في خطوة متقدمة نحو الأمن الغذائي في الفضاء، تمكن علماء من زرع نباتات في تربة مأخوذة من سطح القمر بنجاح ما يعزز آمال الحلم الذي يراود الكثيرين بإمكانية العيش في الفضاء وجعله حقيقة في يوم من الأيام.
إعلان
أظهرت دراسة نشرت في مجلة "Communications Biology" أن باحثون من جامعة فلوريدا تمكنوا للمرة الأولى من زرع نباتات في بضع غرامات من تربة مأخوذة من القمر، أحضرها قبل عقود رواد فضاء تابعون لبرنامج "أبولو".
ويعزز هذا النجاح الآمال في أن يصبح من الممكن يوما ما زرع نباتات على القمر مباشرة، ما سيوفر على المستكشفين المستقبليين كمية كبيرة من الأدوات الباهظة الثمن لأخذها في رحلاتهم الفضائية الأطول والأبعد.
وبصرف النظر عن توفير الأمن الغذائي في الفضاء فإن لهذا البحث فوائد أخرى محتملة قد تساعد أيضا رواد الفضاء على تنقية الهواء وإزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وإنتاج مياه نظيفة وتطوير مصادر غذاء خاصة برواد الفضاء المستقبليين الذين سيعيشون في الفضاء.
واستخدم الباحثون خلال دراستهم بذور نبات أرابيدوبسيس (حب الرشاد) جمعت من أماكن مختلفة على القمر خلال ثلاث رحلات منفصلة لأبولو منذ حوالي 50 عاما: أبولو 11 و12 (1969) وأبولو 17 (1972). ووضعوا في أوان صغيرة جدا نحو غرام من التربة وأضافوا إليها الماء ثم البذور، وكانوا يضيفون بشكل يومي محلولا مغذيا.
في الوقت نفسه، زرعت بذور في رماد بركاني، وهي مادة تشبه تربة القمر، تحاكي تربة القمر والمريخ، وذلك بهدف استخدامها للمقارنة مع البذور المزروعة في تربة القمر. وبعد أقل من 48 ساعة، رأى العلماء نموا في كلا المجموعتين، لكنهم لاحظوا بعد بضعة أيام أن النباتات المزروعة في التربة القمرية تنمو بشكل أبطأ وتذبل تحت الضغط.
وقال روب فيرل، الذي شارك في وضع الدراسة، إنه رغم ذبول النبات، إلا أن التجربة تشكل "بداية نجاح مهم" في هذا المضمار، مضيفاً أن هذه الدراسة مهمة لأهداف ناسا الاستكشافية البشرية الطويلة الأمد ومساعدة رواد الفضاء في المهمات القمرية على زراعة طعامهم وتقليل الحاجة إلى الإمدادات المتكررة من الأرض. مع العلم أنه لا يزال يتعين القيام بأبحاث وأعمال كثيرة قبل التوصل إلى الزرع على القمر.
كلير روث / ع.اع./خ.س (DW)
اكتشفات فضائية.. كواكب تشبه الأرض
تمكن العلماء من اكتشاف عدة كواكب يمكن العيش عليها من الناحية النظرية، لكن أقربها يبعد 470 سنة ضوئية عن الأرض. تعرف عليها وعلى أسرارها في هذه الجولة المصورة.
صورة من: picture-alliance/dpa/ Nasa/Jpl-Caltech/T. Pyle
يعتقد العلماء أن كوكب كيبلر (186 إف) يمكن العيش عليه لأن مقومات الحياة عليه كبيرة ويشبه الأرض كثيرا. مشكلته الوحيدة هي بعده الشاسع عن أرضنا، والذي يبلغ 490 سنة ضوئية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ Nasa/Jpl-Caltech/T. Pyle
واكتشف العلماء كوكبا ثانيا شبيها بالأرض أسموه كوكب كيبلر (438 بي). ويبعد الكوكب الجديد 470 سنة ضوئية عن الأرض. وقدم العلماء نموذجا لشكل الحياة على الكوكب، كما في الصورة.
صورة من: picture-alliance/dpa
وتسمية الكواكب الجديدة بكيبلر جاءت كون أن المسبار المرسل للفضاء للكشف عن الكواكب الشبيهة بالأرض اسمه كيبلر، والذي أرسلته إلى الفضاء وكالة ناسا الأمريكية في سنة 2009.
صورة من: NASA Ames/JPL-Caltech/T Pyle
أما كوكب كيبلر (62 إي) فيبدو أنه مغطى بمحيطات شاسعة. ويعتقد أنه الأصلح للحياة بعد كوكب الأرض، لكن مشكلته هو أنه يبعد بأكثر من 1200 سنة ضوئية عن الأرض.
صورة من: NASA Ames/JPL-Caltech
والكوكب كيبلر (62 إف) يكبر الأرض بـ 1.4 مرة ويبعد قليلا عن شقيقه كيبلر (62 إي)، ويعتقد العلماء بوجود التربة والمياه الصالحة للحياة عليه.
صورة من: NASA Ames/JPL-Caltech
كوكب آخر يمكن العيش فيه وهو كوكب كيبلر (16 بي)، ويتميز بوجوده في محيط كواكب ملائمة للحياة، ويدور الكوكب حول شمسين، لكن كيبلر (16 بي) يتكون من مزيج من الغاز والأحجار والجليد.
صورة من: imago/UPI Photo
في حين اكتشف علماء وكالتي الفضاء الأمريكية والأوربية عن طريق تليسكوب "هوبل" مجموعة كبيرة من الكواكب الملائمة للحياة في منطقة "سديم النسر"، التي تبعد نحو 7 آلاف سنة ضوئية عن الأرض.
صورة من: NASA, ESA/Hubble and the Hubble Heritage Team
وما يزال العلماء يبحثون عن كواكب جديدة في مجرات بعيدة تنشأ حديثا، كمجرة (NGC 4102)، وفي وسط هذه المجرة هنالك بعض الكواكب تتكون حديثا في مركز المجرة الحلقي الشكل، الذي يبلغ طوله نحو 1000 سنة ضوئية.
صورة من: ESA/Hubble, NASA and S. Smartt (Queen's University Belfast)