مدينة التناقضات. إنها دريسدن التي طالما افتخرت بماضيها كعاصمة لمملكة سكسونيا ولكونها "فلورنسا نهر الإلبه". اليوم صورتها مدموغة بـ"معاداة الأجانب" وبكونها معقل حركة "بيغيدا"، غير أن ذلك ليس كل شيء.
إعلان
مساء تشريني بارد. مئات من أنصار حركة "بيغيدا"(وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب) يحتجون مثل كل يوم اثنين من الأسبوع بالقرب من كنيسة السيدة العذراء (فراون كيرشه) في وسط مدينة دريسدن في شرق ألمانيا. شعارات ولافتات معادية للأجانب. مؤسس الحركة، لوتس باخمن، يلقي خطبة يصم جام غضبه فيها على الصحافة "الكاذبة" وطالبي اللجوء. بدأت أولى تظاهرات الحركة في خريف عام 2015 في عز موجة اللجوء آنذاك.
وعلى مسافة ليست بعيدة مظاهرة أخرى تحتج ضد المظاهرة الأولى. من بين الفاعلين فيها دانيال الفحيل، وهو مهاجر سوري وصل إلى ألمانيا عام 2015. "ما أريد قوله أن دريسدن ليست فقط بيغيدا. المدينة أكبر من ذلك؛ فهي متنوعة ثقافياً ويقطنها أناس متنوعون"، يقول الشاب لـ"مهاجر نيوز". دانيال سعيد في المدينة التي أصبح يدعوها "بيتي".
دريسدن "القديمة" مقابل نظيرتها "الجديدة"
يقسم نهر الإلبه دريسدن إلى قسمين، قديم يضم القصور والمتاحف والمعالم الكبرى التي بنيت في عهد أوغست العظيم (1670-1733) ومبان ضخمة حديثة بنيت في عهد الشيوعية يسكنها ألمان وأجانب يعانون من نسب مرتفعة من البطالة والفقر. يتركز أنصار حركة "بيغيدا" في هذا الجزء من دريسدن. تستولي عليهم فكرة أن تراثهم في خطر. ومن هنا جاءت عبارة "نريد حماية الهوية الألمانية" التي يقرأها المرء في صفحتهم على شبكة الإنترنت. وعادة ما تترافق مظاهرات الاثنين بالرقص الفلكلوري تعبيراً عن هواجسهم ومخاوفهم.
على الجانب الآخر للمدينة يجد المرء "المدينة الجديدة" التي يعود تاريخ القسم الأكبر منها إلى نهايات القرن التاسع عشر. يقول دانيال، الذي يعمل مرشداً سياحياً، أن هذا الجزء أكثر تنوعاً ويعج بدور السينما والحانات والمطاعم والطلاب من كل أنحاء العالم.
في مجلس المدينة يحتل حزب البديل من أجل ألمانيا 12 مقعداً ومثله حزب اليسار، بينما لحزب المستشارة أنغيلا ميركل، المسيحي الديمقراطي، 13 مقعداً. حزب الخضر هو الأكبر في المجلس بواقع 15 مقعداً، أما الحزب الاشتراكي الديمقراطي فليس له إلا 6 مقاعد.
تظهر الأرقام أن نسبة الأجانب في المدينة منخفضة نسبياً مقارنة بباقي البلاد. ففي المدينة نصف المليونية يعيش أقل من 50 ألفاً، معظمهم من الاتحاد السوفياتي السابق، في حين لا يشكل اللاجئون إلا نسبة 18 بالمئة من الأجانب.
دريسدن 2022
في تموز/يوليو 2019 أعلنت مدينة دريسدن عن خطة طموحة فيما يتعلق بطالبي اللجوء والاندماج. تبدأ الخطة باقتباس من كلام لعمدة المدينة، ديرك هيلبرت: "من يعتقد أن الاندماج طريق باتجاه واحد، فهو مخطئ. من يعتقد أن الاندماج شيء جديد على المدينة، فهو يهرف بما لا يعرف. من يعتقد أن الاندماج لن ينجح، فهوم يُفقد نفسه وغيره الأمل".
تقوم الخطة على عدة أعمدة لضمان السعادة والقبول للوافدين الجدد: مسكن وتأمين صحي ومأكل وفرص لتعلم اللغة والتعليم والبحث عن العمل في أجواء من الحرية والمشاركة. وتذهب الخطة إلى أن الاندماج يتحقق عندما يفهم المهاجرون والسكان المحليون بعضهم بعضاً ويكونوا على استعداد لقبول الطبيعة الثقافية المتنوعة للمدينة.
مهرجان أفلام حقوق الإنسان في برلين .. قصص إنسانية برؤية مختلفة
قد لا تحظى أفلام حقوق الإنسان بمشاهدات كثيرة، ولكن بالمقابل أهميتها كبيرة لتناولها معاناة البشر من الصراعات وغياب العدالة .. جولة مصورة لأفضل الأفلام المشاركة بمهرجان برلين لحقوق الإنسان تتناول قصصا إنسانية.
صورة من: Human Rights Film Festival Berlin/Ewa Ewart
"ما تريده ولاء"
نشأت ولاء بمخيم للاجئين في الضفة الغربية بدون والدتها التي كانت بالسجن. و"ما تريده ولاء" هو الانضمام لقوات الأمن الفلسطينية، هذا الحلم الصعب التحقيق، وثقه صانع الأفلام الكندي كريستي غارلاند في فيلم وثائقي. فقد رافق غارلاند الفتاة المتمردة منذ أن كانت في الـ 15 من العمر حتى وصولها لسن الـ 21، حيث وظفت ما بداخلها من غضب لتحقيق حلمها بأن تصبح ضابطة شرطة.
