دراسة: مثل الإنسان.. الأسماك تحسّ بالتعاطف وتواسي بعضها!
٢٤ مارس ٢٠٢٣
الشعور بالتعاطف مع الآخر ليس إحساساً إنسانياُ بحتا.. ولا حتى خاص بالثدييات، بل كذلك يوجد عند الأسماك، التي تملك القدرة على مواساة بعضها، وأن تكون أكثر اجتماعيةً في حالات الخطر!
إعلان
يمكن للأسماك أن تستشعر الخطر الذي تحس به بقية الأسماك القريبة منها، وأن ينتقل هذا الإحساس إليها بدورها، إذ بيّنت دراسة أن دماغ الأسماك يتوفر كذلك على الأوكسيتوسين، وهو مكوّن كيميائي موجود في دماغ الإنسان، مسؤول عن العواطف التي نشعر بها، ومن ذلك الإحساس بالحب، لدرجة أن مقالات كثيرة تطلق عليه "هرمون الحب".
وبيّنت الدراسة المنشورة في مجلة ساينس الشهيرة، والتي نشرت أسوشيتد برس أهم مضامينها، أن حذف الجينات المرتبطة بإنتاج وامتصاص الأوكسيتوسين في أدمغة سمك الزرد، وهو نوع استوائي صغير يُستخدم كثيراً في الدراسات العلمية، يجعل هذه الأسماك غير اجتماعية، ويؤدي إلى تغيير سلوكها عندما تكون بقية الأسماك في حالة من القلق.
وعندما تمت إعادة حقن الأسماك في عيّنة الدراسة، فقدرتها على الإحساس بالمشاعر التي تشعر بها بقية الأسماك عادت إلى طبيعتها، ما وصفه العلماء بنوع من العدوى العاطفية. ويقول الباحث في علم الأعصاب في جامعة كالجاري، إبوكون أكينرينادي، وهو مؤلف مشارك في الدراسة: "هذه الأسماك تتفاعل كما الإنسان، فهي تتجاوب مع الخوف الذي تشعر به بقية الأسماك".
والهدف من الدراسة هو تبيان أنّ الإحساس بالتعاطف ليس سلوكا خاصة بكائنات معينة فقط كالإنسان، وأن هذا التفاعل الكيميائي الذي يحدث في الدماغ يوجد في الطبيعة، كما تظهر أهميتها في تأكيدها لوجود تعاطف لدى الأسماك بدورها، بعدما كان الأمر مشكوكاً فيه عكس الحيوانات التي بيّنت دراسات متعددة سابقا كونها تعكس مشاعر بعضها البعض.
وتوضح الدراسة أن هذه الأسماك تعطي اهتماماً أكبر للأسماك الأخرى التي تعرّضت لتوتر كبير، كما لو أنه سلوك فيه نوع من المواساة، ما يؤكد أن هرمون الأوكسيتوسين يلعب دوراً رئيسياً في نقل العواطف، وفي دعم الأسماك لبعضها البعض في حالة الخطر.
ويقول هانز هوفمان باحث في علم الأعصاب بجامعة تكساس في أوستن الأمريكية، إن القواسم المشتركة بين الإنسان والأسماك عبر هذا المكوّن قد تكون حدثت منذ 450 مليون سنة، منذ "أن كان لدينا سلف واحد مشترك".
وعن وصف الأوكسيتوسين بكونه هرمون "حب"، يقول هوفمان إن هذه المادة الكيميائية لا تتوقف عند هذا الدور، بل هي تشبه " الجهاز الذي ينظم الحرارة، يقوم بتحديد ما هو مهم اجتماعياً في موقف معين، ومن ذلك تنشيط الدوائر العصبية التي قد تجعلك تهرب من الخطر، أو أن تنخرط في سلوك المغازلة والتودد".
تدور في أدمغة الأسماك الكثير والكثير من الأمور التي لا يستطيع أغلبنا إدراك طبيعتها. في جولتنا المصورة تحت الماء سنطلعكم على بعض ما يدور في عالمها العجيب والغريب الذي لا يُعرف عنه الكثير.
صورة من: picture-alliance/blickwinkel/H. Schmidbauer
كان يُعتقد منذ زمن طويل أن الأسماك لا تمتلك المشاعر، غير أن العلماء إكتشفوا وجود حياة اجتماعية تُنَظم في إطارها طبيعة وسلوك الأسماك، تشعر الأسماك بالحزن وتتعاون فيما بينها على صيد فرائسها، كما تمارس بعض أنواع الأسماك حياة جنسية في غاية الغرابة.
صورة من: Fotografie Dos Winkel, www.dos-bertie-winkel.com & www.seafirst.nl
الأسماك توفر الحماية لبعضها البعض، فغالباً ما ترافق سمكة الأرنب مثلاً شريكها برحلة البحث عن الطحالب في الشعاب المرجانية التي تنمو في المياه العميقة، حيث يتبادل الشريكان الأدوار في تأمين الحراسة للشريك الآخر من هجمات المفترسين خلال البحث عن الطعام، ويطلق العلماء على هذا التصرف بالسلوك التفضيلي.
صورة من: gemeinfrei
كان يُعْتَقَد أن الأسماك على عكس الإنسان لا تشعر بالقلق أو الألم لأن أدمغتها تفتقد للآلية المسؤولة عن اكتشاف وتحديد الشعور بذلك، لازالت هذه القضية مثار أخذٍ ورد بين الباحثين، وعلى كل حال فإن النتائج غير مريحة لأنها تتطلب إعادة النظر في أساليب الصيد التي نتبناها.
صورة من: picture-alliance/blickwinkel/H. Goethel
تلك الشفاه الحمراء الفاقعة اللون خُلقت عادة للتقبيل! غير أن هناك نوعاً من الأسماك التي ذهبت إلى أبعد من هذا: تقوم السمكة بتخصيب البيوض الموجودة في جهازها الهضمي عن طريق تناول سائل الذكر المنوي. العملية تتضمن مقداراً كبيراً من الغرابة التي يُمكن ملاحظتها في مملكة البحار.
صورة من: Imago/Imagebroker/N. Probst
تتمتع أسماك المهرج بشهرة عالمية بسبب طبيعة الحياة الإجتماعية التي تتميز بها، تشارك هذه الأسماك حياتها مع نبات شقائق النعمان السام الذي يوفر لها الحماية، والأمر أشبه بوجود حالة من التعايش بين الأسماك التي تمتلك مناعة ضد السم الذي تفرزه هذه النبة.
صورة من: Fotografie Dos Winkel, www.dos-bertie-winkel.com & www.seafirst.nl
تتعاون سمكة "الغروبر" الشرسة المظهر مع ثعبان البحر "موراي". تبدأ السمكة عملية الصيد بهز رأسها كإشارة الثعبان كي يبدأ بالمطاردة، يدخل ثعبان البحر في الجحر حيث تختبئ الفريسة التي ليس أمامها سوى الهرب، وهنا تصطادها السمكة وتتقاسمها مع الثعبان بالتساوي.
صورة من: picture-alliance/blickwinkel/H. Schmidbauer