خطط لضم اسم زوكربرغ في تحقيقات فضيحة "كامبريدج أنالتيكا"
٢١ أكتوبر ٢٠٢١
رغم مرور خمس سنوات على فضيحة كامبريدج أنالتيكا التي وضعت شركة فيسبوك في مرمى الانتقادات، يعتزم محققون إضافة اسم مارك زوكربرغ مؤسس الشركة لملف القضية بعد معلومات مهمة ظهرت خلال التحقيقات.
إعلان
في واحدة من تبعات ما يعرف بفضيحة "كامبريدج أنالتيكا" يخطط محققون أمريكيون لإضافة اسم الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، مارك زوكربرغ للتحقيقات. وأضاف النائب العام في واشنطن، اسم زوكربرغ للدعوى التي تعود لعام 2018 ضد فيسبوك. وبرر النائب العام كارل راسين قراره بأن التحقيقات أظهرت مشاركة مؤسس فيسبوك في القرارات المتعلقة بفضيجة كامبريدج أنالتيكا كما أوضحت أن دوره كان أكبر مما كان يُعتقد، وفقا لتقرير نشرته مجلة "شبيغل" الألمانية.
ويتهم النائب العام، فيسبوك بتضليل المستخدمات والمستخدمين فيما يتعلق بنقل بياناتهم لطرف ثالث. وهي اتهامات نفاها متحدث باسم الشركة ووصفها بـ"غير المبررة"
وواجهت فيسبوك قبل نحو خمسة أعوام فضيحة جمع بيانات المستخدمين من أجل تطوير برمجية تسمح بالتأثير على أصوات الناخبين. وبرز وقتها اسم العالم ألكساندر كوغان بعد أن طور اختبارا شخصيا على فيسبوك عام 2016، شارك فيه مئات الآلاف. وسمح فيسبوك وقتها بنقل بيانات المشاركين وأصدقائهم لشركة كوغان التي باعت لاحقا البيانات لشركة كامبريدج أناليتيكا التي حاولت بدورها استخدام هذه البيانات لدعم الجمهوريين في الانتخابات الأمريكية. وعندما ظهرت تفاصيل القضية للنور بعد عامين من حدوثها، واجهت فيسبوك انتقادات شديدة ووعدت بتحسين آليات حماية بيانات المستخدمين.
زوكربيرغ يعتذر عن أخطاء فيسبوك أمام مجلس الشيوخ
02:04
ووفقا للنائب العام فإن التحقيقات أشارت إلى أن زوكربرغ كان صاحب فكرة إعادة هيكلة منصة فيسبوك في عام 2010 بشكل يسمح لمطوري تطبيقات خارجية بالدخول على بيانات المستخدمين. ولو ثبت هذا الاتهام فقد يواجه زوكربرغ غرامة مالية ربما تصل إلى 1,5 مليار دولار. وأوضح النائب العام راسين أن هذه الخطوة تهدف لإرسال رسالة تؤكد ضرورة محاسبة رؤساء الشركات على تصرفاتهم.
مساعي لإلهاء الرأي العام؟
على صعيد متصل اتهمت منظمات غير حكومية شبكة فيسبوك بالسعي إلى إلهاء الرأي العام عن المشكلات والفضائح الكثيرة التي تواجهها من خلال إعلانها عن طرح لتغيير اسمها. وتعتزم فيسبوك، التي تضم ضمن شبكتها خدمات إنستغرام وواتساب ومسنجر، إنشاء شركة أمّ تحمل اسما جديدا، بحسب معلومة نشرها موقع "ذي فيرج".
وكتب المحلل المستقل المتخصص في شركات التكنولوجيا الكبرى بنديكت إيفانز عبر تويتر "إذا ما أطلقتم اسما جديدا على منتج لم يعد يحقق نجاحا، سيفهم الناس سريعا أن الماركة الجديدة تعاني المشكلات نفسها". ورفضت فيسبوك الرد على أسئلة وكالة فرانس برس للتعليق على هذا الخبر.
