1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

دعارة القاصرين في ألمانيا: تعددت الأسباب والاستغلال واحد

هوبنار شتيفاني، عبد الرحمان عمار٦ أغسطس ٢٠١٣

لا تقتصر ظاهرة استغلال القاصرين جنسياً على تايلاند لوحدها بل تشمل ألمانيا والولايات المتحدة. ففي أمريكا يصل عدد تجار دعارة القاصرين إلى 150 شخصاً، وفي ألمانيا يتجاوز عدد ممتهني الدعارة أكثر من 400 ألف من بينهم قاصرين.

Bildnummer: 59056537 Datum: 16.07.2010 Copyright: imago/EQ Images Eine Prostituierte steht beim Sihlquai am Strassenstrich und wartet auf Freier. PUBLICATIONxNOTxINxSUIxAUTxLIExITAxFRAxNED kbdig 2010 quer Inland Strassenstrich Strich Sihlquai Prostituierte prostitution Dirne Nutte Freier Sex Sexgewerbe Zuhaelter Zuhaelterei Menschenhandel 59056537 Date 16 07 2010 Copyright Imago EQ Images a Prostitute is the at Streets and waiting on free Kbdig 2010 horizontal Domestically Streets Line Prostitute Prostitution Strumpet Whore free Sex Slacken Sex trade impress Zuhaelter Trafficking in human beings
صورة من: imago/EQ Images

يتعرض الأطفال للاستغلال الجنسي في شوارع المدن أو في شقق خاصة، البعض منهم يلجأ للدعارة بشكل اختياري لكن الأغلبيةَ الساحقةَ منهم تلجأ للدعارة وهي مُكرَهةٌ وهو شيء معروفٌ لدى الجميع. لكن عدد الضحايا والشبكات التي تقف وراء ذلك ليس معروفاً. في هذا الصدد تقول ميشتليد مورار، مديرة مؤسسة حماية الطفولة من الاستغلال الجنسي في ألمانيا:"لا توجد في ألمانيا معلوماتٌ كثيرةٌ حول دعارة القاصرين وذلك بسبب عدم توفر المعارف الكافية حول الموضوع ونماذج من الواقع وأيضا الإحصائيات الدقيقة". وتضيف المسؤولة بأن المعلومات الوافية حول الظاهرة هي وحدها التي من شأنها المساعدة على القضاء على تلك الظاهرة.

العديد من المومسات يتخذن من الشوارع مكاناً لإصطياد الباحثين عن اللذة الجنسية.صورة من: picture alliance/dpa

"نصف ضحايا الاستغلال الجنسي أطفال"

من بين المشاكل التي تحول دون الحصول على تلك المعلومات وتكوين تصور عام حول الموضوع ـ حسب ميشتليد مورار ـ، هناك من جهة، غياب تفاصيل دقيقة في الإحصائيات التي تقدمها الشرطة حول الجرائم في ألمانيا. فتقارير الشرطة تقدم معلومات حول الاستغلال الجنسي والاغتصاب لكنها لا تذْكر العواملَ الاجتماعيةَ والجهات التي تقف وراء ذلك. ومن جهة ثانية فاستغلال القاصرين جنسياً يتم بشكل سري، فنادراً ما يتم العثور على أطفال يُستغلون جنسياً في بيوت الدعارة أو النوادي الخاصة للمتعة الجنسية أو الشقق التي يتم استئجارها لذلك الغرض، وهذا ما يُصعب عملية مطاردة المتورطين ورفع دعوى قضائية ضدهم.

 ففي ألمانيا لا توجد أماكن كثيرة يتم فيها رصد الظاهرة بشكل جيد كما هو الحال لدى منظمة الاستشارة والتوجيه التي تقدم المساعدة لبائعات الهوى بمدينة "دورتموند" شمال الراين-وستفاليا. وحسب هذه المنظمة فإن نصف الأشخاص الذين يتوافدون على هذه المنظمة للحصول على المساعدة قاصرون. وبناءاً على معلومات صادرة من جمعية Hydra في مدينة برلين، التي تساعد بائعات الجنس وتدافع عن حقوقهن، فإن عددهن يصل إلى حوالي 400 ألف مومس. ولا توجد معلومات شاملة ودقيقة حول الزبائن الذي يقبلون على ممارسة الجنس مع المومسات، غير أن غالبيتهم رجال من مختلف الشرائح الاجتماعية يتجاوز عمرهم الأربعين عاماً.

مظاهرات في العاصمة الألمانية برلين ضد استغلال النساء في الدعارةصورة من: imago/Uwe Steinert

أغلب المومسات في ألمانيا ألمانيات

وحسب منظمة الاستشارة والتوجيه في مدينة دورتموند فإن العديد من المعلومات المتداولة في ألمانيا حول الدعارة غير صحيحة خصوصاً فيما يتعلق بأصول المومسات وأعمار ممتهني الدعارة. في هذا السياق تقول مسؤولة من المنظمة: "نحن نعلم أن دعارة الأطفال لها جوانب متعددة أكثر مما نتصور". فضحايا الاستغلال الجنسي لا يقتصرون على الفتيات القادمات من أوروبا الشرقية ومن إفريقيا بل يشمل الألمانيات أيضاً. فحسب تلك المنظمة فثلثي الشباب الذين شملتهم رعاية المنظمة ألمان. ويمارس العديد منهم الدعارة بشكل منظم في المساء بعد الخروج من المدرسة، بينما يدمن آخرون المخدرات ويسعون وراء المال لشرائها، وهم في الغالب مشردون بدون مأوى. وحتى الدوافع التي تدفع الشباب لامتهان الدعارة متعددة ومتباينة. فالشابات والشبان يمتهنون الدعارة عن طريق أصدقاء أو أقارب لهم يمتهنون الدعارة أو عن طريق أشخاص غرباء عنهم يستعملون العديد من الطرق لإغرائهم.

