يشن الجيش السوري مدعوماً من ميليشيات مؤيدة هجوماً ممنهجاً على جنوب غرب البلاد لتصفية المعارضة وإخضاع محافظة درعا لسيطرة حكومة دمشق على غرار الغوطة الشرقية وقبلها حلب، فيما أوقفت الأمم المتحدة قوافل المساعدات للمنطقة.
إعلان
أعلنت الأمم المتحدة الخميس (28 حزيران/ يونيو 2018) أنها أوقفت قوافلها الإنسانية التي تعبر الحدود من الأردن إلى محافظة درعا الجنوبية في سوريا بسبب المعارك الدائرة هناك. وقال رئيس مجموعة الأمم المتحدة للعمل الإنساني في سوريا، يان إيغلاند، للصحافة في جنيف إن "طريق الإمدادات من الحدود الأردنية، الشديد الفعالية حتى الآن، قد توقف بسبب المعارك في الأيام الأخيرة"، موضحاً أنه "لم يتم إرسال قوافل عبر الحدود منذ 26 حزيران/ يونيو". وأكد إيغلاند أن "شدة المعارك أدت إلى عدم وجود اتفاق لضمان مرور آمن للقوافل"، داعياً "الجهات المسلحة إلى تقديم هذه الضمانات. عندئذ تستأنف القوافل عملها".
يذكر أن قوات النظام حققت اختراقاً استراتيجياً بمواجهة الفصائل المعارضة في محافظة درعا، حيث دفعت أعمال العنف 50 ألف مدني إلى الفرار، كما قال إيغلاند. يعتبر هذا النزوح غير مسبوق في هذه المنطقة منذ بداية الحرب في سوريا عام 2011.
وعلى غرار نهج النظام السوري والقوى المساندة له في تصفية المناطق التي تخضع لسيطرة المعارضة، كثفت قوات الأسد هجماتها على المنطقة الواقعة بجنوب غرب سوريا والمتاخمة للحدود الأردنية والقريبة جداً من هضبة الجولان بشكل غير مسبوق منذ سبع سنوات.
وأوضح إيغلاند: "إنه لأمر محزن لأنها منطقة كان الناس يشعرون فيها بالأمان حتى قبل عشرة أيام فقط". وأضاف أنه "في تموز/ يوليو من العام الماضي، رحبنا برغبة روسيا والولايات المتحدة والأردن في جعل هذه المنطقة بمنأى عن التصعيد أمراً ممكناً. الآن، لم يعد هناك حماية. فقط الحرب"، مناشداً الدول الثلاث إنهاء المعارك. وتابع: "لا يمكن أن ندع الحرب تصل إلى منطقة تضم 750 ألف مدني".
ويحاول معظم المدنيين الذين يفرون من المعارك اللجوء قرب الحدود مع الأردن. لكن عمّان كررت موقفها القاضي بإبقاء حدودها مغلقة منذ 2016 وعدم استقبال مزيد من اللاجئين، ما يثير خشية المنظمات الدولية من أزمة إنسانية جديدة. وقال إيغلاند: "نحض الأردن على فتح حدوده".
من جانبه، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومعارضون مسلحون أن القصف الجوي يومي الأربعاء والخميس ضاعف حصيلة قتلى هجوم الجيش السوري المستمر منذ 10 أيام على المعارضة في جنوب غرب البلاد. وأضاف المرصد أن القصف الجوي أودى بحياة ما لا يقل عن 46 شخصاً في هذين اليومين في مناطق تسيطر عليها المعارضة في محافظة درعا.
وأضاف أن القتلى كان بينهم 17 شخصاً منهم خمسة أطفال كانوا يحتمون في الدور السفلي بأحد المباني في بلدة المسيفرة. وقال المصدر إن 93 شخصاً قتلوا منذ بدء الهجوم الأسبوع الماضي. وأشار المرصد، الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له، ومصدران بالمعارضة إلى أن طائرات قصفت بصرى الشام ونوى ورخم وبلدات أخرى في المحافظة.
