دراسة هولندية: شرب الكحول وتدخين القنب يجذبان البعوض
سدوس الجهمي د ب أ
٢٣ سبتمبر ٢٠٢٥
بحث جديد يكشف أن بعض السلوكيات اليومية، مثل شرب الكحول أو تدخين القنب، تزيد من جاذبية الإنسان للبعوض، بينما توفر مستحضرات الوقاية من الشمس حماية مفاجئة.
الكحول والتدخين يزيدان من لدغات البعوض.صورة من: H. Bellmann/F. Hecke/blickwinkel/picture alliance
إعلان
كشفت دراسة علمية حديثة أُجريت في هولندا أن بعض السلوكيات اليومية، مثل تناول الكحولياتأو تدخين القنب، قد تجعل الإنسان أكثر عرضة للدغات البعوض.
وخلال مهرجان موسيقي نُظم في هولندا، طلب فريق من الباحثين من نحو 500 متطوع المشاركة في تجربة غير مألوفة، إذ وُضع المتطوعون أمام صناديق زجاجية تحتوي على بعوض، وطُلب منهم إدخال أيديهم داخل هذه الصناديق بينما كانت كاميرات متخصصة تسجل ردود فعل الحشرات بدقة. لاحقاً، جرى تحليل المقاطع باستخدام برنامج حاسوبي متطور لقياس مدى انجذاب البعوض إلى أشخاص بعينهم.
وأظهرت النتائج، التي نُشرت عبر موقع "bioRxiv.org" المتخصص في الأبحاث العلمية، أن الأشخاص الذين تناولوا الكحول خلال المهرجان كانوا أكثر عرضة للدغات بنسبة بلغت 44% مقارنة بغيرهم. كما تبين أن الذين دخنوا القنب حديثاً شكّلوا أيضاً هدفاً مفضلاً للبعوض.
ولم تقف الملاحظات عند هذا الحد، إذ اتضح أن الأشخاص الذين ينامون متجاورين في مكان واحد يجذبون البعوض أكثر من أولئك الذين ينامون منفردين.
سلوكيات بسيطة للوقاية
في المقابل، رصد الباحثون أن وضع مساحيق الوقاية من الشمس قبل النوم ساهم في تقليل انجذاب البعوض، ما يشير إلى إمكانية وجود وسائل بسيطة للوقاية.
وقال فيليكس هول، الباحث في مجال الأحياء بالمركز الطبي لجامعة رادبوند في هولندا، إنه اندهش من الحماسة الكبيرة التي أبداها مرتادو المهرجان للمشاركة في هذه التجربة غير التقليدية. لكنه شدد في الوقت نفسه على ضرورة التعامل بحذر مع النتائج، خاصة أن التجربة جرت في بيئة احتفالية قد لا تعكس ظروفاً علمية دقيقة.
جعفر توك - خطوة بخطوة: " تقنين الحشيش... ما الحل؟ "
46:42
This browser does not support the video element.
ورغم ما اعتُبر أوجه قصور في التصميم العلمي للتجربة، فإن البحث يسلط الضوء على أنماط سلوك قد تفسر اختلاف الأشخاص في مدى تعرضهم للدغات البعوض. ويرى الخبراء أن النتائج قد تساعد في تطوير نصائح وقائية عملية.
وفي تصريحات لموقع "هيلث داي" المتخصص في الأبحاث الطبية، أوضح هول: "إذا كنت لا ترغب في اجتذاب البعوض، فعليك الامتناع عن تناول الجعة وتدخين القنب أو النوم بجوار الآخرين"، مضيفاً أن ارتداء ملابس بأكمام طويلة أثناء النوم يظل وسيلة فعّالة إذا تعذر الالتزام بهذه التوصيات.
وتشير هذه الدراسة إلى أن فهم السلوكيات البشرية وتأثيرها على تفاعل الحشرات يمكن أن يقدم حلولاً بسيطة للوقاية من لدغات مزعجة قد تنقل أمراضاً خطيرة، خاصة في المناطق الموبوءة.
