فوائد الرياضة لا تنحصر فقط على من يمارسها بل تشمل أيضا من يشاهدها. دراسة حديثة تكشف تأثير متابعة الأحداث الرياضية على الحالة المزاجية للشخص وصحته، فضلا عن تعزيز الإنتاجية والحد من الجريمة.
إعلان
يبدو أن فوائد الرياضة لا تنحصر فقط على من يمارسها سواء فوق المستطيل الأخضر، مضمار السباق، أو في أي مكان يصلح لها. بل إن فوائد الرياضة تشمل أيضا كل من يتابعها سواء مباشرة من عين المكان، أو عبر شاشة التلفاز أو غيرها من الوسائل الأخرى.
فقد توصلت دراسة حديثة إلى أن مشاهدة الرياضة تجعل الشخص أكثر سعادة بفضل إفراز هرمونات الشعور بالسعادة في الدماغ، حتى بالنسبة للأشخاص الذين لا يشاهدون المنافسات الرياضية بانتظام، وفق ما أورده موقع صحيفة "ذا صن" البريطانية.
واعتمدت النتائج على دراسة صادرة عن جامعة "واسيدا" اليابانية، وشارك فيها أكثر من 20 ألف شخص، حيث لاحظت أن الصحة العقلية لمن يشاهدون الرياضة أعلى ممن لم يشاهدوها.
ولفتت الدراسة إلى أن الألعاب الرياضية، لاسيما تلك التي تضم حشودا كبيرة من الناس على غرار الرغبي (الركبي) وكرة القدم تجلب الفرح كما أنها "تُعزز الشعور بالانتماء للمجتمع"، حسب صحيفة "ذا صن".
الرياضة: جهد يومي مدمج
04:44
وقال المشرف على الدراسة البروفيسور شينتارو ساتو "إن هذا الشعور بالارتباط لا يجعل الأفراد يشعرون بالرضا فحسب، بل يفيد المجتمع أيضًا من خلال تحسين الصحة وتعزيز الإنتاجية والحد من الجريمة"، وفق ما ذكره موقع "كود نيوز نيت ورك".
واستعان الخبراء بالتصوير بالرنين المغناطيسي لمعرفة العلاقة بين الرياضة والدماغ. وأظهرت الفحوصات أنه أثناء مشاهدة مقاطع رياضية، يُصبح ما يطلق عليه "مركز المكافأة" في الدماغ نشيطا جدا. كما تبين أن مشاهدة الرياضة كان بمثابة محفز كيمائي لمشاعر الفرح، وفق نفس المصدر.
ولاحظ الخبراء أن بنية أدمغة مشجعي الرياضة أخذت في التغير مع مرور الوقت، إذ زادت كمية الإشارات الكهربائية في المناطق المرتبطة بالمشاعر الإيجابية.
ونقلت مجلة "سبورت ماناجمنت ريفيو" عن المشرف على الدراسة شينتارو ساتو قوله :"هذه النتائج تُعطي فكرة مهمة عن أن مشاهدة الرياضة الشعبية يُمكن أن تحسن الرفاهية". وأضاف :"كلما شاهد الناس الرياضة لفترة أطول في حياتهم اليومية، كلما كان التأثير أكثر وضوحا على رفاهيتهم".
وأردف المتحدث ذاته قائلا: "بالنسبة لأولئك الذين يسعون إلى تحسين صحتهم بشكل عام، فإن مشاهدة الألعاب الرياضية بانتظام، لاسيما الشعبية منها مثل البيسبول أو كرة القدم قد يكون بمثابة علاج فعال"، حسب ما أورده موقع "كود نيوز نيت ورك".
ر.م
رحلة من التحديات- رائدات في عالم الرياضة
فكرة وجود نساء يمارسن الرياضة بنفس حقوق ومزايا الرجال لم تكن أبدا مسألة بديهية، لكن عبر السنوات خرجت نساء رائدات حاولن اختراق مجالات رياضية كانت حكرا على الرجال. رحلة طويلة من التحديات ومواجهة الأحكام المسبقة.
صورة من: picture-alliance/dpa
للرجال فقط؟
أن تبقى المنافسة الرياضية أمرا خاصا بالذكور فقط، فهذا الذي لم تقبله أليس ميليات. فالفرنسية المولودة في عام 1884 تلعب الهوكي وتمارس التجديف وتقود سيارات السباق . وفي 1917 كانت من بين مؤسسات اتحاد الرياضة النسوية الفرنسي واتحاد الرياضة النسوية الدولي الذي نظم في 1921 أول الألعاب النسوية في العالم.
