ألمانيا.. استعدادات لإقالة رئيس الاستخبارات الداخلية
٤ نوفمبر ٢٠١٨
يبدو أن التغيير الوظيفي لـهانز-غيورغ ماسن من منصبه كرئيس للهيئة الاتحادية لحماية الدستور ليصبح مبعوثا في وزارة الداخلية لن يتم، كما كان متفقا عليه، حيث ستتم إقالته من وظيفته، وفق تسريبات من وزارة الداخلية الألمانية.
إعلان
أعلنت وزارة الداخلية الألمانية مساء اليوم الأحد عن أنه ستكون هناك "تبعات" لانتقادات هانز-غيورغ ماسن رئيس الهيئة الاتحادية لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) الحادة لأطراف في الائتلاف الحاكم أوردها في نص خطاب يعتزم أن يلقيه بمناسبة خروجه من منصبه.
وصرح متحدث باسم وزير الداخلية هورست زيهوفر ردا على سؤال من وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بأن الوزارة علمت بتصريحات ماسن، وتابع أنه يجري مراجعتها في الوقت الراهن، وقال "في أعقاب المراجعة سيتخذ السيد زيهوفر القرارات اللازمة".
وحسب معلومات (د.ب.أ) سيتم فصل ماسن ولن يتم نقله كمفوض خاص في وزارة الداخلية كما كان مخططا له. وأفادت دوائر أمنية، بأن نص خطاب ماسن الذي جرى توزيعه داخل الهيئة الاتحادية لحماية الدستور، تضمن انتقادات كبيرة لأطراف في الائتلاف كما تضمن أيضا دفاعا كبيرا عن تصريحاته المثيرة للجدل حول مقطع فيديو عن مطاردة معادية للأجانب في مدينة كمنيتس شرقي ألمانيا.
وكان ماسن قد شكك في تصريحاته في صحة مقطع فيديو كان قد عُرض وظهر فيه مشاهد مطاردة تستهدف أجانب بالقرب من ميدان يوهانيس في كمنيتس. وقال: "لا يوجد دليل على أن الفيديو المتداول على الإنترنت حقيقي"، وأوضح أنه من المحتمل أن تكون هذه المعلومات "مغلوطة بشكل متعمد".
ما هي أجهزة الاستخبارات الألمانية؟
01:24
وكانت زعيمة الحزب الاشتراكي اندريا نالس قد وافقت في اجتماع ثلاثي في سبتمبر/ أيلول بحضور المستشارة ميركل وزعيم الحزب الاجتماعي المسيحي البافاري ووزير الداخلية الاتحادي هورست زيهوفر، على حل وسط لقضية ماسن، عبر نقله من منصب رئاسة الاستخبارات الداخلية إلى منصب آخر.
لكن وزير الداخلية فاجأ الجميع وأمر بترقية ماسن إلى منصب سكرتير دولة بوزارة الداخلية، ما أثار غضب الاشتراكيين ومعظم المعارضة السياسية داخل وخارج البرلمان.
وواجهت نالس انتقادات وضغوطا كبيرة من قاعدة الحزب الاشتراكي الديمقراطي ومن قيادات الحزب ما دفعها إلى توجيه رسالة إلى ميركل وزيهوفر طلبت فيها بضرورة إعادة النظر في قضية ترقية ماسن
يشار إلى أن أحداث كمنيتس قد وقعت على خلفية مقتل مواطن ألماني 35 عاما طعنا بسكين في المدينة، في 26 آب/ أغسطس الماضي.
ع.أج/ع ش (د ب أ)
كيمنتس ..كل هذا يحدث في مدينة ألمانية وأمام أعين الشرطة!
بلغ الوضع في كيمنتس الواقعة في ولاية ساكسونيا بشرق ألمانيا، والتي يبدو أن النازيين الجدد واليمين المتطرف يتمتعون بحضور قوي فيها، درجات غير مسبوقة من التوتر بعد مظاهرات نظمت على خلفية وفاة رجل ألماني متأثرا بجراحه.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
بالآلاف خرج مؤيدو اليمين المتطرف والشعبوي ليلة الاثنين/ الثلاثاء (28/27 أغسطس/آب 2018) إلى شوارع كيمنتس (شرق)، للمشاركة في التظاهرة التي دعت إليها مجموعة "من أجل كيمنتس" اليمينية الشعبوية عقب وفاة رجل ألماني متأثرا بجراحه.
صورة من: Reuters/M. Rietschel
كما نظم اليسار مظاهرة مضادة دعت إليها مجموعة "كيمنتس خالية من النازيين" اليسارية المتطرفة. الشرطة تدخلت لعزل المجموعتين عبر استخدام خراطيم المياه وذلك لمنع مؤيدي الطرفين من الاشتباك.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
ومع ذلك ذكرت تقارير إعلامية متطابقة أن ستة أشخاص على الأقل أصيبوا في الاشتباكات بين المجموعتين، كما سجلت إصابات أخرى بعبوات حارقة ومقذوفات.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Willnow
وامتنعت الشرطة عن الكشف عن عدد الإصابات أو تأكيد الأرقام المعلنة. وعلى ما يبدو فقد فاجأ الحضور المكثف لمؤيدي اليمين المتطرف الجميع، بمن فيهم المسؤولين عن جهاز الأمن الذين أقروا بأن عناصرهم كانت أقل مما يستلزمه الوضع.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
ووفق وسائل إعلامية محلية فإن جماعات من اليمين المتطرف والنازيين الجدد شاركوا في التظاهرات إظافة من ألتراس كيمنيتس، بينما قال منظموا المظاهرة إن المشاركين هم من المواطنيين "القليقين" على مصير البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Seidel
وصباح اليوم الثلاثاء (28 آب/ أغسطس)، وجه اتحاد المدينة انتقادا لاذعا للشرطة واصفا إدارتها للأزمة بـ "رسالة سيئة من دولة القانون القوية".
صورة من: Getty Images/AFP/O. Andersen
وتظاهرة أمس الاثنين هي الثانية بعد خروج 800 متظاهر إلى الشوارع قبل يومين، وذلك بعد انتشار خبر وفاة رجل قالت عنه الشرطة "إنه ألماني في 35 من العمر" إثر تلقيه عدة طعنات، إضافة إلى إصابة اثنين آخرين. وأصدرت محكمة ابتدائية بالمدينة بعد ذلك مذكرتي اعتقال بحق شابين مشتبه بهما أحدهما سوري والآخر عراقي.
صورة من: Imago/epd/W. Schmidt
ورفع المتظاهرون من اليمين المتطرف شعارات عنصرية تدعو إلى "حماية" ألمانيا وأوروبا من المهاجرين. بينما تحدثت قوات الأمن عن "أكثر من مائة شخص أخفوا وجوههم" وبعضهم أدوا تحية هتلر. في المقابل وصفت مراسلة المحطة الإذاعية "WDR" الشعارات المرفوعة بأنها كانت "تنم عن مستويات غير مسبوقة من العنف".
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Meyer
ومجددا وكما بات الأمر معروفا في مظاهرات اليمين المتطرف، رفعت شعارات تطالب برحيل المستشارة "المسؤولة" حسب المتظاهرين عن "تدفق اللاجئين". ورسميا، كان المتحدث الرسمي باسم المستشارة قد شدد على أن ألمانيا "لن تتسامح مع أي أفعال انتقامية في الشوارع". وذلك عقب انتشار صور تظهر نازيين جدد يلاحقون أشخاصا من أصول أجنبية في شوارع كيمنتس.