يتم الإيقاع بالمراهقات باسم الحب ويتحولن إلى بائعات هوىصورة من: Fotolia/Yuri Arcurs

استدراج الفتيات باسم الحب

تعمل سيلفيا فورهاوار كمساعدة اجتماعية لدى منظمة الاستشارة والتوجيه في دورتموند. وحسب فورهاوار فمن بين الطرق التي يتم اللجوء إليها لدفع الفتيات إلى ممارسة الدعارة تقديم الشخص المتربص لنفسه كحبيب ومعجب بالفتاة وبالتالي استدراجها شيئاً فشيئاً. "العشاق هم في الغالب رجال دون سن الأربعين يبحثون عن شابات في مرحلة المراهقة في المدارس والحانات، ويستدرجونهن باللطافة في التعامل ليرتبطن بهم عاطفيا". وتتطور الأمور إلى الإعجاب ثم الارتباط العاطفي بأولئك الرجال. بعدها يتم عزل الضحايا عن أصدقائهن العاديين وعن عائلاتهن ليصير للعاشق نفوذ كبير. ثم يبدأ الحبيب المزيف بالحديث مع الفتاة حول "مشاكله" المادية وديونه التي كدسها بسبب لعب الحظ. ويُخبر الفتاة أنه مهدد بالتعنيف الجسدي في حال لم يدفع الديون، ليطلب من الفتاة مساعدته للحصول على المال بسرعة، وهو ما تستجيب له الفتاة التي تلجأ للدعارة لمساعدة "حبيبها".

الألعاب ومشاهدة أفلام الخلاعة لتحويل الشباب إلى تاجري جنس

وإلى جانب الفتيات فإن العديد من الشباب يذهبون ضحايا للمتربصين بهم كما توضح ميشتليد مورار. غير أن الطرق التي يتم بها استدراجهم تختلف عن تلك الطرق التي تستعمل لاستقطاب الشابات. إذ يتم مثلا استئجار بيت من طرف الأشخاص المولعين بممارسة الجنس مع القاصرين، ويتم في البداية تخصيص تلك الشقق كفضاء للتلاقي. تقول مورار "يتم دعوة الشباب للعب بالورق أو الألعاب الإليكترونية أو لمشاهدة الأفلام. وفي وقت يتم عرض أفلام الخلاعة الجنسية عليهم لمشاهدتها". ومع مرور الوقت يبني الضحايا علاقات عاطفية مع الفاعلين ومع مرورو الوقت يمكن أن يتولد لدى الضحايا حب لما يفعلونه. وفي الأخير يُرغمون على إشباع الرغبات الجنسية لأشخاص آخرين، وهو ما يفعله الكثيرون بسبب الضغوط الممارسة عليهم.

الأندية الليلية والمدراس الفضاءات التي يتربص فيها تجار الجنس بضحاياهم.

التوقف عن ممارسة الدعارة ليس سهلاً

من الصعب جدا ربط اتصال بضحايا مافيات الجنس، ونادراً ما يقصدون المنظمات الإنسانية لطلب يد المساعدة، وغالبا ما يتم الإبلاغ عن الحالات وطلب المساعدة من المنظمات المعنية من طرف أقارب الضحايا. صحيح أن التوجه إلى تلك المنظمات هو خطورة مهمة لكن الطريق إلى القطع الكامل مع ممارسة الدعارة شاق وطويل، بسبب عدم وعي أغلب الضحايا من الشباب بالوضع الذي وصلوا إليه، والأكثر من هذا ينظرون إلى ما يفعلونه نظرةً إيجابية. تقول المساعدة الاجتماعية سيلفيا فورهاوار: "هناك ظاهرة نسميها "نشوة الدخول" إلى عالم الدعارة. والمقصود بذلك أن الفتيات اللواتي يتواجدن في مرحلة المراهقة يتمردن على القوانين والقيم التي يمليها الكبار في المجتمع، ثم يلتحقن بعالم الدعارة الذي يعتبره المجتمع من المحرمات، فينظرن إلى التحاقهن بالدعارة كانتصار لهن". وتضيف المساعدة الإجتماعية بأن الفتيات اللواتي يمارسن الدعارة يتملكهن الخوف من أن يقوم المساعدون الاجتماعيون بقطع علاقتهن بـ"عشاقهن". وترى سيلفيا فورهاوار أن نجاح الفتيات في التوقف عن ممارسة الدعارة يتوقف على رغبتهن الخاصة في ذلك، فأهم شيء حسب المساعدة الإجتماعية هو عدم تدمير الثقة التي توجد بين المساعدين الإجتماعيين وممارسي الدعارة ذكوراً وإناثاً.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW