دوري أبطال أوروبا - عمالقة ألمانيا يسقطون في جولة للنسيان
صلاح شرارة
٢٤ أكتوبر ٢٠٢٤
من بين خمسة أندية ألمانية تشارك في دوري أبطال أوروبا كان شتوتغارت هو الوحيد الذي حقق الفوز في الجولة الثالثة. فما الذي حدث لبايرن ودورتموند ولايبزيغ؟ وكيف تبدو فرصهم في الجولات المقبلة؟
إعلان
لم يكن أكبر المتشائمين يعتقد أن يقع كل هذا لأندية ألمانيا، وعلى رأسها بايرن ودورتموند، في الجولة الثالثة ببطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بنظامها الجديد. فبينما كان بايرن خاسرا بفارق كبير على ملعب برشلونة كان لايبزيغ هو الآخر خاسرا على ملعبه أمام ليفربول، وسبقهما دورتموند بخسارة تاريخية أمام الريال. وتعادل ليفركوزن بطل ألمانيا مع فريق يشارك في البطولة لأول مرة في تاريخه، بينما شكل شتوتغارت الاستثناء الوحيد.
هل يغيب بايرن عن المباراة النهائية على أرضه؟
محليا، يعتلي بايرن صدارة دوري البوندسليغا، ففي سبع جولات بالمسابقة فاز في خمس وتعادل في اثنتين ولم يخسر مباراة واحدة، ليعتلي الصدارة بفارق الأهداف عن لايبزيغ. لكن بايرن في ثلاث مباريات بدوري الأبطال خسر اثنتين وفاز في واحدة، وهو أداء يعتبر مخيبا بالنسبة لفريق بحجم العملاق البافاري.
كانت الخسارة الأولى أمام أستون فيلا في الجولة الثانية (الأربعاء الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول) خسارة موجعة، فقد سيطر بايرن على مجريات اللقاء لكن رابع الدوري الإنجليزي نجح في تسجيل هدف الفوز بواسطة جون دوران في الدقيقة 79 بعد خطأ الحارس مانويل نوير في التقدم داخل منطقة الجزاء.
ومساء أمس الأربعاء (23 أكتوبر/ تشرين الأول) كانت المواجهة مع برشلونة، الذي لم يخسر بايرن أمامه منذ أكثر من 9 سنوات، لكن النجم البرازيلي رافينيا باغت بايرن قبل نهاية الدقيقة الأولى من المباراة مسجلا الهدف الأول لبرشلونة، غير أن هاري كين أدرك التعادل في الدقيقة 18، قبل أن يسجل ليفاندوفسكي الهدف الثاني لبرشلونة (36) ثم يسجل رافينيا هدفا ثالثا ورابعا لبرشلونة رغم السيطرة البافارية على الكرة. ليتجمد رصيد بايرن عند ثلاث نقاط حصدها في الجولة الأولى من فوزه الضخم على دينامو زغرب 9/2، في 17 سبتمبر/ أيلول. وتراجع البافاري للمركز 23 في ترتيب دوري الأبطال، التي ستكون مباراته النهائية هذا الموسم على ملعب أليانز أرينا بميونيخ. والسؤال هو هل سيغيب بايرنعن المباراة النهاية على أرضه؟
الإجابة على طريقة الألمان "نعم ولا". نعم لو واصل بايرن بهذه النتائج رغم أدائه الجيد فسيغيب حتما. ولا لأنه سيواجه بنفيكا في الجولة الرابعة (الأربعاء 6/11) ثم باريس سان جيرمان (الثلاثاء 26/11) ويمكنه أن يفوز على الاثنين ليحسن ترتيبه ويعزز تواجده بالمسابقة ويصعد للنهائي خصوصا في ظل أدائه الجيد.
كان أهم خطأ في مباراة برشلونة من وجهة نظر الصحافة الألمانية هو أسلوب المخاطرة التي أدار بها المدرب البلجيكي فينسنت كومباني المباراة، فباندفاعه الهجومي خلق مساحات للاعبي برشلونة استغلها رافينيا في تسجيل هاتريك. وقال كومباني بعد المباراة "ليس هناك أعذار، هناك فقط هزيمة واضحة". أما النجم يوزوا كيميش فاعترف بحق برشلونة في الفوز فقال "سير المباراة لم يكن (ليجعل النتيجة) 4/1، رغم ذلك كانت هزيمة مستحقة. وما فعلناه كان في بعض الأحيان (بمثابة) هاراكيري"، يقصد طريقة الانتحار التي كان يقوم بها محاربو الساموراي اليابانيون.
أوروبيا .. لايبزيغ في أزمة حقيقية
ولا يختلف الحال كثيرا بالنسبة لفريق "رازن بال شبورت لايبزيغ"، فهو محليا مثل بايرن لم يخسر ولا مباراة، فاز في خمس وتعادل في اثنتين وله نفس رصيد نقاط بايرن (17 نقطة)، لكن أوروبيا تلقى هو الآخر هزيمة على ملعبه بشرق ألمانيا أمام ليفربول الإنجليزي بهدف أحرزه داروين نونيز.
وصحيح أن خسارة لايبزيغ ليست كبيرة مقارنة بما وقع لبايرن ودورتموند إلا أنها الهزيمة الثالثة للفريق بدوري أبطال أوروبا، فقد خسر قبلها أمام يوفنتوس (2/3)، وفي البداية خسر أمام ريال مدريد (1/2)، وهو ما جعله يحتل المرتبة 31 في البطولة من بين 36 فريقا ولو واصل بنفس الأمر، رغم الاعتراف بأنه يقدم مستويات جيدة. فلن يبلغ الأدوار الإقصائية بلا شك. ويسافر لايبزيغ في 5/11 لملاقاة سيلتيك ثم بعدها يذهب إلى ملاقاة ميلان (26/11) ثم يستقبل أستون فيلا في 10 ديسمبر/ كانون الأول.
إعلان
ليفركوزن يتعثر أمام فريق مغمور
أما باير ليفركوزن، حامل لقب البوندسليغا فقد أهدر تقدمه أمام بريست الفرنسي، ليخسر في نهاية المباراة نقطتين. فبعدما افتتح فلوريان فيرتس التسجيل لليفركوزن في الدقيقة 24، أدرك بريست التعادل عبر مهاجمه بيار لي-ميلو (39). ليواصل الفريق الفرنسي انطلاقته التاريخية في دوري أبطال أوروبا، علما بأنها المرة الأولى التي يشارك فيها في تلك المسابقة المرموقة.
والأمر ليس قاتما بالنسبة لليفركوزن فقد حقق الفريق فوزين متتالين على مضيفه فينورد الهولندي 4-0 وضيفه ميلان الايطالي 1-0 في الجولتين السابقتين. وبهذا يحتل ليفركوزن المركز السادس في البطولة وهو أفضل مركز لفريق ألماني بدوري الأبطال هذا الموسم.
وينتظر الفريق الذي يدربه الجنتلمان شابي ألونسو رحلة إلى إنجلترا لمواجهة فريقه السابق ليفربول (25/11) في الجولة الرابعة.
دورتموند ينهار في ريمونتادا تاريخية للريال
وفي الليلة التي سبقت تلك المباريات، أهدر بروسيا دورتموند تقدمه المثير على ريال مدريد في سانتياغو برنابيو بهدفين لصفر في الشوط الأول، بعدما عاد الريال من الاستراحة بين الشوطين بمستوى مرعب. حيث نجح الفريق في عمل "ريمونتادا" تاريخية حينما سجل خمسة أهداف متتالية لينتهي أقوى لقاءات البطولة حتى الآن بفوز ريال مدريد 5/2.
ويهبط دروتموند للمركز 11 بدوري الأبطال، لكن مباراتيه القادمتين بالبطولة مع أندية في المتناول إذ سيرحل لملاقاة غراتس النمساوي (5/11)، ثم يسافر إلى زغرب لملاقاة دينامو زغرب يوم 27 من نفس الشهر.
شتوتغارت يحقق المفاجأة
وفي مقابل كل ماسبق نجح شتوتغارت مساء الأربعاء (23/10/2024)، في إلحاق الهزيمة الأولى هذا الموسم بيوفنتوس الإيطالي العريق. وجاء فوز أشبال المدرب الرائع سيباستيان هونيس بهدف لصفر على ملعب يوفنتوس في الوقت بدل الضائع (90+2). ليحتل شتوتغارت المركز 18 بالبطولة متقدما على فرق من العيار الثقيل مثل باريس سان جيرمان وبايرن وميلان وأتليتكو مدريد.
في صور- أندية ألمانية ومواجهات لاتُنسى مع ريال مدريد
من جديد يواجه بايرن ميونيخ فريق ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا. وسبق أن واجهت أندية ألمانية عديدة البطل التاريخي لأوروبا. ودخلت بعض المقابلات سجل التاريخ، وغالبيتها كانت تزخر بالأهداف، وجميعها كانت بنكهة خاصة.
صورة من: AP
سقوط مرمى مدريد
في الأول من أبريل/ نيسان 1998 وقبل انطلاق صافرة مقابلة الذهاب في نصف نهائي البطولة الأوروبية بين ريال مدريد وبروسيا دورتموند، تسلق مشجعون إسبان السياج وأسقطوه مع المرمى المثبت به. واستمر الوقت طويلا إلى حين استبدال المرمى. وانطلقت المباراة بعد تأخير دام 76 دقيقة، وانهزم دورتموند حينها باثنين لصفر.
صورة من: picture-alliance/dpa
ليفاندوفسكي يسجل أربعة أهداف
في نصف نهائي نسخة 2012/2013 تحسن المستوى الكروي بالنسبة لبروسيا دورتموند، فتوالت الأهداف على ملعبة. وبأربعة أهداف هزم دورتموند "الملكيين" في مقابلة الذهاب في أبريل/ نيسان 2013. وفي كل مرة كان الهداف هو روبرت ليفاندوفسكي. وفي مقابلة الإياب انتصر ريال بهدفين لصفر، لكن دورتموند تأهل لمقابلة بايرن ميونيخ في النهائي.
صورة من: Reuters
شفاينشتايغر يحتفظ بأعصاب هادئة
مواجهات ساخنة جمعت بين بايرن والريال: في 2012 انتقل الفريقان في نصف النهائي إلى لعب ركلات الترجيح. وبعدما رفضت الكرة دخول الشباك في خمس من بين الركلات الثماني الأولى، أحرز قائد فريق بايرن شفايشتايغر الركلة الحاسمة ليفوز البافاري 3-1 ويصعد إلى النهائي، الذي خسره بعد بضعة أسابيع أمام تشيلسي بضربات الترجيح أيضا.
صورة من: AP
أنيلكا في تألق انفرادي
هزيمة مريرة سُجلت قبل اثني عشر عاما كذلك في النصف النهائي: البافاريون أرادوا بعد الهزيمة في المباراة النهائية أمام مانشستر يونايتد في الموسم السابق، الظفر بلقب البطولة. لكن ريال وضع حدا لهذه الأحلام بشخص الفرنسي نيكولا أنيلكا، الذي كان هدفه حاسما في مقابلة الإياب التي انتهت بهدفين لواحد لصالح الإسبان.
صورة من: Getty Images/AFP/Ch. Simon
انتقام ينس جرميس
إلى جانب أنيلكا في مايو 2000 سُجل اسم ينس جرميس في قائمة الهدافين. لاعب الوسط أخطأ بتسديد هدف في مرمى فريقه. وبعد سنة نجده ينتقم: في نصف النهائي قابل بايرن الريال. وفي مقابلة الإياب سجل جرميس الهدف الحاسم في المقابلة التي انتهت بهدفين مقابل واحد. البافاريون يصلون إلى النهائي ويفوزون بالبطولة الأوروبية على حساب فالنسيا الإسباني.
صورة من: Getty Images/Bongarts/S. Behne
مواجهة بارزة في ملعب بيرنابيو
مقابلة لا تُنسى جمعت بين بايرن وريال مدريد في عام 1987. كلاوس أوغنتالر يسجل هدفا في شباكه خطأ، ويغادر الملعب مبكرا بعد تلقيه البطاقة الحمراء. كما تطايرت أشياء أخرى، بينها قضيب حديدي ومطواة كادت أن تصيب حارس مرمى بايرن جان ماري بفاف. بايرن خسر المقابلة بصفر لواحد، لكنه تأهل بعد ذلك بفضل الفوز، الذي حققه في الذهاب بأربعة أهداف مقابل هدف واحد.
