دعوات لسحب امتيازات شرودر بعد ترشيحه في "غازبروم" الروسية
٤ فبراير ٢٠٢٢
بعد قرار مجموعة "غازبروم" الروسية العملاقة للغاز إدراج اسم المستشار الألماني الأسبق غيرهارد شرودر ضمن قائمة المرشحين لمجلس الرقابة بالشركة، طالب نواب ألمان بسحب الامتيازات التي يتمتع بها كمستشار سابق لألمانيا.
إعلان
طالب نواب من أحزاب ألمانية مختلفة النظر في حرمان المستشار الأسبق، غيرهارد شرودر، من الامتيازات التي يتمتع بها في برلين، بعد إعلان عملاق الغاز الروسي الحكومي "غازبروم" ترشيحه لعضوية مجلس الرقابة بالشركة.
وطلبت النائبة عن الحزب الديمقراطي الحر المختصة في شؤون الدفاع، ماري أغنيس ستراك تسيمرمان، الجمعة (الرابع من فبراير/ شباط 2022)إعادة النظر في الامتيازات الممنوحة لشرودربصفته مستشاراً سابقاً لألمانيا، وفي مقدمتها مكتبه في البرلمان الألماني وفريق معاونين.
وفي تغريدة على حسابها في "تويتر"، اتهمت النائبة المستشار الأسبق "بإلحاق الضرر بالدولة التي من المفترض أن يخدمها"، عبر "سماحه لنفسه بأن يتقاضى من دون أي مشكلة أجراً ضخماً من قبل (حاكم) مستبد".
كما دعا الاتحاد المسيحي الاجتماعي، الشقيق الأصغر للاتحاد المسيحي الديمقراطي، أيضاً إلى تجريد شرودر من مزاياه. وقال شتيفان مولر، رئيس كتلة الحزب في البرلمان الألماني "بوندستاغ" الجمعة: "سلوك غيرهارد شرودر يضر بألمانيا، وعلينا أن نتحدث على مستوى الأحزاب جميعاً عن سحب تجهيزات مكتبه كمستشار سابق".
وأضاف مولر: "أي شخص يتقاضى راتبه من قبل المستبدين لا يحتاج إلى تقاضي راتب من دافع الضرائب الألماني"، مشيراً إلى أنه يؤيد وضع قواعد عامة لتنظيم نشاط المستشارين السابقين لألمانيا.
هذا ويحق للمستشارين والرؤساء السابقين في ألمانيا العمل في المكاتب والتوظف في فروع شركات في برلين.
وكانت مجموعة "غازبروم" أعلنت الجمعة عن ترشيح المستشار الألماني الأسبق لعضوية مجلس إدارتها، في منصب إضافي يرجح أن يحصل عليه هذا الصديق القديم للرئيس فلاديمير بوتين.
وقالت المجموعة في بيان إن شرودر (77 عاماً)، المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، من بين الأسماء التي ستخضع لتصويت على انضمامها لمجلس الرقابة، خلال الاجتماع المقبل للجمعية العامة لمساهميها، المقرر عقده في يونيو/ حزيران المقبل.
ويرأس شرودر حالياً مجلس إدارة "روسنفت"، أكبر مجموعة نفطية في روسيا، كما يرأس لجنة المساهمين في "نورد ستريم 2"، وهو خط أنابيب الغاز الروسي الألماني المثير للجدل، والذي بنته شركة "غازبروم" أيضاً.
وتثير مواقف المستشار الأسبق المؤيدة للكرملين امتعاضاً شديداً في برلين، لاسيما في ظل التوترات الراهنة بين موسكو والغرب حول أوكرانيا. ومن بين هذه المواقف التحذير الذي وجهه شرودر مؤخراً إلى كييف ودفاعه عن قرار روسيا حشد عشرات الآلاف من جنودها على حدودها مع أوكرانيا.
واستدعت هذه المواقف من المستشار الألماني أولاف شولتس النأي بنفسه عن شرودر، لاسيما في كل ما يتعلق بالأزمة الأوكرانية الراهنة، إذ قال علانية: "أنا لم أطلب منه نصيحة، ولا هو قدم لي واحدة".
وتتعاون برلين بشكل وثيق مع موسكو في مجال الطاقة، إذ تستورد ألمانيا حالياً 55 في المائة من احتياجاتها من الغاز من روسيا. لكن برلين تسعى حالياً لبناء محطات للغاز الطبيعي المسال لاستيراد الغاز عبر البحر، وذلك بهدف تقليل اعتمادها على الغاز الروسي.
ي.أ/ ص.ش (د ب أ، أ ف ب)
من أديناور إلى ميركل.. مستشارو ألمانيا وبصماتهم في الحكم
ستة مستشارين ومستشارة ترأسوا الحكومات الألمانية المتعاقبة منذ عام 1949، آخرهم أنغيلا ميركل. DW تأخذكم في جولة تاريخية للتعرف على أسلاف ميركل في الحكم وسيرهم وتركتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Sauer
كونراد أديناور (1949-1963)
كان كونراد أديناور أول مستشار لألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية. وتحت قيادته أصبحت ألمانيا دولة ذات سيادة. في السياسة الخارجية انضمت ألمانيا إلى المعسكر الغربي في مواجهة الاتحاد السوفيتي وحلفائه. وقد اعتبر أسلوب أديناور المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي في الحكم استبداديا. ينحدر أديناور من منطقة حوض الراين ومن هنا جاء سعيه إلى أن تصبح مدينة بون هي عاصمة جمهورية ألمانيا الاتحادية.
