العمل في جسم الإنسان لمدة تتراوح بين خمسة أعوام واثني عشر عاماً.
صورة من: picture-alliance/dpa
عملية القلب المفتوح
كان الأطباء يرغمون على إيقاف عمل الدورة الدموية في الجسم عند إجراء عملية جراحية في القلب. ولكن في خمسينات القرن الماضي اكتشف الجراحون طريقة جديدة مكنتهم من حل المشكلة عن طريق استعمال جهاز يستخدم مؤقتا إثناء العملية الجراحية ويقوم بتزويد الدم بالأوكسجين ومن ثم إرساله إلى باقي الجسم، وفي هذه الحالة يقوم الجهاز بعمل القلب والرئة معاً.
صورة من: picture-alliance/dpa
القسطرة الطبية
الطب الحديث بإمكانه الكشف الكامل عن عمل القلب والتعرف على مشاكله إضافة إلى القيام بتدخلات جراحية دون فتح بطن المريض. حيث يقوم الأطباء باستخدام عملية القسطرة، أي إدخال أنبوب معدني أو مطاطي في جسم الإنسان يتم عن طريقه إدخال أدوات جراحية وطبية وإجراء العملية الجراحية في قلب المريض.
صورة من: picture-alliance/dpa
صمامات اصطناعية للقلب
في حال تعطل صمامات القلب عن عملها الطبيعي أو في حال تآكلها يستعمل الأطباء بدلا عنها مواد بيولوجية بديلة مستخرجة من الخنازير أو صمامات معدنية. وفي الوقت الحاضر توجد أيضا صمامات اصطناعية صغيرة قابلة للامتداد، كما يظهر في الصورة، ويتم ربطها بقلب المريض عن طريق عملية القسطرة.
صورة من: picture-alliance/dpa
قلوب ومضخات دم اصطناعية
عندما لا يعمل القلب بصور منتظمة كما في حالة ضعف القلب، يتم الاستعانة بمضخة دم لتكمل عمل القلب ويتم زراعتها في الجسم، إضافة إلى ذلك يربط قلب صناعي لمساندة عمل القلب القديم في جسم المريض، أما المشغل الآلي والبطاريات الخاصة بالمضخة والقلب الاصطناعي فتكون في العادة خارج جسم المريض.
صورة من: picture-alliance/dpa
قلب اصطناعي قيد التطوير
وفي الوقت الحاضر يقوم العلماء بتطوير قلب اصطناعي يقوم بمهام القلب الطبيعي بالكامل، وتمت تجربة هذا القلب الاصطناعي الجديد بنجاح على الأبقار. يحتوي هذا القلب، كالقلب الطبيعي، على بطينين اثنين وأربعة صمامات. لكن ما زال أمام العلماء وقت طويل والكثير من الأبحاث لغاية تطوير هذا القلب الاصطناعي وجعله بديلا ناجحا عن القلب الطبيعي.
صورة من: picture-alliance/dpa
11 صورة1 | 11
وتوصلت الدراسة إلى نتيجة مفادها "أن مجموعة من الأجسام المضادة موجودة في الدم منذ الولادة تقوم بوقف عمل الكولسترول السيئ".هذه النتيجة قد تفتح بابا جديدا أمام العلم في سبيل إيقاف التأثيرات السلبية للكولسترول، خاصة فيما يتعلق بتسببه بمرض تصلب الشرايين، حسب ما ذكرت الكلية الطبية في فيينا التي بينت نتائج الدراسة.
مرض تصلب الشرايينيسبب الإصابة بالجلطة القلبية، وهو من أكثر الأمراض شيوعا في العالم. وعند الإصابة بتصلب الشرايين تظهر التهابات مزمنة على جدران الشرايين التي تساعد تجمع الكولسترول. لكن بعض خلايا المناعة في جسم الإنسان لا تدع الكولسترول السيئ يعمل بسلاسة ومن ثم الإساءة للجسم، و"تعمل بعض خلايا المناعة على إنتاج أجسام مضادة تقوم بوقف تأثير الكولسترول وتحييد عمله"، حسب ما ذكرت الكلية الطبية في فيينا.
وأجرى البروفيسور كريستوفر بندر الأستاذ في جامعة فيينا دراسته بمشاركة لارس نيتشكه من جامعة أرلانغن الألمانية وروني تشيري سفيردلوف من جامعة ماستريخ الهولندية. وتوصل الباحثون إلى أن الارتفاع المستمر للكولسترول السيئ يجعل "الخلايا الأكولة الكبيرة" تتجمع في الأوعية ومن ثم تتكون "خلايا رغوة". وتنتج هذه الخلايا الرغوة مواد تسبب أيضا الالتهابات. وعبر هذه العملية تنتقل خلايا "آكلة" جديدة للأوعية المصابة مما يزيد من الالتهابات في الأوعية الدموية، حسب الدراسة.
ويأمل العلماء في الاكتشاف الجديد أن يتوصلوا إلى علاج ضد أمراض تصلب الشرايين وأمراض الدورة الدموية، كما ذكر موقع "هايل براكيس".