دراسة تربط بين انخفاض مستوى فيتامين (د) وكوفيد طويل الأمد
١٣ مايو ٢٠٢٣
كشفت دراسة حديثة عن احتمال وجود علاقة قوية بين تراجع مستويات فيتامين (د) في الجسم والمعاناة من أعراض كوفيد طويل الأمد. ويقوم علماء حالياً بدراسة تأثير تناول مكملات غذائية تحتوي على الفيتامين على التقليل من هذه الأعراض.
إعلان
قال أطباء إن خطر المعاناة من أعراض كوفيد طويل الأمد يتزايد مع انخفاض مستويات فيتامين (د) في الجسم، وذلك وفقاً لبحث قُدم في المؤتمر الأوروبي الخامس والعشرين للغدد الصماء في اسطنبول.
وتشير النتائج التي نشرت في مجلة "علم الغدد الصماء والتمثيل الغذائي" إلى أنه يجب فحص مستويات فيتامين (د) لدى الأفراد بعد الإصابة بـ COVID-19 بشكل مستمر حتى لاتتفاقم الأعراض لدى من أصيبوا بالمرض.
ويعرف كوفيد COVID طويل الأمد أيضاً باسم متلازمة ما بعد كوفيد COVID-19 أو "كوفيد-19 المُزمِن" أو "متلازمة الشفاء المُطَوَّلة"، وهو حالة تستمر فيها آثار المرض لأكثر من 12 أسبوعا بعد الإصابة الأولية بالعدوى بفيروس كورونا المستجد، وذلك على الرغم من اختفاء الفيروس من الجسم بحسب ما أوضح موقع مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC.
تشمل أعراض كوفيد-19 طويل الأمد التعب المستمر، وضيق التنفس، وألماً في الصدر، وصداعاً مستمراً، والتهاب المفاصل، وانخفاض التركيز والذاكرة الضعيفة، والاكتئاب، والقلق، وفقدان الشهية، والأرق، وتنميل الأطراف. ويُعتقد أن هذه الأعراض تنجم عن تأثير الفيروس على الجهاز المناعي والأعضاء المختلفة في الجسم.
وأظهرت الدراسات أن تلك المتلازمة تؤثر على 50-70٪ من المرضى، الذين تم إدخالهم سابقا إلى المستشفى بسبب COVID-19، ومع ذلك لا يُعرف سوى القليل جدا عن هذه الحالة، وفق ما نشر موقع نيوز ميديكال لايف ساينس.
وتتمثل أحد عوامل الخطر التي ينجم عنها أسوأ النتائج لمرضى COVID-19 في المستشفى - والمتمثلة في نقص الأكسجين وبالتالي وضع الشخص على جهاز التنفس الاصطناعي - في انخفاض مستويات فيتامين (د)، إلا أن دور نقص الفيتامين في كوفيد طويل الأمد لم يتم التحقق منه بشكل كاف حتى قبل إجراء الدراسة.
وفي هذه الدراسة قام باحثون من جامعة فيتا ساليوت سان روفائيل الإيطالية ومستشفى آي آر سي سي اس سان روفائيل في ميلانو بفحص 100 مريض تتراوح أعمارهم بين 51 و 70 عاما ، يعانون من أعراض كوفيد طويل الأمد وآخرين لا يعانون من الأعراض، بحسب ما ذكر موقع "مجلة الأطباء" الألمانية (www.aerzteblatt.de).
وقام الأطباء بقياس مستويات فيتامين (د) عند دخول المرضى المستشفى لأول مرة بسبب الإصابة بكوفيد COVID-19 وبعد ستة أشهر من خروجهم ، ووجدوا أن هؤلاء المرضى كان لديهم مستويات أقل من فيتامين (د) الذين استمرت معاناتهم مع أعراض المرض لفترة طويلة مقارنة بأولئك الذين لا يعانون منه.
وكانت هذه النتيجة أكثر وضوحا في المرضى الذين عانوا من أعراض مرتبطة بوظائف الدماغ، مثل الارتباك والنسيان وضعف التركيز، وهي أمور لوحظت في المتابعة التي استمرت ستة أشهر بعد الخروج من المستشفى.
ويقول البروفيسور أندريا جوستينا، الباحث الرئيسي في الدراسة إن الدراسات السابقة حول دور فيتامين (د) في كوفيد طويل الأمد لم تكن حاسمة بسبب العديد من العوامل الأخرى التي ترتبط بأعراض المرض، "لكن مع التركيز على نقطة واحدة وهي دور غياب فيتامين (د) في تفاقم الأمور تمكنّا من إثبات هذه العلاقة". وأكد جوستينا أن الفريق العلمي الذي أجرى البحث يقوم حالياً بدراسة دور مكملات فيتامين (د) في تقليل خطر الإصابة بكوفيد طويل الأمد.
عماد حسن
تراجع الاستجابة المناعية أكبر عائق لتطوير لقاح كورونا
كشف علماء دلائل تشير إلى أن الاستجابة المناعية في جسم الإنسان ضد مرض كوفيد-19 قد تكون قصيرة الأجل، ما يزيد صعوبة التوصل لجرعات وقائية تكون قادرة بشكل دائم على حماية الناس في موجات تفشي محتملة في المستقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/Geisler-Fotopress
"يخبو سريعاً"
خلصت دراسات أولية أجريت في الصين وألمانيا وبريطانيا ودول أخرى إلى أن المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد يطورون أجساماً وقائية مضادة للفيروس كجزء من النظام الدفاعي لجهاز المناعة في الجسم، لكن يبدو أن تلك الأجسام لا تظل فعالة سوى لبضعة أشهر فقط. دانييل ألتمان، أستاذ علم المناعة من جامعة (إمبريال كوليدج لندن) قال إن "تأثيرها (الأجسام الوقائية المطورة ذاتياً) في الغالب يخبو سريعاً".
صورة من: Deutscher Zukunftspreis/A. Pudenz
خياران أمام مطوري اللقاح
يقول الخبراء إن الضعف السريع للمناعة يثير مشكلات كبرى أمام مطوري اللقاحات، وأمام سلطات الصحة العامة كذلك ممن يسعون لنشر تلك اللقاحات لحماية رعاياهم من موجات تفشي الوباء في المستقبل. وقال ستيفن جريفين، أستاذ الطب المساعد في جامعة ليدز: "لكي تكون اللقاحات فعالة في الحقيقة، فإن هناك خيارين: إما الحاجة لتطوير حماية أكثر قوة وأطول أمداً ... أو أن يجري الحصول على اللقاح بانتظام".
صورة من: picture-alliance/Geisler-Fotopress/C. Hardt
سباق عالمي
تسعى أكثر من 100 شركة وفريق بحثي لتطوير لقاحات، ومن بينها 17 لقاحاً على الأقل تجري تجربتها حالياً على البشر. وأعلنت شركة "موديرنا" الأميركية الثلاثاء (15 تموز/يوليو 2020) أنّ التجارب السريرية ستدخل المرحلة النهائية في 27 تموز/يوليو. وبذلك تكون "موديرنا" أول شركة تبلغ هذه المرحلة. وأعلنت روسيا أنها أكملت التجارب السريرية الأولى للقاح تجريبي اختُبر على البشر على أن تُنجز بالكامل بنهاية تموز/يوليو.
صورة من: picture-alliance/SvenSimon/F. Hoermann
جرعتان "أفضل" من واحدة
وفي تجارب قبل السريرية على الخنازير لرصد تأثير لقاح طورته شركة صناعة الأدوية (أسترازينيكا) لعلاج كوفيد-19، ويعرف باسم (إيه.زد.دي 1222)، تبين أن جرعتين من اللقاح أسهمتا في استجابة الأجسام المضادة بشكل أفضل من جرعة واحدة. لكن وحتى الآن ليس هناك بيانات سجلتها أي تجارب للقاحات على البشر تظهر ما إذا ما كانت أي استجابة مناعية للأجسام المضادة ستكون قوية أو طويلة الأمد بالقدر الكافي.
صورة من: Imago Images
ضغط الزمن
قال جيفري أرنولد، الأستاذ الزائر في علم الأحياء الدقيقة بجامعة أكسفورد البريطانية والخبير السابق في سانوفي باستور، إن التطوير والاختبار السريع جداً للقاحات المحتملة ضد فيروس كورونا يجريان منذ ستة أشهر فقط وهي مدة غير طويلة بما يكفي لإظهار المدة الزمنية التي ربما توفرها اللقاحات. ويتوقع الخبراء أن يستغرق إنتاج لقاح آمن وفعال بين 12 و 18شهراً من بداية التطوير.
صورة من: picture-alliance/dpa/Bosch
جرعات معززة
قال جريفين أرنولد إن أحد الأساليب قد يكون أنه عندما يتم تطوير تلك اللقاحات، فإنه يجب على السلطات أن تفكر في الحصول على جرعات معززة لملايين الأشخاص على فترات منتظمة أو حتى الجمع بين نوعين أو أكثر من اللقاحات لكل شخص للحصول على أفضل حماية ممكنة. غير أن ذلك ربما يمثل تحدياً كبيراً على المستوى العملي. وقال "إعطاء العالم كله جرعة واحدة من اللقاح شيء... وإعطاؤهم جرعات متعددة هو شيء آخر تماماً".