دعوة أممية لإجراء تحقيق في استخدام القوة ضد متظاهرين بطرابلس
٢٤ أغسطس ٢٠٢٠
دعت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا لإجراء تحقيق فوري وشامل في استخدام القوة ضد متظاهرين في طرابلس أمس. هذا فيما انتقد حفتر في أول ردّ فعل له إعلان وقف إطلاق النار معتبراً أنه مجرّد "ضحك على الذقون" من جانب حكومة الوفاق.
إعلان
دعت الأمم المتحدة الاثنين (24 آب/أغسطس 2020) حكومة الوفاق الوطني الليبية إلى إجراء "تحقيق فوري وشامل" في حوادث وقعت أثناء تظاهرة الأحد في طرابلس، ما أدى إلى سقوط جرحى وفق بيان أصدرته بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا. وجاء في البيان أن البعثة تدعو إلى "إجراء تحقيق فوري وشامل في الاستخدام المفرط للقوة من جانب أفراد الأمن" في طرابلس "ما أسفر عن إصابة عدد من المتظاهرين" من دون إعطاء حصيلة دقيقة.
وتظاهر مساء الأحد مئات الليبيين في طرابلس للتعبير عن غصبهم من تدهور الظروف المعيشية والفساد في بلاد تشهد نزاعات مسلحة منذ سنوات، قبل أن تفرّقهم قوات الأمن التي أطلقت النار في الهواء. وقال المتظاهر العشريني أيمن الوافي لوكالة فرانس برس عبر الهاتف: "تركنا التظاهرة في ساحة الشهداء عندما سمعنا إطلاق رصاص في الهواء لتفريق المتظاهرين".
ومن جانبه، كتب وزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشاغا في تغريدة أن "الذين ظهروا بمظهر رجال الأمن هم مجموعة خارجة عن القانون أطلقت النار". وأكدت وزارة الداخلية مساء الأحد في بيان أنها قامت بتأمين وحماية التظاهرة مشيرةً إلى أنها رصدت "الأشخاص المندسين وتم التعرف عليهم لضبطهم وهم ليسوا عناصر شرطة ولا يتبعون لوزارة الداخلية".
وقالت بعثة الأمم المتحدة إن "الدافع وراء هذه التظاهرات الشعور بالإحباط من استمرار الظروف المعيشية السيئة وانقطاع الكهرباء والمياه وانعدام الخدمات في جميع أنحاء البلد". وأضافت "حان الوقت لكي يضع القادة الليبيون خلافاتهم جانباً" مجددةً دعوتها إلى "حوار سياسي شامل".
متحدث باسم حفتر: إعلان وقف إطلاق النار "تسويق إعلامي"
وفي السياق الليبي، انتقد المتحدث باسم رجل شرق ليبيا القوي، خليفة حفتر، إعلان وقف إطلاق النار في البلاد معتبراً أنه مجرّد "تسويق إعلامي" من جانب حكومة الوفاق الوطني التي يتّهمها بالتحضير لهجوم عسكري جديد. وفي أول ردّ فعل لمتحدث باسم حفتر على إعلان وقف إطلاق النار، قال اللواء أحمد المسماري ليل الأحد الاثنين "إنها مبادرة للتسويق الإعلامي وهي ضحك على الذقون و ذرّ الرماد في العيون" مضيفاً "الحقيقة هي التي على الأرض".
وأُعلن الجمعة وقف إطلاق نار في بيانين منفصلين الأول صادر عن رئيس حكومة الوفاق فائز السراج والثاني عن رئيس البرلمان الليبي المنتخب عقيلة صالح الداعم لمعسكر حفتر. وتحدث البيانان أيضاً عن تنظيم انتخابات مقبلة في بلد غارق في الفوضى منذ الإطاحة بنظام الزعيم معمّر القذافي عام 2011 وممزق بين سلطتين متنافستين الأولى هي حكومة الوفاق الوطني في الغرب معترف بها من الأمم المتحدة والثانية في الشرق بقيادة خلفية حفتر.
