قالت وزيرة العدل الألمانية كاترينا بارلي إنها تشعر بخيبة أمل إزاء خطة رئيسة الوزراء البريطانية لكسر الجمود الذي يعتري خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي واقترحت إجراء استفتاء آخر.
إعلان
قالت وزيرة العدل الألمانية كاترينا بارلي اليوم (الثلاثاء 22 كانون الثاني/ يناير 2019) لإذاعة دويتشلاند فونك "أشعر بخيبة أمل... هذا ليس الطريق إلى الأمام". وأضافت أن ماي اضاعت فرصة لحشد التأييد لاتفاق الخروج الذي تفاوضت عليه مع الاتحاد الأوروبي.
وسعت ماي أمس الاثنين للخروج من المأزق الذي تواجهه خطتها في البرلمان واقترحت السعي للحصول على مزيد من التنازلات بخصوص خطة لمنع القيود الجمركية على الحدود الايرلندية.
وأضافت بارلي التي تحمل الجنسيتين الألمانية والبريطانية أن مسودة الاتفاق لن تتغير. لكنها أضافت أنه يمكن إيجاد سبل للتحايل على الوقت إذا أجري استفتاء آخر.
من جانبه، أبدى مايكل روث وزير الشؤون الأوروبية الألماني استياءه كذلك من كلمة ماي قائلا على تويتر "أين الخطة البديلة. مجرد سؤال لصديقة."
وكان متحدث باسم الحكومة الألمانية قد قال في وقت متأخر من مساء أمس الاثنين إن برلين ما زالت تؤيد خروجا منظما لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتتوقع من الحكومة البريطانية أن توافق قريبا على مقترحات تدعمها الأغلبية في البرلمان.
فيما قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم السبت المنصرم إنها ستبذل ما في وسعها لضمان أن تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي باتفاق.
في سياق متصل، حقق زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربين خطوة أخرى لتمهيد الطريق لإجراء استفتاء آخر على عضوية الاتحاد الأوروبي بمحاولة استخدام البرلمان لانتزاع السيطرة على الخروج من الاتحاد الأوروبي من رئيسة الوزراء تيريزا ماي.
ومع بدء العد التنازلي لانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 29 مارس آذار المقبل، تواجه المملكة المتحدة أكبر أزمة سياسية في نصف قرن في ظل ما تعانيه من مصاعب بشأن كيفية الخروج من التكتل الذي انضمت إليه عام 1973 أو حتى ما إذا كانت ستخرج منه بالأساس.
وقال كوربين "حان الوقت لأن تحتل خطة العمال البديلة مركز الصدارة بينما نبقي كل الخيارات على الطاولة بما في ذلك خيار تصويت عام".
بيد أن المتحدثة المعنية بشؤون الأعمال في حزب العمال ريبيكا لونج بيلي قالت إن التعديل لا يعني أن الحزب يؤيد إجراء استفتاء ثان وإنما يعكس سياسته الحالية.
وسيناقش النواب الخطوات التالية وسيصوتون عليها في 29 يناير كانون الثاني.
ومنذ تصويت بريطانيا لصالح الانسحاب الاتحاد الأوروبي بأغلبية 52 مقابل 48 في المئة في يونيو / حزيران 2016، لم يفلح الساسة البريطانيون في الاتفاق على كيفية الانسحاب من الاتحاد أو حتى على الانسحاب نفسه.
م.م/ ح.ز (رويترز)
هل بريكست بداية تساقط أحجار الدومينو الأوروبي؟
نتائج الاستفتاء في بريطانيا على خروجها من الاتحاد الأوروبي صدمت أوروبا، فيما رحب بها اليمين الشعبوي، وبدأت الأصوات الشعبوية في فرنسا وهولندا تنادي بإجراء استفتاء مشابه. فهل بات الاتحاد الأوروبي أمام "تأثير الدومينو"؟
صورة من: Reuters/T. Melville
بريطانيا
طالب نايجل فاراج زعيم حزب "استقلال المملكة المتحدة" وأحد الداعمين الرئيسين لحملة "بريكست"، بأن يصبح يوم 23 من حزيران/ يونيو عيدا للاستقلال. وقال: "الاتحاد الأوربي يخسر. الاتحاد الأوروبي يموت. آمل أن نكون قد أسقطنا الحجر الأول من الجدار. وآمل أن يكون خروج بريطانيا هو الخطوة الأولى لتكون دول أوروبا ذات سيادة".
