دعم دولي للتدخل الفرنسي في مالي والإسلاميون يتقدمون غرب البلاد
١٥ يناير ٢٠١٣ قالت الأمم المتحدة في بيان اليوم الاثنين (15 يناير/ كانون الثاني 2013) إن الأمين العام بان كي مون "يرحب باستجابة شركاء ثنائيين، بطلب وموافقة من حكومة مالي، لدعوتها للمساعدة في التصدي للتقدم المزعج جنوباً لجماعات مسلحة وإرهابية". وأضاف البيان قائلاً: "الدول التي لديها قدرات لمساعدة مالي هي الآن تقدم المساعدة". من جهتها أبلغت فرنسا مجلس الأمن أن عملياتها العسكرية لدعم الجيش المالي ضد المتمردين الإسلاميين ستستمر مادامت هناك حاجة إليها. ودعت أيضاً إلى الإسراع بنشر قوة بقيادة افريقية لدعم الجيش المالي تماشياً مع قرار مجلس الأمن 2085 .
وقد أخلى المقاتلون الإسلاميون الاثنين المدن الكبيرة التي كانوا يحتلونها في الشمال في أعقاب الضربات الفرنسية، إلا أنهم سيطروا على مدينة ديابالي التي تبعد حوالي 400 كلم شمال العاصمة باماكو.
برلين وواشنطن تدعمان باريس
قال مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة تقدم معلومات للقوات الفرنسية في مالي وتبحث تقديم الإمدادات اللوجستية والمراقبة والمساعدة بالنقل الجوي. وقال وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا "أعلنا التزاماً من جانبنا وهو أن القاعدة لن تجد أي مكان للاختباء". وأشاد وزير الدفاع الأمريكي بفرنسا بسبب الخطوات التي اتخذتها وقال إنه يجري محادثات مع وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان بشأن المساعدة التي يحتاجها. ومضى يقول: "أولاً، بالطبع تقديم دعم لوجستي محدود، ثانياً تقديم الدعم الاستخباراتي وثالثاً تقديم بعض قدرات النقل الجوي". وأوضح بانيتا أن الهدف من التدخل هو منع تقدم المتمردين في مالي وإمهال وقت للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) للرد على الأرض.
من جهته أجرى وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله أمس اتصالاً هاتفياً مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس حول الوضع في مالي حيث وعد فيسترفيله بتقديم ألمانيا الدعم لفرنسا. وفي مقابلة مع القناة الثانية بالتلفزيون الألماني "زد.دي.إف" قال فيسترفيله مساء أمس الاثنين: "أجريت اليوم اتصالاً هاتفياً مع زميلي الفرنسي وكان سعيداً للغاية بعرض الدعم الذي قدمناه". في الوقت نفسه أكد فيسترفيله على أن بلاده لن تشارك بقوات قتالية في مالي، "بل إن الأمر يتعلق بأن نبحث مع شركائنا وأصدقائنا الفرنسيين كيف يمكن لنا أن نقدم دعماً إنسانياً وطبياً أو حتى سياسياً". وشدد فيسترفيله على اعتزام حكومته إشراك البرلمان (البوندستاغ) في أي إجراء مقبل يتعلق بمالي "لكن من غير الواضح بعد الكيفية التي سيكون عليها الدعم المقدم لفرنسا وستتوقف المشاورات في البرلمان على طبيعة هذا الدعم".
750 عسكرياً فرنسياً في مالي
وشنت فرنسا، التي أرسلت مئات من الجنود إلي باماكو في الأيام القليلة الماضية، المزيد من الغارات الجوية في المنطقة الصحراوية الشاسعة التي استولى عليها في العام الماضي تحالف إسلامي يضم جناح القاعدة في شمال إفريقيا وجماعتين إسلاميتين متشددتين في مالي هما "حركة التوحيد والجهاد" في غرب إفريقيا و"جماعة أنصار الدين". وفي هذا السياق أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا اولاند اليوم أن 750 عسكرياً فرنسياً متواجدون على الأرض في مالي، مشيراً إلى تنفيذ ضربات جديدة خلال الليل "حققت هدفها" حسب تعبيره. وأضاف اولاند أن بلاده "ستستمر بنشر قواتها على الأرض وفي الجو"، مضيفاً أن نشر القوات الإفريقية "سيتطلب أسبوعاً على الأقل".
البحث عن دعم خليجي
في سياق متصل قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اليوم إن فرنسا تتوقع أن تقدم دول الخليج العربية المساعدة للحملة الإفريقية ضد المتمردين الإسلاميين في مالي سواء مساعدة عينية أو مالية. ورداً على أسئلة الصحفيين خلال زيارة إلى الإمارات العربية المتحدة أضاف فابيوس أن وجود القوات الفرنسية في هذه الدولة الإفريقية ذات الغالبية المسلمة سيحبط محاولات تنظيم القاعدة تجنيد أفراد في المنطقة. وقال إن الدول المانحة ستجتمع بنهاية يناير/ كانون الثاني لتمويل مسعى إفريقي لمواجهة المقاتلين الذين تربطهم صلات بتنظيم القاعدة.
وقد وصل الرئيس الفرنسي فرنسوا اولاند إلى أبو ظبي صباح اليوم الثلاثاء في زيارة سيخصص القسم الأكبر منها للتدخل العسكري الفرنسي في مالي. وسيزور اولاند القاعدة العسكرية الفرنسية في أبوظبي. وكان من المقرر أن تكون الزيارة التي تستمر لمدة يوم واحد بمجملها اقتصادية ولكن تغيرت طبيعتها مع بدء الضربات الفرنسية في مالي. ومن المقرر أن يجري اولاند محادثات مع رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زياد ال نهيان ومع ولي عهد ابو ظبي محمد بن زايد ال نهيان. وسيلتقي الرئيس الفرنسي أيضاً الرئيس الموريتاني محمد ولد بن عبد العزيز.
ح.ز/ ع.غ (د ب أ، أ ف ب، رويترز)