شاءت الأقدار أن تدفع بلاعبين إلى دائرة الأضواء. لم يكونا أساسيين ضمن تشكيلة كاسبر هيولماند عند انطلاق منافسات اليورو 2020، ورغم ذلك أصبحا من المفاتيح الأساسية التي ساهمت في تحقيق "المعجزة الدنماركية".
إعلان
بدأت منافسات كأس الأمم الأوروبية بصدمة قوية عند انهيار لاعب المنتخب الدنماركي كريستيان إريكسن بنوبة قلبية. الأمور وكما رأينا اتخذت ولحس الحظ نهاية سعيدة لكن البطولة انتهت بالنسبة لإريكسن وقررت الدنمارك "اللعب من أجله"، كما كتب على لافتات رفعت على المدرجات في المباريات اللاحقة للمنتخب.
المهمة عادت وبسرعة إلى زميله في خط الوسط ميكيل دامسغارد. وبذات السرعة استغل هو الفرصة وأبان على شراسة محارب الـ "فايكينغ" ببراعة برازيلية، حتى أن صحيفة "بي تي" كتبت عنه أنه "يبدو وكأنه فارس طريّ العود خرج للتو من البيضة (...)، ولكن على المسرح الأوروبي الكبير، يشبه المحارب القديم المحنك في التشكيلة، تقريباً مثل كريستيان إريكسن في أفضل أيامه".
مهّد دامسغارد الطريق أمام بلاده للفوز على روسيا 4-1 في دور المجموعات بافتتاحه التسجيل، وبات أصغر هداف في تاريخ الدنمارك في نهائيات اليورو، ليعود ويتألق في رباعية الفوز أمام ويلز في ثمن النهائي لترتفع أسهم هذا الجناح السريع والنحيف (1,80 م و70 كلغ).
بات دامسغارد جناح سمبدوريا الإيطالي، رمزا لحنكة المدرب كاسبر هيولماند في إعادة بناء النجاعة الهجومية لمنتخبه مع غياب إريكسن، هو الذي يعرفه جيدا إذ سبق له وأن أشرف عليه مع ناديه السابق أف سي نوردسيالند عندما انتقل إلى صفوفه في عام 2017 قادماً من قريته الصغيرة غيلينغ.
وبعد التأهل إلى نصف النهائي، في أمسية الفوز على جمهورية تشيكيا 2-1 في ربع النهائي والتي تزامنت مع احتفاله بعيد ميلاده الـ 21، نقلت عنه شبكة "بي تي" قوله: "لم أحلم بهدية عيد ميلاد أفضل. هو أمر جنوني أن أذهب إلى ويمبلي". وتابع "إنها مغامرة أن نكون هنا. من الجنون بعد كل الذي حصل".
"الرجل الجليدي"
محارب "فايكينغ" آخر ساهم بدوره وبقوة في تحقيق هذه "المعجزة". يطلق عليه "الرجل الجليدي" لكونه لا يظهر أي أحاسيس على الملعب. ويتعلق الأمر بالمهاجم كاسبر دولبرغ.
لم يكن هو الآخر ضمن التشكيلة الأساسية للمدرب الدنماركي كاسبر هيولماند. لكنه ترك في الأدوار الإقصائية بصمة لا يمكن تجاهلها. هدفان في مرمى ويلز (4-صفر) وثالث ضد تشيكيا (2-1).
كما حصل لدامسغارد بعد إصابة إيركسن، دخل دولبرغ إثر اصابة المهاجم الأول يوسف بولسن، فأصبح لاحقًا أساسيًا برغم عودة مهاجم لايبزيغ الألماني.
في باكو، راوغ اللاعب المكنّى "آيس بيرغ" (الرجل الجليدي)، في ناديه السابق أياكس امستردام الهولندي (2015-2019)، الدفاع وظهره إلى مرمى تشيكيا، مرر لزميله مارتن برايثوايت كرة مقشرة في العمق، وشارك في أدوار دفاعية. لم يتردّد في ترجمة عرضية يواكيم مايهلي الرائعة، ليهزّ الشباك قبل الاستراحة.
