ما يجمع الكثير من منتجات "لايت" هو تأثيرها السلبي على صحة الإنسان، وهو عكس ما تدعيه الشركات المنتجة لها حسب ما يقوله خبراء التغذية. وهذه المنتجات لا تساعد على تخفيض الوزن وليست خالية تماما من السعرات الحرارية.
إعلان
المنتجات التي تحمل علامة "لايت" لا تعني بالضرورة أنها خالية من السكريات، وهو عكس ما يشاع عنها. وتعني علامة "لايت" أن المنتج يحتوي على نسبة تصل إلى 30 بالمائة أقل من المعتاد من السكريات، حسب ما يقول دعاة حماية المستهلك. ويمكن لمادة تحمل علامة "لايت" أن تحتوي على دهون قليلة ولكنها في نفس الوقت تحتوي على نسبة عالية من السكر. وكذلك يمكن لمادة تحمل العلامة وتحتوي على نسبة قليلة من السكر لكنها في نفس الوقت غنية بالسكريات، وفق ما أوضحته صحيفة "أوغسبورغر ألغيماينه" الألمانية.
وأجرى علماء من جامعة تكساس دراسة علمية لمعرفة علاقة منتجات "لايت" بالسمنة، فراقبوا مجموعة من الأشخاص تستهلك فقط منتجات "لايت" ولمدة عام كامل. وكانت نتيجة الدراسة أن الأشخاص الذين أجريت عليهم الدراسة ازداد عندهم حجم الخصر بنسبة 70 بالمائة. وقال العلماء إن سبب السمنة أو كبر حجم الخصر عند هؤلاء يعود إلى أن منتجات "لايت" تحتوي على نسبة أقل من السكريات مقارنة بالمنتجات الأخرى، لكن هذه المنتجات تخدع عمل الأجهزة في الجسم وتجعل المرء يتناول كميات أكبر منها، لأن الجسم يعتقد أنه يحتاج إلى طاقة اكبر يمكن أن يعوضها بتناول هذه المنتجات.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن لمنتجات "لايت" التسبب في بعض الأمراض. وقام علماء من مؤسسة "إنسيرم" لأبحاث الطب في فرنسا بإجراء دراسة نشروا نتائجها في الدورية العلمية "جورنال أوف كلينيكال نوتريشن". وذكرت الدراسة أن منتجات "لايت" تزيد من نسبة الإصابة بمرض السكري. وارتفعت نسبة الإصابة بالسكري بنسبة 15 بالمائة عند النساء اللواتي يتناولن نصف لتر أسبوعيا من مشروبات "لايت". وعند زيادة تناول المشروبات إلى لتر ونصف أسبوعيا ترتفع نسبة الإصابة إلى 59 بالمائة، جسب ما ذكرته صحيفة "أوغسبورغر ألغيماينه" الألمانية.
وأوضحت الدراسة أن زيادة نسبة الإصابة بالسكري جراء تناول مشروبات "لايت" يعود تفسيره إلى مادة "أسبارتام"، التي تستخدم كمادة مُحلية اصطناعية، والتي تعمل على زيادة مستوى السكر في الدم وزيادة نسبة الأنسولين الذي يسبب مرض السكري.
ز.أ.ب/ ع.ج (DW)
البطاطا .. غذاء لا غنى عنه في حياة الشعوب
تتعدد أصناف البطاطا القديمة وأشكالها وألوانها. فمنها الأحمر والأزرق والبني والأصفر، ويختلف طعمها وشكلها عن النوع التقليدي السائد في الأسواق. أصول بعض أنواع البطاطا تعود لأميركا الجنوبية، وللبطاطا أثرٌ غيّر من مسيرة أمم.
صورة من: DW/F. Borchert
كانت توجد أنواع متعددة من البطاطا في الأسواق الأوربية قبل دخول البطاطا التقليدية الصفراء ذات القشر البني، التي استطاعت غزو الأسواق. أكثر ما يميز البطاطا من الأصناف القديمة هي ألوانها المختلفة وأسمائها الغريبة، مثل "السويدي الأزرق" و"المجرية السوداء" و"مستشار الرايخ".
صورة من: DW/F. Borchert
رافق ميشائيل لييرس من مدينة دوسلدورف منذ الصغر والديه في بيع الخضراوات في سوق المدينة الشعبي. وقرر ميشائيل قبل عدة سنوات التخصص في بيع البطاطا، وخاصة الأنواع القديمة والنادرة منها. يبيع ميشائيل أكثر من 100 نوعا مختلفا من البطاطا وحين انطلق في بيعها تفاجأ بإقبال المتسوقين الكبير على بضاعته.
