دعوات في "مؤتمر أصدقاء سوريا" لاصدار قرار أممي "ملزم" لوقف العنف
١ أبريل ٢٠١٢دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الأحد (1 أبريل/ نيسان 2012) "مؤتمر أصدقاء الشعب السوري" المنعقد في اسطنبول إلى تبني "قرار ملزم تحت الفصل السابع" لوقف أعمال العنف في سوريا. وطالب العربي المؤتمرين بـ"الدعوة لإصدار قرار ملزم عن مجلس الأمن تحت الفصل السابع، يقضي بوقف جميع أعمال العنف فوراً بشكل متزامن من الجميع"، مضيفاً أن "عنصر الوقت له الآن أولوية كبرى". ويسمح الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة للمنظمة الدولية باستخدام القوة من أجل وضع القرارات الدولية موضع التنفيذ.
وكان العربي يتحدث في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر اليوم الأحد في مركز المؤتمرات في اسطنبول في حضور ممثلين عن 74 دولة، بينهم أكثر من أربعين وزير خارجية، والمجلس الوطني السوري المعارض.
"تركيا لن تدعم خطة تسمح ببقاء النظام السوري"
من جانبه أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في كلمته أن بلاده لن تدعم أي خطة تسمح ببقاء النظام السوري. وقال اردوغان: "ليس من الممكن بالنسبة لنا أن ندعم أي خطة تساعد على بقاء نظام يقمع شعبه في السلطة". كما أشار رئيس الوزراء التركي إلى أن المجتمع الدولي "لن يكون أمامه من خيار سوى دعم حق السوريين في الدفاع المشروع عن أنفسهم"، إن لم يتحرك مجلس الأمن الدولي لوقف العنف الدموي في سوريا. وحض مجلس الأمن على تحمل مسؤولياته في وقت تعرقل روسيا والصين، العضوان الدائمان فيه، أي قرار ضد دمشق، قائلاً: "إن فوت مجلس الأمن مرة جديدة فرصة تاريخية، فلن يكون هناك من خيار أمام الإسرة الدولية سوى دعم حق الشعب السوري في الدفاع المشروع عن نفسه"، مندداً بـ"إعدام جماعي" تقوم به قوات النظام بحق السوريين، على حد قوله.
أما رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون فقد طالب مؤتمر أصدقاء الشعب السوري بالاعتراف بالمجلس الوطني "ممثلاً شرعياً وحيداً" للشعب السوري. وقال غليون في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر "نريد الاعتراف بالمجلس الوطني ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب السوري. نريد التزاماً دولياً بإعادة إعمار سوريا بعد سقوط النظام المحتم".
ألمانيا تؤيد حلاً دبلوماسياً للأزمة السورية
من جانب آخر أكد وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله على تأييد بلاده للحل الدبلوماسي للأزمة في سوريا. وعلى هامش مشاركته في المؤتمر قال فيسترفيله إن مثل هذا الحل وحده هو القابل للتطبيق على المدى الطويل. واستطرد الوزير الألماني حديثه قائلاً: "لا نريد أن تصبح دوامة العنف أكبر"، محذراً من استعار النيران على الأرض. في الوقت نفسه أكد فيسترفيله على أهمية وضع جدول زمني لمثل هذا الحل الدبلوماسي، لكنه أعرب عن معارضته للمدد الزمنية التي يمكن أن تكون ذات أثر عكسي. وشدد فيسترفيله على أن المعيار الوحيد الآن لتقييم النظام السوري يتمثل في الأفعال فقط وليس الأقوال مشيراً إلى أن العنف في سوريا "أمر لا يمكن احتماله".
وعلى خلفية الوضع الإنساني المُقلق في سوريا تقدم الحكومة الألمانية للسوريين واللاجئين السوريين في دول الجوار الحدودية مبلغ 2.5 مليون إضافية مساعدات إنسانية وغذائية عاجلة. وبذلك ترتفع قيمة المساعدات التي تقدمها الحكومة الألمانية للشعب السوري إلى 5.7 مليون يورو.
الصحافة السورية استبقت عقد المؤتمر بوصفه بأنه يرمي إلى ضرب مبادرة المبعوث الخاص كوفي عنان إلى سوريا وتحدثت عن دور للسعودية وقطر في "تأجيج" الأزمة في البلاد. واعتبرت صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم أن انعقاد المؤتمر "تكالب إقليمي ودولي للبحث في وسائل قتل المزيد من السوريين وتخريب مجتمعهم ودولتهم (...) من خلال إدامة الإرهاب وإعادة الحياة إليه كلما اتضحت نجاحات الدولة في ضبط الأمن ولاحت ملامح حل سياسي يقوده اليوم كوفي عنان". وأضافت أن "الأتراك وبعض العرب كانوا من أشد الممتعضين من نجاح المبعوث الأممي في وضع ما يشبه خارطة طريق للحل سارعت دمشق لملاقاتها أملا بطي صفحة مؤلمة من تاريخها".
(ع.غ/ د ب أ، آ ف ب، رويترز)
مراجعة: منصف السليمي