دراسة: لا يوجد "غاز نظيف" ومواقد الغاز تهدد الصحة والمناخ
٢٨ يناير ٢٠٢٢
أكدت دراسة حديثة أن المواقد والأفران التي تعمل بالغاز الطبيعي لا تؤثر على البيئة وحسب وإنما أيضاً على صحة البشر، كما أن الغاز المنبعث من مواقد الغاز بالمنازل الأمريكية يعادل تأثير نصف مليون سيارة تعمل بالبنزين.
إعلان
أظهرت دراسة جديدة أن الغاز المنبعث من المواقد والأفران المنزلية لا يشكل خطورة على الصحة العامة فحسب، بل إن له أيضًا تأثير أكبر بكثير على أزمة المناخ مما كان يعتقد سابقًا.
وتؤكد الدراسة الجديدة ما يقوله المدافعون عن البيئة منذ أكثر من عقد بأنه "لا يوجد ما يعرف باسم غاز نظيف .. ليس لمنازلنا، وليس لمجتمعاتنا وليس للمناخ.. فهذه الغازات التي تنبعث في منازلنا للوقود والتدفئة تضر بصحتنا وترفع من حرارة الكوكب"، بحسب ما صرح "لي زايشه" مسؤول التواصل المجتمعي بمبادرة "ساني اينيرغي" المجتمعية، وهي مجموعة أهلية معنية بقضايا المناخ.
ويعد غاز الميثان المكون الرئيسي للغاز الطبيعي، وهو أحد أهم عوامل ارتفاع حرارة كوكب الأرض، إذ يقول العلماء إنه أقوى بنحو 80 مرة على المدى القصير من ثاني أكسيد الكربون.
ووجدت الدراسة أيضًا أنه في المنازل التي لا تحتوي على شفاطات أو تعاني من تهوية سيئة، يمكن أن يصل تركيز أكاسيد النيتروجين الضارة - وهي منتج ثانوي لحرق الغاز الطبيعي - إلى الحد الأقصى المقبول صحياً أو تجاوز هذا الحد في غضون دقائق، خاصة في المنازل ذات المطابخ الصغيرة.
وتسرب مواقد الغاز والأفران كميات كبيرة من غاز الميثان الذي يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب سواء كانت تعمل أو حتى وهي متوقفة عن العمل. وتقدر الدراسة أن المواقد تطلق ما بين 0.8٪ إلى 1.3٪ من الغاز الطبيعي في الغلاف الجوي كميثان غير محترق.
قد لا يبدو هذا الحجم كبيراً، لكن مؤلف الدراسة الرئيسي إيريك ليبل قال لشبكة CNN إنه "رقم كبير حقًا" خاصة عند إضافته إلى كمية الميثان التي يتم إطلاقها أثناء إنتاج ونقل الغاز نفسه.
ويضيف ليبل الذي أجرى البحث كطالب دراسات عليا في جامعة ستانفورد ويعمل الآن كبيراً للمستشارين في منظمة PSE Healthy Energy : "إذا قال أحدهم إنه لا يستخدم الموقد الخاص به وبالتالي فإنه لا ينبعث منه أي غاز، فإن هذا الكلام غير صحيح في الواقع، لأن معظم المواقد التي قمنا بتجربتها وقياس حجم الغاز المتسرب منها كانت تسرب غاز الميثان ببطء حتى أثناء توقفها عن العمل"
وبحسب الدراسة فإن نسبة انبعاث أكاسيد النيتروجين التي تشكل خطرًا ضارًا بشكل خاص على الأطفال وكبار السن تتناسب طرديًا مع كمية الغاز التي يتم حرقها. يقول ليبل: "إذا شغلت موقدًا آخر، أو استخدمت موقدًا أكبر، أو شغّلته على قوة أعلى، فإن كل هذه الأشياء ستنتج المزيد من أكاسيد النيتروجين"، وتركيز هذه الغازات "يعتمد على حجم مطبخك، والتهوية فيه."
معجزة الهيدروجين - هل تقدم الطاقة النظيفة حماية أعلى للمناخ؟
28:30
تأتي الدراسة في الوقت الذي يتحول فيه عدد متزايد من المدن الأمريكية في أماكن مثل كاليفورنيا ونيويورك وماساتشوستس بعيدًا عن استخدام الغاز واللجوء إلى الطاقة الخضراء في المنازل الجديدة.
ويجادل دعاة الطاقة الخضراء بأن التحول من الغاز إلى الأجهزة الكهربائية سيسهل من عملية الانتقال إلى استخدام الطاقة المتجددة، حيث لا تنتج الأجهزة الكهربائية المنتجات الثانوية الضارة الناجمة عن حرق الغاز الطبيعي.
ووفقًا لأحدث البيانات الصادرة عن إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، كان هناك أكثر من 40 مليون موقد غاز في المنازل الأمريكية في عام 2015، على الرغم من أن نسبة مواقد الغاز في بعض المناطق أعلى من غيرها.
وتشير الدراسة أيضًا إلى أن الحكومة الفيدرالية الأمريكية بدأت في العمل على تقليل حجم انبعاثات غاز الميثان المتسرب من المنازل، والتي وجد الباحثون أنه أعلى بنسبة 15٪ من تقديرات وكالة حماية البيئة لجميع الانبعاثات السكنية في عام 2019.
عماد حسن
الكوكب يحترق.. والسبب التغير المناخي!
تنتشر موجات الحر في مختلف أنحاء العالم مسببة حرائق غابات غير مسبوقة منذ سنوات طويلة. هنا لمحة في صور عن الحرائق الأكثر تدميراً والدول الأكثر تأثراً.
صورة من: ROMAN KUTUKOV/REUTERS
الجزائر: أسوأ حرائق في تاريخ البلاد!
أودت حرائق الغابات التي تجتاح بعض المناطق في شمال الجزائر، وخصوصاً منطقة القبائل الجبلية، بحياة ما لا يقل عن 65 شخصاً، مع استمرار أسوأ موجة من الحرائق المدمرة في تاريخ البلاد. ونشرت الحكومة قوات الجيش للمساعدة في مكافحة الحرائق. وقالت الحكومة إن الحرائق أودت بحياة 25 جندياً كانوا يشاركون في مكافحة الحرائق، وأصيب 12 غيرهم بحروق خطيرة.
صورة من: Abdelaziz Boumzar/REUTERS
حداد عام!
أكثر المناطق تضرراً هي "تيزي أوزو" أكبر مراكز المنطقة الجبلية، حيث احترقت بيوت وفر السكان طلباً للملاذ في فنادق وبيوت الشباب والمساكن الجامعية في المدن القريبة. وقالت الحكومة الجزائرية إنها ستعوض المنكوبين عن خسائرهم. وأعلن الرئيس عبد المجيد تبون الحداد العام ثلاثة أيام على قتلى الحرائق وجمد أنشطة الدولة التي لا صلة لها بالحرائق.
صورة من: Abdelaziz Boumzar/REUTERS
الحرائق في أوروبا
انتشرت حرائق الغابات في مساحات كبيرة في الجزائر وتركيا واليونان ودول أخرى في الأسبوع الأخير وقالت هيئة مراقبة الأحوال الجوية التابعة للاتحاد الأوروبي إن منطقة البحر المتوسط أصبحت من مراكز حرائق الغابات بفعل ارتفاع حرارة الطقس.
تركيا: أسوأ حرائق منذ عقد!
منذ نهاية تموز/ يوليو، شهدت تركيا اندلاع أكثر من 200 حريق، طالت نحو نصف ولايات البلاد الـ81، إلا أن الحرائق تسببت في أضرار جسيمة بشكل خاص في ولايتي أنطاليا وموغلا الساحليتين. في هذه الصورة يحاول رجال الإطفاء منع حريق، نشب بالقرب من قرية "تشوكرتمه" السياحية، من الوصول إلى المباني. دمرت الحرائق في تركيا أكثر من 150 ألف هكتار، بما فيها قرى بأكملها، وأدت إلى مقتل 8 أشخاص على الأقل.
صورة من: KENAN GURBUZ/REUTERS
اليونان: أسوأ موجة حر في 30 عاماً
اندلع أكثر من 500 حريق في أنحاء اليونان الأسبوع الماضي خلال أسوأ موجة حر تتعرض لها البلاد في 30 عاماً، ما
أدى لإخلاء عشرات القرى وإجلاء آلاف السكان، بينما تستمر فرق الإطفاء المنهكة في مكافحة الحرائق المندلعة في شتى أنحاء البلاد.