صورة من: DW/F. Borchert
لا يعرف كثيراً عن أصل وعمر بعض أنواع البطاطا، أما الصنف الذي يطلق عليه تسمية "سنجاب بامبيرغ" فقد ذُكر أول مرة في عام 1850 ويعتقد أنه أقدم صنف من البطاطا الألمانية، ومنح لذلك جائزة "بطاطا العام" في ألمانيا في سنة 2008 وعده الاتحاد الأوروبي "محصول محلي مسجل" منذ 2013. وفقط البطاطا التي تزرع في منطقة " فرانكين" جنوب ألمانيا يمكنها حمل هذه العلامة.
صورة من: DW/F. Borchert
ينتج من بطاطا "سنجاب بامبيرغ" الزرقاء القليل فقط، وقبل فترة قصيرة تم زراعتها في مناطق أخرى خارج منطقة "فرانكين"، وتختلف قليلا عن النوع التقليدي من بطاطا "سنجاب بامبيرغ" لكنها تحمل مذاقا متبلا وقريبا من طعم البندق، وهذا ما شجع البائع ميشائيل من دوسلدورف على إضافة هذا النوع النادر من البطاطا إلى قائمة بضاعته.
صورة من: DW/F. Borchert
أما بطاطا "الحصان المرقط من ماكلنبورغ" فتحمل كما يدل اسمها على شكل مرقط من اللونين الأبيض والبنفسجي. وابتعد الناس عن زراعة هذا الصنف من البطاطا بسبب غلافها الغليظ الذي يعيق تقشيرها بسهولة. وتصبح هذه البطاطا رخوة وشفافة عند طبخها طازجة، لكنها تصبح صلبة عند تركها لتبرد. أما طعمها فيشابه طعم الكستناء الحلوة.
صورة من: DW/F. Borchert
بطاطا "السويدي الأزرق" اختيرت كبطاطا العام لسنة العام لسنة 2006، وتسمى أيضا " الكونغو الأزرق" و"إيداهو الأزرق". ولا يُعتقد أن مصدر هذه البطاطا دولة السويد، كما يدل اسمها، ويعتقد أنها قدمت من أمريكا الجنوبية. واللون البنفسجي لحبة البطاطا يصبح أزرقا عند طبخها. وينصح البائع المتخصص بالبطاطا ميشائيل بطبخها على شكل بطاطا "مهروسة".
صورة من: DW/F. Borchert
بطاطا "بورغوندي الحمراء" تتميز بلونها الغريب ويعتقد أنها قدمت من اسكتلندا. وينصح البائع ميشائيل بتناولها "مهروسة" أيضا. ويمكن الحفاظ على لونها الأحمر المميز عند طبخها بالبخار.
صورة من: DW/F. Borchert
يمكن لنبتة البطاطا النمو على التربة الرملية والمالحة والجافة. وتحتوي ثمرة البطاطا على نسبة كبيرة من البروتينات تعادل ما تحتويه الحبوب، وتحتوي أيضا على ضعف ما تحتويه الحبوب من السكريات، بالإضافة إلى فيتامين "سي"، وهذا ما يجعل من البطاطا مادة غذائية متكاملة يمكنها إنقاذ البشرية من مرض الاسقربوط (نقص فيتامين سي). أما أغصان وأوراق نبتة البطاطا الخضراء فلا يمكن تناولها لأنها سامة وضارة.
صورة من: picture alliance/WILDLIFE
يعتقد أن زراعة البطاطا بدأت قبل نحو 10 آلاف عام في أمريكا الجنوبية في منطقة جبال الأنديز. وهو ما قاد لاحقا إلى تطور ونفوذ سكان الإنكا الساكنين لهذه المناطق، كما يقول بعض المؤرخين. والبطاطا المزروعة في هذه المناطق تحمل بعض خواص مقاومة الأمراض والفطريات، مثل مقاومة الفطريات المسببة لمرض "اللفحة المتأخرة"، وهذا ما زاد من منافع زراعة البطاطا.
صورة من: DW
مرض "اللفحة المتأخرة" يصيب النباتات مثل الطماطم ويسبب مشاكل وعجز في الزراعة وفي التغذية. وكان قد سبب أزمة مجاعة في أيرلندا في القرن التاسع عشر، ما دفع الكثير من الأيرلنديين إلى الهجرة إلى الولايات المتحدة آنذاك. ولعبت البطاطا دورا مهما في تغذية الشعوب في أوروبا أثناء الثورة الصناعية لأنها تحتوي على مواد غذائية مهمة وأسعارها مناسبة.
صورة من: TransGen
هذه بعض أنواع البطاطا المشابهة جينيا للبطاطا الأصلية من أمريكا الجنوبية وقام بإعادة زراعتها كارستين ألينبيرغ من ولاية ساكسونيا السفلى واستطاع الحفاظ على كثير من الأنواع النادرة من البطاطا.