صورة من: Human Rights Film Festival Berlin/Christy Garland
"من أجل سما"
فيلم افتتاح مهرجان برلين لحقوق الإنسان، الذي يستمر حتى الـ 25 من شهر سبتمبر، هو رسالة حب من أم سورية لابنتها، حيث وثقت السيدة تجربة زواجها وإنجابها لطفلتها "سما" من قلب مدينة حلب بكل ما شهدته من صراع ودمار. وفاز الفيلم بالعديد من الجوائز، في مقدمتها جائز أحسن فيلم وثائقي بدورة مهرجان كان لعام 2019.
صورة من: Human Rights Film Festival Berlin/Waad al-Kateab/Edward Watts
"المُدعيين"
الاغتصاب في أوقات الحروب دائما ما تم اعتباره من الأثار المصاحبة للحروب. تنقلت صانعة الأفلام، ليزلي توماس، مابين الكونغو الديمقراطية والبوسنة والهرسك وكولومبيا لتوثيق سعي ثلاث محاميات للدفاع عن ضحايا العنف الجنسي أثناء الحروب.
صورة من: Human Rights Film Festival Berlin/Leslie Martin
"داعش غدا. أرواح الموصل الضائعة"
سيطر نظام ما يعرف بالدولة الإسلامية على العراق لثلاث سنوات عاش خلالها نصف مليون قاصر بمفردهم، حيث تم تدريب الأطفال كي يتحولوا لعناصر انتحارية. ويحاول المخرجان فرانسيسكا مانوشي واليسيو رومينزي التعرف على مصير هذه القنابل البشرية الموقوتة الباقية من الحرب.
صورة من: Human Rights Film Festival Berlin/Francesca Mannochi/Alessio Romenzi
"هنا الكونغو"
يوثق المصور الصحفي دانييال ماكيبه الأزمة الإنسانية التي تشهدها الكونغو الديمقراطية من خلال تتبع أربعة نماذج: كاشف قضية فساد وقائد عسكري وخياط وتاجر معادن. ويعرض الفيلم الوثائقي ما يعنيه أن تعيش بدولة لم تشهد بعد تسليم سلمي للسلطة منذ استقلالها بعام 1960.
صورة من: Human Rights Film Festival Berlin/Daniel McCabe
"نوفايا"
نوفاية هي صحيفة تم تأسيسها عام 1990 بقيمة جائزة نوبل للسلام الحاصل عليها آخر رئيس للاتحاد السوفياتي ميخائيل غورباتشوف، حيث تعتبر الصحيفة الاستقصائية الوحيدة الباقية التي تنتقد النظام في روسيا. ومن خلال هذا الفيلم الاستقصائي، يعرض اسكولد غوروف حالة الطوارئ الدائمة كما تعكسها أعمال صحفيين تسببت في مقتلهم، مثل أنا بولتكوفسكايا واناستازيا بابوروفا.
صورة من: Human Rights Film Festival Berlin/Askold Kurov
"ما تبقى بعد الملحمة"
تحاول المخرجة النمساوية ناتالي بورغرس اكتشاف الأثار التي تخلفها سفن المهاجرين الحالمين بعبور البحر المتوسط، والذين لا يصل الكثير منهم لوجهتهم، من خلال لقاء أفراد ساعدوا لاجئين في الوصول لجزيرة لسبوس اليونانية وأسرة سورية فقدت 13 فردا لم يتم العثور على أجسادهم بعد.
صورة من: Human Rights Film Festival Berlin/Nathalie Borgers
"أبي وأمير الحرب"
تربت الصحفية كلاريس غارغارد، المولودة عام 1988، على حكايات مساهمة والدها في بناء بلدها ليبيريا، ولكن حين حاولت الصحفية أن تكتشف ما إن كان والدها قد تورط مع الديكتاتور تشارلز تيلور بكل ما ارتكبه من جرائم حرب، وجدت أن الحقيقة أكثر تعقيدا من قصص طفولتها.
صورة من: Human Rights Film Festival Berlin/Shamira Raphaëla/Clarice Gargard
#فيدرشتاند
هي كلمة ألمانية تشير للمقاومة يمكن شرحها بأكثر من طريقة، وهي أيضا اسم فيلم وثائقي حاولت مخرجته، بريتا شونينغ، تقديم ثلاث ناشطات فيه؛ الأولى يسارية تتضامن مع المهاجرين في العاصمة اليونانية أثينا، والثانية تنتمي لأقصى اليمين بالعاصمة النمساوية فيينا، والثالثة شاعرة مسلمة تحارب التمييز بالعاصمة الألمانية برلين.
صورة من: Human Rights Film Festival Berlin/Britta Schoening
"لعنة الثروة"
تعد الاكوادور من الدول الغنية بالبترول، إلا أن ثلث الاحتياطي بها يوجد في منتزه ياسوني الوطني، والذي يعتبر واحدا من ركائز النظام البيئي على الأرض وموطن قبائل السكان الأصليين. وتحاول المخرجة البولندية إيفا ايوارت تتبع مبادرة تم إطلاقها عام 2007 لترك ياسوني بحالها في مواجهة مصالح الشركات الدولية وما يعرضوه من تعويضات مالية للتنقيب عن البترول.
صورة من: Human Rights Film Festival Berlin/Ewa Ewart