صورة من: Reuters/T. Melville
هولندا
خيرت فيلدرز رئيس حزب "الشعب من أجل الحرية والديمقراطية" الشعبوي الهولندي احتفى بخروج بريطانيا وقال "باي باي بروكسل. وهولندا ستكون القادمة". ويطالب فيلدرز منذ سنوات بإجراء استفتاء حول عضوية هولندا في الاتحاد، فيما ذكر استطلاع للرأي أن أغلب الهولنديين يفضلون "نيكست" والخروج من الاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Wainwright
فرنسا
يأمل اليمين الفرنسي من الاستفادة من نتائج "بريكست". ووصفت زعيمة "الجبهة الوطنية" الفرنسية مارين لوبان النتائج بأنها "انتصار للحرية"، وتابعت: "يجب علينا الآن إجراء استفتاء مشابه في فرنسا وفي دول الاتحاد الأوروبي". وربما تحقق دعوة "فريكست" دفعة انتخابية قوية لمارين لوبان في الانتخابات الرئاسية القادمة في فرنسا في سنة 2017.
صورة من: Reuters/H.-P. Bader
ألمانيا
فراوكه بيتري زعيمة حزب "البديل من أجل ألمانيا" ردت فرحة على نتائج الاستفتاء بتغريدة في تويتر وقالت:" الوقت ملائم لأوروبا جديدة". أما بيورن هوكه رئيس الكتلة البرلمانية للحزب في ولاية تورينغن فأطلق تصريحات أكثر حدة وطالب بإجراء استفتاء في ألمانيا وأضاف:" أنا أعرف أن أغلبية الشعب الألماني تريد الخروج من عبودية الاتحاد الأوروبي. وأن البريطانيين قرروا بـ"بريكست" الخروج عن طريق الجنون الجماعي".
صورة من: Getty Images/J. Koch
الدنمرك
كريستيان توليسن رئيس حزب الشعب الدنمركي هنأ في فيسبوك بنجاح "بريكست". وقال معلقا على النتائج: "الاتحاد الأوروبي قلّل من قيمة شكوك المواطنين تجاهه. الاتحاد الأوروبي صادر قرار الدول المنضمة فيه ويدفع الآن ثمن ذلك". ويريد توليسن أيضا إجراء استفتاء مشابه في الدنمرك.
صورة من: picture alliance/dpa/L. Kastrup
النمسا
فيما قال هاينز كريستيان شتراخه زعيم حزب الحرية النمساوي في تغريدة في تويتر إنه "بعد بريكست يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى إصلاحات شاملة. ودون رئيس البرلمان الأوربي شولتس ودون رئيس المفوضية الأوربية يونكر". ويطالب حزب الحرية بإجراء استفتاء في النمسا. وأضاف رئيس الحزب: "نحن نهنئ البريطانيون على حصولهم على استقلالهم من جديد".
صورة من: Reuters/H.-P. Bader
المجر
قد يشعر رئيس وزراء المجر اليميني المحافظ فيكتور أوربان أن بريكست تأييد لسياسته الرافضة لاستقبال اللاجئين. وأوضح أوربان بعد التصويت بأنه يؤمن "بأوروبا قوية، لكنها لن تكون كذلك، إلا عندما توجد هنالك حلول ملائمة للقضايا المهمة مثل قضية الهجرة". وكانت المحكمة الدستورية قد أعطت الضوء الأخضر وقبل الاستفتاء على إجراء استفتاء في المجر حول "نسب اللاجئين" المقترحة من قبل الاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture alliance/AA/D. Aydemir
جمهورية التشيك
طالب أنصار اليمين الشعبوي في جمهورية التشيك أيضا بـ"سيكسيت" لخروج التشيك من الاتحاد. ومن ابرز المنتقدين للاتحاد الأوروبي الرئيس السابق فاسلاف كلاوس. فيما رفض البرلمان التشيكي في الشهر الماضي طلبا قُدم من قبل حزب "الفجر الذهبي للديمقراطية المباشرة" اليميني الشعبوي لمناقشة إجراء استفتاء مشابه. وموضوع كراهية أوروبا قد يطغي على الانتخابات البرلمانية القادمة، والتي ستجرى في العام القادم.