دفع المال لتسمى على اسمه.. هذه قصة تسمية العاصفة "بيرند"
١٧ يوليو ٢٠٢١
ضربت العاصفة "بيرند" ألمانيا ودول أخرى غرب أوروبا، متسببة في خسائر بشرية ومادية هائلة؟ فما القصة وراء تسمية تلك العاصفة باسم "بيرند"؟
إعلان
بعد تسببها في سقوط أمطار غزيرة وارتفاع منسوب الأنهار ووقوع فيضانات جرفت كل ما تجده أمامها، خلفت عاصفة "برند وراءها حتى الآن أكثر من مئة قتيل وآلاف المفقودين لا تزال عمليات البحث عنهم جارية. فعلى مدار الأسابيع الماضية، شهدت ألمانيا مناخا متأرجحا بدأ بدرجات حرارة مرتفعة ثم وصل إلى هطول الأمطار الغزيرة لساعات دون توقف.
كيف تكونت العاصفة؟
واجتاح المنخفض الجوي بيرند ألمانيا خلال الأيام الماضية متسببا في تساقط الأمطار بغزارة. ولكن المشكلة تكمن في الحركة البطيئة للمنخفض الجوي، لأنها تعني استمرار تساقط الأمطار لمدة أطوال على مدار فترة مرور المنخفض، وفقا لما ذكرته شبكة التحرير الألمانية (RND). ويعود بطء المنخفض الجوي إلى ارتفاع درجات الحرارة في القطب الشمالي عن المعتاد بسبب التغيرات الحالية في المناخ.
وفي لقاء أجرته معه DW، أشار المتخصص في علوم الأحوال الجوية في جامعة لايبزيغ الألمانية يوهانيس كواس إلى أنه علينا الاعتياد على هذا الجو الغريبوإمكانية حدوثه عدة مرات في مثل هذا التوقيت من العام في ألمانيا. ويقول كواس: ”التغير المناخي يغير مفهوم الجو الطبيعي. نحن نقترب ببطئ نحو نظام جديد يتضمن إيقاعات مختلفة لسقوط الأمطار".
ويؤدي الارتفاع الحالي الذي تشهده درجات الحرارة على سطح الأرضإلى زيادة حدة الأحداث الجوية الشديدة. فمع كل ارتفاع في درجات الحرارة بمعدلة درجة مئوية واحدة، تزيد قدرة الهواء على حمل الرطوبة بمعدل سبعة بالمئة. كما يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى ارتفاع معدلات تبخر المياه على سطح الأرض، ليؤدي كل هذا بدوره إلى المزيد من الحوادث الجوية الحادة لتتكون بذلك الأعاصير القوية.
فعلى مدار السنوات الماضية، ضرب الإعصار فريدريك الولاية عام 2018 بسرعة 205 كيلومتر في الساعة متسببا في مصرع ثمانية أشخاص، وقبلها الإعصار "نيكلاس" عام 2015 متسببا في مصرع 11 شخص وتوقف حركة القطارات، وسبق ذلك الإعصار "إيلا" والذي اشتهر باسم ”عاصفة الإثنين الأبيض" بسبب ما صاحبه من عاصفة رعدية عام 2014، وسبقهم جميعا الإعصار "كيريل" عام 2007 والإعصار "جانيت" عام 2002.
كيف جاءت تسمية "بيرند"؟
وبمراجعة العواصف التي ضربت شمال الراين ويستيفاليا، سنجد أن الأعاصير كلها، وآخرها "بيرند"، تحمل أسماء لأشخاص.
وبالرغم من الدمار الذي تخلفه تلك الأعاصير، قرر الألماني بيرند راينفالد، وهو رجل أعمال ألماني، من شراء حق إطلاق اسمه على العاصفة الأخيرة من معهد الأرصاد الجوية مقابل دفع مبلغ 199 يورو. إلا أن عملية الشراء تمت حينما كانت العاصفة مجرد منخفض جوي يمر بأعلى المحيط الأطلنطي، وفقا لموقع "بيلد" الألماني.
ويعتبر إطلاق أسماء رجال أو نساء على الأعاصير والعواصف أمراً شائعاً في أوروبا منذ خمسينات القرن الماضي. ويمكن اقتناء منخفض جوي بحوالي 199 يورو، في حين يكلف الضغط الجوي المرتفع تقريباً 299 يورو، وأضاف أن اختلاف سعر اقتناء العاصفة يُعزى بشكل أساسي إلى أن المنخفضات الجوية تختفي بعد أربعة إلى خمسة أيام، فيما تستمر الضغوط الجوية المرتفعة لمدة تصل إلى 10 أيام.
د.ب.
قتلى ومفقودون بسبب تقلبات أحوال الطقس في أوروبا
تسببت العواصف الشديدة في حدوث فوضى في ألمانيا وعدة دول مجاورة. وأودت هذه العواصف بحياة 20 شخصًا على الأقل، فيما لا يزال كثير من الأشخاص في عداد المفقودين.
صورة من: Westend61/imago images
هيجان الأنهار
يعتبر "كيل" (Kyll) رافدا صغيرا من نهر موزيل الشهير الذي تتدفق مياهه من منطقة والونيا البلجيكية إلى ولايات شمال الراين وستفاليا وراينلاند بفالتس الألمانية. سقوط الأمطار بغزارة جعل الرافد "كيل" اللذي يمر عبر مركز "بيتبورغ بروم" بمنطقة "أيفل" التي تأثرت بشكل خاص بالعاصفة، يفيض ويغرق أجزاء من قرية "إيردورف".