هدفٌ ثالثٌ لم ينتزع ابتسامة اللاعب. ردّ فعل بارد اعتاد عليه بنسبة أقل جمهور فريق نيس المتوسطي.
لكن الظاهر لا يعكس الباطن، يقول زميله الشاب المقرب منه في نيس المدافع النمساوي فلافيوس دانيليوك، موضحا أن "هناك فارقا بين الصورة التي يعطيها للعالم الخارجي، وشخصيته الحقيقية داخل النادي...كنت مصدومًا لعدم احتفاله بتسجيله الأهداف. جليدي وغير عاطفي، حتى ولو حصل على فرصة واحدة. (لكنني) اكتشفت شخصًا يتحدث كثيرًا، يبتسم ويمرح كل يوم".
وتابع: "كاسبر بعيد جدًا عن الصورة المتداولة بين الجماهير. حتى إذا غضب، يبقي كل شيء داخليًا، لا يعطي الحجج لخصمه".
ولا شك بأن دولبرغ سيتسبب بصداع لمدربه. فيتعين على هيولماند في مباراة يوم غد الأربعاء الاختيار بين الشاب القادم من نيس أو الخبير بولسن (27 عامًا)، المتعافي من اصابة بعضلات فخذه الخلفية والذي دخل بدلا منه قبل نصف ساعة على نهاية مباراة تشيكيا.
و.ب / م.س(أ ف ب، د ب أ)
بالصور: نجوم من أصول إفريقية في يورو 2020
تمتلك المنتخبات الأوروبية الـ 24 المشاركة في بطولة أمم أوروبا (يورو 2020) التي تنطلق الجمعة، عددا من النجوم من أصول إفريقية ممن سطورا أسماءهم بأحرف من ذهب في عالم الساحرة المستديرة.
صورة من: Andre Boyers/AP/picture alliance
كيليان مبابي (فرنسا)
ينحدر كيليان مبابي من أصول إفريقية فوالده من الكاميرون أما ووالدته من الجزائر. كان عمره 19 عاما عندما توج مع منتخب الديوك بمونديال كأس العالم 2018 في روسيا. يعد مبابي واحدا من أبرز لاعبي المنتخب الفرنسي المشارك في يورو 2020 والذين ينحدرون من أصول إفريقية إلى جانب بول بوغبا (غينيا) ونغولو كانتي وموسى سيسوكو (مالي) وعثمان ديمبيلي (كوت ديفوار) وكريم بنزيمة (الجزائر).
صورة من: REUTERS
روميلو لوكاكو (بلجيكا)
أصبح "القاطرة البشرية" روميلو لوكاكو الذي ولد لأبوين أصلهما من الكونغو الديمقراطية، هداف منتخب بلجيكا. قاد لوكاكو منتخب الشياطين الحمر للفوز بالمركز الثالث في كأس العالم 2018. وليس لوكاكو اللاعب الوحيد من أصول إفريقية يلعب في منتخب بلجكيا المشارك في يورو 2020 إذ يضم المهاجمين ميشي باتشواي وكريستيان بينتيكي وهما مثل لوكاكو ينحدران من الكونغو الديمقراطية بالإضافة إلى جيريمي دوكو الذي ينحدر من غانا.
صورة من: picture-alliance/Sputnik/M. Bogodvid
أنطونيو روديغر (ألمانيا)
يفخر مدافع منتخب ألمانيا أنطونيو روديغر بأصوله الإفريقية إذ قال في السابق "عائلتي كلها قدمت من إفريقيا". فر والداه من الحرب الأهلية بسيراليون في تسعينيات القرن الماضي ليستقر بهما الحال في برلين. ويضم منتخب المانشافت المشارك في يورو 2020 لاعبين آخرين من أصول إفريقية كلاعب بايرن ليروى ساني وسيرج غنابري وجمال موسيالا. ينحدر والد ساني من السنغال فيما ينحدر والدا غنابري من كوت ديفوار وموسيالا من نجيريا
صورة من: Gleb Garanich/Reuters
ديفيد ألابا (النمسا)
كان من الممكن أن يلعب المدافع القوي ديفيد ألابا في صفوف منتخب نيجيريا، لكن ألابا قرر في نهاية المطاف اللعب مع منتخب النمسا مسقط رأسه. وقد لعب المدافع النمساوي مع نادي بايرن لأكثر من 13 عاما قبل أن يتركه إلى ريال مدريد. وتضم قائمة منتخب النمسا المشارك في يورو 2020 فالنتينو لازارو الذي يلعب في الدوري الألماني وينحدر والده من أنغولا وأيضا رفيقه في البوندسليغا كريم أونيسييو الذي ولد لأب من نيجيريا.
صورة من: Markus Ulmer/imago images
بريل إيمبولو (سويسرا)
ولد المهاجم بريل إيمبولو في الكاميرون وعندما كان في عامه السادس قررت والدته الهجرة إلى سويسرا معه وشقيقه الثاني فيما بقى الأب في إفريقيا. ويضم منتخب سويسرا المشارك في يورو 2020 لاعبين من الدوري الألماني ينحدرون من أصول إفريقية بينهم دينيس زكريا (الأب من الكونغو الديمقراطية والأم من السودان) وكيفن مبابو (الأم من الكونغو الديمقراطية).
صورة من: Christof Stache/REUTERS
ممفيس ديباي (هولندا)
والد ممفيس ديباي من غانا وقد ترك العائلة عندما كان ديباي طفلا صغيرا ولهذا يرجع السبب وراء أنه يكتب اسمه الأول ممفيس غالبا على القميص الذي يرتديه. وإلى جوار ديباي يلعب أيضا ناثان آكي الذي ينحدر من أصول إفريقية فوالده من كوت ديفوار.
صورة من: picture-alliance/dpa/PA Wire/J. Walton
ويليام كارفالو (البرتغال)
توج المدافع ويليام كارفالو مع منتخب البرتغال ببطولة يورو 2016، لكنه في يورو 2020 يتطلع لتكرار الفوز. ولد كارفالو في عاصمة أنغولا لواندا لكنه انتقل إلى البرتغال عندما كان طفلا. ويضم منتخب البرتغال المشارك في يورو 2020 لاعبين آخرين من أصول أفريقية مثل دانيلو بيريرا الذي ولد في غينيا بيساو.
صورة من: Stanley Gontha/picture-alliance/Pro Shots
ألكسندر إسحاق (السويد)
ينحدر مهاجم منتخب السويد ألكسندر إسحاق لأبوين من إريتريا. فتى ريال سوسيداد الذهبي كان قد لعب لعامين في صفوف بوروسيا دورتموند. وتضم قائمة المنتخب السويدي المشارك في يورو 2020 مهاجم ماينز الألماني روبن كوايسون الذي ينحدر من أصول إفريقية فوالده من غانا وأيضا كين سيما الذي ولد لأبوين من الكونغو الديمقراطية.
صورة من: Reuters/L. Kuegeler
غلين كامارا (فنلندا)
فاز خط وسط منتخب فنلندا للتوه بلقب الدوري الاسكتلندي مع نادي رينجرز. ولد كامارا في مدينة تامبيري الفنلندية لأبوين من سيراليون. تعلم مهارات كرة القدم في أكاديمية أرسنال للشباب.
صورة من: picture-alliance/AP/L. Vieira
بوكايو ساكا (انجلترا)
هاجر والدا بوكايو ساكا البالغ من العمر 19 عاما من نيجيريا إلى انجلترا لذا تم استدعاؤه في السابق لينضم إلى منتخب النسور إلا انه اختار اللعب في صفوف المنتخب الإنجليزي. ويعد قرار ضمه إلى المنتخب الإنجليزي المشارك في يورو 2020 أمرا مفاجئا إلى حد ما، لكن لاعب نادي الأرسنال قد يكون حاسما في مباريات المنتخب الإنجليزي. الكاتب: شتيفان نيتسلر/ م.ع