1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

دمج التلامذة السوريين في مدارس تركيا، حل أم مشكلة؟

٥ ديسمبر ٢٠١٦

قررت تركيا دمج الأطفال السوريين الخاضعين لقانون الحماية المؤقتة في المدارس التركية، وما زال الجدل قائما حول آلية تنفيذ القرار.DW عربية رصدت بعض الآراء حول صعوبات تنفيذ هذا القرار وإشكاليات التطبيق.

Türkei Schule in Gaziantap
صورة من: DW/M. al Ghafari

اندماج السوريين في المدارس التركية .. مشكلة أم حل ؟

تباينت ردود الفعل بعد أن أصدرت وزارة التربية والتعليم التركية قرارا يقضي بدمج الاطفال السوريين الخاضعين لقانون الحماية المؤقتة في المدارس التركية وخاصة بالنسبة لطلاب الصف الاول والخامس من المرحلة الإبتدائية تمهيدا لبقية الصفوف في المراحل الدراسية كافة ،ومع مرور الوقت على تطبيق هذا القرار ما يزال الجدل قائما حول آلية تنفيذه ،DW  عربية رصدت بعض الآراء حول صعوبات تنفيذ هذا القرار وإشكاليات تطبيقه

لم تكن خولة ذو العشرة أعوام تعلم أن أسوأ ما يمكن أن يحصل لها بعد أن تهجرت من بلدتها الواقعة على أطراف مدينة حلب هو الانتقال إلى مدرستها التركية الجديدة ، صفوفها المزينة  وباحاتها الكبيرة والواسعة كانت تضيق بخولة بما رحبت وتتحول إلى كابوس يعاودها يوميا وتتمنى أن تتخلص منه .في حين تجد اختها ياسمين ذو السبعة أعوام أن مدرستها الجديدة "رائعة وهي افضل بكثير من المدرسة السورية التي كانت ترتادها العام الماضي "

حائرا بين الرضوخ لقرار الوزارة وإبقاء ابنتيه في المدرسة التركية أو إعادتهما إلى المدرسة السورية المهددة بالإغلاق ،يتحدث والد ياسمين وخولة عن ذلك لDW  عربية "لقد انتظرنا صدور مثل هذا القرار طويلا وكنت من أشد مشجعي الاندماج،فمن الخطأ كان إبقائهم بالمدارس السورية لانها غير معترف فيها وتهدد الحكومة التركية بإقفالها ، إلا أني تفاجأت بصعوبة تنفيذه على أطفالنا ، وتزداد الصعوبة أكثر مع تقدم المرحلة الدراسية سواء على الطالب والأهل ايضا "

اللغة من أكبر العوائق

صعوبات كثيرة يعاني منها الطلاب السوريين في المدارس التركية تأتي اللغة في مقدمة هذه الصعوبات إن لم تكن اكبرها وبرأي فلك الحموي ٣٥عاما والدة الطفل غيث في الصف الرابع" الصعوبات التي يعاني منها أطفالنا يوميا كبيرة ، تبدا بصعوبة التواصل بين الاولاد بالصف وبين الطالب والأنسة فيصبحوا انعزاليين وينعكس على نفسية الاولاد عصبية وعدوانية وبكاء لأتفه سبب " وتضيف ”اكتأب ابني ﻻنه كان بالمدرسة السورية من المتفوقين أما الآن بالمدرسة التركية اصبح من الراسبين و الضعيفين وخاصة في المواد الدراسية العلمية التي تحتاج إلى شرح وتفسير ..واعتقد أن أول سنة دائما لن يستفاد الطالب من معلوماتها و انما هيه لاكتساب اللغة فقط ".

غازي اينتاب- تركيا/ مدرسة للاجئين السوريينصورة من: DW/M. al Ghafari

كما يقول والد خولة "أصعب نقطة أننا كأهالي الطلاب لا نعرف كيف نتعامل مع المنهاج وما هو المطلوب من الطالب وكيف ندرسه ،بالإضافة الى اختلاف اسلوب التدريس والثقافة " وتساءل "اذا كان الاطفال يتكلمون العربية بالبيت والمدرسة فمتى سوف يتعلمون التركية وهي لغة المستقبل بالنسبة لهم"

إلا أن الاستاذ عمر قيماز ٣٨ عاما وهو يعمل في مجال التدريس للمرحلة الإبتدائية في إحدى المدارس التركية يرى أن الامر طبيعي جدا أن تكون اللغة عائقا في البداية وحث ايضا على ضرورة أن يكون لدى الأطفال السوريين الاستعداد والإصرار على تعلم اللغة وهنا نوه إلى دور الأهل في مساعدة أطفالهم في تعلم اللغة وعدم إلقاء الحمل على الطفل لوحده.

صفة اللجوء تلاحق التلاميذ السوريين

ولا تتوقف مشاكل الاندماج عند حد اللغة فحسب ، فاختلاف الثقافة والبيئة الاجتماعية بالإضافة إلى صفة اللجوء التي ترافق الطلاب السوريين أمورا تعيق الكثير من الأطفال السوريين من التفاهم مع اقرانهم الأتراك ، يصف خالد في الصف الخامس ل DW عربية طريقة تعامل الطلاب الأتراك معه "بالعدوانية والسيئة" ويقول " ينادوني دائما يا سوري وكأنها شتيمة لكي يغضبونني ونبدأ بالمشاجرة".

مردسة لدمج التلامذة السوريين في تركياصورة من: DW/M. al Ghafari

ايضا ينسحب الأمر على بعض الأساتذة الغير متقبلين لفكرة وجود السوريين في بلادهم الأمر الذي ينعكس على طريقة تعاملهم مع الطلاب السوريين حيث تقول والدة الطفل خالد " معلمة ابني كانت تطالب بنقله من الصف إلى الصف الأول أو الثاني بعد اسبوعين من بداية المدرسة لأنه لا يفهم عليها وتكرر عبارة بسبب السوريين نحن غير مرتاحين في الصف"

في حين يرى والد الطفل هيثم في الصف الأول أن تعاون المدير والأساتذة معه اكثر من رائع وهم يتفهمون وضع ابنه ويشجعونه دائما ،

أما عن عدم تقبل الطلاب الأتراك لأقرانهم السوريين فيبرر بقوله "من الطبيعي أن لا يكون هناك تواصل في البداية بسبب اللغة طبعا والطفل بطبعه سهل التأقلم واستطاع ابني أن يكون بعض الصداقات بعد أن أثبت جدارته وتفاعله مع الطلاب الأتراك"

في هذا السياق يقول الأستاذ دنيز شاهين وهو يعمل في إدارة إحدى المدارس التركية " نحن نشدد دائما على ضرورة استيعاب الأساتذة للأطفال السوريين الجدد وتشجيعهم وتفهم وضعهم وعدم معاملة الطفل السوري مثل قرينه التركي".

حلول ومبادرات

مدرسة لدمج التلاميذ السوريين في غازي اينتاب- تركياصورة من: DW/M. al Ghafari

في ظل هذه الإشكاليات والصعوبات التي تعيق اندماج الأطفال السوريين في المدارس التركية تنظم الحكومة التركية بالتعاون مع اليونيسيف دورات ” الاندماج الاجتماعي” لـ21 ألفا و700 طفل سوري خارج المخيمات، بهدف تخفيف مشاكل الاندماج التي يعانيها الأطفال السوريون في المجتمع حسب ما أوردته وكالة أناضول للأنباء .

ويتمثل الهدف الرئيسي للدورات، في تخفيف مشاكل الاندماج بالنسبة للأطفال السوريين، وتأسيس حوار متبادل مع أقرانهم، فضلا عن تعزيز التفاهم والتسامح المتبادل بين الثقافتين.

حول هذه المبادرة يقول الاستاذ علاء طباع الباحث في علم نفس الطفل "لا بد من التفاعل مع كل خطوة تقوم بها الحكومة لتسهيل عملية الاندماج ،لأن تعلم ثقافة المجتمع الجديد الذي يعيش فيه الطفل السوري الذي يحمل مشاكل وصدمات نفسية واجتماعية سيئة من آثار الحرب التي خرج منها سيسهل عليه حياته المستقبلية ، وسيساهم ذلك بتخفيف الشعور بالغربة والشعور بتميز الطفل التركي عنه ،فحاجة الانسان للانتماء هي من اهم الاحتياجات وهو الأمر الذي سيعطيه أمان وراحة اجتماعية " كما يقترح طباع "أن يكون هناك شخص مسؤول في كل مدرسة تركية يعمل كصلة وصل ويقرب الفجوة بين الطلاب السوريين وأقرانهم الأتراك بالإضافة إلى الكادر التعليمي ويساعد الاهل ايضا على التواصل مع الإدارة بحيث يسهل عملية الدمج لتصبح أفضل و أسرع".

مروة الغفري/ غازي اينتاب- تركيا

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW