1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

دهان من ألمانيا لمكافحة مرض المهق في إفريقيا

٢٧ أغسطس ٢٠١٢

في إفريقيا تم تسجيل عدد كبير من المصابين بمرض المَهَق. وكثيرا ما يكون هؤلاء عرضة للقتل والاضطهاد لأسباب ترتبط بالشعوذة. ويسعى مشروع في ألمانيا إلى توفير دهان مضاد لأشعة الشمس يحمي المصابين من أمراض سرطان الجلد.

Henry, ten-year-old albino, left, and his siblings watch TV powered by a generator at palo room of their family compound in village of Fossimondi, South West Cameroon, on Monday, Nov. 15, 2010. Apart from terrifying situation in African countries as Tanzania or Burundi, where albinos are murdered for their body parts sold for witchcraft purposes, thanks to state social welfare those in Cameroon are not forced to live on the edge of society. Nevertheless, albino genes doom them to suffer from even more dangerous enemy - a skin cancer. The fatal desease causes about 70 percent of albinos' deaths at the age up to 40 years.(CTK Photo/Tomas Junek) pixel
Afrika Albinosصورة من: picture alliance/CTK

تعرف صيدلية مارتين فيبرمان في بولهايمالقريبة من كولونيا رواجا كبيرا حتى قبيل وقت الإغلاق. وبينما كان البائع يستعد لتسليم آخر علبة دواء ضد أوجاع الرأس لأحد الزبائن، دخل السيد هربيرت كيرشيش إلى الصيدلية. إنه لا يريد شراء دواء ما بل الحديث مع الصيدلي فيبرمان حول مشروع مشترك لهما. السيد كيرشيه يعمل كطبيب للأمراض الجلدية و يتعاون مع عدد من الجهات بهدف مساعدة المصابين بمرض المَهَق في ألمانيا. وتتم الإصابة بهذا المرض الوراثي بسبب حدوث خلل في عملية التمثيل الغذائي بالجسم يمنعالجلد من صنع ما يكفي من مادة الميلانين المعروفة باسم الصباغ أو لون البشرة. وبذلك يميل لون بشرة المصاب الى الأبيض الناصع ويصبح الجلد شديد الحساسية. وعند تعرضه لأشعة الشمس، فلا تتحول البشرة الى السواد بل الى الإحمرار المفرط، حيث قد يؤدي ذلك الى أمراض سرطان الجلد. وقد تم تسجيل مثل هذه الحالات المرضية في مختلف مناطق العالم.

الطبيب كيرشيش متحمس لمشروع مساعدة مرض المهق في إفريقياصورة من: DW

دهان لحماية بشرة المصابين في افريقيا

عندما سمع كيرشيه بوجود مرض المَهَق في أفريقيا أيضا، اتضح له أن خطورة هذا المرض هناك أكبر بكثير بسبب الأشعة الشمسية القوية هناك. وقام كيرشيه بربط الاتصال بالمعنيين بالأمر في كينيا واكتشف أن ثمن قارورة الدهان الواقي من أشعة الشمس تبلغ هناك 15 دولار أمريكي. ويتذكر كيرشه قائلا: " لما علمنا ذلك فكرنا في كيفية تحضير دهان للمصابين لمواجهة أشعة الشمس القوية و يكون في متناول الناس في إفريقيا". وكان على الصيدلي فيبرمان البحث عن أجوبة لتساؤلات بهذا الشأن مثلا: ما هي العوامل الضوئية الخاصة بأفريقيا عند الحديث عن حماية الجلد ؟ وماهي الوصفات التي يمكن تحضيرها؟ وكيف يمكن الاستفادة منها ؟

داخل الصيدلية بدأ مارتين في مختبره الصغير خلف رفوف الأدوية تجاربه المختلفة وسريعا ما وجد حلاَ لبعض الإشكاليات. وتناول الصيدلي قارورة مليئة بالكيماويات من على أحد الرفوف وبدأ في مزج مواد مختلفة. ويعترف فيبرمان قائلا " إنها طبعا عملية خشنة ولا تشبه مسار عمل شركات صناعة مواد التجميل". ويضيف فيبرمان " هذا أفضل من لاشيء. وعلى أي حال فنحن نصل الآن إلى الدرجة القصوى في مستوى الوقاية من أشعة الشمس أي بمقياس 20".

يتعرض المرضى للاضطهاد من طرف عائلاتهمصورة من: picture-alliance/ dpa

تجارب ناجحة في كينيا

يصل ثمن الكيلوغرام الواحد من أكسيد الزنك المستخدم إلى 10 يورو ويمكن مزجه مع زيوت التغذية وبدهان عادي للجسم. ويكفي هذا القدر لتحضير عشرين لتر من الدهان المواجه للأشعة الشمسية. وقام فيبرمان وكيرشيه بإرسال علبة من أكسيد الزنك هذا إلى يوديت مولويو وهي مساعدة اجتماعية، تسكن في كينيا ومصابة بمرض المَهَق. مولويو تسعى إلى توعية المواطنين بهذا المرض الذي يعاني منه عدد من المصابين في إفريقيا بسبب عدد من الأحكام المسبقة وموقف المجتمع الرافض للمصابين حتى من طرف عائلاتهم في بعض الأحيان. كما إنهم يصبحون ضحيا قتل حيث تستخدم أجزاء من أجسادهم في أعمال الشعوذة الشعبية بغية الحصول على قدرات خارقة.

وتقول المساعدة الإجتماعية مولويو، التي جربت الدهان المُحضر من ألمانيا، إن المشروع الذي يقوم به الألمان يساعد المصابين وأوضحت "أن الجلد أصبح ناعماً كما أصبح شكله جيدا، وهو ما يؤكده أغلب الذين جربوا هذا الدهان" كما تؤكد المتحدثة. وتستخلص مولويو قائلة: " يجب الآن فقط اقناع المزيد من الناس، حتى يصبح بيع هذا الدهان في الأسواق مثلا أمرا ممكنا".

الصيدلي مارتين فيبرمان يكرس جزءا من وقته لتطوير نوعية الدهانصورة من: DW

الخطوة المقبلة تتجلى في خفض التكلفة

حاليا، يبلغ سعر الدهان الذي تستعمله مولويو ما بين ست و سبع دولار أمريكي للعلبة الواحدة، وهو مبلغ عال بالنسبة لأغلب المصابين بمرض المَهَق، خصوصا وأن مضمون العلبة الواحدة لا يكفي لأكثر من أسابيع قليلةً. ويقول هربيرت كيرشيه إن " خفض أسعار الدهان رهن بالحصول على أكسيد الزنك في عين المكان". وهو يعلم أيضا أن هذا المشكل لا يمكن حله في هذه صيدلية الألمانية.

كريش أدريان/عبد الرحمان عمار

مراجعة: ع ع

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW