دعوات دولية للأسد لمد توصيل المساعدات لمتضرري الزلزال بسوريا
١٢ مايو ٢٠٢٣
دعت الأمم المتحدة ومنظمة العفو الحكومة السورية إلى تمديد موافقتها على توصيل مساعدات ما بعد الزلزال في مناطق تسيطر عليها المعارضة عبر معبرين حدوديين، لكن هناك "مؤشرات على أنه لن يكون هناك تمديد".
إعلان
قال متحدث باسم الأمم المتحدة اليوم الجمعة (12 مايو/أيار 2023) إن المنظمة الدولية طلبت من الحكومة السورية تمديد موافقتها على توصيل مساعدات ما بعد الزلزال في مناطق تسيطر عليها المعارضة عبر معبرين إضافيين لكن مصدرين مطلعين قالا إن التمديد غير مرجح.
كان الرئيس السوري بشار الأسد قد وافق على فتح معبري باب السلام والراعي لثلاثة أشهر ابتداء من 13 فبراير/ شباط بعد أسبوع من الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألفا في تركيا وسوريا.
وتسيطر جماعات معارضة للأسد على أجزاء من شمال غرب سوريا في الحرب الأهلية المستمرة منذ 12 عاماً.
الحكومة السورية تلتزم الصمت
وقبل يوم من انتهاء صلاحية التصريح بعبور المساعدات، قال ينس ليركه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إنه طلب "تمديد الإجراءات الخاصة التي اتخذت بعد زلزال السادس من فبراير/شباط لمواصلة تيسير الاستجابة الإنسانية لجميع المناطق المتضررة".
وقال ليركه إن المحادثات كانت "بناءة" لكنه أحال رويترز إلى الحكومة السورية حين سئل عن احتمال الموافقة على تمديد الأجل. ولم ترد الحكومة السورية على أسئلة أرسلت إليها بالبريد الإلكتروني.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة إيري كانيكو إنه تم إجراء محادثات "بناءة" مع الحكومة السورية في هذا الصدد. وأضافت في تصريح لوكالة فرانس برس "طلبنا تمديد الإجراءات الخاصة (...) لمواصلة تسهيل الاستجابة الإنسانية في جميع المناطق المتضررة".
ولدى الأمم المتحدة بالفعل تفويض من مجلس الأمن الدولي باستخدام معبر باب الهوى الحدودي الذي تستخدمه منذ 2014 لتوصيل المساعدات إلى ملايين المحتاجين في الشمال الغربي دون الحاجة إلى موافقة الحكومة السورية.
مؤشرات على عدم التمديد
وقالت أربعة مصادر مطلعة لرويترز إن قرار الأسد في فبراير/شباط صدر بعدما حثت الإمارات على اتخاذه. وقال أحد المصادر، وهو مصدر سوري مقرب من الخليج، اليوم الجمعة إن هناك "مؤشرات على أنه لن يكون هناك تمديد".
وقال مصدر في المساعدات الإنسانية في نيويورك ومطلع على محادثات الأمم المتحدة بشأن الموضوع إن التمديد غير مرجح فيما يبدو. وقال المصدر إن مقدمي المساعدات ظنوا في البداية أن الأسد سيجدد المهلة لكن عودة سوريا إلى الجامعة العربية أزالت مصدر ضغط.لا وتخشى مجموعات إغاثة حرمان نحو أربعة ملايين شخص من المساعدة الحيوية.
وقالت تانيا إيفانز مديرة لجنة الإنقاذ الدولية في سوريا "من المهم استمرار وصول المساعدات الإنسانية إلى شمال غرب سوريا". وقالت منظمة العفو الدولية إن تحليلها توصل إلى أن مرور المساعدة عبر المعابر سيظل قانونيا بموجب القانون الدولي بغض النظر عن الموافقة على التمديد.