صورة من: picture-alliance/dpa
الهداف مولر يتلقى لكمات
اللاعب غيرد مولر يحسم ميزان القوة في الكأس الأوروبية لصالح البافاريين. في 1976 سجل في مقابلة الإياب في نصف النهائي هدفي النصر. وكأنه يرد بذلك على ما وقع ضده في مباراة الذهاب التي انتهت بالتعادل 1-1، حيث اقتحم مشجع للريال الملعب ووجه لكمات له وللحكم أيضا.
صورة من: picture-alliance/dpa
تسديدة زيدان
الجميع كان يترقب صافرة الاستراحة في نهائي البطولة الأوروبية عام 2002 بين مدريد وليفركوزن. إلا أن زين الدين زيدان تلقى كرة في منطقة العمليات ليسددها في الشباك ويحرز هدف الانتصار. وحاول لاعبو ليفركوزن بعد الاستراحة تدارك الموقف لكن النتيجة انتهت 2-1 للريال. ليحل ليفركوزن ثانيا أوروبيا مثلما فعل في الدوري والكأس الألمانيين.
صورة من: picture-alliance/dpa
نظرة من زاوية خاصة
فريق مونشنغلادباخ مر تقريبا فقط بتجارب مريرة مع ريال. في مارس 1976 واجه غلادباخ الفريق الملكي في ربع نهائي الأندية أبطال الدوري. وبعد تعادل بهدفين لمثلهما في الذهاب بألمانيا، لعب حكم مقابلة الإياب، الهولندي ليو فان دير كروفت، دورا حاسما. حيث إنه لم يحتسب هدفين صحيحين لمونشنغلادباخ وانتهت المقابلة بالتعادل بهدف لمثله، ليخرج غلادباخ من السباق.
صورة من: Imago/S. Simon
الفوز بخمسة أهداف ليس كافيا
بوروسيا مونشنغلادباخ نجح في إحراز خمسة أهداف مقابل واحد في ذهاب ثمن النهائي بكأس الاتحاد الأوروبي 1985. لكن الأمل بتحقيق مفاجأة اندثر بالنسبة إلى المدرب يوب هاينكس وفريقه في ملعب بيرنابيو، حيث سجل "الملكيون" أربعة أهداف لصفر وتأهلوا في آخر المطاف إلى النهائي.
صورة من: picture-alliance/EFE/EFE
حمل ثقيل
وفي النهائي قابل ريال فريقا من الدوري الألماني، إنه فريق كولونيا، الذي سيطر على مجريات لقاء الإياب أمام جمهوره وانتصر بهدفين لصفر. لكن الوقت كان متأخرا للحلم جديا بأول لقب أوروبي. حيث إن كولونيا خسر مباراة الذهاب بـ1-5 بعدما كان متقدما بهدف لصفر. وبهذا يبقى الفوز في مقابلة الإياب مجرد عملية تجميل.
صورة من: picture-alliance/dpa
مهرجان أهداف في كايزرسلاوترن
بعد هزيمة في الذهاب بثلاثة لواحد في مدريد، الوضع لم يكن إيجابيا بالنسبة إلى كايزرسلاوترن في ربع نهائي كأس الاتحاد الأوروبي عام 1982. لكن في مقابلة الإياب تمكن اللاعب فريدهيلم فونكل من تسجيل هدفين في الشوط الأول. وبعد فترة الاستراحة استمر مهرجان الأهداف ليفوز كايزرسلاوترن في النهاية بخمسة أهداف لصفر، ويعود كاماتشو وشتيليكه وزملاؤهم إلى مدريد يملأهم الخجل.
صورة من: picture-alliance/Jörg Schmitt
فارق كبير في الأداء
أينتراخت فرانكفورت لم تكن أمامه أية فرصة في 1960 في نهائي كأس أوروبا للأندية البطلة. فريق فرانكفورت سجل فعلا أمام 128 ألف متفرج ثلاثة أهداف، لكن ريال سجل سبعة. لم يكن هناك فريق ألماني في نفس مستوى الفريق الإسباني. والمقابلة تُعد إلى يومنا هذا إحدى أجمل المقابلات في تاريخ الكرة. الكاتب: أندرياس شتن-زيمونس/ م.أ.م