صورة من: Imago/United Archives International
لودفيغ إيرهارد (1963-1966)
في عام 1963 أجبر الحزب المسيحي الديمقراطي أديناور البالغ من العمر 87 عاماً على الاستقالة واختار لودفيغ إيرهارد خليفة له. وكان إيرهارد قد اكتسب شهرة وشعبية لتبنيه نظام السوق الاجتماعي واصبح "أب" المعجزة الاقتصادية الألمانية. كان السيجار لا يفارق شفتيه ومن النادر رؤيته بدونه؛ إذ كان يدخن ما لا يقل عن 15 سيجاراً في اليوم. لم تعمر حكومته طويلاً؛ إذ استقال عام 1966.
صورة من: picture-alliance/dpa
كورت غيورغ كيسنغر (1966-1969)
شكل كورت غيورغ كيسنغر أول حكومة اتلافية موسعة من الحزبين المسيحي الديمقراطي والاشتراكي الديمقراطي. ونجح في إعطاء دفعة للاقتصاد الذي أصابه الركود، غير أن إقرار قانون الطوارئ الذي يعطي للدولة حقوق خاصة للتعامل مع الأزمات دفعت الشباب للنزول إلى الشارع. ومن هنا ولدت الحركة الطلابية في أواخر الستينات. كان كيسنغر موضع جدل بسبب ماضيه أثناء الحكم النازي.
صورة من: picture-alliance/dpa
فيلي برانت (1969-1974)
أدى الحراك الاجتماعي إلى تغيير سياسي؛ إذ أصبح فيلي برانت أول مستشار ألماني ينتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي. جلوسه على ركبتيه أمام نصب تذكاري للغيتو اليهودي في وارسو بقيت عالقة في الأذهان لطلب المسامحة على الماضي النازي لألمانيا والمصالحة مع الحاضر. وقد تبني سياسة خارجية خففت حدة التوتر مع المعسكر الشرقي، وحاز بسببها على جائزة نوبل للسلام عام 1971.
صورة من: picture-alliance/dpa
هيلموت شميت (1974-1982)
تقلد هيلموت شميت منصب المستشار بعد استقالة صديقه ورفيقه الحزبي فيلي برانت. وقد تميز عهده بعدة أزمات، من بينها التضخم والانكماش الاقتصادي والحظر النفطي العربي إبان حرب تشرين الأول/أكتوبر عام 1973. وقد واجه إرهاب "الجيش الأحمر" اليساري RAF بكل حزم ولم يخضع لابتزازهم. وخسر منصبه في اقتراع على الثقة في البرلمان الألماني (بوندستاغ).
صورة من: picture-alliance/dpa
هيلموت كول (1982-1998)
أطول رئيس حكومة في تاريخ ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية؛ إذ استمر عهده 16 عاماً. كان كول غير ميالاً للإصلاح ويسعى للمحافظة على الأوضاع كما هي، غير أنه دخل التاريخ كـ"مستشار الوحدة الألمانية" ومهندسها. كما عمل على إعادة بناء ما كان سابقاً يسمى بـ "جمهورية ألمانيا الديمقراطية". لم تتوقف تركته عند حدود ألمانيا، إذ أنه عمل بدأب على الدفع باتجاه تقوية العلاقات الأوروبية وتسهيل الاندماج الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa
غيرهارد شرودر (1998-2005)
بعد أربع فترات انتخابية لهيلموت كول نضج مزاج التغير. ترأس غيرهارد شرودر أول حكومة ائتلافية بين الاشتراكيين الديمقراطيين والخضر. وفي ظله شاركت ألمانيا للمرة الأولى في مهمات عسكرية خارجية في إطار الناتو كتلك في أفغانستان. وقد أدخل شرودر تعديلات على نظام الرعايا الاجتماعية فيما عرف بـ"أجندة 2010". وقد تسببت ذلك بأزمة داخل الحزب الاشتراكي الديمقراطي وتظاهر الكثيرون ضد ما أسموه "التجريف الاجتماعي".
صورة من: picture-alliance/dpa
أنغيلا ميركل (2005- إلى اليوم)
انتخبت أنغيلا ميركل كأول سيدة لمنصب المستشارة في 2005. وفي 14 آذار/مارس 2018 أعيد انتخابها للمرة الرابعة. نهجها السياسي تميز بالبراغماتية. بدأ نجمها السياسي بالأفول شيئاً فشيئاً منذ عام 2015 وقرارها التاريخي بإدخال أكثر من مليون لاجئ إلى ألمانيا. وبعد عدة خسارات في انتخابات الولايات أعلنت "المرأة الحديدة" أنها ستتخلى عن رئاسة الحزب ولن تترشح لمنصب المستشارة في عام 2021.
ديانا بيسلر/ خالد سلامة