اعتبارا من ظهر اليوم الجمعة (12 فبراير/ شباط 2021)، سيحاول محامو الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة تفنيد حجج المدّعين الديموقراطيّين الذين استعرضوا على مدى يومين كاملين وقائع الهجوم الدموي في السادس من كانون الثاني/يناير على الكابيتول عارضين أشرطة فيديو مروّعة.

ويسعى فريق الدفاع عن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في مجلس الشيوخ على التركيز على "مأساة لا علاقة لدونالد ترامب بها" على أمل تبرئته بسرعة من تهمة "التحريض على العصيان".

وقال ديفيد شون أحد محامي ترامب لقناة فوكس نيوز الخميس، إنّ "الرئيس (السابق) متفائل جدا"، واعدا بأن تكون المرافعة قصيرة وان تستمر أقل من أربع ساعات أمام مئات من أعضاء مجلس الشيوخ والقضاة والمحلّفين والشهود في هذه المحاكمة التاريخية. وأضاف "كما قلتُ منذ البداية، ما كان يجب أن تحدث هذه المحاكمة أبداً. وإذا ما حصلت فيجب أن تكون قصيرة قدر الإمكان نظرا للغياب الكامل للأدلة".

ولم يكتفِ الدفاع برفض مسؤولية موكله بالكامل عن الاعتداء الذي نفّذه مئات من أنصاره في نهاية خطابه الكبير في السادس من كانون الثاني/يناير، بل اعتبر أيضا أن إجراءات العزل برمتها لا تتوافق مع الدستور لأن ترامب لم يعد رئيساً.

"حاربوا مثل الشياطين"

في المقابل، أكد المدّعون الديموقراطيّون أن الملياردير الجمهوري "كان يعرف إلى أيّ مدى كان الوضع قابلا للانفجار" عندما كان يؤجّج غضب مؤيديه عبر الصراخ ومن دون أن يُقدّم أيّ دليل على حصول "تزوير كبير" قبل الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الديموقراطي جو بايدن، وبعدها.

وقال المدّعي الديموقراطي جو نيغوس إن ترامب "أشعل الفتيل وألقى به مباشرة في هذه الغرفة، علينا". وبينما كان الكونغرس يصادق على فوز منافسه بايدن في السادس من كانون الثاني/يناير، دعا ترامب أنصاره إلى مسيرة إلى الكابيتول. وقال لهم "حاربوا مثل الشياطين".

وقال جيمي راسكين الذي يرأس فريق النواب المكلّفين بتوجيه لائحة الاتّهام، إنّ الهجوم الدموي هو "ذروة تصرّفات الرئيس وليس غريبا" عنها. وأضاف "من في هذه الغرفة يستطيع أن يصدق أنه (ترامب) سيكف عن التحريض على العنف لتحقيق أهدافه، إذا سُمح له بالعودة إلى المكتب البيضاوي؟".

وباسم هذه المخاوف من تكرار الأمر، دعا المدعون أعضاء مجلس الشيوخ إلى إدانته لأن هذا الحكم سيتبعه على الفور تصويت لجعله غير مؤهل للترشح للانتخابات. لكن وعلى ما يبدو من غير المرجح أن يبلغ الديموقراطيون هذا الهدف، ما دفع جيمي راسكين، كبير المدعين الديمقراطيين، إلى التحذير أمام مجلس الشيوخ في ختام مرافعات الادعاء قائلا: "إذا عاد إلى منصب عام وحدث ذلك مرة أخرى، فلن نلوم أحدا سوى أنفسنا".

من جهته أخبر زميله النائب الديمقراطي تيد ليو أعضاء مجلس الشيوخ أنه قلق بشأن ما سيحدث إذا ترشح ترامب في عام 2024 وخسر.

شعبية ترامب بين الجمهوريين

وما زالت آثار الواقعة ظاهرة على الكابيتول الذي يخضع إلى اليوم لحراسة مشددة يؤمنها عسكريو الحرس الوطني، في تطور لم تشهده البلاد من قبل على الإطلاق.

مع ذلك، ما زال قطب العقارات السابق يتمتع بشعبية كبيرة في حزبه، ومن غير المرجح أن يوافق 17 من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين على التصويت مع خمسين عضوا ديموقراطيين في مجلس الشيوخ لتأمين الأغلبية اللازمة لإدانته.

وبعد الدفاع، يأتي دور أعضاء مجلس الشيوخ لطرح أسئلتهم كتابة على الطرفين. وتسارعت وتيرة المحاكمة إلى درجة أن ديفيد شون قال الخميس إنه يمكن إصدار حكم قبل الاثنين.

يأتي ذلك في وقت كشفت فيه وكالة رويترز للأنباء في تحقيق حصري نشرته قبل يومين، واستند على أربعة أشخاص وصفوا بالمطلعين بخفايا الحزب الجمهوري، أن عشرات المسؤولين السابقين بالحزب يجرون محادثات لتشكيل حزب منشق ينتمي ليمين الوسط إذ يرون أن الحزب التقليدي "غير راغب في الوقوف في وجه ترامب ومحاولاته لتقويض الديمقراطية".

وتضيف الوكالة أن مناقشات المرحلة المبكرة، حسبما ذكر الأفراد المطلعون، تشمل جمهوريين منتخبين

سابقين ومسؤولين سابقين في إدارات الجمهوريين رونالد ريجان وجورج بوش الأب وابنه وترامب وسفراء جمهوريين سابقين وخبراء استراتيجيين جمهوريين.

و.ب/ع.ج (أ ف ب، ريوترز، د ب أ)