دراسة: الامتناع عن أكل اللحوم يؤدي إلى تراجع قوة العظام
٢٥ نوفمبر ٢٠٢٠
من يأكل أطعمة خالية من اللحوم أو يتبع حمية نباتية محضة يستهلك تلقائياً القليل من الكالسيوم ويكون عنده نقص في البروتينات. دراسة لباحثين بريطانيين بينت أن لذلك أيضاً تأثيراً على مرونة العظام.
إعلان
شاعت خلال السنوات الماضية فكرة اتباع نظام غذائي نباتي للحصول على استفادة غذائية تعود على الجسم بالمنافع. لكن السؤال الأهم هو: هل يستطيع الشخص باتباع هذا النظام الغذائي النباتي الصرف ألا يتعرض لأي نقص غذائي أو مشاكل صحية تذكر؟
باحثون بريطانيون لا يشاطرون هذا الرأي، حسب ما ذكر الموقع الألماني "فوكوس"، إذ أكدوا أن النباتيين والخضريين والسمكيين (النباتيين الذين يأكلون السمك) أكثر عرضة لكسور العظام من الذين يتناولون اللحوم. نتيجة هذه الدراسة واسعة النطاق نشرها الباحثون في مجلة "BMC Medicine".
وقام الفريق، بقيادة عالم التغذية والأوبئة تومي تونغ من قسم صحة السكان بجامعة أكسفورد في نوفيلد، بالتحقيق في كيفية تأثيرنظام غذائي خضري على الجسم. وأوضح تونغ: "هذه أول دراسة شاملة حول مخاطر كسر العظام لدى الأشخاص الذين يتبعون أنظمة غذائية مختلفة".
وقام الباحثون المشاركون من جامعتي أكسفورد وبريستول بتحليل بيانات 55 ألف شخص تقريباً، حوالي ثلاثة أرباعهم من النساء. الأشخاص الذين طبقت عليهم الدراسة يتبعون أنظمة غذائية متباينة، بينها أشخاص يتغذون على اللحوم ونباتيين (نظام غذائي يعتمد على النباتات ويستثني أكل اللحوم) وخضريين (نباتيون وفوق ذلك يمتنعون عن استهلاك كافة المنتجات الحيوانية) والسمكيين (نباتيون يأكلون الأسماك).
نباتيون متشددون يمارسون العنف لمنع أكل اللحوم في فرنسا
05:04
عند تحليل هذه البيانات، توصل الباحثون إلى أن الأشخاص الذين اتبعوا نظاماً غذائياً نباتياً معرضون لخطر الإصابة بالكسور بنسبة 43 في المائة أكثر من الأشخاص الذين تناولوا اللحوم. ووفقاً للمشرف على هذه الدراسة، عالم التغذية والأوبئة تونغ، فإن خطر الإصابة بكسر العظام بالنسبة للخضريين أعلى مرتين وثُلث تقريباً من الذين يتناولون اللحوم.كما أن النباتيين والسمكيين كانوا أيضاً في خطر متزايد. بالإضافة لذلك، من يتناول أطعمة خالية من اللحوم غالباً ما يعاني من نقص في الكالسيوم أو البروتين.
يذكر أنه يوجد في ألمانيا، حسب تقدير مركز "آلنسباخه ماركت" ووكالات إعلانية درست عادات المستهلكين لعام 2019، ما يزيد قليلاً عن ستة ملايين نباتي في ألمانيا، والعدد في نمو مستمر. بالإضافة إلى ذلك، هناك ما يصل إلى مليون خضري وأشخاص آخرين يعتمدون أنظمة غذائية أخرى خالية من اللحوم.
ع.اع/ ي.أ
"اللحوم النباتية".. بدائل صحية وصديقة للبيئة؟
يزداد الطلب على الأغذية التي لا تحتوي على اللحوم، وفي الولايات المتحدة وحدها ارتفع الطلب نحو 23 بالمائة العام الماضي. لكن هل يمكن للبدائل النباتية تعويض اللحوم؟ وهل لمذاقها أن ينسينا طعم البرغر وطعم شرائح اللحم المشوية؟
صورة من: picture-alliance/AP Photo/R. Soderlin
يحاول كثير من الناس تجنب إلحاق الضرر بالبيئية وخاصة تلك الأضرار لناتجة عن اعتمادهم على اللحوم كمصدر غذائي رئيسي وما ينتج عنه من أضرار للبيئة. الميل السائد حاليا هو تعويض اللحوم ببدائل اللحوم أو ما يطلق عليها "اللحوم النباتية".
صورة من: picture-alliance/dpa/ZUMAPRESS
تناول القليل من اللحوم لم يعد مجرد قرار مرتبط بصحة الجسم، بل أسلوب للحفاظ على البيئة. فوفقا لتقرير صادر عن "الصندوق العالمي للطبيعة" فإن التخلي عن المنتجات الحيوانية "طريقة سهلة ورخيصة نسبيا" لمعالجة تغيرات المناخ. لأن الثروة الحيوانية تولد كميات كبيرة من انبعاثات الغازات الدفيئة وتستهلك عشر احتياطات العالم من المياه العذبة وتساهم في إزالة الغابات في أمريكا الجنوبية.
صورة من: picture-alliance/Arco Images GmbH
أصبحت بدائل اللحوم مثل "بايوند ميت" و"إمبوسيبل برغر" ممكنة بفضل التقنيات الغذائية الجديدة. وتحتوي هذه البدائل على فول الصويا والفول والبازلاء. وهذه الأغذية، وهي على عكس البرغر النباتي الشائع حاليا يشبه طعمها اللحم الأصلي ولها رائحة ولون وحتى "دم" شبيه باللحوم، بفضل عصير الشمندر الأحمر الذي يوحي بأنه دم. وغالبا ما تكون هذه البدائل صحية أكثر من اللحوم الحيوانية العادية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/R. Drew
تباع منتجات "بايوند ميت" في آلاف المتاجر والمطاعم الأمريكية، ما شجع ماركات أخرى على الاستثمار في هذا المجال، مثل شركة "نيستله" التي قدمت كرات اللحم التقليدية "فريكاديله" خالية من اللحوم. فيما قدمت سلسلة مطاعم "برغر كنغ" وجبات من منتجات "بيوند ميت" في الولايات المتحدة. أما مطاعم ماكدونالدز فتجرب حاليا البرغر النباتي.
صورة من: Imago
هذا التحول شجع المستثمرين على الاستثمار في هذا المجال. وعندما دخلت شركة "بايوند ميت" بورصة "وول ستريت" في أوائل شهر مايو/ ايار 2019 استطاعت أن تضاعف قيم أسهمها في اليوم الأول. وقال بروس فريدريش رئيس مؤسسة "غود فود" لوكالة فرانس برس إن "المستثمرين يرون فرصة تجارية كبيرة" في مجال اللحوم النباتية.
صورة من: picture-alliance/dpa/Photoshot/R. Levine
لكن يقال إن نباتات فول الصويا الصناعية تساهم هي أيضا في إزالة الغابات وعلى نطاق واسع، وكذلك زيوت النخيل التي يتم استخدامها في بعض بدائل اللحوم. وذكرت منظمة "فيرن" البلجيكية للمحافظة على البيئة أن هناك حاجة لأكثر من مليون كيلومتر مربع من الأراضي لزراعة فول الصويا. ويتم استخدام نسبة قليلة من الأراضي لبدائل اللحوم بينما يتم استخدام المساحات الواسعة لإنتاج أعلاف الحيوانات.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP Photo/V. R. Caivano
هناك أيضا مخاوف غذائية من بدائل اللحوم، إذ يمكن أن تحتوي شطيرة البرغر النباتي على نسبة دهون مضاعفة وسبعة أضعاف نسبة الصوديوم الموجودة في البرغر التقليدي. وتشعر مجموعات مهتمة بحماية البيئة بالقلق حيال "إمبوسيبيل برغر" الذي يحتوي على خمائر معدلة جينيا التي تعطي طعما مشابها للحوم. والاستهلاك المفرط لهذه المواد المعدلة وراثيا يمكن أن يسبب السرطان، أي نفس أعراض الاستهلاك المفرط للحوم.
صورة من: picture-alliance/Photoshot/R.B. Levine
قررت لجنة الزراعة في البرلمان الأوروبي مؤخرا منع تسمية بدائل اللحوم النباتية بأسماء توحي بأنها لحوم، مثل البرغر أو النقانق أو شريحة لحم "ستيك". وهو ما يعني أن هذه المنتجات البديلة ستنزل إلى الأسواق بأسماء أخرى. الكاتب: زمن البدري/DW