زار ممثلو المجتمع اليهودي في ولاية شمال الراين - ويستفاليا مسجدا في مدينة بوخوم، ردّاً على زيارة قام بها ممثلو أكبر الجمعيات الإسلامية في الولاية للمعبد اليهودي في كولونيا.
إعلان
زار ممثلو الجمعيات اليهودية في شمال الراين- ويستفاليا مسجد السلطان أحمد في مدينة بوخوم الألمانية (غرب) يوم الجمعة (27 أكتوبر/ تشرين الأول 2023). والزيارة أتت تلبية لدعوة من قبل أكبر أربع جمعيات إقليمية إسلامية عقب زيارة سابقة قام بها ممثلو هذه الجمعيات إلى المعبد اليهودي في كولونيا يوم الاثنين الماضي. وتهدف الزيارة أيضا، وفق الأطراف المعنية، إلى مواصلة الحوار ولإرسال إشارة أخرى ضد الكراهية والعنف، وكدليل على التعايش السلمي.
ورافق الوفد الزائر مدير مكتب رئيس وزراء ولاية شمال الراين- ويستفاليا ناتانيل ليمينسكي من الاتحاد الديمقراطي المسيحي. وقد كان حاضرا بدوره خلال الزيارة إلى الكنيس اليهودي في كولونيا بداية الأسبوع، وذلك نقلا عن "دير شبيغل" وراديو "دويتشلاندفونك".
وكان ممثلو المجلس المركزي للمسلمين، والتجمع الديني الإسلامي "ديتيب"، واتحاد المراكز الثقافية الإسلامية، والتجمع الديني الإسلامي في شمال الولاية الألمانية، متواجدين في الكنيس اليهودي في كولونيا يوم الاثنين الماضي.
وقال ليمينسكي يوم الاثنين: "لقد خلقت هذه الزيارة مساحة للقاءات حقيقية". وأضاف: "نريد معًا أن نرسل المزيد من الإشارات بأنه لا يوجد مكان لمعاداة السامية في شمال الراين- ويستفاليا، وأن الجميع يجب أن يكونوا قادرين على العيش بحرية وأمان، بغض النظر عن دينهم".
من جانبه، أعرب أبراهام ليرر عضو في المجلس المحلي لمجتمع كنيس كولونيا منذ عام 1987 وهو يشغل أيضا منصب نائب رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا منذ عام 2014، عن سعادته بشكل واضح من زيارة وفد الجمعيات الإسلامية للكنيس في كولونيا. وقال في حوار سابق مع تلفزيون " WDR" لقد أوضحت الجمعيات الإسلامية أنها تدين الهجوم الذي قامت به حماس".
وأعرب رئيس جمعية "ديتيب" في شمال الراين- وستفاليا، دورموس أكسوي، عن تعازيه للمتضررين. وذكر أنه من غير العادل أن يُقتل مدنيون أيضاً في هذه الهجمات.
وكانت الاتحادات الإسلامية الأربع قد أدانت الهجمات الإرهابية التي تشنّتها حماس على إسرائيل ودعت إلى إطلاق سراح الرهائن على الفور، وذلك في اجتماع عقد في مكتب مستشارية ولاية شمال الراين - ويستفاليا في 16 أكتوبر/تشرين الأول.
يذكر أن حماس مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية. ووفقاً لمصادر إسرائبية قُتل 1400 شخص في الهجوم الذي نفذته حركة حماس، غالبيتهم مدنيون، كما أسرت 229 رهينة وفقاً لآخر أرقام أوردها الجيش الإسرائيلي الجمعة.
ومنذ ذلك الحين تنفذ إسرائيل عملية عسكرية مركزة على القطاع، وتقول إنها تستهدف مواقع لحماس. فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية التابعة لحماس الجمعة أنّ ما لا يقل عن 7326 فلسطينيّاً قتلوا، بينهم 3038 طفلا، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
ز.أ.ب/ و.ب/ ع.غ
المعابد اليهودية في ألمانيا
أصبحت العديد من المعابد اليهودية في ألمانيا قبلة للمؤمنين،الذين يمارسون شعائرهم الدينية. بعد 75 سنة من " ليلة البلور"، التي قام فيها النازيون بإحراق وتدمير المعابد اليهودية، تعود الحياة إلى هذه المعالم الدينية من جديد.
صورة من: picture-alliance/dpa
"ليلة البلور"
قام النازيون بين التاسع والعاشر من شهر نوفمبر 1938 بإحراق وتدمير مئات المعابد اليهودية في ألمانيا. وهو ما يعرف بـ " ليلة البلور"، التي شكلت أوج العنف النازي ضد اليهود ومنشآتهم. وفي الوقت الذي نجت فيه بعض المعابد اليهودية من بطش النازيين، تم بعد الحرب العالمية الثانية إعادة بناء وترميم المعابد المدمرة.
صورة من: Bayerische Staatsbibliothek München
رمز للانتماء
احتفلت مدينة دريسدن سنة 2001 بافتتاح معبد يهودي جديد. ويعتبرالمعبد، الذي تم تشيده على شكل مكعب رمزا لانتماء الطائفة اليهودية للمدينة. وتم إنشاء المعبد في موقع تاريخي، حيث أنه هو نفس مكان المعبد اليهودي القديم، الذي كان جزءا من مدينة درسدن، حتى عام 1938.
