1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

دراويش كوسوفو يحررون الروح بغرس السيخ في الجسد

١ أبريل ٢٠١٢

"من أجل محاربة الجسد وتحرير الروح" دأب دراويش الطريقة الرفاعية في كوسوفو، والمنتشرة في أجزاء أخرى من منطقة البلقان أيضاً، على الالتقاء في "تكيتهم" الضيقة للإنشاد والرقص وثقب أجسادهم.

صورة من: picture-alliance/dpa

يثقب الأطفال وجناتهم بإبر كبيرة الحجم، بينما الكبار يفعلون ذلك باستخدام أسياخ معدنية صغيرة. ويقوم البعض حتى بغرس أعمدة أكثر سمكاً في أجسامهم. وهذه هي الطريقة التي يثبت بها دراويش مدينة بريزرين بكوسوفو، إيمانهم. وطريقة الدراويش الرفاعية مشهورة خارج حدود كوسوفو، فأتباعها متواجدون هناك قبل أن يصبح الإقليم الصربي السابق محط اهتمام عناوين الصحف في التسعينات بعد نشوب المذبحة الدموية العرقية.

ورغم أن عروض الرقص السنوية في تركيا محظورة منذ تسعة عقود، فإن التقليد الذي يعود إلى قرون لا يزال مستمراً في كوسوفو وأيضاً بين إخوانهم في منطقة البلقان بمقدونيا وألبانيا والبوسنة. وقد تجمع نحو 130 درويشاً يرتدون قلنسوات بيضاء على رؤوسهم وسترات سوداء في التكية الضيقة وهي المكان الذي يتجمع فيه الصوفيون في بريزرين في جنوب كوسوفو، في انتظار الشيخ قدري حسين شيخو.

حلقة ذكر للدراويش في كوسوفوصورة من: picture-alliance/dpa

وعند وصوله أوضح الشيخ للمجتمعين باللغات الألبانية والتركية والصربية أنهم اجتمعوا للاحتفال بمولد مؤسس طريقتهم. واختتم الاحتفال، الذي دام ثلاث ساعات ونصف الساعة، برقص دائري يثير النشوة. ويعترف الدراويش، الذين يمكن وصفهم بالجناح الليبرالي من المسلمين الصوفيين، بالحب والتسامح تجاه الآخرين بغض النظر عن دياناتهم، وهم يمقتون الأصوليين والإرهابيين.

وخلال أول ساعتين من الاحتفال أنشد الشيخ ومريدوه دون توقف، ثم ألقى كلمة وعظ حثهم فيها على التسامح و"حب جميع الناس". ثم قام بتوزيع الحلوى على الجميع ولترطيب حلوقهم التي جفت قبل بدء الغناء. وبعد مرور ساعة أشار شيخو إلى دراويشه ليقفوا، وبدأ الجميع يدورون بطريقة صوفية على صوت وإيقاع الطبول والصاجات.

وفي لحظة واحدة أشار إلى درويش صغير، ربما في العاشرة من عمره، لكي يقترب. وبعدها قام بلصق إبرة كبيرة في وجنة الصبي. ولم يظهر أي دم نتيجة هذه العملية ولم يظهر الطفل أي ألم من إدخال الإبرة في وجنتيه وعاد إلى الصفوف وواصل الرقص والإبرة مغروسة في وجهه. ثم تقدم نحو 10 أطفال ليقوم شيخو معهم بنفس العملية ووضع إبرة معدنية في وجناتهم. أما الدراويش الكبار فهم يثقبون وجناتهم والأجزاء الأخرى من أجسامهم بأنفسهم.

تحرير الروح والانتصار على الجسد

صورة من: picture-alliance/dpa

ومع تسارع الإيقاع واشتداد حمية الرقص يدور الدراويش بعصي طويلة وقد برزت من أعناقهم. ثم يبدأ شيخو في إزالة الإبر من الدرويش الصغير. وبعد نزعه الإبرة يضغط على مكان الجرح قليلاً بإصبعه، ثم يدع الصبي ينطلق لحال سبيله، مكرراً العملية مع كل صبي. ويمكن رؤية قطرات من الدم لدى البعض، لكن الدراويش الكبار الذين يثقبون بأنفسهم العصي الكبيرة ينزفون قطرات قليلة من الدم.

ويقولون فيما بعد إن هذا الإجراء هو لمكافحة الجسد من أجل تحرير الروح. ويقول أحدهم "على الإنسان أن ينتصر على جسده ووظائفه الحيوية لتحرير الروح حتى تكون مع الله ومؤمنة به". والتفسير الطبي بأن الدوران المستمر يجفف بعض أجزاء الجسم من الدم مما يسمح بثقب الجسد دون نزول الدم. وفي الختام يدعو شيخو أتباعه إلى تناول الشاي. ثم يرتدون ملابسهم العادية ويناقشون أمورهم اليومية من زواج وزراعة وأيضاً السياسة والدين. ويتلقى كل عضو في الطريقة نصيحة من الشيخ. ولقبه موروث من الأب إلى الابن عبر أجيال، إذ يتربى ابن شيخو منذ سنوات بالفعل على القيام بالدور المناط به منذ ولادته. وعند وفاة والده فإن الطريقة تكون في أيد أمينة.

(ع.غ/ د ب أ)

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW