دعوات لتعزيز الأمن في البوندستاغ بعد فشل محاولة انقلابية
٩ ديسمبر ٢٠٢٢
طالب برلمانيون ألمان بإعادة النظر في إجراءات تأمين البوندستاغ وذلك بعد اعتقال 25 شخصاَ اتهموا بالتخطيط لتنفيذ محاولة انقلابية والاستيلاء بالقوة على البرلمان، كان من بينهم برلمانية سابقة عن حزب البديل من أجل ألمانيا.
إعلان
يطالب المشرعون الألمان بتعزيز الإجراءات الأمنية في البرلمان الاتحادي (البوندستاغ)، في أعقاب مداهمات بمختلف أنحاء البلاد، استهدفت من يشتبه أنهم أعضاء في جماعة متطرفة يمينية، يزعم أنها كانت تستهدف إطاحة الحكومة.
وطبقاً لبيان صادر عن مكتب المدعي العام، فإن المشتبه بهم الـ25، من بينهم عضوة سابقة في البرلمان تم اعتقالهم في مداهمات جرت أمس الأول الأربعاء، كانوا يسعون للإطاحة بالنظام الديمقراطي وتنصيب حكومة جديدة.
وفي إشارة إلى انتماء المشرعة السابقة إلى "حزب البديل من أجل ألمانيا"، الذي يشغل حاليا 79 مقعداً في البرلمان، قالت نائبة رئيس البوندستاع، كاترين غورنغ-إيكارت لصحف مجموعة "فونكه" الإعلامية الألمانية في تصريحات، تم نشرها اليوم الجمعة (9 ديسمبر/كانون الأول 2022): "سوف نفحص بعناية، بالنسبة للبوندستاغ الإجراءات الأمنية التي نحتاج لأن نكيفها ونعالج القضية في جميع الهيئات الحاسمة".
وأضافت أنه بوصفها كانت مشرعة سابقة، كان لدى مالساك-فينكيمان إمكانية الوصول إلى مباني البوندستاغ، كما يفعل جميع النواب المتقاعدين، إذا رغبوا في ذلك.
وكان الادعاء العام الألماني قد أعلن أمس الخميس أن جميع المشتبه بهم الذين تم إلقاء القبض عليهم خلال الحملة الموسعة ضد "مواطني الرايخ"، والبالغ عددهم 23 شخصاً، يقبعون حالياً في الحبس الاحتياطي.
ولم تصرح المتحدثة باسم الادعاء العام أمس عن موعد عرض الرجلين الذين تم إلقاء القبض عليهم في النمسا وإيطاليا، في إطار الحملة ضد الحركة، أمام قاضي التحقيق.
من جهته وصف المستشار الألماني أولاف شولتس مزاعم تورط مشرعة سابقة في البرلمان الألماني في مجموعة "مواطنو الرايخ" المتطرفة بأنها "أمر سيئ للغاية".
وبحسب بيان صادر عن مكتب المدعي العام، فإن المشتبه بهم متهمون بالسعي لقلب النظام الديمقراطي والسعي لتشكيل حكومة جديدة وعدم استبعاد استخدام العنف.
وقال شولتس مساء الخميس في أعقاب مشاورات مع رؤساء ولايات إقليمية في ألمانيا في مقر المستشارية ببرلين إن حقيقة أن العضوة البرلمانية
السابقة في حزب البديل من أجل ألمانيا اليمينية المتطرفة وقاضية برلين، بيرجيت مالساك-فينكمان، من بين المتهمين: "بالطبع حادث بارز للغاية وسيء للغاية".
يذكر أن الادعاء العام بألمانيا أصدر أمس الأول الأربعاء أمر اعتقال ضد 25 شخصا يشتبه في انتمائهم إلى مجموعة "مواطني الرايخ". وذكر الادعاء أمس أن نحو 3000 شرطي شاركوا في مهمة القبض على أفراد المجموعة.
وتعد العملية واحدة من أكبر عمليات الشرطة الألمانية ضد المتطرفين في تاريخ جمهورية ألمانيا، ولاسيما فيما يتعلق بعدد القوات الخاصة المشاركة فيها. ويتهم الإدعاء 22 شخصا من المقبوض عليهم بالانتماء إلى جماعة إرهابية، منهم قياديان، فيما يتهم الادعاء ثلاثة أشخاص آخرين بتقديم الدعم للجماعة.
تجدر الإشارة إلى أن أعضاء مجموعة "مواطني الرايخ" لا يعترفون بالدولة الألمانية الحديثة التي تأسست بعد انهيار النازية، ولا بقوانينها، ويمتنعون عن دفع ضرائب ومخصصات اجتماعية، ويصرّون على أن الامبراطورية الألمانية لا تزال قائمة.
ع.ح./ع.أ.ج. (د ب أ)
"مواطنو الرايخ".. متطرفون ألمان يخططون لإسقاط الدولة
يُعرف عن أعضاء حركة "مواطني الرايخ" التطرف اليميني والعنف وعدم الاعتراف بجمهورية ألمانيا الاتحادية التي تأسست بعد انهيار النازية. فما هي هذه الحركة؟ وما الخطر الذي تشكله؟ وكيف تتعامل معهم ألمانيا؟
صورة من: picture-alliance/chromorange/C. Ohde
ماذا يعتقد أعضاء الحركة؟
ترفض حركة "مواطني الرايخ" وجود شيء اسمه الدولة الألمانية الحديثة، ويصرّ أعضاء الحركة على أن الامبراطورية الألمانية لا تزال قائمة بحدود 1937 أو حتى بحدود 1871. تقول الحركة إن ألمانيا حاليا لا تزال محتلة من لدن القوى الأجنبية، وأن البرلمان والحكومة وكذلك السلطات الأمنية، ليست سوى دمى متحكم فيها من تلك القوى.
صورة من: picture-alliance/SULUPRESS/MV
فولفغانغ إبل.. أول "مواطني الرايخ"
فولفغانغ إبل من برلين الغربية هو أول من قال باستمرار وجود "دولة الرايخ". عمل إبل في خدمة القطارات المحلية ببرلين التي أدارتها آنذاك حكومة ألمانيا الشرقية تحت اسم "دويتشه رايشسبان". وعند تسريحه من وظيفته عام 1980، زعم بأنه كان موظفا حكوميا بالفعل في "دولة الرايخ" ولا يمكن إقالته من قبل مؤسسة قامت بعد الحرب. لكنه خسر كل الدعاوى القضائية التي رفعها ليتبنى بعد ذلك نظريات متطرفة وعنصرية.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Ebener
ماذا يفعل أعضاؤها؟
يرفض المنتسبون للحركة أداء الضرائب أو الغرامات. يعتبرون أن كل ما يجنونه مالهم الخاص وأن ممتلكاتهم كالمنازل هي أمور بعيدة تماما عن أيّ تنظيم أو إشراف من سلطات الدولة. يرفض أعضاؤها كذلك الإقرار بالدستور الألماني وبقية القوانين الموجودة في البلد، لكنهم في الآن ذاته يرفعون عدة دعاوى قضائية! يقومون بإعداد أوراقهم الخاصة غير المعترف بها كجوازات السفر ورخص القيادة.
صورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/Ohde
كيف تطوّرت الحركة؟
بدأت الحركة سنوات الثمانينيات، لكن ما بدا أنه مجموعة ضعيفة دون قيادة، تطوّر إلى حركة من حوالي 19 ألف منتسب بحسب ما تؤكده الاستخبارات الألمانية. حوالي 950 من أعضائها تم تصنيفهم متطرفين من أقصى اليمين. على الأقل ألف عضو في الحركة يملكون رخص حيازة السلاح، وعدد كبير منهم يتبنون إيديولوجيات معادية للسامية وللأجانب.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Weihrauch
ما هي سمات أعضائها؟
يبلغ معدل أعمار أعضاء المجموعة 50 عاما. الرجال هم الجنس الأكثر حضورا داخلها. كما تجذب أشخاصًا يعانون من مشاكل مالية واجتماعية. يترّكز أعضاؤها بشكل أكبر في جنوبي وكذلك شرقي البلاد. من أشهر أسمائها، أدريان أرساخي، متوج سابق بلقب أكثر رجال ألمانيا وسامة. يقضي حاليا عقوبة بسبع سنوات، منذ الحكم عليه عام 2019 بعد إطلاقه النار وتسبّبه بجروح لرجل شرطة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Schmidt
المنعطف الخطير
تُعتبر قضية فولفغانغ ب. ، الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة عام 2017 بعد إدانته بقتل ضابط شرطة، هي المنعطف الذي دفع السلطات الألمانية إلى التعامل بشكل أكثر جدية مع متطرّفي هذه المجموعة. قام هذا المُدان بإطلاق النار على ضباط كانوا يفتشّون منزله بحثًا عن إمكانية حيازته أسلحة نارية. أحدثت الجريمة ضجة كبيرة وجذبت أنظار العالم كما طرقت ناقوس الخطر حول العنف اليميني المتطرف في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
جهود متأخرة
يتهم متتبعون ألمانيا بأنها لم تأخذ لمدة طويلة التهديد الذي تمثله هذه المنظمة على محمل الجد، ففي 2017 فقط بدأت الأجهزة الأمنية الألمانية لأول مرة بتوثيق الجرائم ذات الخلفية المتطرفة بين المجموعة. منذ ذلك الحين، تكرّرت المداهمات الأمنية لأهداف الحركة، كما قامت السلطات بحظر العديد من أنشطتها وفروعها. كذلك حقق جهازا الشرطة والجيش داخلياً لمعرفة إذا ما وُجد أعضاء أو متعاطفون مع الحركة بين صفوفهما.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Zinken
"إخوة" عبر العالم
رغم إعلان تشبثها بـ"الامبراطورية الألمانية"، إلّا أن عددا من أعضائها ظهروا مع العلم الروسي، ما قوّى اتهامات للحركة بأنها مدعومة من روسيا لأهداف تضرّ بالسلطات الألمانية. هناك تشابه بين "مواطني الرايخ" والحركة الأمريكية "حرية على الأرض" التي يؤمن أعضاؤها أنهم لا يحترمون إلّا القوانين التي تناسبهم بها وبالتالي فهم مستقلون عن الحكومة وقوانينها.
صورة من: DW/D. Vachedin
الأمير هاينريش الثالث عشر.. قائد المؤامرة
تزعم الأمير هاينريش الثالث عشر مجموعة "مواطني الرايخ" المتهمة بتدبير مؤامرة الانقلاب التي كشفت عنها السلطات مؤخرا. كان هاينريش قد خسر كل القضايا التي رفعها لاستعادة ممتلكات تعود لحقبة القيصر. وزعم بعد ذلك أن جمهورية ألمانيا الاتحادية قامت على أسس غير صحيحة، مرددا عبارات معادية للسامية وروج لإحياء الإمبراطورية وزعم أنه جرى تفكيكها ضد رغبة الشعب. إعداد: سامانثا إيرلي، رينا غولدينبرغ (ترجمة إ.ع/ م.ع)