صورة من: CC BY-SA 3.0
أكبر معبد يهودي في ألمانيا
استغرق ترميم المعبد اليهودي في شارع Rykestraße بالعاصمة برلين مدة ثلاث سنوات قبل افتتاحه سنة 2007 من جديد. وقد بني المعبد اليهودي سنة 1904 ، بطاقة استيعابية تصل إلى 1200 مقعدا. وهو ما يجعل منه أكبر المعابد اليهودية في ألمانيا. ولم يقم النازيون بإحراقه سنة 1938، إلا أن الجيش الألماني النازي كان يستخدمه كإسطبل للخيول. وقد استأنف المعبد عمله الطبيعي منذ سنة 1953.
صورة من: picture-alliance/dpa
أقدم معبد يهودي في ألمانيا
عاد اليهود لممارسة شعائرهم الدينية في مدينة سيله مباشرة بعد نهاية الحرب العالمية الثانية سنة 1945. وقد بني المعبد سنة 1740 ،قبل أن يقتحمه الجيش النازي في نوفمبر/ تشرين الثاني سنة 1938، حيث قاموا بتدمير لفائف التوراة ورميها في الشارع. في وقت لاحق قام النازيون باحتجاز اليهود قبل ترحيلهم . وفي سنة 1974 تم تدشين أقدم معبد يهودي في مدينة سيله بولاية سكسونيا السفلى.
صورة من: CC0 1.0
تدمير قسري
نمت الجالية اليهودية في مدينة شفرين بعد نهاية الحرب الباردة بشكل متزايد، بعد أن هاجر العديد من اليهود من دول الاتحاد السوفيتي السابق إلى ألمانيا. وفي سنة 2008 افتتح معبد يهودي جديد في مدينة شفرين على الأسس القديمة. فاليهود في شفرين كانوا قد أجبروا من طرف النازيين على تدمير المعابد بأنفسهم.
صورة من: picture-alliance/dpa
تصميم بنكهة شرقية
بني المعبد اليهودي في مدنية فرانكفورت في 1910 بحلة شرقية وألوان بهية. وهو آخر المعابد الأربعة الكبرى في مدينة فرانكفورت. وهو يعتبر المعبد اليهودي الوحيد الذي نجا من التدمير الكامل في ليلة البلور، لأن رجال الإطفاء قاموا بشكل استثنائي بإخماد الحريق. ولكن يهود فرانكفورت لم ينجوا من بطش النازيين، حيث تم ترحيلهم إلى معسكرات الاعتقال.
صورة من: CC BY-SA 3.0
من معالم برلين التاريخية
تطفو على أسطح برلين منذ عام 1866 قبة المعبد اليهودي الجديد، الذي يوفر مكان جلوس ل3000 شخص، وهو ما جعله يكون أكبر المعابد اليهودية الألمانية في ذلك الوقت. و قد كان شرطي وراء منع تدمير المعبد في نوفمبر تشرين الثاني 1938. إلا أن الحرب لم تترك إلى بقايا من الواجهة. وفي الوقت الراهن هناك معرض داخل المعبد، يعطي نظرة شاملة عن الحياة اليهودية. بالإضافة إلى غرفة للصلاة وممارسة الشعائر الدينية.
صورة من: picture-alliance/ZB
إجراءات أمنية خاصة
"بيتي هو بيت للصلاة لجميع الشعوب".هذا الاقتباس من الكتاب المقدس يرحب بالزوار في المعبد الجديد في مدينة غيلسنكيرشن. وتم تشييد المبنى الجديد سنة 2007 في موقع المعبد اليهودي القديم ، الذي أحرقه النازيون سنة 1938. وتظهر كاميرات المراقبة على الجدار الخارجي للمعبد والإجراءات الأمنية المشددة أن الخوف من العنف النازي ضد اليهود مازال حاضرا.
صورة من: CC BY-SA 3.0
من دار الأوبرا إلى معبد
احتفل اليهود سنة 1946 من جديد بالقداس في معبد بايرويت. وهو يعتبر المعبد الوحيد في ألمانيا، الذي حافظ على طراز الباروك، الذي يستخدم اليوم لأغراض دينية. وفي الأصل، كان هذا المبنى منذ 1715 دارا للأوبرا.وفي وقت لاحق قام اليهود بتحويله إلى معبد. ويتم في الوقت الحالي إعادة ترميمه بشكل الكامل.
صورة من: picture-alliance/dpa
مكان غير عادي
كان هذا المبنى في الواقع عبارة عن قاعة للحداد في المقبرة اليهودية. ولكن بعد ذلك دمر النازيون المعبد اليهودي في مدينة هاله أن دير زاله. ولهذا قامت الجالية اليهودية سنة 1953 ببناء معبد مكان قاعة الحداد، التي تعود إلى سنة 1894. وهو يعتبر المعبد اليهودي الوحيد في ألمانيا، الذي يقع في مقبرة يهودية.
صورة من: picture-alliance/dpa
تدشين معبد يهودي في مدينة كولونيا
تم تعيين أربعة حاخامات في عام 2012 في المعبد اليهودي الجديد في كولونيا. بعد ليلة البلور، لم يبقى من المبنى سوى الأطلال. وفي سنة 1959 تم افتتاح المعبد من جديد. وكما هو الحال عليه في مدينة كولونيا، تعود حياة اليهود في العديد من الأماكن في ألمانيا إلى شكلها الطبيعي. وهو ما تشهد عليه المعابد القديمة والجديدة.