خ.س/أ.ح (أ ف ب، د ب أ)
مهاجرون يباعون في "أسواق النخاسة" بليبيا
لا تقف معاناة المهاجرين الأفارقة عند إمكانية إخفاق محاولة وصولهم إلى أوروبا بطريقة غير شرعية عبر المتوسط. ففي حال القبض عليهم في ليبيا يكونون عرضة لعملية "تجارة حقيقية" بالبشر، بحسب تقرير لمنظمة الهجرة العالمية.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
مركز لإحتجاز مهاجرين أفارقة في ليبيا. تسيطر جهات متعددة على مراكز اللاجئين، بعضها يعود لسلطة إحدى الحكومات المتنازعة على السلطة في البلاد. وبعضها الآخر يقع تحت نفوذ ميلشيات مسلحة..ويتعرض المهاجرون لضروب من الاستغلال و"تجارة البشر".
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
صورة تظهر وافدين محتجزين داخل أحد السجون في ليبيا، حيث يباع معظمهم في "أسواق عبيد" حقيقية بحسب ما كشف تقرير منظمة الهجرة العالمية، ومعظم المباعين هم من الأفارقة الذين يعبرون ليبيا بقصد السفر إلى أوروبا بطريقةٍ غير شرعية.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
مهاجر إفريقي يبدو محتجاً على وضعه. بحسب تقرير منظمة الهجرة العالمية، فإن المهاجرون يباعون بمبالغ تتراوح بين 200 و500 دولار، حيث يتم شراء مهاجر واستغلاله في العمل، ويكون المُشتري مسؤولاً عن الشخص بشكل كامل، في حين أن بعضهم قد ينجح بالهرب وبعضهم يفشل ليبقى عرضةً للاستغلال.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
بحسب شهادات "صادمة" لمهاجرين لموظفي منظمة الهجرة، فإن مئات الرجال والنساء يتم بيعهم. وتتم عمليات البيع في ساحات عامة أو مستودعات. ووفقاً للشهادات فإن مهاجرون في مدينة سبها جنوب ليبيا، التي تعد أحد المراكز الرئيسة لتهريب المهاجرين، افترشوا الأرض في مرآب وساحات انتظار للسيارات.
صورة من: Reuters/L.Gnago
يدير "سوق العبيد" ليبيون يساعدهم غانيون ونيجيريون يعملون لحساب الليبيين، ويُستخدم أغلب المهاجرين كعمالة يومية في البناء والزراعة. وبعضهم يتقاضى أجرا والبعض الآخر يُكره على العمل دون أجر.
صورة من: Reuters/L. Gnago
عدا عن خطر القتل فإن المهاجرين الذين يقعون فريسة مهربين يواجهون سوء تغذية بشكل مستمر وانتهاكات جنسية، بحسب ما أكد محمد عبدي كير مدير العمليات الطارئة في منظمة الهجرة العالمية، الذي وصف الوضع بـ"الكارثي".
صورة من: Reuters/H. Amara
يتم في هذه الأسواق بيع النساء واللواتي، بحسب التقرير، يتعرضن لسوء معاملة بشكل كبير، كما سجلت شهادات لسيدات تعرضن للاغتصاب أو الإجبار على العمل بالدعارة، كما يتم بيعهن على أساس أنهن "جواري للمتعة".
صورة من: Sara Prestiani
تعتبر ليبيا البوابة الرئيسية للمهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا بحراً، حيث سلك أكثر من 150 ألف شخص هذا الطريق في الأعوام الثلاثة الماضية. ومن المعروف أن حوالي 600 شخص توفوا في البحر منذ مطلع عام 2017 وقتل عدد غير معلوم أثناء السفر باتجاه الشمال عبر الصحراء وصولا إلى البحر المتوسط.