وأضافت "لا بدائل أخرى وعمليات الإغاثة عبر الحدود التي تقوم بها الأمم المتحدة ضرورية لوقف معاناة السكان المدنيين والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في شمال غرب سوريا".
العفو الدولية تدعو لتمديد العمليات
من جانبها، دعت منظمة العفو الدولية (أمنستي إنترناشونال) الأمم المتحدة إلى مواصلة إيصال المساعدات إلى شمال سوريا عبر المعبرين .
واعتبرت منظمة العفو في بيان اليوم الجمعة أنه "في وقت لا يزال الملايين في سوريا، الذين تضرروا من الزلزال، يعتمدون على مساعدات الأمم المتحدة العابرة للحدود، فإن على الأمم المتحدة الاستمرار بايصالها عبر معبري باب السلامة والراعي (...) بصرف النظر عما إذا مددت الحكومة السورية موافقتها".
وقالت شيرين تاضروس، ممثلة منظمة العفو لدى الأمم المتحدة، إن "حياة أكثر من أربعة ملايين شخص معرضة للخطر، فيما القانون الدولي واضح أن حقوقهم تعد أولوية". واعتبرت أن على "الأمم المتحدة أن تأخذ موقفاً واضحاً ضد التسييس القاسي الذي عرقل العمليات الإنسانية في شمال سوريا لسنوات عدة".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أعلن في 13 شباط/فبراير أن الحكومة السورية وافقت على مرور المساعدات الأممية عبر معبري باب السلامة والراعي الفاصلين بين تركيا والمناطق الخارجة عن سيطرة دمشق في شمال البلاد، على أن ينتهي العمل بهذا الإجراء في 13 أيار/مايو.
وقبل الزلزال، الذي أوقع أكثر من 55 الف قتيل في سوريا وتركيا في السادس من شباط/فبراير، كانت مساعدات الأمم المتحدة تدخل إلى شمال سوريا من تركيا عبر باب الهوى، نقطة العبور الوحيدة التي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن بشأن المساعدات العابرة للحدود.
ويقطن في المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق في إدلب (شمال غرب) وشمال حلب أكثر من أربعة ملايين شخص، وتُعد تلك المناطق بين الأكثر تضرراً بالزلزال المدمر في سوريا.
ع.ح./ص.ش. (رويترز، أ ف ب)
مشاهد من الزلزال المدمر في جنوب تركيا وشمال سوريا
لا يمكن بعد توقع الحجم الكامل للكارثة، فعدد القتلى والجرحى يتزايد ويتزايد. والمساعدات في طريقها لتركيا وسوريا بعدما ضرب زلزال مدمر منطقة جنوب شرق تركيا وشمالي سوريا موقعا آلافا من القتلى والجرحي وأضرارا كبيرة في البلدين.
صورة من: Louai Beshar/AFP
حجم الكارثة لا يمكن معرفته الآن
بقوة 7,8 درجات على مقياس ريختر وعلى عمق حوالى 17,9 كيلومترا، وفقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، ضرب زلزال مرعب منطقة جنوب شرقي تركيا وشمالي سوريا في ساعة مبكرة من صباح الاثنين (6 فبراير/ شباط 2023)، ما أسفر عن دمار شديد ومقتل أكثر من 2700 شخص في البلدين، بحسب معطيات غير نهائية مساء الاثنين. ولا تكفّ الحصيلة عن الارتفاع، إذ لا يزال عدد كبير جداً من الأشخاص تحت الأنقاض.
صورة من: Mahmut Bozarslan/AP Photo/picture alliance
الزلزال يباغت الناس في نومهم
وقع الزلزال والناس نياما، عند الساعة 04:17 بالتوقيت المحلي (01,17 بتوقيت غرنيتش). وكان مركزه في منطقة بازارجيك بمحافظة قهرمان مرعش على بعد 60 كيلومترا من الحدود السورية. وأعقبه عشرات الهزات الارتدادية، ثم ضرب زلزال جديد بقوة 7,5 درجات عند الساعة 10,24 بتوقيت غرينتش جنوب شرق تركيا. وشعر بالزلزال سكان في كل من لبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية واليونان وقبرص وأرمينيا وجورجيا والعراق وبعض مناطق مصر .
صورة من: Erkan Kama/AA/picture alliance
أردوغان يعلن الحداد العام
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحداد العام في عموم البلاد لمدة 7 أيام. وجاء في التعميم الذي وقع عليه أردوغان، مساء الاثنين: "نتيجة الزلازل التي ضربت بلدنا في 6 شباط/ فبراير 2023، تقرر الحداد الوطني لمدة 7 أيام، وتنكيس الأعلام داخل البلاد وفي الممثليات الخارجية حتى الأحد 12 فبراير"، وفقا لوكالة أنباء الأناضول التركية.
صورة من: Depo Photos/ABACA/picture alliance
"أقوى" زلزال في سوريا منذ نحو 30 عاما
وفي سوريا المجاورة تسبب الزلزال في سقوط أبنية في محافظات عدة على رؤوس قاطنيها، بينما لا تزال المئات من العائلات تحت الأنقاض. وتعلن الحكومة السورية تباعاً عن عدد الضحايا فيما تستمر عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض. ونقل عن مدير عام المركز الوطني لرصد الزلازل رائد أحمد قوله "هذا الزلزال هو الأقوى... منذ العام 1995".
صورة من: Omar Albam
حصيلة ضخمة مؤقتة في سوريا للضحايا
وفي أنحاء سوريا قتل 1300 شخص على الأقل جراء الزلزال، في حصيلة غير نهائية لوزارة الصحة السورية وفرق إغاثة. وأعلنت وزارة الصحة مقتل 593 وإصابة 1411 آخرين في حصيلة غير نهائية في مناطق سيطرة الحكومة في محافظات حلب واللاذقية وحماة وطرطوس. كما أفادت منظمة الخوذ البيضاء العاملة في مناطق الشمال الخارجة عن سيطرة دمشق بمقتل 700 شخص وإصابة أكثر من ألفين آخرين. فيما تستمر عمليات البحث عن ناجين تحت الأنقاض.
صورة من: Louai Beshar/AFP
استغاثة الخوذ البيضاء بمناطق المعارضة
وفي مناطق سيطرة الفصائل المسلحة والمعارضة بشمال وشمال غرب سوريا، رجّحت منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني العامل في المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق) "ارتفاع عدد الوفيات بشكل كبير لوجود مئات العائلات تحت الأنقاض". ودعت المنظمة وسط ظروف مناخية قاسية "جميع المنظمات الإنسانية الدولية إلى التدخل السريع لإغاثة المنكوبين وتلبية احتياجاتهم".
صورة من: Mohammed Al-Rifai/AFP
أوضاع كارثية وتصدع آلاف المباني
سنوات الحرب الطويلة تسببت في تصدّع آلاف الأبنية في محافظات عدة خصوصاً تلك التي شهدت معارك ضارية وقصفاً جوياً. ودفعت موجات النزوح المتكررة والفقر المدقع سوريين كثر إلى السكن في مباني متضررة أو شبه مدمرة. وتشهد مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في إدلب وحلب أوضاعا كارثية وعائلات تنتظر سماع أخبار عن أفرادها، بينما انهمك عمال الإغاثة في نقل المصابين وانتشال الضحايا من تحت ركام الأبنية.
صورة من: Ghaith Alsayed/AP Photo/picture alliance
قلعة حلب ومواقع آثارية تتعرض للضرر
وفي حلب، ثاني مدن سوريا، بقيت عشرات العائلات منذ وقوع الزلزال فجرًا في الحدائق العامة رغم تساقط أمطار غزيرة، خشية حصول هزات ارتدادية. وتضرّرت قلعة حلب وعدد من المواقع الأثرية الأخرى، وفقاً للمديرية العامة للآثار والمتاحف.