وذكر موقع "ذي فيرج" أن التسمية الجديدة من شأنها أن تعكس الجهود التي تبذلها المجموعة للانطلاق في مجال "ميتافيرس" الذي يوصف بأنه مستقبل الإنترنت إذ يتكامل فيه العالمان الحقيقي والافتراضي إلى حد الاندماج.
وأعلنت الشبكة الأميركية العملاقة مؤخرا أنها تعتزم توظيف عشرة آلاف شخص في غضون السنوات الخمس المقبلة في أوروبا للعمل على هذا الـ"ميتافيرس"، ما سيشكل خصوصا وحدتيها للواقع المعزز والافتراضي، كماركتها "أوكولوس" للخوذات الانغماسية على سبيل المثال. وقد يكشف رئيس فيسبوك زوكربرغ عن الاسم الجديد في 28 تشرين الأول/أكتوبر خلال مؤتمر سنوي بشأن هذه المواضيع.
ا.ف/ و.ب (شبيغل، أ.ف.ب)
فيسبوك - من أيادي الطلبة إلى أداة للأنظمة
جعل العالم "قرية صغيرة" لم يعد هدف "فيسبوك" الوحيد. فمع السنين، صار الموقع الأشهر سلاحاً ذا حدين؛ يسمح بحرية التعبير، ولكنه يثير مخاوف خاصة فيما يخص البيانات الشخصية التي بات اختراقها ممكناً وتحويلها إلى أداة قمع وارداً.
صورة من: picture alliance/NurPhoto/J. Arriens
البداية من هارفارد
لم تكن نية مارك زوكربرغ ورفاقه في أول الأمر سوى إطلاق شبكة اجتماعية خاصة بتبادل المعلومات والصور والآراء بين طلاب جامعتهم هارفارد. أطلقوا على تلك الشبكة اسم: فيسبوك. وفي الرابع من فبراير/ شباط 2004 تم تأسيس الشبكة رسمياً، ليتوافد عليها طلبة من جامعات أخرى وتلقى رواجاً ونجاحاً مهمين. هذا النجاح دفع مؤسسي "فيسبوك" إلى فتح باب العضوية للجميع ابتداءً من نهاية عام 2006.
صورة من: Reuters/B. Snyder
إقبال متزايد
كان لـ"فيسبوك" قدرة خارقة على اختصار المسافات والربط بين أطراف العالم بضغطة زر، حيث زاد المقبلون على استخدامه إلى الملايين منذ إنشائه. وقد تجاوز مستخدموه الآن ربع سكان العالم، كان مارك زوكربرغ قد كتب في تدوينة له السنة الماضية (2017) على "فيسبوك" أن عدد المشتركين وصل إلى ملياري شخص، في حين كان عددهم مليون شخص عام تأسيسه (2004).
صورة من: Reuters/D. Ruvic
كوكب مواز
اختراق "فيسبوك" للعالم وحيازته لمساحة مهمة من حياة الناس لم يكن بمحض الصدفة. فقد أتاح لمستخدميه فرصة التواصل مع العالم الخارجي والتعارف كما التعرف على أشخاص وأماكن جديدة، بالإضافة إلى الانفتاح وتبادل المعلومات والإدلاء بالآراء والمواقف الشخصية، سواءً عن طريق نشر تدوينات أو صور أو حتى مقاطع فيديو. هذه الميزات والتقدم الذي عرفه الموقع جعل كثيرين يطلقون عليه "الكوكب الموازي".
صورة من: picture-alliance/dpa/J.W.Alker
"استحواذ" وشراكات
استطاع "فيسبوك" أن يكتسب شهرة عالمية ويعقد بذلك شراكات مع مؤسسات معروفة. كما مكنته الأموال التي حصل عليها عن طريق الإعلانات من "الاستحواذ" على برامج أخرى. وتعتبر شركة "مايكروسوفت" من بين الذين قدموا عرضاً لشراء "فيسبوك" عام 2007 بشراء حوالي خمسة في المائة من أسهم "فيسبوك". أما بالنسبة للمواقع التي ضمها إليه، فقد كان تطبيق "إنستغرام" أولها عام 2012، تلاها "واتساب" عام 2014.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Becker
"نافذة للرقابة والقمع"
اعترفت بعض المحاكم بـ"فيسبوك" منذ 2008. كما عوقب كثيرون بسبب نشرهم لمحتوى "لم يرق" لدولهم أو جهات أخرى. وكانت وزارة الداخلية المصرية عام 2014، مثلاً، قد ألقت القبض على سبعة أشخاص يستخدمون موقع "فيسبوك" "للتحريض" ضد قوات الأمن، حسب ما نقلت رويترز آنذاك. كما حُظر الموقع في بعض الدول كسوريا وإيران. لكن سرعان ما رُفع هذا الحظر. المنع لا يخص الدول، بل يشمل بعض الإدارات التي منعت موظفيها من استعماله.
صورة من: picture-alliance/empics/D. Lipinski
أفيون الثورات؟
شكل "فيسبوك" مساحة للإدلاء بوجهات النظر دون أي قيد قد يواجه المستخدم على أرض الواقع. الثورة في مصر عرفت طريقها نحو الواقع من "فيسبوك"، الذي لعب دوراً مهماً في تحويل قضية الشاب خالد سعيد إلى شرارة لإطلاق ثورة 25 يناير/ كانون الثاني، وهو ما أشار إليه الناشط المصري وائل غانم في كتابه "ثورة 2.0". لكن الحرية بدأت تتراجع حين اعترفت المحاكم بالموقع وصارت الجرائم الإلكترونية ضمن ما تعاقب عليه هناك.
صورة من: picture alliance/AP Photo/M. Deghati
منصة للجيوش الإلكترونية
خلق "فيسبوك" أرضاً خصبة لمجموعة من الأنظمة التي سخرته لخدمة مصالحها السياسية. وكان الجيش السوري الإلكتروني، الذي ظهر إبان الثورة السورية (2011-2012) واحداً من أبرز هؤلاء، حسب ما ذكر بعض المراقبين. فقد شن انطلاقاً من الموقع حرباً إلكترونية، وذلك باختراقات أو إغراق الصفحات بتعليقات مؤيدة لنظام الأسد أو اتهامات بالخيانة للمعارضين. بالإضافة إلى إرسال بلاغات لـ"فيسبوك" بإغلاق حسابات لمعارضين.
صورة من: Vernon Manlapaz
انتقادات متكررة!
"انتهاكات خصوصية المستخدمين، تسريب البيانات وإمكانية استغلالها من طرف الاستخبارات، فضلاً عن نشر مواد تدعو إلى العنف والكراهية والتمييز..." كلها انتقادات وجهت لـ"فيسبوك". لكن كريس هيوز، المتحدث الرسمي باسم الشركة سابقاً، رد على هذه الانتقادات بقوله: "لم نقم من قبل مطلقاً بتزويد أطراف آخرين بالبيانات الخاصة بمستخدمي الموقع، ولا نعتزم القيام بذلك على الإطلاق"، حسب ما تناقلته عدة مواقع إلكترونية.
صورة من: picture alliance/dpa/epa/R. Khan
دعاوى قضائية متعددة
رفعت العديد من الدعاوى القضائية ضد "فيسبوك"، كما رفع هو الآخر ضد مستخدمين. كان أول الدعاوى ضد الشبكة عام 2004، إذ اتهمت شركة "كونكت يو" مارك زوكربرغ بسرقة الأفكار التي وضعوها حول الموقع واستخدام الكود الرئيسي الخاص بهم. كما رفع الموقع هو الآخر دعوة ضد ضد آدم جوربوز، وحصل على تعويض قيمته 873 مليون دولار.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Reinhardt
"إخفاق كارثي"
مسألة الحصول على بيانات المستخدمين جعلت "فيسبوك" محط محاسبة في مرات كثيرة؛ آخرها يوم 20 مارس/ آذار 2018. فقد دعت لجنة من المشرعين البريطانيين من مختلف الأحزاب رئيس "فيسبوك" إلى تقديم تفسير بخصوص "إخفاق شركته الكارثي" في حفظ البيانات الشخصية. كما قررت السلطات البريطانية التحقيق بشأن شركة "كامبريدج أناليتيكا" البريطانية، التي اتهمت بحيازة غير قانونية لمعطيات مستخدمي الشبكة. إعداد: مريم مرغيش