على غير إرادته سيبقى يوليان دراكسلر نجم خط وسط منتخب ألمانيا في فريقه فولفسبورغ. كان يطمع في الرحيل، وكان هناك حديث عن مبلغ ضخم لانتقاله، لكنه باقٍ، وعليه الآن أن يعتبر ذلك فرصة لكي يثبت أن بإمكانه النضج كشخص وكلاعب.
إعلان
مرت سوق الانتقالات الصيفية للاعبي كرة القدم ولم يحصل يوليان دراكسلر (22 عاما) لاعب نادي فولفسبورغ والمنتخب الألماني على مبتغاه بالرحيل عن الفريق، الذي ترعاه شركة فولكسفاغن الألمانية. وقد سبق إغلاق سوق الانتقالات مباشرة الكلام عن عروض بمبالغ سخية، 75 مليون يورو مثلا، يريد أن يدفعها باريس سان جيرمان الفرنسي للحصول على اللاعب.
فولفسبورغ موقفه واضح
لكن كلاوس ألوفس المدير الرياضي لفولفسبورغ صرح لصحيفة "بيلد" بأنه لم يكن هناك عرض بقيمة 75 مليون يورو، وأضاف: "حتى لو افترضنا أن هذا العرض كان موجودا (أصلا)، ما كان ليجعلنا نعقد جلسة مشاورة بشأنه."
وشكا ألوفس من مواصلة الصحافة مسألة التكهن بشأن انتقال دراكسلر حتى الثواني الأخيرة من إغلاق سوق الانتقالات. وقال إن النادي قد أصدر بياناً واضحاً قبل ذلك بأن دراكسلر لن يرحل "لكن بهذا الشكل تكون الصحافة لم تحترم ذلك البيان، حيث جرى الحديث للنهاية عن تفكيرنا في بيع اللاعب."
وكان لاعب خط الوسط المهاجم قد عاد من عطلة كأس الأمم الأوروبية بفرنسا وألح على النادي كي يسمح له بالرحيل بعد عام واحد فقط من انتقاله إليه قادما من شالكه. وتناولت الصحافة الألمانية الموضوع بشكل ضخم وقام اللاعب بمهاجمة ناديه عبرها بسبب عدم تلبية طلبه. لكن فولفسبورغ أصدر البيان، الذي أغلق فيه وبوضوح الطريق أمام اللاعب، رغم ذلك تواصلت التكهنات.
الرحيل عن فولفسبورغ لم يكن أمنية دراكسلر وحده، فقد سعى كثيرون للرحيل، واستطاع بعضهم أن يصل إلى هدفه، مثل البرازيلي دانتى، الذي انتقل قبل أيام إلى نيس الفرنسي واتهم فولفسبورغ بأنه "نادٍ بلا مشروع ولا أهداف"، بعدما تحول الموسم الماضي من منافس لبايرن ودورتموند إلى فريق يواجه الأزمة تلو الأخرى، ولم يتأهل إلى البطولات الأوروبية هذا الموسم. وربما كان ذلك من أهم أسباب محاولة دراكسلر الرحيل عن فولفسبورغ. وقال كلاوس ألوفس إنه يتفهم موقف اللاعب، الذي يريد المشاركة على مستوى البطولات الدولية، "لكننا أوضحنا كل شئ".
فرصة كبيرة لدراكسلر
يمتلك دراكسلر عقدا مع فولفسبورغ ينتهي في يونيو/ حزيران 2020. وقيمة اللاعب حاليا في سوق الانتقالات هي 28 مليون يورو والحقيقة هي أن بقاءه مع فولفسبورغ أمر واقع، على الأقل حتى سوق الانتقالات الشتوية في أوائل العام المقبل.
ويقول توماس هيته، المحرر بمجلة كيكر، إن على دراكسلر أن يدرك أن بقاءه في فولفسبورغ فرصة كبيرة وعليه أن يثبت للجميع هذا الموسم أو على الأقل في الشهور الستة المقبلة أنه رغم كل المخالفات قادر وراغب في أن ينضج كلاعب، وكذلك من ناحية الشخصية. وأضاف هيته: "الآن بإمكانه أن يثبت أن لديه ما يؤهله لمستقبل كبير. وبهذا فقط يمكنه يوما ما أن يحقق مبتغاه باللعب في أحد أكبر الأندية العالمية."
لقد تضررت سمعة دراكسلر لدى الرأي العام الألماني، بسبب محاولته الضغط على فريقه وانتقاده بشكل علني. ويقول هيته إن الضغوط على اللاعب الشاب الآن أصبحت أكبر مما كانت عليه قبل عام، حينما فر من شالكه إلى فولفسبورغ.
