دعاوى قضائية ضد ترامب والبيت الأبيض يعزوها إلى "دوافع حزبية"
١٣ يونيو ٢٠١٧
في أول دعوى من نوعها ترفعها كيانات حكومية، المدعيان العامان في ولاية ماريلاند والعاصمة واشنطن يتقدمان بشكوى ضد الرئيس ترامب بسبب فنادقه الفاخرة، حيث تقطن بعثات ديبلوماسية أجنبية.
إعلان
تقدم المدعيان العامان في ولاية ماريلاند والعاصمة واشنطن الاثنين بشكوى ضد الرئيس دونالد ترامب بتهمة قبول أموال من حكومات وشركات أجنبية عبر إمبراطوريته العقارية.
وتستند الشكوى إلى "البند المتعلق بالتعويضات" إذ أن الدستور الأميركي يحظّر على أي شخص يشغل منصبا عاما "قبول هدية أو تعويض أو منصب أو رتبة أيًّا تكن من ملك أو أمير أو دولة أجنبية"، من دون موافقة من الكونغرس.
وشدد المدعي العام للعاصمة كارل راسين خلال مؤتمر صحافي مشترك مع فروش في واشنطن على أنه "لم يسبق أبدا في تاريخ هذا البلد إن كان لدينا رئيس منخرط إلى هذه الدرجة في الأعمال، أو حتى رئيس لم يبتعد كما يجب عن أصوله" المالية.
أما نظيره في ولاية ماريلاند براين فروش فأكد أنه "يتعين على الرئيس أن يضع في المقام الأول البلد وليس مصالحه الشخصية". وأضاف أن "البند المتعلق بالتعويضات هو سور ضد فساد الرئيس".
وأمام مؤتمر صحفي، قال النائب العام لواشنطن العاصمة كارل راسين، والنائب العام لميريلاند بريان فروش، إنهما رفعا الدعوى لأن الرئيس لم يتخذ خطوات كافية للنأي بنفسه عن مصالحه التجارية الشخصية.
وأضاف راسين في المؤتمر الصحفي "في كل مرة تحدث فيها الرئيس عن الفصل بينه وأعماله، تراجع عن هذه الوعود". واتهم راسين الكونغرس بمنح ترامب "تغاضيا كاملا" بشأن هذه القضية.
وقال راسين إن الحكومات الأجنبية تنفق الأموال كل يوم في فندق ترامب الدولي - في الشارع ذاته مباشرة الذي يقع به مكتبه الرئاسي في واشنطن - من أجل "التودد" إلى الرئيس. وتابع "بينما أنظر من النافذة وأرى برج فندق ترامب الدولي، نعرف بالضبط ما يجري كل يوم". وأضاف أن الحكومة السعودية أنفقت مئات الآلاف من الدولارات في الفندق في مثال واحد على تشابك ترامب مع الحكومات الأجنبية.
البيت الأبيض ينفي
في المقابل، فند المتحدث باسم البيت شون سبايسر هذه الادعاءات معتبرا أنها ذات "دوافع حزبية". وخلال حديثه للصحفيين، قال سبايسر "ليس من الصعب استنتاج أن السياسة الحزبية قد تكون أحد الدوافع وراء الدعوى"، مضيفا أن محاميي ترامب سيتحركون لرفضها.
وقال محامو ترامب إن المدفوعات المقدرة بسعر السوق للسلع والخدمات في فنادق ترامب وملاعب الغولف وغيرها من الشركات ليست مدفوعات رسمية كأجر كما هو محدد في الدستور.
ويشرف أولاد ترامب الكبار حاليا على شركاته. وتعهدوا بعدم متابعة أية صفقات أجنبية جديدة خلال رئاسة ترامب، ولكنهم واصلوا العمل في مشروعات بدأت قبل تولي والدهم منصبه.
وإذا تواصلت الدعوى القضائية، يعتزم راسين وفروش طلب نسخ من الإقرارات الضريبية الشخصية ترامب. وخلال هذا الأسبوع سعت وسائل الإعلام الإخبارية والديمقراطيون المعارضون ومجموعات أخرى للمطالبة بتقديم الوثائق منذ أن تقدم ترامب بترشيح نفسه للرئاسة قبل عامين.
وتعد هذه أول دعوى من نوعها ترفعها كيانات حكومية.
و.ب/ح.ز (أ ف ب، د ب أ)
ترامب في السعودية.. زيارة "تاريخية" أم هروب إلى الأمام؟
جاءت زيارة ترامب للسعودية في توقيت داخلي سيء بعد ارتدادات الزلزال السياسي الذي أحدثه بإقالته مدير الـ "FBI". في المقابل يكشف الاستقبال الحافل له والعقود الموقعة معه بالمليارات اختلاف النهج الأمريكي إزاء ملفات المنطقة.
