دفاع بايرن عن لقب الدوري.. بداية ناجحة لا تخلو من أخطاء
صلاح شرارة
١٩ أغسطس ٢٠١٧
في بداية مشواره للدفاع عن لقبه فاز بايرن ميونيخ على بايرليفركوزن في افتتاح الدوري الألماني. الفوز جاء بنتيجة مطمئنة لكن المباراة أظهرت أيضا أن بايرن ما زال يعاني من مشاكل ظهرت في الفترة التحضيرية.
إعلان
حقق بايرن ميونيخ بطل الدوري الألماني فوزا كبيرا على ضيفه بايرليفركوزن بنتيجة 3-1 مساء أمس الجمعة 18 / 08 / 2017 في افتتاح موسم 2017/2018 من الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا). وقال المدرب أنشيلوتي بعد المباراة "المهم هو أننا فزنا".
أما توماس مولر نجم الفريق البافاري فقال "يمكننا نسيان تلك المباراة جيدا، ولكن يجب علينا أيضا أن نصنفها بالشكل الذي كانت عليه فعلا".
ويقول موقع "شبورت 1" الألماني إن هناك أمورا تحسنت أمس لدى بايرن (مقارنة مع الفترة التحضيرية) "لكن بنظرة موسعة لم يتحسن كل شيء بعد".
إيجابيات بايرن في مباراة ليفركوزن
الضربات الثابتة أصبحت سلاحا تزداد فعاليته في بايرن. ومثلما فعل الفريق في مباراة كوتبوس في الكأس نجح أيضا في التسجيل منها في مباراة ليفركوزن. في البداية من خلال ضربة حرة، ثم من ضربة ركنية وأخيرا من ركلة جزاء.
الاعتماد منذ البداية على الوافدين الجدد، ظهرا واضحا، فقد دخل اللاعبون نيكلاس سولى وسيبستيان رودي والفرنسي كورنين توليسو مباراة ليفركوزن من بدايتها، وهو أول ظهور لهم بقميص بايرن في الدوري الألماني. وقد جنى المدرب أنشيلوتي ثمار هذه الخطوة، فقد افتتح سولى أهداف المباراة كما سجل توليسو الهدف الثاني. أما الثالث فسجله ليفاندوفسكي من ركلة جزاء.
وبحسب "شبورت1" فإن الحارس البديل سفن أولرايش "كان بديلا نفيسا لمانويل نوير، الذي اقترب من العودة بعد إصابة طويلة في قدمة." وأكد الموقع أن أولرايش لا يسأل عن الهدف الذي دخل شباكه "بالعكس فقد تصدى لثلاثة انفرادات وبهذا حافظ لفريقه على النصر".
سلبيات عديدة ما زالت قائمة
أول تلك السلبيات هي مشكلة خط الدفاع. فهي أكبر المشاكل التي تؤرق بايرن. وبسبب الدفاع أتيح للاعبي ليفركوزن، خصوصا في الشوط الثاني، فرص عديدة لكنهم أضاعوها. وكان "العملاق" ماتس هوميلس مثالا لضعف الدفاع البافاري فقد كانت نسبة نجاحه عند الالتحام مع الخصم تبلغ 25 في المائة فقط. بينما لم يقم ظهيرا الجنب بالتحامات تذكر مع مهاجمي ليفركوزن. وقال أنشيلوتي: "كانت مباراة صعبة، نعم، وحقيقة لم ندافع بشكل جيد وتركنا مساحات كبيرة".
في بناء اللعب أيضا كانت لدى نيكلاس سولى مشكلة أيضا، وأهداف بايرن الثلاثة، التي سجل سولى أولها، لم تأت من خلال هجمات منظمة وإنما من ضربات ثابتة. كما أن لاعبي بايرن لم يصلوا لمرمى بيرند لينو عبر بناء هجمات وإنما عبر أخطاء كان يرتكبها لاعبو الفريق الضيف.
وحتى عندما سمح لهم ليفركوزن بمساحات أكبر عند نهاية المباراة، لم يستغل اللاعبون بعض الهجمات المرتدة بشكل صحيح "وخصوصا البديل أرين روبن كان يلاحظ عليه افتقاده لإيقاع اللعب"، يقول موقع "شبورت 1".
نسبة امتلاك الكرة في مباراة ليفركوزن كانت 51 في المائة أيضا وهي أقل نسبة منذ تولي أنشيلوتي المهمة، فقد كانت في الدوري الموسم الماضي تبلغ 54 في المائة في المتوسط.
ويقابل المدرب الإيطالي الأمر بطريقته الأريحية ويقول: "هذا يمكن حدوثة في الفترة الحالية، فنحن ما زلنا في بداية الموسم".
صلاح شرارة
بايرن يفوز بالدوري ويكتب تاريخا جديدا في سجله الحافل
فاز بايرن ميونيخ بالدوري الألماني للمرة السادسة والعشرين بتاريخه والرابعة على التوالي، في إنجاز جديد. وحسم اللقب رسميا هذا الموسم (2015 / 2016) في الجولة الـ 33 تاركا المركز الثاني لمنافسه التقليدي بروسيا دورتموند.
صورة من: picture alliance/Perenyi
الجيل الحالي لبايرن ميونيخ بقيادة فيليب لام (32 عاما) ومعه الحارس مانويل نوير (30 عاما) وتوماس مولر (26 عاما) فعلوا ما لم يفعله الأولون وفازوا بالدوري الألماني للمرة الرابعة على التوالي بعد أعوام 2013، و2014، و2015، والآن 2016.
صورة من: Reuters/M.Rehle
الفوز باللقب أربع مرات متتالية إنجاز تاريخي غير مسبوق في الدوري الألماني. فحتى الجيل الذهبي في السبعينيات -بقيادة المدرب الأسطوري أودو لاتيك وفي وجود القيصر بيكنباور- كان أكبر إنجاز له هو الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية في أعوام 1972، و1973، و 1974.
صورة من: picture-alliance/ASA/Werek
ومرة أخرى عاود المدرب أودو لاتيك الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية لكن بجيل جديد في بايرن في أعوام 1985، و1986، و1987. ومن أبرز لاعبي هذا الجيل الحارس البلجيكي بفاف والمدافع الألماني أوغستالر وعميد لاعبي العالم لوتار ماتيوس، وميشائيل رومينيغه.
صورة من: Imago/Werek
وفي عصر المدرب القدير أوتمار هيتسفيلد، الملقب بالجنرال استطاع بايرن أن يفوز بلقب الدوري ثلاث مرات متتالية أيضا في أعوام 1999، و2000، و2001. وكان الفريق آنذاك مرصعا بالنجوم وعلى رأسهم أوليفر كان، وجيوفاني إلبر وسامي كوفور، وفازوا أيضا عام 2001 بدوري أبطال أوروبا.
صورة من: picture-alliance/ULMER
ومنذ انطلاق البوندسليغا في موسم 1963/1964 لم يحقق أي فريق آخر فيما عدا بايرن ميونيخ وبوروسيا مونشغلادباخ الفوز بالبطولة ثلاث مرات متتالية. وكان مونشنغلادباخ في جيله الذهبي في السبعينيات بقيادة النجم الأسطوري غونتر نتيستر قد فاز بالبطولة في أعوام 1975، و1976، و1977، وفي مرتين منهما كان المدرب هو أودو لاتيك.
صورة من: picture-alliance/dpa
ويقف وراء الإنجاز الكبير للجيل الحالي في بايرن ميونيخ المدرب الإسباني العملاق بيب غوارديولا (45 عاما)، الذي استلم تدريب الفريق من العملاق يوب هاينكس عام 2013. ونجح غوارديولا في الفوز مع الفريق بالدوري ثلاث مرات متتالية وفاز بالكأس مرة واحدة.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Hassenstein
ورغم إنجازاته في ميونيخ لم يتمكن المدرب الكاتالوني من الفوز مع الفريق باللقب المنشود، دوري أبطال أوروبا. وكان قريبا من الصعود إلى المباراة النهائية هذا العام لكنه خرج من دور قبل النهائي أمام أتليتكو مدريد رغم فوزه في مباراة العود 2-1، حيث أن بايرن كان قد خسر مباراة الذهاب بصفر مقابل هدف.
صورة من: Reuters/S. Perez
وفشل الجيل الحالي مع غوارديولا في تحقيق الثلاثية، التي حققوها مع سلفه يوب هاينكس عام 2013. لكن الفرصة لازالت أمامهم لتحقيق الثنائية، إذا ما فازوا على دورتموند في نهائي الكأس في الملعب الأولمبي في برلين يوم 21 أيار/ مايو، ليكون ختاما جيدا لغوارديولا مع الفريق قبل انتقاله هذا الصيف لتدريب مانشستر سيتي الإنجليزي.
صورة من: Reuters
وإضافة إلى المدرب القدير فإن إنجاز بايرن في الفوز بالدوري للمرة الرابعة على التوالي يعود أيضا لماكينة الأهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي، الذي سجل للفريق حتى الآن هذا الموسم 29 هدفا ليتربع على عرش هدافي الدوري متقدما على الغابوني بيير إمريك أوباميانغ هداف دورتموند.
صورة من: Imago/photoarena/Eisenhuth
كما أن الحارس العملاق مانويل نوير كان حافظا أمينا ووحيدا لعرين بايرن ميونيخ خلال المواسم الأربعة، التي فاز فيها الفريق بالدوري الألماني، علما بأنه انتقل إلى بايرن عام 2011 قادما من شالكه. ومدد عقده مؤخرا مع الفريق حتى عام 2021.
صورة من: Getty Images/Bongarts/L. Baron
الوافدون الجدد على بايرن ميونيخ أرتورو فيدال ودوغلاس كوستا وكذلك كينغسلي كومان أثبتوا جدارتهم من أول موسم يلعبونه مع الفريق، حيث سدوا ثغرة في خط الوسط تسببت فيها إصابة أرين روبين وفرانك ريبيري، ونجحوا في تحقيق الإنجاز التاريخي.