أقيمت اليوم مراسم دفن رماد عالم الفيزياء النظرية الراحل ستيفن هوكينغ في دير وستمنستر بلندن بالقرب من علماء بارزين. وستبث وكالة الفضاء الأوروبية صوت هوكينغ إلى الفضاء كرسالة سلام وأمل عن الوحدة وضرورة العيش بتناغم.
إعلان
دفن رماد عالم الفيزياء النظرية الراحل ستيفن هوكينغ في دير وستمنستر في لندن اليوم الجمعة (15 حزيران/ يونيو)، بالقرب من قبر إسحاق نيوتن، وتشارلز داروين، الأمر الذي يعتبر تكريماً له، حيث اكتسب هذا الموقع شهرة عالمية بسبب مراسم التتويج وحفلات الزفاف والجنازات الملكية. وسيقيم الدير قداس شكر لمدة ساعة للعالم الشهير على مستوى العالم، الذي توفي في (14 آذار/ مارس) في منزله في مدينة كامبريدج الجامعية عن عمر 76 عاماً.
وينضم نحو ألف من العامة، اختيروا بنظام القرعة، إلى أسرة هوكينغ خلال المراسم. وستبث وكالة الفضاء الأوروبية صوت هوكينغ إلى الفضاء. ونسبت هيئة الإذاعة البريطانية إلى ابنته لوسي هوكينغ قولها "سيوجه البث إلى أقرب ثقب أسود، الثقب 1A 0620-00، الذي يوجد في نظام ثنائي مع نجم قزم برتقالي". وأضافت: "إنها رسالة سلام وأمل عن الوحدة وضرورة أن نعيش معا في تناغم على هذا الكوكب".
وسيفتح الدير مجدداً بعد ظهر اليوم للسماح للآخرين بتأبين هوكينغ. وقال جون هال، كبير كهنة وستمنستر، في وقت سابق: "من الملائم تماماً أن تدفن رفات البروفيسور ستيفن هوكينغ في الدير، بالقرب من زملائه العلماء البارزين". إذ دُفن نيوتن في الدير عام 1727، بينما دفن تشارلز داروين بجانبه عام 1882. وأضاف هال: "نعتقد أنه أمر ضروري أن يعمل العلم والدين معاً، سعياً للإجابة على الأسئلة الكبرى المتعلقة بسر الحياة والكون". وكان هوكينغ أحد أبرز خبراء العالم في الجاذبية والثقوب السوداء. وحضر العديد من المشاهير جنازته في (31 آذار/ مارس) في كنيسة بالقرب من كلية جونفيل وكايوس في كامبريدج، حيث كان زميلاً لمدة 52 عاماً. وفي عام 1979، أصبح أستاذاً للرياضيات في جامعة كامبريدج، وهو منصب تقلده نيوتن.
ر.ض/ ع.خ (د ب أ)
كيف تنشأ الثقوب السوداء؟
الثقوب السوداء هي أكثر الأسماء غرابةً في عالم الفيزياء وأكثر الظواهر إخافةً وهي نقاط رعب في السماء، فما هي تلك الثقوب وكيف نشأت؟
صورة من: NASA/CXC/SAO/A.Prestwich et al
كأنه كتلة من العدم؟
ليست الثقوب السوداء ثقوبا، وإنما هي بقايا نجوم ميتة. وتمضي ملايين، بل ومليارات الأعوام قبل أن ينقضي عمر هذا النجم أو ذاك وتتحول بقاياه إلى ثقب أسود.
صورة من: cc-by-sa 2.0/Ute Kraus
انفجار السوبرنوفا
سوبرنوفا أو ما يطلق عليه الانفجار المستعرّ الأعظم، أو الطارف الأعظم، وهو تعبير يصف انفجارات تحدث عند نهاية عمر النجم. وأثناء هذا الانفجار تنهار كتلة النجم في انفجار عظيم، يبث ضوء شديد الإشعاع وكأنه مجرة.
