دوري أبطال أوروبا: مفاجآت ثقيلة وأخطاء تحكيمية
١٩ فبراير ٢٠١٠أربع مباريات ساخنة شهدتها يومي الثلاثاء والأربعاء المرحلة الأولى من ذهاب دور الستة عشر من بطولة أبطال أوروبا/ تشابينز ليغ التي وضعت بعض الفرق الأوروبية الكبرى في مطب كبير، ومن أول هذه الفرق ريال مدريد الذي يتطلع هذا الموسم إلى إحراز اللقب العاشر في تاريخه للبطولة، خصوصا وأن مباراة النهائي ستقام في معقله بإستاد "سنتياجو برنابيو" في العاصمة الإسبانية مدريد في 26 آيار/مايو القادم. إلا أن ريال مدريد عجز في مباراة الثلاثاء عن اجتياز عقبة ليون وانهزم أمامه بهدف واحد دون رد، للكاميروني جون ماكون. ما يعني أن الخناق اشتد على النادي الملكي الذي بات مهددا بالخروج مبكرا من البطولة بعدما أنفق الصيف الماضي أموالا طائلة على صفقات انضمام اللاعبين أملا في حسم بطولة/ التشابينز ليغ لصالحه. واستغلت الصحف الإسبانية هزيمة الفريق أمام ليون الفرنسي لتطلق وابلا من الانتقادات النارية ضد المدير الفني التشيلي مانويل بيليجريني، واصفة إياه أنه "لمس شيئا كان يعمل بصورة جيدة وحوله إلى "خراب" عبر قرارات فنية خاطئة" حسب صحيفة ماركا الإسبانية. ومن بين القرارات التي تم التشكيك في صحتها، الدفع بالبرازيلي مارسيليو في مركز الظهير الأيسر أو إشراك المالي مامادو ديارا في مركز الارتكاز منذ البداية. ولم تكن هذه المرة الأولى الذي يجد فيها بيليجريني نفسه في بؤرة الانتقادات، فقد تعرض مطلع الموسم لهجوم شديد من قبل جماهير ملعب "سنتياجو برنابيو"، الذين طالبوه بالرحيل بسبب النتائج الهزيلة التي حققها آنذاك. وبالفعل أصبح بيليجريني بعد مباراة الثلاثاء على حافة الهاوية، إذا لم يتدارك الوضع في مباراة الإياب التي ستقام في مدريد في العاشر من الشهر القادم.
وداعا لعقدة ميلان
عكس ليون، لم يستفد ميلان الإيطالي من عامل الأرض وانهزم أمام "الشياطين الحمر"، فريق مانشستر يونايتد الانجليزي على ملعب "سان سيرو" الواقع في ضواحي مدينة ميلانو بثلاثة أهداف مقابل هدفين. وعبر هذا الفوز، نجح مانشستر أخيرا في التحرر من عقدة ميلان، الذي لم يهزمه في أي من المواجهات الأربع التي جمعت بينهما، وكان الفريق الإيطالي تأهل على حساب مانشستر إلى نهائي دور أبطال أوروبا في موسم 1957-1958 (4-0 ذهاب / إياب 1-2)، ثم موسم 1968-1969 (2-0 ذهاب/ 1-0 إياب)، وأخيرا 2006-2007 (2-3 ذهاب/ 3-0 إياب). بالإضافة إلى مواجهة سابقة في الدور ثمن النهائي في موسم 2004-2005 والتي خرج فيها مانشستر منهزما بهدف دون رد ذهابا وإيابا. وقد ألقى هذا السجل القاتم بظلاله على أداء "الشياطين الحمر" عقب هدف ميلانو الأول الذي أحرزه نجمه البرازيلي رونالدينيو، لكن هدف التعادل كان كفيلا بإعادة الثقة إلى لاعبي مانشستر لحسم المباراة لصالحهم. وكادت الأمور أن تسير بشكل أفضل بالنسبة للمدير الفني سير أليكس فيرجسون، لولا هدف ميلان الثاني الذي سقط في الدقيقة 85 من عمر المباراة، والذي قد يلعب دورا مصيريا في مباراة الإياب المقررة في العاشر من آذار/ مارس المقبل.
اعتراف كلوزه
بكثير من الحظ استطاع الفريق البافاري باريرن ميونيخ تجاوز الكمين الذي نصبه له فريق فيورنتينا الإيطالي، وفاز في المباراة التي أقيمت يوم أمس على ملعب "أليانس أرينا" بهدفين مقابل هدف واحد. وقد دخل بايرن إلى المباراة مؤمنا أن الفريق الإيطالي سيكون فريسة سهلة بين يديه. إلا أن الأمور جرت عكس ذلك. فقد اصطدم الألمان بفريق منظم أظهر اندفاعا كبيرا ومارس ضغوطات متكررة، أربكت أصحاب الأرض ودفعت بهم إلى ارتكاب أخطاء فنية عديدة. وقد كادت المباراة أن تنتهي بالتعادل، لولا الهدف الذي أحرزه في الوقت القاتل المهاجم ميروسلاف كلوزه، لكنه، كان من وضع تسلل. ولحسن حظ بايرن لم ينتبه الحكم النرويجي توم أوفريبو إلى ذلك. وقد اعترف كلوزه فيما بعد أنه بالفعل كان موضع تسلل، وذكر أن "غريزته أنبأته بذلك". رغم ذلك خرج بايرن فائزا في مباراة الذهاب، ليعزز من فرصه لبلوغ دور ربع النهائي. ورغم ما قيل قبيل المباراة عن قوة بايرن الضاربة المتمثلة في الجناحين السريعين آريين روبن وفرانك ريبري، إلا أن كليهما عجز عن تحقيق اختراقة أمام الستار الحديدي الذي طوق كلا منهما، المدافع ماركيوني تولى حراسة ريبري وزميله فارغاس حراسة آريين روبين. وأمام الفريق البافاري الآن القيام "بعمل شاق"، حسب القيصر فرانس بيكنباور، للفوز على فريق فيورنتينا في مباراة الإياب في التاسع من مارس/آذار. بدءا بعملية "إعادة الحسابات" و"التحلي بالتركيز" حسب بيكنباور. وفي مباراة أخرى، هزم فريق بورتو البرتغالي فريق أرسنال الانجليزي بهدفين مقابل هدف يتيم. ليكون وضعه من وضع بايرن الألماني ومانشستر الانجليزي وليون الفرنسي. فرق قامت بالخطوة الأولى في طريق تبقى فيه كل الاحتمالات واردة.
الكاتبة: وفاق بنكيران
مراجعة: ابراهيم محمد