جيش النظام السوري يتقدم باتجاه درعا.. فهل حصل على ضوء أخضر دولي؟
02:18
ويمثل القتال الدائر في جنوب غرب سوريا حساسية للأردن وإسرائيل، إلا أن القصف لم يركز حتى الآن على الأراضي القريبة جداً من هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل. فالمنطقة بجنوب غرب سوريا يشملها اتفاق خفض التصعيد الذي أبرمته في العام الماضي الولايات المتحدة والأردن وروسيا، الحليفة الوثيقة للرئيس السوري بشار الأسد.
ويبدو أن نهج نظام الأسد المتمثل في مهادنة المعارضة لفترة زمنية وتوقيع اتفاقات منع التصعيد ومن ثم شن الهجمات المباغتة لبسط سيطرتها عليها باتت تؤتي أكلها، فبعد تصفية مناطق المعارضة في حلب، انتقل الدور إلى الغوطة الشرقية، والآن تليها على ما يبدو محافظة درعا، وربما تلحقها فيما بعد محافظة إدلب.
من جانبها، حذرت واشنطن أنها سترد على انتهاك الاتفاق. لكنها لم تظهر أي بادرة حتى الآن على ذلك. ولم يصدر تعليق فوري من دمشق أو موسكو، اللتين تقولان إنهما لا تستهدفان سوى المتشددين المسلحين في الصراع الدائر منذ سبع سنوات.
وتقول الأمم المتحدة إن الهجوم شرّد ما لا يقل عن 45 ألف مدني. وقال الأردن، الذي يأوي بالفعل أكثر من 650 ألف لاجئ سوري مسجل رسمياً، إنه لن يفتح الحدود لاستقبال المزيد من اللاجئين.
في غضون ذلك، قالت وحدة الإعلام الحربي التابعة لجماعة حزب الله اللبنانية الخميس إن الجيش السوري سيطر على مدينة الحراك في جنوب غرب البلاد بعد معارك عنيفة شهدتها البلدة شاركت فيها إلى جانب قوات النظام السوري ميليشيات مدعومة من إيران بالإضافة غلى دعم جوي روسي مكثف.
ح.ع.ح/ ي.أ (أ.ف.ب/د.ب.أ/رويترز)
في صور: ما هي الميليشيات الشيعية التي تدعمها إيران في سوريا؟
تدعم إيران عدداً كبيرا من الميليشيات الشيعية في سوريا والتي تحارب إلى جانب الجيش السوري دعماً لنظام الرئيس بشار الأسد.. فما هي أهم تلك الميليشيات؟
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Zaatari
ميليشيات شيعية تدعمها إيران في سوريا
في سنة 2014 ومع اقتراب نظام الأسد من الانهيار تحت وطأة تقدم المعارضة السورية المسلحة، تدفق الآلاف من عناصر الميليشيات الشيعية على سوريا بدعم من إيران. تنوعت هذه الميليشيات ما بين الإيرانية والأفغانية والباكستانية والعراقية واللبنانية، مدفوعين إما من منطلق عقائدي أو بإغراءات مالية لهم ولذويهم. ويقوم قادة من الحرس الثوري الإيراني بالإشراف على تجنيد وتدريب هذه المليشيات في سوريا.