أما كلاوس ألوفس فله مطلب واضح من اللاعب الدولي وهو أن "يؤدي عمله بشكل مقنع، وهذا يكون في المقام الأول فوق أرض الملعب، لكن خارج أرض الملعب أيضا هو جزء من عمل أي لاعب محترف."
ويقول توماس هيته، إنه كان من الأسهل على فولفسبورغ أن يترك اللاعب يرحل ويجني من ورائه أموالا كثيرة ويستريح من مشاكله، "لكن صموده (أمام اللاعب) مسألة مخاطرة، يستحق عليها المزيد من الاحترام."
الدوري الألماني ـ ساحة معركة لشركات صناعة اللوازم الرياضية
تتصارع شركات صناعة اللوازم الرياضية الأوروبية والأمريكية على الفوز بعقود "دسمة" مع أندية الدوري الألماني (بوندسليغا). كل شركة تحاول الاستحواذ على أكبر حصة ممكنة في سوق تقدر الأرباح فيها بالملايين.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Carstensen
تعتبر شركة أديداس المزود الرئيسي لنادي بايرن ميونيخ باللوازم الرياضية. تدفع الشركة الألمانية حوالي 25 مليون يورو لخزينة بطل الدوري الألماني. مبلغ قليل نسبيا مقارنة مع تدفعه أديداس لنادي مانشستر يونايتد الإنجليزي الذي يتلقى مبلغا يفوق ما يحصل عليه بايرن ميونيخ بحوالي أربع مرات.
صورة من: picture-alliance/Sven Simon/J. Kuppert
شركة أديداس تزود أيضا فريق شالكه بكل ما يحتاجه لاعبوه من لوازم رياضية.
صورة من: picture-alliance/Fotostand/Hahne
يعتبر فريق دورتموند أقوى منافس لفريق بايرن ميونيخ في الدوري الألماني. وصيف بطل الدوري يقتني لوازمه الرياضية من شركة بوما، وهي أقوى شركة منافسة لشركة أديداس في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Kirchner
عاد ماريو غوتسه إلى صفوف فريقه الأم بوروسيا دورتموند الذي يرتبط بعقد مع شركة بوما، لكن غوتسه يرتبط شخصيا بعقد مع شركة نايكي. وهو الأمر الذي تسبب له في حرج مع ناديه السابق بايرن ميونيخ عندما تم تقديمه للجمهور البافاري عقب انتقاله قبل ثلاث سنوات إلى بايرن ميونيخ، حيث ارتدى في أول ظهور له في ميونيخ قميصا يحمل اسم الشركة الأمريكية.
صورة من: Getty Images
ستة أندية في الدوري الألماني ترتبط بعقد شراكة مع شركة نايكي. من بين هؤلاء الوافد الجديد على البوندسليغا نادي إر بي لا يبتسيغ.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Woitas
أندية فيردر بريمن وأينتراخت فرانكفورت وأوغسبورغ بالإضافة إلى نادي العاصمة الألمانية هيرتا برلين ترتبط بدورها بعقود شراكة مع شركة نايكي الأمريكية.
صورة من: Getty Images/Bongarts/O. Hardt
نايكي تزود أيضا فريق فولفسبورغ بكل ما يحتاجه من لوازم رياضية. الشركة الأمريكية تمني النفس بأن ينجح فولفسبورغ في العودة للمنافسة في إحدى المنافسات الأوروبية، بعدما أخفق في ذلك الموسم الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Dedert
مهما كان اسم الشركة التي تزود أندية الدوري الألماني باللوازم الرياضية، فإن الأندية تتوقع منها ملابس رياضية عالية الجودة. فتمزق القمصان الرياضية خلال المباريات مثلا يضع الشركة والنادي على السواء في حرج.
صورة من: Reuters/G. Fuentes
اختار نادي فرايبورغ العائد إلى دوري الدرجة الأولى الألماني (بوندسليغا) أن يرتبط بعقد شراكة مع شركة هومل (Hummel) الدنماركية.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Seeger
صحيح أن شركات أديداس وبوما ونايكي تستحوذ على نصيب الأسد في صفقات تزويد أندية الدوري الألماني باللوازم الرياضية، لكن هناك شركات صغيرة واعدة استطاعت أن تأخذ نصيبها في هذه السوق، كما هو الشأن بالنسبة لشركة جاكو التي ترتبط بعقد شراكة مع نادي باير ليفركوزن ودارمشتات.
صورة من: Getty Images/Bongarts/A. Scheuber
شركة إيريما (Erima) التي تزود لاعبي نادي كولونيا بالملابس الرياضية تنتمي أيضا إلى عينة الشركات الصغيرة.