صورة من: NICOLAS ECONOMOU/REUTERS
اليونان: النيران التهمت كل شيء
تم إجلاء هؤلاء الأشخاص من ميناء "بيفكي" في جزيرة إيفيا اليونانية بسبب الحرائق الهائلة في الجزيرة، وهم يدركون أنهم لن يجدوا منازلهم وممتلكاتهم عندما يعودون. ومنذ اندلاع الحرائق في غابات الجزيرة بداية الأسبوع الماضي، يتم تنفيذ مهام جوية ضخمة لإطفاء الحرائق التي اشتغلت في مناطق واسعة من اليونان. ويتحدث شهود عيان عن "مشاهد مروعة".
صورة من: ALEXANDROS AVRAMIDIS/REUTERS
روسيا تختنق!
تشتعل الحرائق في العديد من المناطق في روسيا منذ أسابيع، مع تضرر المنطقة المحيطة بـ"ياكوتيا" في أقصى الشمال الشرقي بشكل خاص. أحصت السلطات أكثر من 250 حريقاً في جميع أنحاء روسيا، تغطي مساحة إجمالية تزيد عن 3,5 مليون هكتار.
صورة من: ROMAN KUTUKOV/REUTERS
هذا ليس ضباب الصباح!
الأضرار لا تقتصر على المناطق المشتعلة فحسب، بل تسبب الحرائق أضراراً صحية لسكان المناطق المجاورة، إذ يصل الدخان الكثيف إلى المناطق المأهولة بالسكان، كما يظهر في مدينة كراسنويارسك السيبيرية في الصورة. وهذا ما يزيد من معاناة الأشخاص، خصوصاً كبار السن والأطفال، حيث يكاد يكون من المستحيل التنفس في الخارج.
صورة من: REUTERS
جهود يائسة!
عند اشتعال الحرائق، لا يفر الجميع، فهناك أشخاص يريدون دعم رجال الإطفاء، قد يكون ذلك عبر جهود يائسة، كما هو الحال مع هذا الرجل الذي يحاول إخماد النار بغصن شجرة! لكن هذه التصرفات الفردية تسبب مشاكل كبيرة للسلطات، إذ أن الكثيرين يعرضون أنفسهم للخطر عن حسن نية!
صورة من: NICOLAS ECONOMOU/REUTERS
الولايات المتحدة: حريق ديكسي!
يشتعل حالياً أكثر 5700 حريق في الساحل الغربي لولاية كاليفورنيا الأمريكية، رغم أن "موسم حرائق الغابات" المعتاد لم يبدأ بعد. ويعد حريق "ديكسي"، الذي دمر مدينة غرينفيل بالكامل، ثاني أكبر حريق في تاريخ الولاية. في الصورة، يراقب أحد أفراد فريق الإطفاء حريقاً في غابة بالقرب من بلدة ويستوود.
صورة من: FRED GREAVES/REUTERS
زوابع غريبة!
الحرائق في الساحل الغربي لكاليفورنيا تخلق طقسها الخاص، مسببة زوابع من الرماد والجمر، مثل هذه الزوابع التي تضرب تلال سانتا باربرا، تزيد من تعقيد الأمور. وبسبب الحرائق التي أصبحت أكثر تدميراً مما كانت عليه في السنوات الماضية، لجأت سلطات الولاية إلى واشنطن طلباً للمساعدة.
صورة من: David McNew/REUTERS
أمريكا اللاتينية: حرائق هائلة بسبب نزع الأشجار!
يأتي ذلك بالتزامن مع انتشار حرائق الغابات في حوالي 150 ألف هكتار في مقاطعة سانت كروس في بوليفيا قرب الحدود مع البرازيل. ويعود السبب في الجزء الأكبر من هذه الحرائق الى نزع أشجار الغابات في بوليفيا التي تبلغ مساحتها أكثر من مليون كيلومتر مربع وعدد سكانها 12 مليوناً.
صورة من: Gaston Brito/dpa/picture alliance
دور التغير المناخي
يقول العلماء إن ظاهرة التغير المناخي أدت بشكل حتمي إلى زيادة مخاطر اندلاع حرائق الغابات، حتى في بعض المناطق غير المعرضة للحرائق عادة، خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير مسبوق. فقد كان شهر يوليو/ تموز الماضي ثاني الأشهر الأعلى حرارة في أوروبا على الإطلاق! ويحذر العلماء من أن حرائق الغابات بدورها ستدمر مساحات كبيرة من الغطاء الأخضر وذلك سيؤدي إلى نتائج أكثر تدميراً على المناخ! م.ع.ح