الجانب المضيء من البعوض.. هكذا يفيد الإنسان والطبيعة
يتضايق الناس من لدغات البعوض خصوصا في فصل الصيف، لكن هذه الحشرات لها كذلك جانب إيجابي في حياة الإنسان. فما هو هذا الجانب؟ تابعوا هذه الصور.
صورة من: David Spears/Ardea/imago images
ليس كل البعوض ضارا للبشر
من الناحية العملية لا يمكننا قتل كل البعوض على هذا الكوكب. هناك آلاف الأنواع، لكن فقط بضع مئات منها تنشر أمراضا قد تكون خطيرة للإنسان والثدييات كأمراض الملاريا وزيكا وحمى الضنك والشيكونغونيا. لكن فقط أنثى هذا النوع من البعوض هي تسبب الضرر، كما أن بقية أنواع البعوض تجلب فوائد محتملة للنظام البيئي والحياة وتساعد في مجال الأبحاث الطبية.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
لماذا لدغ الجلد؟
أنثى البعوض تمتص الدم لأجل الحصول على البروتين اللازم للإخصاب، ولهذا تلدغ الإنسان والحيوان وحتى الطيور. لكن عموما يتغذى البعوض على نكتار الورود، وبهذه الطريقة يساعدها على التلقيح، خصوصا الورود والنباتات المائية حيث يقضي البعوض غالب وقته.
صورة من: Bruce Coleman/Photoshot/picture alliance
الغذاء المفضل لكائنات كثيرة
يمكن للإنسان أن يقاوم البعوض بسهولة، خصوصا مع انتشار المبيدات الحشرية، لكن كذلك تساعدنا الطبيعة، فعدد من أنواع الطيور والأسماك والضفادع والعناكب وغيرها تتغذى على البعوض. الخبراء يقولون كذلك إن هذه الكائنات قد تختفي في حال تمت إبادة البعوض.
صورة من: Hinrich Bäsemann/picture alliance
اللدغ ليس كله شراً
يملك البعوض فما شبيها بالمحقنة، وعندما يلدغ البعوض الجلد، بقوم بحقن لعابه داخله حتى لا يتجلط الدم الذي يتم امتصاصه. يقول الباحثون إن كلاهما (خرطوم البعوض واللعاب) مفيد للطب البشري، فالأول يساهم في أبحاث تصميم إبر أفضل (حقن أقل إيلاماً)، بينما قد يؤدي اللعاب الذي يحتوي على بروتين يسمى الأنوفلين، إلى علاجات جديدة لتجلط الأوردة العميقة.
صورة من: dpa/picture alliance
"تنظيف" المياه الراكدة
يضع البعوض اليرقات في المياه الراكدة. يمنح البشر البعوض هذه الأراضي الخصبة مجانًا، غالبًا من خلال الإهمال. لكن اليرقات تقوم أيضًا "بتنظيف" الماء عن طريق تناول النفايات البيولوجية، بما في ذلك الطفيليات الأخرى. بالتأكيد لا تجعل هذه العملية المياه صالحة للشرب، لكن لها فوائد في البحث حول مكافحة التلوث.
صورة من: imago/blickwinkel
خرطوم البعوض
صورة عن قرب لبعوضة الملاريا تُظهِر أعضاء الوخز والملامس، وتستخدمها لاستشعار الروائح وثاني أكسيد الكربون المنبعث من الكائنات الحية. وهذا تستخدمه للحصول على وجبة دم يتم استخلاصها من القشرة المخفية في غلاف خرطوم البعوضة. وأنثى البعوض هي تتغذّى على الدم لأنه ضروري لنضج البيوض، في حين أن الذكر يتغذّى على عصارة النباتات ورحيق الأزهار. إعداد: ذو الفقار عباني/إ.ع