دعا ممثل الأمم المتحدة في العراق الى "تهدئة" الأوضاع في البصرة بجنوب العراق غداة يوم من الاحتجاجات الأكثر دموية قتل خلاله ستة أشخاص بينما تؤكد السلطات اتخاذ إجراءات لمعالجة الأزمة التي تضرب هذه المحافظة الغنية بالنفط.
إعلان
بدت صباح اليوم (الأربعاء الخامس من سبتمبر/ أيلول 2018)، شوارع مدينة البصرة إحدى أكثر مدن العراق كثافة سكانية، خالية من المارة وأغلقت ابواب عدد كبير من المحال التجارية وانتشرت في شوارعها إطارات سيارات محترقة. انطلقت احتجاجات مطلع تموز/ يوليو في المدينة للمطالبة بتحسين الخدمات العامة والبنى التحتية ومعالجة البطالة.
واحتشد الآلاف مساء أمس الثلاثاء حول مقر المحافظة، وسط مدينة البصرة، وقام بعضهم برشق المبنى بقنابل حارقة ومفرقعات وردت الشرطة بقنابل مسيلة للدموع واطلاق نار، وفقا لمراسلي وكالة فرانس برس.
واليوم بدت أثار حرائق على مبنى محافظة البصرة الموقع الرئيسي للتظاهرات نتيجة إلقاء قنابل حارقة ومفرقعات ألقاها متظاهرون واصلوا احتجاجاتهم حتى ساعة متأخرة من الليل.
وقال رئيس المجلس الحكومي لحقوق الانسان في البصرة مهدي التميمي إن تلك الاحتجاجات خلّفت "ستة قتلى وأكثر من عشرين جريحا من المتظاهرين" متهما قوات الأمن "بفتح النار مباشرة على المتظاهرين". فيما أكدت مصادر أمنية في البصرة، حصيلة الضحايا.
محتجو البصرة يضرمون النار في مقر المحافظة
01:27
من جهته، أعلن قائد عمليات محافظة البصرة الفريق الركن جميل الشمري خلال مؤتمر صحافي اليوم "إصابة ثلاثين من عناصر الأمن بجروح جراء قنابل يدوية ألقاها متظاهرون على مبنى المحافظة".
وقام متظاهرون خلال الليلة الماضية، بحرق إطارات لقطع شوارع في مناطق متفرقة من المحافظة التي تعاني أزمة صحية متفاقمة بسبب تلوث المياه أدت لوقوع أكثر من 20 الف حالة تسمم، وفق مصادر طبية.
دوليا، دعا الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش اليوم "السلطات الى تجنب الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين وتوفير الحماية اللازمة لأهل البصرة".
وأصدر رئيس الوزراء حيدر العبادي قبل الاعلان عن مقتل ستة متظاهرين، الثلاثاء أمراً "بعدم إطلاق أي ذخيرة حية سواء باتجاه المتظاهرين أو في الجو".
بدوره، شجب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الفائز في الانتخابات التشريعية والذي يسعى مع العبادي لتشكيل الحكومة المقبلة في تغريدة على موقع تويتر أعمال العنف متهما "بعض المدسوسين في القوات الأمنية" بالتعدي على المتظاهرين.
البصرة من الأمس حتى اليوم
مدينة البصرة الجنوبية هي ثاني أكبر مدن العراق وقد تكون الأغنى فيه، لكنها الأكثر معاناة بسبب الحروب الطويلة التي خاضها النظام السابق وبسبب ظهور التشدد الديني فيها في السنوات الأخيرة.
صورة من: DW/M. Al-Saidy
صورة من سبعينات القرن الماضي من سفرة لطلبة جامعة البصرة إلى شط العرب. 40 عاما مرت على هذه الصورة تغيرت فيها المدينة بشكل كبير. بقية القصة في ملف للصور.
صورة من: Khalid Muzeel
مدينة البصرة الجنوبية هي ثاني أكبر مدن العراق وقد تكون الأغنى فيه، لكنها الأكثر معاناة بسبب الحروب الطويلة التي خاضها النظام السابق وظهور التشدد الديني في السنوات الأخيرة.