صورة من: NASA
قوة الانفجار العكسية
تحت تأثير الجاذبية الذاتية، تبدأ كتلة النجم مرحلة انهياره بالانضغاط. ويحدث فيها انهيار من نوع خاص ناجم عن قوة الانفجار العكسية، فالضغط يجعل النجم صغيرا جدا ويتحول إلى ثقب أسود شديد الكثافة، وهي عملية معقدة تساعدنا على فهمها النظرية النسبية لآينشتاين.
صورة من: NASA and M. Weiss (Chandra X -ray Center)
تكون الثقب الأسود
وبفعل الجاذبية القوية للثقب الأسود، يمتص الأخير كل الكتل القريبة منه كالنجوم والكواكب الأخرى، بل حتى الضوء الذي يمتصه الثقب الأسود فيعجز عن الانفلات منه بفعل قوة الجاذبية.
صورة من: X-ray: NASA/CXC/MIT/C.Canizares, M.Nowak; Optical: NASA/STScI
الكتلة والمصير النهائي للنجم
لا تتحول كل النجوم بالضرورة إلى ثقوب سوداء، إلا إذا فاقت كتلتها 1,4 من كتلة الشمس وإلا فإنها تتحول إلى قزم أبيض. أما إذا تجاوزت الكتلة تلك النسبة، فإما أن يتحول النجم إلى ثقب أسود أو نجم نيوتروني، علما أن الأول يتكون من كتلة أكبر بكثير من تلك التي يتكون منها النجم النيوتروني.
صورة من: NASA and H. Richer (University of British Columbia)
لغز الثقوب السوداء العملاقة
يميز العلماء بين أنواع من الثقوب السوداء حسب كتلتها، ومنها الثقب الأسود الصغير المتكون من معجل جسيمات، وثقب متوسط الكتلة، وهي أجرام تبلغ كتلتها بين أربع وخمس عشرة مرة الكتلة الشمسية، إضافة إلى الثقوب المتوسطة والعملاقة التي يمكن أن تتجاوز ملايين المرات كتلة الشمس.
صورة من: NASA/CXC/MIT/F.K. Baganoff et al
وجود غير مرئي؟
الثقوب السوداء غير مرئية ولا ينبعث منها الضوء. ولأن الثقب يجذب إليه كل أشكال المادة من حوله، فلا يمكن رصده إلا من خلال التأثير الذي يمارسه في محيطه.
صورة من: X-ray: NASA/CXC/Wisconsin/D.Pooley & CfA/A.Zezas; Optical: NASA/ESA/CfA/A.Zezas; UV: NASA/JPL-Caltech/CfA/J.Huchra et al.; IR: NASA/JPL-Caltech/CfA
بين النجم..والثقب!
رصد ثقب أسود لأول مرة عام 1972 من قبل تيلسكوب سينيوس إكس واحد، وإلى ذلك التاريخ ساد جدل واسع بين العلماء حول وجود الثقوب السوداء أصلا، نظرا للتشابه بينها وبين النجوم النيترونية الدوارة.
صورة من: NASA/CXC
الاكتشاف الجديد
اكتشف رواد الوكالة الأوروبية للفضاء نوعا جديدا من الثقوب السوداء، معتمدين في ذلك على مسبار حمله "آريان-5" الذي أطلق عام 1999. وتبلغ كتلة هذا الثقب ما يوازي خمسمائة ضعف كتلة الشمس. وقد ذلك الحلقة المفقودة بين أحجام الكتل الخفيفة والضخمة للثقوب السوداء. وأطلق العلماء اسم "أتش أل أكس-1" على هذا الثقب الأسود.
صورة من: ESO/L. Calçada
لغز دائم
وإلى غاية اللحظة لم يتوصل العلماء إلى تفسير ظاهرة الثقوب السوداء بالكامل، فهي لازالت ظاهرة تستدعي المزيد من الأبحاث.