صورة من: Harald Tittel/dpa/picture alliance
فيضان القرن في "آهر" (Ahr)
تسببت الأمطار الغزيرة الأربعاء (14 يوليو/ تموز 2021) في فيضان وادي "آهر" (Ahrthal)، حيث تجاوز منسوب المياه في النهر مترين مقارنة بأعلى معدل سجله مؤشر النهر، الذي حول شوارع بلدة "إش" (Esch) بمنطقة آرفايلر (Ahrweiler) إلى سيول، فيما غمرت المياه العديد من القرى والبلدات في المنطقة.
صورة من: Thomas Frey/dpa/picture alliance
تدخل الجيش الألماني
تم إطلاق نظام إنذار الكوارث في العديد من المناطق في غرب ألمانيا بهدف تسهيل التنسيق بين السلطات في المناطق المنكوبة وكذلك لفتح مجال التعاون مع قوات الجيش. في الصورة يظهر جنديين ألمانيين في مركبة إنقاذ مدرعة ووراءهما معدات تطهير ثقيلة لإزالة الأضرار التي لحقت بمدينة هاغن بسبب فيضان نهر "ناهمة" (Nahma).
صورة من: Roberto Pfeil/dpa/picture alliance
إجلاء السكان من بعض الأحياء السكنية
في مدينة لايشلينغن الصغيرة، لجأ السكان على مساعدة بعضهم البعض لتجاوز الفيضانات التي تسبب فيها نهر "فوبر" الذي ارتفع منسوب مياهه جراء هطول الأمطار الغزيرة. وقد استدعى ذلك إخلاء أجزاء من المدينة، خاصة في ظل المخاوف من انهيار أحد السدود.
صورة من: Roberto Pfeil/dpa/picture alliance
خسائر مادية جسيمة
خلفت الأمطار الغزيرة الني شهدتها ألمانيا وبعض الدول المجاورة لها خسائر مادية جسيمة تقدر بملايين اليوروهات. وفي الصورة تظهر سيارة مغطاة بالركام بعد فيضان نهر "ناهمة" في مدينة هاغن.
صورة من: Roberto Pfeil/dpa/picture alliance
حواجز خشبية لم تجد نفعا
حاول رجال الإطفاء في العديد من المناطق بتقليل الخسائر، كما هز الشأن هنا من خلال بناء جدار خشبي في منطقة "ميشوس" (Mayschoss) لحمايتها الفيضانات. لكن هذه المحاولات لم تجد نفعا أمام قوة المياه.
صورة من: Thomas Frey/dpa/picture alliance
أكثر من 20 قتيل وفقد العشرات
لقى ما لا يقل عن 19 شخصا حتفهم وفقد العشرات اليوم الخميس في ألمانيا بعدما تسببت الأمطار القياسية في غرب أوروبا في فيضان الأنهار على ضفافها لتجتاح المنازل وتغمر الأقبية. وقالت الشرطة إن أربعة أشخاص لقوا حتفهم فيما اعتبر 70 آخرون في عداد المفقودين في منطقة آرفيلر، التي تشتهر بزراعة العنب بولاية راينلاند بالاتينات بعد أن فاض نهر آر الذي يصب في نهر الراين على ضفتيه ودمر ستة منازل.
صورة من: Markus Klümper/dpa/picture alliance
اضطراب النقل العام
تسببت الأمطار في اضطراب النقل العام بشدة، إذ توقفت خدمة القطارات السريعة في ألمانيا، كما تعطلت حركة المرور المحلية والبعيدة المدى في أجزاء كبيرة من غرب ألمانيا. في الصورة يظهر قطار متوقف في محطة كورديل في منطقة ترير زاربورغ بولاية راينلاند بفالتس.
صورة من: Harald Tittel/dpa/picture alliance
قتلى في بلجيكا أيضا
في بلجيكا قُتل شخصان بسبب الأمطار الغزيرة وفُقدت فتاة تبلغ من العمر 15 عاما بعدما جرفها فيضان أحد الأنهار. وانهارت نحو عشرة منازل في بيبنستر بعدما فاض نهر فاسدري وأغرق البلدة الواقعة في شرق البلاد. وتم إجلاء السكان من أكثر من ألف منزل.
صورة من: Bruno Fahy/dpa/BELGA/picture alliance
أضرار في البنية التحتية
تسببت الأمطار في اضطرابات شديدة في وسائل النقل العام، كما تم تعليق حركة المرور على نهر الميز الممر المائي البلجيكي الرئيسي المهدد بخطر الفيضان. وستستغرق أعمال التهيئة في بلجيكا وقتًا طويلاً بعدما أدى هطول الأمطار الغزيرة إلى إلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية في المناطق المتضررة. وتظهر في الصورة سيارة جرفتها المياه لتصطدم بسياج خشبي في شارع غمرته المياه.
صورة من: Valentin Bianchi/AP/dpa/picture-alliance
الخوف من "فيضانات القرن" في سويسرا
هطلت كميات هائلة من الأمطار في الأيام الأخيرة في سويسرا ما أدى إلى ارتفاع مستويات المياه بشكل خطير ودفع العاصمة برن إلى نشر سدود عائمة لمواجهة احتمال حدوث فيضانات غير مسبوقة. وتحت تأثير الأمطار الغزيرة، يستمر مستوى المياه في البحيرات في الارتفاع. وتوقف حركة الملاحة وتواصل الإبلاغ عن حدوث فيضانات وانهيارات أرضية بعدة مناطق. وتظهر هذه الصورة الجوية نهر ألين الذي فاضت ضفافه بسبب هطول الأمطار الغزيرة.
صورة من: Jean-Christophe Bott/dpa/Keystone/picture alliance