صورة من: picture-alliance/dpa
البصرة عرفت سابقا ببندقية الشرق ، تشبها بمدينة البندقية الايطالية، بسبب الروافد والجداول التي تمر بين منازل المدينة .
صورة من: ESSAM -AL-SUDANI/AFP/Getty Images
انهار البصرة اليوم أصبحت مكانا لرمي النفايات والعلب البلاستيكية.
صورة من: ESSAM -AL-SUDANI/AFP/Getty Images
دار بصري تقليدي تزينه الشناشيل هجره أصحابه منذ عشرات السنين. أغنياء بغداد والبصرة كانوا يزينون بيوتهم بالشناشيل .
صورة من: ESSAM -AL-SUDANI/AFP/Getty Images
ما تبقى من أهوار قرية الفهود شمال البصرة، نظام صدام حسين جفف مياه الأهوار في ثمانيات القرن الماضي . بعد 2003 عادت الحياة من جديد إلى منطقة الأهوار لكن بصورة بطيئة.
صورة من: ESSAM -AL-SUDANI/AFP/Getty Images
بناء مضيف تقليدي في أهوار البصرة من أشجار القصب والبردي. حرفة قديمة توارثها سكان الأهوار منذ آلاف السنين.
صورة من: Khalid Muzeel
حفل اجتماعي في البصرة في سبعينات القرن الماضي. تراجعت الفعاليات الاجتماعية عن المدينة في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي بسبب الحروب المستمرة والحصار الاقتصادي.
صورة من: Khalid Muzeel
محل لبيع الملابس في مدينة البصرة. بعد سنة 2003 ظهر التشدد الديني في المدينة وغابت عنها الفعاليات الاجتماعية والمسارح والمعارض والسينمات.
صورة من: ESSAM -AL-SUDANI/AFP/Getty Images
حقول نفط في منطقة الزبير. لم يجن سكان البصرة من أموال النفط شيئا، فيما تردت أو غابت معظم الخدمات الأساسية، كمياه الشرب والكهرباء، عن المدينةمنذ سنين طوال.
صورة من: ESSAM -AL-SUDANI/AFP/Getty Images
دبابة عراقية من مخلفات الحروب في أطراف البصرة التي شهدت كل حروب الثمانينات والتسعينات والالفية الثالثة. قرر طاقم الدبابة قتلها قبل الانسحاب، فدمر مدفعها.
صورة من: ESSAM -AL-SUDANI/AFP/Getty Images
مخلفات الأسلحة التي استخدمها صدام حسين في حروبه الطويلة بقيت مكدسة في أطراف المدينة التي عانت الأمرين من جراء هذه الحروب، بعض هذه الأسلحة ملوث بالإشعاعات.
صورة من: ESSAM -AL-SUDANI/AFP/Getty Images
شط العرب هو المتنفس والمتنزه الوحيد لأهالي البصرة بعيدا عن صخب وحرارة مدينتهم.
صورة من: AHMAD AL-RUBAYE/AFP/Getty Images
البصرة في الليل قرب شط العرب ، خالية حزينة بانتظار من يوقظها من سباتها . الا أيها الليل الطويل الا أنجلي !
صورة من: DW/M.Al-Saidy
تمثال السياب على شط العرب. مدينة السياب تعيش اليوم دون مسارح ونواد اجتماعية ومراكز ثقافية ودون سينمات ومكتبات كبيرة. المؤلف : زمن البدري تحرير: ملهم الملائكة
صورة من: DW/M. Al-Saidy
15 صورة1 | 15
وعقد العبادي لقاء مع عدد من اعضاء مجلس المحافظة، مؤكدا اتخاذ التدابير لمعالجة تلوث المياه في البصرة، دون الكشف عن تفاصيل أكثر.
وأعلنت الحكومة في تموز/ يوليو، عن خطة طوارئ وتخصيص مليارات الدولارات لتحسين أوضاع مناطق جنوب العراق، لكن المتظاهرين يشعرون بقلق من عدم وفاء الحكومة بالوعود التي قطعتها، ما يدفع الى تواصل الاحتجاجات خصوصا مع تواصل الأزمة التي تعيشها البصرة.