صورة من: AFP
شولتس "مصدوم" ويقدم مساعدات
وغرّد المستشار الألماني أولاف شولتس (أرشيفية) على تويتر: "نتابع الأنباء عن الزلزال في المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا وسط حالة من الصدمة .. نحن نحزن مع الأقارب ونقلق مع المدفونين (تحت الأنقاض). وسترسل ألمانيا مساعدة بالطبع". أما وزيرة الخارجية بيربوك فكتبت: "استيقظنا على أخبار مروعة من تركيا و سوريا. خواطري مع أقارب ضحايا هذا الزلزال المرعب.. سنرسل على وجه السرعة مساعدات بالتعاون مع شركائنا".
صورة من: Michael Kappeler/dpa/picture alliance
ماكرون: صور فظيعة من تركيا وسوريا
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن فرنسا "مستعدة لتوفير مساعدة عاجلة للسكان" في تركيا وسوريا. وكتب ماكرون الاثنين في تغريدة "تردنا صور فظيعة من تركيا وسوريا بعد زلزال بقوة غير مسبوقة. نتعاطف مع العائلات التي خسرت أفرادا". (صورة من الأرشيف)
صورة من: Getty Images/AFP/O. Kose
الاتحاد الأوروبي يرسل فرق إنقاذ
وأرسل الاتحاد الأوروبي فرق إنقاذ إلى تركيا، وكتب المفوض الأوروبي المكلف بإدارة الأزمات يانيش لينارسيتش على تويتر: "إثر الزلزال الذي وقع في تركيا فعلّنا آلية الدفاع المدني في الاتحاد الأوروبي (..) وتوجهت فرق من هولندا ورومانيا" للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ. وأوضح ناطق باسم المفوضية الأوروبية أن هذه المساعدة تأتي بناء على طلب من تركيا.
صورة من: IHA agency via AP/picture alliance
حلفاء الناتو يحشدون الدعم لتركيا
وأعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، عن تضامنه وأعلن الدعم للدولة العضو تركيا بعدما ضربها زلزال مدمر. وكتب ستولتنبرغ على تويتر "التضامن الكامل مع الحليف تركيا عقب هذا الزلزال المريع". وأضاف "يحشد حلفاء الناتو الدعم"، مشيرا إلى أنه تواصل مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو.
صورة من: Stoyan Nenov/REUTERS
بوتين مستعد لمساعدة سوريا وتركيا
وعرض الرئيس فلاديمير بوتين تقديم مساعدة لسوريا وتركيا. ولروسيا وجود عسكري قوي في سوريا، وبوتين حليف وثيق للأسد وله علاقة قوية مع أردوغان. وذكر بوتين برسالته لأردوغان "تقبلوا خالص عزائنا في الضحايا والدمار واسع النطاق... نحن مستعدون لتوفير المساعدة الضرورية في هذا الشأن". وفي رسالة مماثلة، أبلغ بوتين نظيره السوري أن روسيا تشاطر "من فقدوا أحباءهم الحزن والألم"، مضيفا أن موسكو مستعدة لتقديم المساعدة.
صورة من: Reuters/Sputnik/M. Klimentyev
أبو الغيط يدعو لتقديم الإغاثة بعيدا عن التسيس
كما دعا أمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، المجتمع الدولي إلى تقديم الإغاثة الطارئة للمناطق المنكوبة في الشمال السوري. وقال المتحدث الرسمي باسمه في بيان: إن أبو الغيط أعرب عن تعازيه لأسر الضحايا وتمنياته بالشفاء العاجل للمصابين في سوريا وتركيا. وأضاف أن الجامعة تناشد منظمات الإغاثة الدولية والإنسانية بالتحرك الفوري لمواجهة تداعيات هذه الكارثة من منظور إنساني بعيدا عن أي تسييس. صلاح شرارة