صورة من: Reuters/B. Algaloud
حطت طائرة الرئيس الأميركي "اير فورس وان" في مطار الملك خالد اليوم السبت (20 أيار/مايو 2017) ونزل ترامب سلم الطائرة برفقة زوجته ميلانيا. وكان في استقباله عند باب الطائرة الملك سلمان بن عبد العزيز الذي سار معه والى جانبهما ميلانيا وعدد من المسؤولين السعوديين على السجادة الحمراء.
صورة من: Reuters/B. Algaloud
خصص السعوديون استقبالا حارا للرئيس الأميركي. ووصفت وسائل الإعلام السعودية الزيارة بـ"التاريخية". وأغرقت سلطات الرياض شوارع العاصمة بصفوف طويلة من الأعلام السعودية والأميركية، وباللوحات الضخمة التي جمعت صورتي العاهل السعودي الملك سلمان وترامب والى جانبهما شعار الزيارة "العزم يجمعنا".
صورة من: picture-alliance/AA/E. Abdelrehim
وعقد الرئيس ترامب محادثات مع العاهل السعودي والمسؤولين السعوديين، وكان برفقة ترامب زوجته ميلانيا وابنته إيفانكا وزوج ابنته جاريد كوشنر إلى جانب أعضاء آخرين في الوفد بينهم المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر ومساعدة مستشار الأمن القومي الأميركية المصرية الأصل دينا حبيب باول.
صورة من: picture alliance/AP Photo/E.Vucci
وكانت ملابس سيدة البيت الأبيض في رحلتها الخارجية الأولى محط الأنظار. وكانت ميلانيا قد صعدت طائرة "اير فورس وان" وهي ترتدي قميصا أبيضا ضيقا وتنورة برتقالية وحذاء بكعب عال، وفي الطائرة غيرت ملابسها وارتدت ملابس توحي بأنها "عباءة خليجية" متكونة من سروال اسود فضفاض مع قميص أسود يغطي ذراعيها وحزام ذهبي.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Ngan
أما إيفانكا ترامب فدخلت الطائرة الرئاسية في بداية الرحلة وهي ترتدي ثوبا يعلو ركبتيها، وغادرتها بثوب طويل يغطي كامل ذراعيها أيضا، باللونين الأسود والأبيض.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Ngan
قلد العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز الرئيس ترامب قلادة الملك عبد العزيز، التي تعد أرفع وسام في المملكة العربية السعودية. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن تقليد ترامب القلادة يعد تعبيرا عما يربط البلدين الصديقين من علاقات تاريخية وثيقة.
صورة من: picture alliance/AP/E. Vucci
وحظيت الزيارة بتوقيع مجموعة اتفاقيات بين الرياض وواشنطن. ووقع الملك سلمان والرئيس ترامب في بداية اللقاء اتفاقية أطلق عليها اسم "الرؤية الإستراتيجية المشتركة بين البلدين". وشهد الزعيمان التوقيع على عدة اتفاقيات بين البلدين قدر أجماليها بحوالي 280 مليار دولار ستوفر مئات آلاف الوظائف في البلدين.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Ngan
يبتعد ترامب لبعض الوقت عن ارتدادات الزلزال السياسي الذي أحدثه في واشنطن بإقالته مدير "أف بي آي" والهزات التي ما زالت تتوالى فصولا. وبالكاد أقلعت الطائرة، حتى كشف عن تطورات جديدة في التحقيق حول صلات فريق ترامب بروسيا، إذ أعلنت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ أن المدير السابق لـ"أف بي آي" جيمس كومي وافق على الإدلاء بشهادته خلال جلسة علنية أمام المجلس في حزيران/يونيو.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Scott Applewhite
فيما أفادت صحيفة "واشنطن بوست" أن مكتب التحقيقات الفدرالي وسّع تحقيقه حول الروابط المحتملة بين فريق حملة دونالد ترامب وروسيا ليشمل مسؤولا كبيرا في البيت الأبيض يعمل مستشارا "مقربا" من الرئيس الأميركي لم تذكر اسمه.
صورة من: picture alliance/dpa/A. Shcherbak
وإذا كان الحذر الشديد هو السمة التي حكمت العلاقة بين حكام دول الخليج العربية والرئيس الأميركي السابق باراك اوباما، فان الملياردير الجمهوري استقبل في السعودية بحفاوة تعكس الاختلاف في النهج بينه وبين سلفه إزاء ملفات المنطقة.