دعوات عربية إلى التضامن ومصالحة ليبية سعودية في اليوم الأول من القمة العربية
٣٠ مارس ٢٠٠٩طغى على القمّة العربية الحادية والعشرين، التي تستضيفها الدوحة على مدى يومين متتاليين (30 و31 مارس/آذار) دعوات عربية إلى اتخاذ موقف موحّد من مذكّرة التوقيف الصّادرة بحق ّ الرئيس السوداني عمر البشير، الذي تتهّمه المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور. وكان الرّئيس السّوري بشار الأسد قد دعا نظرائه العرب إلى اتخاذ موقف "جريء" و"رفض مُذكّرة التوقيف" بحقّ البشير. في حين أعرب البشير عن أمله في الدّعم العربي وفي أن يتخذ العرب قرارات قوية وصريحة ترفض القرار وتدعو إلى إلغائه.
دعوة أممية للسودان بالتراجع عن طرد المنظمات الانسانية
وفي سياق متّصل دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الحكومة السودانية إلى التّراجع عن قرار طرد منظمات إنسانية دولية من إقليم دارفور وإلى عدم تسييس المساعدات الإنسانية فيه. كما أشار بان كي مون إلى أن الأمم المتحدة تفتقر للإمكانيات الضرورية بهدف نشر القوات الدولية المختلطة للاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة في دارفور. وناشد الأمين العام للأمم المتّحدة قمّة الدّوحة بممارسة ضغط سياسي بهدف التوصّل إلى حلّ سياسي للأزمة في دارفور.
وفي تطوّر آخر شكّل دور إيران في المنطقة موضوع نقاش بين المشاركين العرب وانقسمت الآراء بين من يرى فيها تهديدا لأمن المنطقة على غرار العاهل الأردني، الملك عبد الله، ومن بين من يرى في طهران حليفا له، مثلما هو الحال بالنسبة لسوريا.
القذافي يدعو العاهل السعودي إلى طي صفحة الخلافات
من جهته، اقترح الرئيس الفلسطيني محمود عباس على القمة العربية القيام بتحركات واتصالات مع أطراف اللجنة الرباعية الدولية لمطالبتها باتخاذ موقف محدد لإلزام إسرائيل بالانصياع لخيار السلام العادل. كما تعهّد عباس ببذل مزيد من الجهود بهدف تجاوز الانقسام الداخلي الفلسطيني والتوصّل إلى حكومة اتّفاق وطني.
هذا، كما شهدت القمّة مفاجأة، فقد بادر الرئيس اللّيبي معمّر القذّافي إلى توجيه خطابه إلى العاهل السّعودي الملك عبد اللّه بن عبد العزيز داعيا إياه إلى تبادل الزيارات وذلك بعد قطيعة استمرّت منذ عام 2003 في القمّة العربية، التي احتضنها مُنتجع شرم الشيخ المصري. ونقلت وكالة فرنس بريس عن مصادر ديبلوماسية ليبية أن الزعيم اللّيبي معمر القذّافي قد عقد مع العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز لقاء مصالحة، بواسطة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.