طالب الحزب الاشتراكي الديمقراطي، أكبر أحزاب المعارضة في ألمانيا اليوم السبت (18 آب/ أغسطس 2012)، المستشارة أنغيلا ميركل بالتدخل لدى القيادة السياسية الإسرائيلية ومطالبتها بضبط النفس في التعامل مع التهديدات التي يشكلها الملف النووي الإيراني. وتأتي هذه التصريحات على خلفية تزايد احتمالات توجيه إسرائيل ضربة عسكرية ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) قال رولف موتسينيش خبير السياسة الخارجية بالحزب الاشتراكي إن "على ميركل أن تحذو حذو الولايات المتحدة وتوضح لإسرائيل أن مثل هذا الهجوم ينطوي على عواقب خطيرة خارجة عن السيطرة بالنسبة للمنطقة برمتها".

وأضاف موتسينيش:"نحن ننتظر أن تنضم المستشارة الألمانية للأصوات التي تدعو إلى ضبط النفس" مشيرا إلى أنه على ميركل أن تقول بشكل واضح وصريح إن توجيه ضربة وقائية ضد إيران إجراء غير مشروع وفقا للقانون الدولي كما أنه إجراء يفتقر إلى الحكمة على المستوى السياسي. وطالب السياسي المعارض حكومة بلاده بوصفها عضوا في مجلس الأمن الدولي في الوقت الراهن بالتمسك بكون المجلس وحده هو صاحب الاختصاص في تقرير خطوة كهذه.

في الوقت نفسه اتهم المتحدث باسم الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي لشؤون السياسة الخارجية إيران برفض كل العروض الدبلوماسية التي طرحت عليها مشيرا إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية وثقت بشكل لا لبس فيه تقدما مثيرا للقلق في برنامج إيران النووي. وأضاف أنه على الرغم من هذا التقدم إلا أن إيران لا تزال لا تمتلك قنبلة نووية حتى الآن وفقا لشواهد الوكالة الدولية وأجهزة الاستخبارات الغربية. وأكد موتسينيش أنه وفقا لشواهد هذه الأجهزة فإنه "لا خطر مباشر ووشيك يحدق بإسرائيل".

وحول التصريحات الأخيرة لساسة إسرائيليين عن ضربة محتملة للمنشآت النووية الإيرانية، حذر موتسينيش من إمكانية أن يؤدي التصعيد الخطابي تلقائيا إلى فعل "غير مرغوب فيه".

بان كي مون يدين تصريحات نجاد

وعلى الصعيد نفسه أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن استيائه إزاء التصريحات التي أطلقها قادة إيرانيون ضد إسرائيل، وفق ما أعلن متحدث باسمه السبت. وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قال إن إسرائيل "ورم سرطاني" ومصيرها الزوال قريبا، في تصريحات أثارت انتقادات عواصم غربية عدة. وهو ما كان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي قد ذكره أيضا قبل الرئيس الإيراني.

وأورد بيان أصدره مارتن نيسيركي المتحدث بأسم بان كي مون أن "الأمين العام مستاء إزاء التصريحات التي تهدد وجود إسرائيل المنسوبة في اليومين الماضيين للمرشد الأعلى ورئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية". وأضاف البيان أن بان "يدين هذه التصريحات المسيئة والتحريضية"، مؤكدا أن "على جميع قادة المنطقة تكريس أصواتهم في خدمة تخفيف التوتر وليس افتعال تصعيد للتوتر".

(ع.خ/ د.ب.أ، ا.ف.ب)

مراجعة: أحمد حسو