صورة من: akg images/picture alliance
محبوبة الجمهور
سائقة الدراجة ألفونسينا سترادا سجلت نفسها في 1924 في سباق إيطاليا. والمنظمون ظنوا أنها رجل. وعندما تبينت الحقيقة كان بإمكانها المشاركة في السباق. وأقصيت بعد بضع جولات لتجاوزها الوقت المحدد لكنها ظلت في المنافسة لأنها محبوبة لدى الجماهير. وهي المرأة الوحيدة التي شاركت في سباق كبير خاص بالرجال.
صورة من: Imago Images/Leemage
كسائقة في الدرجة الأولى
ماريا تيريزا دي فليبيس كانت في نهاية الخمسينات أول امرأة شاركت في سباقات الفورمولا واحد. فالايطالية انضمت في 1948 في عمر 22 عاما لرياضة السباقات. وبعدها شاركت في 1958 في بعض السباقات ضمن البطولة العالمية للسيارات التي تسمى اليوم بفورمولا واحد، وبعد عام واحد أنهت مشوارها الرياضي بعد وفاة صديق مقرب لها.
صورة من: LATPhotographic/picture alliance
ضد التيار
رغم أن مدير ماراتون بوسطن الغاضب حاول انتزاع رقم مشاركتها، جرت كاترين شفيتسير في 1967 كأول امرأة في سباق ماراتون وأنهته بنجاح. وقد سجلت نفسها بسرية، وكانت المسافة المسموح بها للسباق بالنسبة إلى النساء 800 متر. وبعدها بسنوات صارت النساء يسجلن أسماءهن رسميا في السباقات الطويلة المسافة.
صورة من: picture alliance/dpa/UPI
مزايا متساوية
في بداية السبعينات كافحت بيلي جان كينغ من أجل حصول الرجال والنساء في رياضة التنس على نفس المكافأة المالية. وفي خطوة احتجاجية أسست الفائزة 12 مرة بالبطولة الكبرى لكرة المضرب مع لاعبات أخريات سلسلة من المنافسات التي تمخضت عنها رابطة لاعبات التنس. وفي 1973 سجلت كينغ ورفيقاتها نجاحات وكانت مكافأة الفوز في البطولة الأمريكية المفتوحة للتنس متساوية بين الرجال والنساء.
صورة من: Imago Images/Sven Simon
نوال المتوكل..ريادة في عالم الرياضة
بعد مشوار رياضي استثنائي توجت فيه كأول عربية فائزة بميدالية ذهبية أولمبية في أولمبياد لوس أنغليس 1984، عينت العداءة المغربية نوال المتوكل نائبة لرئيس الهيئة التنفيذية للجنة الأولمبية الدولية(1995). نشأت نوال بالدار البيضاء وكافحت رياضيا ومجتمعيا من أجل التألق في بطولات محلية وعالمية. مُنحت "جائزة الإنجاز مدى الحياة" لوريوس الرياضية العالمية (2010). تولت أدوارا قيادية ووزيرة للرياضة في بلادها.
صورة من: picture-alliance/dpa
الحق في التحليق
حتى مطلع التسعينات لم يكن القفز التزلجي للنساء مسموحا به من طرف الاتحاد العالمي. وظهرت إيفا غانستير كمتسابقة بين الرجال. وفي 1997 قفزت النمساوية كأول امرأة من منصة قفز تزلجي، وكان لمبادرتها أثر، إذ تأسست في 2011 بطولة عالمية تحولت في 2014 لأول مرة ضمن نطاق الألعاب الأولمبية.
صورة من: Imago Images/WEREK
القفز على الحواجز
في 2003 انتزعت ميرديت ميشاييلس بيرباوم كأول امرأة، القيادة في القائمة العالمية للفرسان، وهي السيدة الأولى ضمن الفريق الألماني للقفز على الحواجز، وفتحت بذلك الباب أمام نساء شابات . "عندما عدت إلى المانيا كان واضحا بأن النساء في رياضتي يحتلن مكانة ثانوية"، كما قالت السيدة المولودة في الولايات المتحدة الأمريكية.
صورة من: Rau/Imago Images
التحكيم في مباريات الرجال
السويسرية نيكول بتيغنات كانت في 2003 أول امرأة تتولى التحكيم في مباراة للرجال ضمن الكأس الأوروبية في كرة القدم. وباتت بتيغنات حكما لعدة مباريات ضمن الدوري الأول في سويسرا والنمسا. ويستفاد من خدماتها بالأساس في مقابلات النساء. ومنافسات الذروة كانت في نهائي البطولة الأوروبية في 2001 والمباراة النهائية ضمن البطولة العالمية في 1999.
صورة من: picture-alliance/Pressefoto ULMER
سلطة معترف بها
سنوات طويلة مرت حتى تمكنت امرأة من التحكيم في مباراة ضمن بطولة كأس العالم لكرة القدم. وتم تعيين ستيفاني فرابار في بطولة كأس العالم في قطر من طرف الفيفا كحكم في المباراة التي جمعت ألمانيا وكوستاريكا. وقادت الفرنسية قبلها مباريات ضمن دوري أبطال أوروبا و بطولات دوريات محلية، لكن مشاركة فرابار في تحكيم مباريات كأس العالم يظل حالة استثنائية.
صورة من: Stanley Gontha/PRO SHOTS/picture alliance
في مواجهة الأحكام المسبقة
لأول مرة في تاريخ الكرة الأمريكية كانت سارة توماس في 2021 ضمن فريق التحكيم. وفرضت نفسها ضد العديد من الأحكام المسبقة. "زملاء ومدربون ولاعبون ينظرون إلي كصاحبة مهمة رسمية، وهذا ما أرغب فيه"، كما تقول توماس. "لم أسمح أبدا بأن يكون جنسي ذريعة للبعض".
صورة من: Aaron Josefczyk/Newscom/picture alliance
إنجاز غير مسبوق
"أشعر حاليا بأني لست امرأة أو رجلا أوحتى بشر"، هكذا عقبت راشيل بلاكمورر بعد فوزها بمسابقة غراند ناشونال. ودخلت الايرلندية مع حصانها مينيلا تايمز كتب التاريخ، إذ فازت كأول امرأة بالعدو فوق الحواجز الذي يتم تنظيمه منذ 1839.
صورة من: Tim Goode/empics/picture alliance
عبر الصحراء
الحرارة والرمال والحواجز الوعرة والمنافسة الذكورية، كل هذا لا يقف أمام سائقة الرالي يوتا كلاينشميت عندما فازت في 2001 كأول امرأة بسباق داكار. وبعد هذا الفوز تم اختيارها في المانيا "كرياضية السنة". وشاركت المهندسة الالمانية 18 مرة في سباقات الرالي إضافة إلى بعض المنافسات الأخرى.
صورة من: picture alliance/dpa
متمكنة من تصويب السهام
عندما سجلت نقطة الفوز في ديسمبر 2019 في لوحة السهام انقلب كل شيء رأسا على عقب. فلأول مرة فازت امرأة في مباراة السهام المريشة (الدارتس) ضمن البطولة العالمية. فالون شيروك، حلاقة من إنجلترا دونت التاريخ في لعبة سهام المريشة وأقصيت بعد فوز آخر في الدورة الثالثة.
صورة من: Getty Images/J. Mansfield
تقوية النساء
رائدة حقيقية هي مدربة كرة القدم الألمانية مونيكا شتاب. فمنذ سنوات تعمل شتاب كمدربة لكرة القدم ضمن سياسة التنمية في العالم وتنظم برامج تدريبية للفتيات والنساء لاسيما في بلدان لا تلعب فيها حقوق المرأة دورا رئيسيا. وتقول الشابة الألمانية إن "التقييم الإيجابي يقوي الثقة بالنفس..أنت بحاجة إليه كي تتمكن من المضي في الحياة" .
صورة من: picture alliance/dpa/N.Mughal
الفوز بثقة المنتقدين
عندما بدأت كورين دياكر في 2014 كمدربة لفريق كليرمون فوت الفرنسي لم يمر وقت طويل، حتى تمكنت من إقناع منتقديها. واللاعبة السابقة في المنتخب الوطني الفرنسي كانت حينها أول امرأة تقوم بتدريب فريق محترف للرجال. وأجت ديكار مهمتها بنجاح لثلاث سنوات، لكنها تبقى حالة استثنائية. إعداد: اندرياس ستين سيمونز