صورة من: Getty Images/AFP/Str
ميليشيات شيعية تدعمها إيران في سوريا
تشير تقديرات "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" إلى أن عدد مقاتلي المليشيات العراقية في سوريا يتراوح ما بين 15إلى 20 ألف مقاتل، فيما يقدر عدد مقاتلي حزب الله اللبناني بنحو 7 إلى 10 آلاف مقاتل وقرابة 5 إلى 7 آلاف مقاتل أفغان وإيرانيين. لكن تقديرات أخرى تشير إلى أن الرقم قد يصل إلى 80 ألف مقاتل شيعي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Ammar
حزب الله اللبناني
يأتي في المرتبة الأولى من حيث كثرة أعداد مقاتليه في سوريا حيث تتراوح أعدادهم ما بين 5000 إلى 8000 مقاتل. مقر القوات هو مدينة القصير بريف حمص الغربي. تنشط عناصره على حدود سوريا مع لبنان، لكن مع الوقت تمدد وجودهم ووصلوا إلى ريف حمص وسط البلاد. سقط من عناصر الحزب أعداد كبيرة خلال الاشتباكات مع المعارضة السورية المسلحة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/M. Zaatari
فيلق القدس
وحدة قوات خاصة للحرس الثوري الإيراني ومسؤولة عن عمليات خارج الحدود الإقليمية. قائدُه هو اللواء قاسم سليماني. يضم الفيلق تشكيلات عسكرية متعددة وينسب إليه الفضل في الاستيلاء على الكثير من المدن التي كانت تسيطر عليها المعارضة السورية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Office of the Iranian Supreme Leader
لواء الباقر
يتواجد في مدينتي حلب ودير الزور وهو من أبرز المجموعات المسلحة التي دعمتها إيران ودربتها خلال السنوات الماضية في سوريا. تأسس اللواء عام 2014 على يد قائده الحالي خالد علي الحسين بهدف الانتقام من فصائل الجيش الحر التي يتهمها بقتل والده بعد دخولها إلى مدينة حلب عام 2012.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Voskresenskiy
لواء الإمام الحسين
يشترك لواء الإمام الحسين مع الفرقة الرابعة للجيش السوري في أغلب العمليات العسكرية المتركزة في محيط العاصمة السورية دمشق، كما يتواجد في منطقة مستشفى البيروني في منطقة حرستا وفي الغوطة الشرقية لدمشق. ينسب اللواء إلى نفسه مهمة حماية مرقد السيدة زينب. يتكون من مقاتلين إيرانيين وعراقيين وأفغان وبعض السوريين وجنسيات أخرى.
صورة من: facebook/LwaAlamamAlhsyn
ميليشيات عراقية
تتواجد بكثرة على الأراضي السورية. وتقدر مصادر في المعارضة السورية عدد عناصر الميليشيات العراقية في سوريا بنحو 20 ألف مقاتل.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Abbas
حماية مرقد زينب
تتركز مقرات الميليشيات العراقية في مناطق مثل العاصمة دمشق ومنطقة السيدة زينب وبلدة العيس جنوب حلب وريف حمص الشرقي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. al-Helo
حزب الله العراقي
ومن هذه الميليشيات حزب الله العراقي، وحركة نجباء العراق، وميليشيات الإمام الحسين، وأسود الله، وكتائب الإمام علي، واتحاد أصحاب الحق، وعصائب أهل الحق وكتائب أبو الفضل العباس وقوات فيلق بدر.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J.al-Helo
ميليشيات أفغانية
أهمها "لواء فاطميون" الذي أسسه علي رضا توسلي عام 2014 لقتال المعارضة السورية. قوامه عناصر شيعية من قومية الهزارة بأفغانستان. يحصل اللواء على التمويل والتدريب من قبل الحرس الثوري الإيراني. يُقدر تعداد أفراده في سوريا بحوالى 3000 مقاتل، فيما تشير المصادر الإيرانية إلى أن العدد يصل إلى 14ألف مقاتل. تتركز عملياته بدير الزور والبوكمال. قُتل مؤسس التنظيم علي الرضا توسلي في اشتباك مع جبهة النصرة في درعا.
صورة من: picture-alliance/AA/S. M. Leyla
ميليشيا باكستانية
وتتمثل في لواء زينبيون، وهو ميليشيا باكستانية شيعية، جماعة متطوعة أخرى تقاتل في سوريا. يحصل على المال والتدريب من فيلق القدس. صنفته وكالة أنباء فارس كقوة هجومية من النخبة ويضمّ أكثر من 5000 من المقاتلين الشيعة الباكستانيين الشباب، لكن رويترز ووسائل إعلام غربية أخرى قدرت العدد بما لايزيد عن الألف. يتمركز أفراد اللواء في شمال حلب وجنوبها وجنوب دمشق ودرعا.